الخميس، 5 أبريل 2012

هوس التسوق .. إدمان نسائى !



إعداد : فادية عمار
ـ " متعة المرأة فى أن تبدد أموال زوجها فى أتفه الأشياء " أنيس منصور
ـ واحدة من أربع سيدات تعانى مشاعر الندم والعضب بسبب الإنفاق الكبير على مشتريات هى ليست بحاجة إليها .
ـ السعادة الخالصة تكون فى تواصلنا الدائم مع العائلة والأصدقاء وفى تركيزنا على أداء أعمالنا بتميز
ـ ممارسة هواية معينة مثل : الاعتناء بالحديقة والطبخ وقراءة القصص وكتابة الشعر تجعلنا أكثر إيجابية وإبداعاً
هوس التسوق والشراء مرض يصيب النساء أكثر من الرجال ، ولا يقل خطورة عن إدمان المخدرات ، حيث تشكل نسبة النساء المهووسات بالشراء 50% من نساء العالم ، وتبرر أغلبيتهن هذه الحالة بالرغبة فى التخلص من المشاعر المؤلمة والأفكار والمصاعب التى يواجهنها فى المنزل أو العمل ، كما تشير معظم الدراسات إلى أن سر هذا الوسواس القهرى يعود إلى شعور المرأة بالوحدة والفراغ ، إضافة إلى الجوع العاطفى والرغبة فى الهروب من المتاعب التى تلح عليها .
السعادة مع التوفير
تفول جيسكا تشيفرز ، المتخصصة فى التفكير العقلانى : يمكنك الحياة بسعادة من دون إنفاق أية نقود مشير إلى حالة كارى المرضية ، وهى سيدة فى الثامنة والثلاثين من عمرها ، تعمل سكرتيرة كما أنها أم لطفلين ، اعتادت تبذير أموالها فى المحال التجارية ، ومراكز التسوق خلال فترة استراحة منتصف النهار ، وتلفت تشيفرز إلى أن كارى بدأت بالمواظبة على حضور الجلسات العلاجية للشفاء من حالة الإدمان التى تعانيها ، لقناعتها بأن هوسها بالتسوق مجرد قناع يغطى على شعورها بعدم الرضا عن حياتها بشكل عام ، وعملها بشكل خاص ووفقاً للبروفيسورة كارين باين ، مؤلفة كتاب " المرأة والاقتصاد " ، فإن معظم النساء يصرفن ما يعادل ثمانى سنوات من حيواتهن فى التسوق مشيرة إلى دراسة قامت فإجرائها وأثبتت من خلالها أن التسوق أصبح يشكل حالة عاطفية ، حيث تقوم ثمانى سيدات من كل عشر بالتسوق للوصول إلى الإحساس بالسعادة ، ولكنه إحساس يزول عند وقت الدفع فى المراكز التى أصبحت تستنفد كافة المدخرات .
وتضيف باين أن واحدة من أربع سيدات تعانى مشاعر الندم والغضب بسبب الإنفاق الكبير على مشتريات ليست بحاجة إليها ، كما أن سبعاً من عشر سيدات يتخوفن من فقدان النقود ، مع اعترافهن بأن الأمور خرجت عن سيطرتهن ، ويرغبن فى كسر عادة التسوق وهنا تؤكد باين أن هناك الكثير من الطرق لملء الفراغ ، والابتعاد عن التسوق ، إضافة إلى كونها الوسيلة المؤدية إلى السعادة الحقيقية والدائمة .
دوّنى الإيجابيات اليومية
يعانى معظمنا عدمالقدرة على تذكر الأوقات الجيدة التى تمر بنا كما تجهد الذاكرة لاستعادة المواقف الإيجابية فى حياتنا ، وهنا يطرح د. مارتين سيليغمان فكرة دفتر المذكرات الإيجابية ، حيث طلب سيليغمان من نحو 500 سيدة تدوين ثلاثة أشياء يومية جيدة حصلت معهن ولمدة أسبوع ، مع ذكر أسباب حدوثها ، ليجد أن هذه الفكرة كان لها أثر بالغ فى إدخال الشعور بالبهجة والسرور إلى قلوب النساء ، أكثر من شراء حقيبة جديدة فى تلك الفترة ، لافتاً إلى أن إحدى السيدات عبرت عن شعورها بالسعادة خلال ممارستها هذا التمرين ، بعد انتهائها من الأعمال المنزلية مساء ، مؤدة أن قيامها بتدوين الأشياء الجيدة التى صادفتها خلال النهار ساعدها على التركيز على الأمور الإيجابية فى حياتها والتى تستحق العيش من أجلها .
استفيدى من قدراتك
تقول راشيل ، عاملة الاستقبال ذات التسعة والثلاثين ربيعاً إن زملاءها فى العمل لاحظوا زيادة شعورها بالسعادة والثقة بالنفس ، عازية هذه المشاعر إلى حسن استخدامها للوقت وقدراتها الذاتية ، مع استفادتها من تراكم صفاتها الإيحابية المتمثلة فى اللطف ، والذكاء الاجتماعى والفضول والشجاعة فى تطوير عملها ، وتشير أبحاث د. كريستوفر بيرسون ، من جامعة ميشيغان إلى أن التركيز على إبراز قدراتك واستخدامها بطرق جديدة ، لمدة 7 أيام على الأقل سيؤديان إلى إظهار السعادة الحقيقية التى تشعرين بها ، كما أنهما سيزودانك بالقوة الداخلية لتحسين مؤهلاتك العملية وزيادة خبرتك داخل العمل ، وتضيف راشيل أنها كانت تشعر بالملل خلال عملها ، إضافة إلى تفكيرها المستمر فى الاستقالة وإيجاد عمر جديد ، ولكنها بفضل تغيير أسلوب عملها واستفادتها من قدراتها وخبرتها ، أصبحت تمارس عملها بحرفية ومهنية ، ما زاد من شعورها بالسعادة والبهجة .
إبحثى عن الهواية المناسبة
أثبتت أبحاث البروفيسور مبهالى كيزمان فى جامعة كليرمونت ، أن ممارسة هواية معينة مثل الاعتناء بالحديقة ، الطبخ قراءة القصص ، وكتابة الشعر أو القيام بأى نشاط آخر تتطلب منا التركيز والمهارة ، ما يجعلنا أكثر إيجابية وإبداعاً ، كما يساعدنا على تحسين الحالة النفسية ، ويشدد كيزمان على ضرورة ممارسة الأنشطة والهوايات التى تعطى نتائج ملموسة وفورية ، وتساعد على زيادة الإحساس بالسعادة والبهجة بقولها : " وجدت لدى القدرة على صنع الوسائد والستائر والإبداع فى هذا العمل ، لذلك سعيت إلى حضور بعض الدوراتالتدريبية فى هذا المجال لتنمية موهبتى ، وزيادة قدرتى على العمل الصحيح والمبدع، وهطذا بدأت بالتجاه إلى الطريق الصحيح ، حيث استطيع فى الوقت الحاضر أن أعمل على تغيير الديكورات فى منزلى وبسعر معقول ، إضافة إلى إحساسى بالفخر والارتياح طوال الوقت " .
مارسى الرياضة
وتشير نتائج المسح الصحى الذى أجرى فى بريطانيا مؤخراً إلى أن 91% من النساء فى أعمار تتراوح بين 16 و 64 عاماً لا يعرفن مقدار التمارين الرياضية المناسبة لأعمارهن ، ما يعنى على الأرجح أن معظم هؤلاء السيدات لا يمارسن الرياضة بمقدار نصف الكمية التى تحتاج إليها أجسامهن ، وهذا بالطبع أمر يدعو إلى الأسف ، لأن ممارسة المشى السريع ، ولمدة عشر دقائق يومياً ، يمكن أن يحسن المزاج لمدة تصل إلى ساعتين وأوضح تقرير نشر فى المجلة البريطانية للطب الرياضى أن الذين يمارسون الرياضة الخفية على أساس يومى منتظم يحصلون على مستويات أعلى من الارتياح والرفاهية مقارنة مع الآخرين ممن لا يمارسون أية نشاطات رياضية منتظمة ، حيث يحصل الناس الذين يعملون على زيادة معدل الحركة فى حياتهم على نتائج إيجابية ملموسة ، خاصة إذا كانت بديلاً عن إنفاق المزيد من النقود على التسوق كما أظهرت دراسة قام بها ميشيل أرجيل ، عالم النفس الاجتماعى تفيد أن ممارسة المشى فى الهواء الطلق تمنحنا المزيد من الشعور بالسعادة والبهجة .
أضحكى .. غنى وابتسمى
كما وجدت أبحاث علماء النفس أن الضحك والغناء يمنحان القلب والجهازين المناعى والعصبى الكثير من الفوائد التى تنتج عنها زيادة مشاعر الفرح والسعادة ، حيث أظهرت دراسة لهم على مجموعة تمارس الغناء الكورالى ، تغيرات إيجابية ملموسة فى الجهاز المناعى والمشاعر لدى أفراد المجموعة بعد ممارستهم الغناء كما يساعد الضحك على تطوير علاقاتك الاجتماعية فهو يؤدى دوراً إيجابياً من خلال قيامك بمجاملة الآخرين والتفاعل معهم ، وحتى الابتسامة التى تظهر على شفتيك يمكن أن تحول مزاجك إلى الأفضل ، نتيجة أثرها الأيجابى فى عمل الدماغ ، حيث تقول الأم تيريزا : " تشكل كل ابتسامة نمنحها للآخرين عملاً بدافع المحبة ، وهدية جميلة نقدمها للأشخاص المحيطين بنا " وعندما تبدئين بالابتسام ، لابد من ظهور التفاؤل فى حياتك ، باعتباره حالة ذهنية مترافقة مع ابتسامتك لذا تفاءلى وابتسمى حتى فى أحلك الأوقات .
استمتعى بصحبة الصديقات
بالطبع نحن لا نحتاج إلى أبحاث العلماء لمعرفة مدى أهمية العلاقات الخاصة فى رفع معدل السعادة فى حياتنا إلا أنه وفقاً لدراسة قامت بها المجلة الطبية البريطانية مؤخراً ، فإن الصديقات لهن بصمات متميزة فى حصولك على السعادة أكثر مما تحصلين عليه مع عائلتك ، حيث يزيد وجود صديقاتك فى المحيط القريب من منزلك من فرص شعورك بالسعادة بمقدار 25% لذلك ينصح علماء النفس بالتركيز على الصديقات المقربات ، مؤكدين أن الحديث مع الصديقات ، والإفضاء إليهن بالهموم والمصاعب التى تواجهك بعدان خير سبيل للاحتفاظ بالصداقات الدائمة ، كما يسهمان بشكل كبير فى وصولك إلى الراحة النفسية المنشودة .
التفاعل الاجتماعى
ويشير البروفيسور كيزمان إلى أن السعادة لا تكمن فى حصولنا على حقيبة يد جديدة أو سيارة رولز ـ رويس أو حتى فى شراء فيلا فخمة ولكن الواقع يؤكد أن السعادة الخاصة تكون فى تواصلنا الدائم مع العائلة والأصدقاء ، وفى تركيزنا على أداء أعمالنا بتميز.
فالسعادة الحقيقية لا وجود لها من دون البيئة التى تحيط بنا لذلك ينصح كيزمان بالتواصل مع المقربين الذين يملؤون أوقاتنا بالفرح والسعادة ، ونستطيع خلال وجودهم الإفصاح عن مشاعرنا الحقيقية من دون خوف ، ونستعين بآرائهم وأفكارهم ، مع مشاركتهم فى الانشاطات الاجتماعية والثقافية المختلفة التى تجعلنا نتطلع إلى تمضية المزيد من الوقت معهم.
ويلفت كيزمان إلى تجربة كارى التى شعرت بأهمية حياتها ووجودها بعد عملها على مساعدة الأطفال المعاقين على تعلم ركوب الحصان الثابت فى الحديقة المجاورة لمنزلها ، حيث وجدت كارى أن هذا العمل لم يشبع فقط شغفها وحبها للخيول حيث رافقاها منذ الصغر ، ولكنه مثل فرصة ثمينة للتواصل مع مجتمعها المحلى .
وهنا يوضح كيزمان أن بإمكان جميع الناس الحصول على هذه الفرصة لتوثيق علاقاتهم مع أفراد المجتمع من حولهم ، لافتاً إلى أن مشاركة الأصدقاء فى تنظيف الحديقة العامة التى تقع فى حينا لمدة نصف ساعة يمكن أن تشكل بداية طيبة لحياة اجتماعية مثالية .
كيف تتخلصين من هوس التسوق ؟
* كونى مبدعة ، وابتعدى عن كونك مستهلكة ، عن طريق البقاء فى المنزل والقيام بأشياء محببة إلى قلبك .
* استبدلى ساعتين من الأوقات التى تمضينها أمام التليفزيون بأعمال تطوعية لمرة واحدة فى الأسبوع على أقل .
* اصرفى بعض مدخراتك لقضاء وقت ممتع مع صديقتك المقربة بدل إنفاقها على شراء الملابس .
* استمتعى بأ/سية تسجلين فيها بعض إنجازاتك خلال الأسبوع على دفتر خاص ، مع تزيينة ببعض الصور التى تساعدك على إبراز أفضل أعمالك .
* قدمى لصديقاتك وأفراد العائلة بطاقات أعياد الميلاد والمناسبات من صنع يديك .
النصائح الذهبية لنتائج فورية :
* اكتبى ثلاثة أشياء جيدة حصلت معك بالأمس
* استمعى إلى موسيقى تحبينها لمدة نصف ساعة
* اقرئى فصلاً من روايتك المفضلة
* استخدمى الهاتف فى التواصل مع صديقاتك عوضاً عن إرسال الإيميل والرسائل القصير من الهاتف المحمول .
* افتحى قلبك وصارحى صديقتك بالأسباب التى تجعلها صديقتك المفضلة .
* عانقى صديقتك المقربة وامنحيها الإحساس بمحبتك وصداقتك العميقة
* واصلى الابتسام فى أوقات العمل ، وفى كافة الأوقات الأخرى
المصدر : المرأة اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق