الاثنين، 12 ديسمبر 2011

الأشعل : الإسلاميون جزء من المجتمع و الهدف تحقيق إرادة الشعب



فى الصورة السفير عبد الله الأشعل

ألقى السفير عبد الله الأشعل، أستاذ القانون الدولى بالجامعة الأمريكية والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، محاضرة بعنوان "مستقبل الإسلام السياسى فى مصر" بالمنتدى الثقافى المصرى، مساء الأحد، بحضور السفير أحمد الغمراوى المنتدى الثقافى المصرى، وعدد من سفراء الدول العربية وسفراء مصر السابقين، وعدد من النشطاء السياسيين وأعضاء المنتدى.

أدار اللقاء السفير أحمد الغمراوى رئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية ورئيس المنتدى الثقافى المصرى سفير مصر السابق فى العراق وأفغانستان، والذى بدأ كلمته بالثناء على الأشعل، قائلا: نتشرف بوجود الدكاترة عبد الله الأشعل، مضيفا أن أحد المشاكل التى قابلت الأشعل حبه وشغفه بالعلم، فى زمن كان يحارب فيه المثقفون، الأمر الذى كان عقبة أمام المثقفين فى مصر جميعا، بل أزمة جميع المثقفين العرب.

من جانبه قال الأشعل: كما يتضح للجميع أن الانتخابات بالمرحلة الأولى أشارت إلى تقدم ما يسمى بـ"التيار الإسلامى"، وهى كلها مصطلحات غريبة تم توريدها إلى المجتمع الشرقى، يجب أن نحرر عقولنا منها وأن نحذر من التقسيم الذى فرضه الغرب بوجود معسكر إسلامى وآخر علمانى.

وأشار الأشعل إلى أن الأزمة الآن ليست فى المسميات، بل تكمن فى تحقيق الإرادة السياسية لمصر الرائدة، بتولى المثقفين القيادة، قائلا من وجهة نظرى الليبرالى والعلمانى هم المثقفون وليس الإسلامى إن صحت المسميات، وليس بالضرورة أن يكون المثقف بعيدا عن الدين، الأهم هو تحقيق السيادة، فإذا اكتسح الإخوان المسلمون وعملوا على توطيد العلاقات مع إسرائيل، سوف يحصلون على جائزة نوبل للسلام، طالما عملوا لمصلحة إسرائيل، وهذا كان مضمون رسالة جون كيرى خلال زيارته الأخيرة لمصر ولقائه بعدد من المسئولين وقيادات "الحرية والعدالة"، وهى التأكيد على عدم المساس بالعلاقات مع أمريكا وإسرائيل واحترام قدسيتها، للحفاظ على استمرار العلاقات والمعونات الأمريكية على حد تعبيره.

واستطرد الأشعل قائلا: لقد مضى الزمن الذى كانوا ينصبون فيه الحكام لمصالحهم، خاصة أن الخياشيم السياسية فى مصر الثورة تفتحت، ووطننا يتقدم إلى الأمام، أما التيار الإسلامى فهو جزء من المجتمع المصرى، مشيرا إلى أن قضيتنا الأسمى الآن ليست مواجهة الإسلاميين أو من يحقق الأغلبية، بل فى أن يعمل من يأتى للسلطة على تحقيق إرادة الشعب، وإذا تقدم الإسلاميون ولم يحققوا مطالب الشعب، الشعب نفسه هو الذى سيبعدهم فى الانتخابات المقبلة.

وأضاف الأشعل: نحن نريد لهذا الشعب الذى أنتج إرادته بنفسه بثورته المجيدة فى يناير، أن يختار نوابه فى البرلمان دون التعقيب من أحد أو فرض إملاءات، وتحقيق استقلال القرار المصرى، أيا يكن مسمى التيار المتقدم، حتى وإن كانت بالانتخابات جزءت من التزوير، أما سبب تقدم الإسلاميين سواء كان لحسن التنظيم أو التمويل الكبير الذى يلقونه وما مصدره، أو خالفوا القواعد والضوابط وخطبوا فى المساجد والزوايا أو وزعوا الأطعمة، لا يهم الآن، فتلك قضية مصرية سوف يأتى الوقت وتدرس جيدا وتكشف جميع الحقائق.

وأوضح الأشعل أن التيارات الإسلامية هى الجماعات التى تنتهج الدور السياسى تحت ستار الإسلام، والتى بدأ فى الظهور مع رحيل الإنجليز مع تيار التحرير للنهوض بالوطن، وشهد تطورات كثيرة من تقدم وخمول، حتى جاء بثوبه الجديد، الذى تمثل فى الجماعات المسلحة بتمويل ودعم أمريكى، ورغم أن المجتمع تضرر من هذا التيار، كما أنه أضر بالدين كثيرا، فإن المجتمع لم يكن له يد فى نشأته، بل كان نتاج قهر النظام الأمنى وغبائه الذى جعل منهم متطرفين.

وعن ظهور التيار السلفى على الساحة السياسية قال الأشعل رغم وجود علماء وفقهاء ومفكرين كثيرين فى التيار السلفى، إلا إن التيار فى مجمله فكره الاقتصادى والاجتماعى ضعيف، مشيرا إلى أن هناك جهات ووسائل إعلام كثيرة استغلت ذلك فى تشويه صورة السلفيين وتخويف الناس منهم، وذلك من أجل تحقيق مصالح خاصة وتشتيت المجتمع، مؤكدا ضرورة أن يسود بيننا الود والاحترام، فليس من حق الإسلاميين تكفير العلمانيين ولا من حق العلمانيين إطلاق أى مسمى على الإسلاميين.

وقال الأشعل، إن السبب الرئيسى فى تلك الأزمات وحملات الغرب الإعلامية لإرباك المجتمع هو الفراغ السياسى الذى تعيشه البلاد، ولكى نتخطى حالة الاشتباك بين الإرادة الشعبية المصرية والإرادة الأجنبية، يجب التفرغ إلى الانتخابات البرلمانية بغض النظر عن الفصيل المسيطر، والبعد عن التطرق إلى أى أمور من شأنها تشتيت أذهاننا والصف الواحد، قائلا إن الشعب كان فى حالة غليان، ولن يهدأ إلا بتحقيق إرادته التى سوف تتحقق بالقرارات التى تطبق السيادة الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى العدالة الاجتماعية والأمان.

وعن التخوفات من الدستور القادم أكد الأشعل أنه ليس هناك دستور إسلامى وآخر مدنى، فالدستور واحد وهو ما يختاره الشعب ويعبر عنه، أما تلك المسميات ما هى إلا بدع غربية مختلقة، كما أضاف أن المجلس العسكرى انحرف عن المسار الصحيح وأشقى المجتمع المصرى، بقراراته ومقترحاته من وثائق ومبادئ فوق دستورية، وأخيرا المجلس الاستشارى، الذى اعتبره ستارا لصعود رئيس للجمهورية بالتوافق، وليس بالانتخاب كون المجلس ممثلا لجميع طوائف الشعب، لأن البرلمان لن يمثل جميع فئات المجتمع كما يدعون، على حد قوله.

يأتى هذا فيما عقب الغمراوى بتوضيح لكلمة الأشعل قائلا: إن جرائم الغرب ضد الإسلام عديدة وكنت معاصرا للأحداث عن قرب بحكم منصبى على اثنين منهما، الأولى فى العراق بتوريط الرئيس الراحل صدام حسين فى بعض الأفعال التى تحسب ضده وتكون ذريعة لرد الفعل الغربى، والذى نتج منه احتلال العراق وإسقاط النظام العراقى، خاصة بعد أن جاء ترتيب العراق رقم (6) فى ترتيب القوى العالمية.

وأشار الغمراوى إلى الجريمة الثانية وكانت فى أفغانستان، والتى بدأت بتحفيز دول الشرق الأوسط كلها فى مقاومة الشيوعية والاتحاد السوفيتى، وتدعيم الجهاد المسلح فى أفغانستان، وقد أطلقت على الحروب الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتى "حرب الجهاد" أو "الحرب المقدسة"، حيث ألبستها عباءة الدفاع عن الدين والمعتقدات، والتى ساهمت فيها السعودية بحوالى 48 مليار دولار، مضيفا ما إن انتهى الاتحاد السوفيتى حتى بدأت الولايات المتحدة الأمريكية فى تصفية قادة المقاومة والجهاد المسلح فى أفغانستان بحملة إعلامية لم تشهد أفغانستان مثلها يوما، وذلك بتشويه صورة البعض بنشر صور مخلة بالآداب، ومن لم تتمكن منه قامت بتصفيته جسديا، ثم بدأوا بدعم تنظيم القاعدة بالسلاح المتطور، حتى جاء اليوم الذى شهدت فيه أفغانستان "أبناء الجهاد يقتلون آباء الجهاد"، وكان ذلك كله حتى لا تقوى أفغانستان على أمريكا بعد قضائها على الاتحاد السوفيتى.




المصدر : اليوم السابع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق