الأربعاء، 4 أبريل 2012

نص التحقيقات فى «كارثة الأربعاء الدامى»

«المصرى اليوم» تنشر نص التحقيقات فى «كارثة الأربعاء الدامى» محافظ بورسعيد«المستقيل»: اتصلت بمدير الأمن أثناء الضرب وقال لى: «عادى» 
 تنشر «المصرى اليوم» نص التحقيقات فى قضية «مذبحة بورسعيد» أو «كارثة الأربعاء الدامى» التى وقعت فى الأول من فبراير الماضى وانتهت بمقتل ٧٤ ضحية معظمهم من ألتراس الأهلى.. الكارثة تحمل تفاصيلها قرابة ١١ ألف ورقة حملت رقم ٤١٧ لسنة ٢٠١٢ وبـ«توقيع» المستشار سامى عديلة، المحامى العام لنيابات بورسعيد، وضمت ٧٥ متهماً بينهم ٩ قيادات أمنية أبرزهم مدير الأمن السابق، ومساعدوه وبعض جماهير الألتراس فى بورسعيد ومسجلون خطرا.
وتنشر «المصرى اليوم» أقوال محافظ بورسعيد السابق وكذلك أقوال المتهم الرئيسى المعروف إعلامياً باسم «الدنف».. ويثبت محامى عام بورسعيد أن اللواء محافظ بورسعيد خارج غرفة التحقيق، ويبدأ استجوابه حول ظروف الكارثة وملابساتها، ويقول: أنا اسمى أحمد عبدالله محمد عبدالله «٥٩ سنة» لواء أركان حرب.. ويسأله المحقق:
س: ما هى طبيعة عملك واختصاصك الوظيفى تحديداً؟
ج: محافظ بورسعيد ومختص بإدارة شؤون الإقليم الإدارية.
س: منذ متى وأنت تباشر ذلك العمل؟
ج: منذ ١٦/٤/٢٠١١ حتى تاريخ تقديم استقالتى وقبولها فى ٢/٢/٢٠١٢.
س: صف لنا مجريات الأحداث فى الفترة السابقة على إقامة مباراة المصرى البورسعيدى والأهلى التى قمت باتخاذها؟
ج: فى اليوم السابق على المباراة عقدت اجتماعا مع السيد مدير أمن بورسعيد والسيد الحاكم العسكرى تناولنا فيه الخطط الأمنية والاستعدادات الواجب عليهما اتخاذها وكان ذلك فى حدود الساعة الثانية عشرة ظهراً، كما قمت بالاتصال هاتفياً بالسيد رئيس النادى المصرى الأستاذ كامل أبوعلى، وطلبت منه إحضار كل من الشقيقين إبراهيم وحسام حسن، مدربى النادى المصرى، لعقد اجتماع معهما أيضاً، وكان ذلك فى حدود الساعة التاسعة مساءً.
س: ما هو مضمون الحوار الذى دار بينك وبين كل من السيد مدير الأمن والسيد الحاكم العسكرى؟
ج: استعلمت من مدير الأمن عن الخطة الأمنية المعدة لتأمين المباراة وإخراجها بالشكل السليم وهو ذات الأمر الذى اتبعته مع الحاكم العسكرى، وأجابانى باتخاذهما جميع الترتيبات.
س: ما هى الترتيبات التى قاما باتخاذها وهل اطلعت عليها؟
ج: أنا ما اطلعتش عليها لأن الخطة تعد بمعرفة الجهات الأمنية متمثلة فى وزارة الداخلية ومديرية الأمن بالتنسيق مع القوات المسلحة والحاكم العسكرى، وعلمت من السيد مدير الأمن اتخاذه جميع الإجراءات اللازمة وتأمين استقبال الفريق الزائر وجمهوره ووصوله من الحدود الإدارية حتى وصول الفريق للاستاد وإنهاء المباراة والعودة.
س: ما هى الإجراءات التى قام باتخاذها السيد مدير الأمن حسبما أبلغك؟
ج: أفادنى بقيامه بالاتصال هاتفياً بمدير عام النادى الأهلى، وأبلغه بوصول الفريق عن طريق القاهرة - بورسعيد بالأتوبيس والاتصال بالمدير الإدارى للنادى الأهلى الكابتن سيد عبدالحفيظ ومتابعته حتى وصول الحدود الإدارية للمحافظة واصطحابه للأتوبيس مع قوات الأمن حتى مكان إقامتهم بالفندق، كما أفاد باتخاذه جميع الإجراءات الخاصة بالقوات من حيث تشكيلها وعددها وأماكن توزيعها والضباط المشرفون عليها وعناصر الدعم التى ستدعم تلك القوات والقادمون من قطاع قوات الأمن المركزى بالإسماعيلية.
س: هل استعلمت منه عما إذا كان قام بوضع خطة أمنية فى حالة وقوع مشاحنات أو أعمال شغب بين جمهورى الناديين؟
ج: أيوه، وأفادنى بحضور السيد اللواء مساعد الوزير لمنطقة القناة للمباراة ومدير قطاع الأمن المركزى واتخاذهما جميع الإجراءات اللازمة للتأمين قبل وأثناء وبعد المباراة، كما أوضح لى كيفية قدوم الجمهور عن طريق الأتوبيس أيضاً وخط سيره «القاهرة - المنصورة - دمياط» ثم الاستاد.
س: وما الذى حدث عقب ذلك؟
ج: انتهى الاجتماع على ذلك ثم اتصل بى هاتفياً مساء ليلة المباراة، وأبلغنى بعلمه من مسؤولى النادى الأهلى بقدوم الجمهور عن طريق القطار ونظرا لخطورة ذلك أبلغته بعدم السماح لجمهور بورسعيد بنزولهم لمحطة الكاب التى تبعد عن بورسعيد ما يقرب من أربعين كيلومترا، وذلك تجنباً لسير جمهور النادى الأهلى داخل مدينة بورسعيد، وبالفعل قمت بالاتصال بالعديد من شركات السياحة عن طريق السكرتير العام المساعد وتجهيز الأتوبيسات والمينى باصات التابعة للمحافظة وتمكنت بالفعل من تسهيل مأمورية نقل الجمهور.
س: هل أبلغك أى من سالفى الذكر بوجود ثمة مؤشرات تنذر بوقوع ما يهدد الأمن والسلم للجمهور؟
ج: نهائياً.
س: من المسؤول عن قرار إقامة المباراة من عدمه؟
ج: الجهات الأمنية والاتحاد المصرى لكرة القدم وفى حالة إلغاء المباراة يكون ذلك بناءً على طلب من الأمن.
س: فى اعتقادك هل المناخ العام للبلاد، ومحافظة بورسعيد بصفة خاصة، كان يسمح بإقامة مثل هذا اللقاء؟
ج: التوجه العام وقناعتى الشخصية أن المفترض لاستقرار البلاد أن تعود الحياة لطبيعتها، ومنها إقامة المباريات، على أن ذلك مشروط بموافقة الجهات الأمنية وهو ما حدث بالفعل من إبلاغهم لى بأن الأمور عادية وطيبعية سواء قبل أو أثناء أو بعد المباراة واتخاذهم الإجراءات والتأمينات اللازمة.
س: ما سبب عدم حضورك إذن المباراة الأخيرة سيما أنه قد سبق لك حضور بعض المباريات؟
ج: المباراة الأخيرة لم أرغب فى حضورها لعدم النظر لى من قبل البعض بنظرة تشاؤمية وتفاؤلية، خاصة أن ترتيب المصرى هذا الموسم لم يكن قوياً، بالإضافة إلى أن حضورى المباريات كان بخصوص بعض الملابسات الخاصة بالعمل منها، على سبيل المثال، حضورى مباراة طلائع الجيش والمصرى التى كان متواجداً بها رئيس جهاز الرياضة بالقوات المسلحة اللواء مصطفى كامل، وتطلب الأمر أدبياً حضورى معه فى الاستاد.
س: قررت سلفاً بأقوالك عقدك اجتماعاً مع السيد رئيس النادى المصرى ومدربى النادى المصرى فما سبب عقد ذلك الاجتماع وما مضمون الحوار الذى دار به؟
ج: أنا عقدت الاجتماع حرصاً منى على إتمام اللقاء بصورة طيبة والتنبيه على رئيس النادى باتخاذه الإجراءات الكفيلة بتهدئة جمهوره وعدم قيام مشجعيه بأى أساليب استفزازية وتهدئة حسام وإبراهيم حسن وعدم إثارتهما للجمهور والتزموا جميعاً أمامى بذلك ووعدنى رئيس النادى بعقد اجتماع مع رابطة مشجعى النادى المصرى (الألتراس) قبل قدومه لى أبلغنى بأنه نبه عليهم بضرورة الاحتفاظ بالشكل العام وعدم القيام بأى عمل من شأنه الإضرار بمصلحة النادى.
س: هل استشعرت من أى منهم ثمة مؤشر أو توقع بوجود بأى مصادمات بين الناديين؟
ج: لا، بل على العكس أكدوا لى اطمئنانهم لمجريات الأحداث.
س: حدد لى التجاوزات والمخالفات التى حدثت فى المباراة؟
ج: شاهدت كما شاهد الجميع قيام بعض الجماهير بإشعال الشماريخ بالمدرجات وإطلاق ألعاب نارية فى الهواء أحياناً وباتجاه أرض الملعب واللاعبين أحياناً ونزول البعض الآخر بين شوطى المباراة، ثم فوجئت عقب انتهاء المباراة باقتحام جمهور النادى المصرى أرض الملعب وبدء التعدى على جماهير ولاعبى النادى الأهلى.
س: ما التصرف الذى بدر منك آنذاك؟
ج: قمت بإجراء العديد من الاتصالات الهاتفية والمتكررة، خاصة مع السيد مدير الأمن الذى أبلغنى بأن الأمور عادية وتمت السيطرة حتى فوجئت بوجود قتلى وأعداد من المصابين، فقمت بالاتصال بمدير مديرية الصحة لرفع حالة الاستعداد بالمحافظة وجميع الجهات الأمنية والاتصال بالسيد اللواء محمد فريد حجازى، قائد الجيش الثانى الميدانى، للدفع بأطقم طبية وتنسيق وصول طائرتين حربيتين لنقل المصابين والقتلى حتى تم إنهاء إجراءات نقلهم بالفعل فى فجر اليوم التالى.
س: من المسؤول عن التجاوزات والمخالفات السابق ذكرها؟
ج: أولاً: المسؤولية تقع على قوات الأمن المكلفة بالسماح بدخول جمهور النادى المصرى من البوابات قبل المباراة سواء قوات الأمن التابعة لمديرية أمن بورسعيد أو عناصر الأمن التابعة لاستاد بورسعيد لسماحهم بدخول الشماريخ والألعاب النارية وعدم تفتشيهم الجمهور، ثانياً: قوات الأمن المكلفة بالحفاظ على عدم اقتحام جمهور النادى المصرى أرض الملعب واتخاذهم الإجراءات اللازمة لحماية الجمهور الحاضر للنادى الأهلى من التعدى عليهم أثناء تواجدهم بأماكن مشاهدتهم المباراة، بالإضافة إلى ضعف ثقافة التعامل من قبل الجمهور وعدم تحليه بالروح الرياضية، والمسؤولون هم مدير أمن بورسعيد ومدير الإدارة العامة لقوات الأمن المركزى لقطاع القناة وقائد قوات الأمن ومدير أمن استاد بورسعيد ومن ثبتت إدانته من الجمهور من القائمين بالتعدى على جمهور النادى الأهلى، لأنهم لو قام أى منهم بواجبه على الوجه الصحيح ما كانت تلك الكارثة قد حدثت.
س: حدد لنا دورك الإشرافى بشأن الأحداث التى حدثت أثناء المباراة؟
ج: ليس لى أى دور نهائياً ودورى ينحصر فى تسهيل الإجراءات الخاصة بالجهات المتعاونة معى داخل المحافظة، وهو ما قمت به من إعداد عربات نقل سواء إسعاف أو عادية لنقل المصابين من الجمهور وإحضار الطائرات الحربية لنقلهم، ومنعهم من إحداث العديد من المصادمات بينهم وبين جمهور النادى المصرى عقب انتهاء المباراة، وذلك من خلال الاتصال بهيئة عمليات القوات المسلحة من السيد رئيس هيئة السكة الحديد والسيد نائب رئيس الشركة القابضة لـ«مصر للطيران» بخصوص تجهيز مطار بورسعيد للعمل ليلاً وانتظار القطار ببورسعيد لحين وصول الجماهير الخاصة بالنادى الأهلى، بعد تأمينهم، إلى محطة السكة الحديد وعدم وقوف القطار فى المحطات حتى القاهرة وأيضاً لنقل بعثة النادى الأهلى على متن إحدى الطائرات الحربية التى وصلت إلى مطار بورسعيد.
س: هل لديك أقوال أخرى؟
ج: لا
تمت أقواله وتوقع منه.
تنتهى النيابة من استجواب المحافظ السابق وتصرفه من سراى النيابة وتصدر عدة قرارات، أبرزها استدعاء فنيين ومشاهدة جميع الفيديوهات الخاصة بالكارثة.
وتبدأ النيابة فى استجواب المتهم «الدنف» الذى ضبطه بعض أهالى بورسعيد وسلموه للنيابة بعد أن تعرف عليه شاب فى مظاهرة بعد يومين من الجريمة.
وقال فى تسجيل صوتى بث على إحدى الفضائيات إنه ارتكب الجريمة مع آخرين وبمقابل مادى قبل أن يعود المتهم وينكر ذلك أمام النيابة، ويسأله المحقق أسئلة عن ضبطه وحقيقة الأتوبيسات التى قيل إنها حضرت وبها بلطجية للاعتداء على جمهور الأهلى وروى المتهم تفاصيل ضبطه وعن الأتوبيسات قال: محصلش.
وسأله المحقق: ما سبب التعدى عليك؟
ج: معرفش هم مسكونى وضربونى وقالوا إن واحد اسمه جمال عمر والتانى الحسينى أبوقمر اللى كان عضو بمجلس الشعب أدونى فلوس.
س: ما سبب ذلك تحديداً؟
ج: أنا معرفش
س: ما الأقوال التى قررت بها فى ذلك اللقاء التليفزيونى؟
ج: معرفش وهما قالولى أقول إنى أنا أخدت ١٥٠ جنيه من الناس عشان أخرب الماتش.
س: ما الذى بدر من أهالى منطقة الشبوك والمتواجدين بالمدرجات بجوارك؟
ج: أنا مخدتش بالى، لإنى كنت بتفرج ساعتها على اللى بيحصل.
س: ما المسافة والحواجز الموجودة من منطقة جلوسك إلى منطقة جلوس النادى الأهلى؟
ج: أنا كنت قاعد فى المدرج وهو مفصول عن جمهور الأهلى، وأنا لما لقيت الموضوع كده جريت على الشارع وقاللى واحد إن الموضوع ده السبب فيه المحافظ ومدير الأمن، عشان خلا رحلة جمهور الأهلى تنزل فى الكاب.
س: وكم استمرت فترة الاعتداء على جماهير الأهلى؟
ج: حوالى ربع ساعة لغاية ما مشيت، وأنا ملحقتش أشوفهم وهما بيعملوا حاجة، لإن أنا مشيت، وأنا مشيت بعد النور ما كان اطفى بعشر دقائق، وانا معرفش هما طفوا النور ليه.
س: وما الذى أبصرته تحديداً خلال الفترة التى مكثتها منذ انتهاء المباراة وحتى خروجك من الاستاد؟
ج: هو أول لما الحكم صفر نزل الجمهور من المدرج الغربى على اللعيبة بتوع الأهلى ونزلوا يضربوا فيهم، وطلعوا على مدرج جمهور الأهلى وابتدوا يضربوا فيهم.
س: وهل تعلم أياً من الأشخاص القائمين بذلك التعدى حينها؟
ج: لأ، لإن الملعب كبير وبعدين اطفى النور.
س: ما سبب تعدى هؤلاء على جماهير النادى الأهلى؟
ج: هما لما الجماهير جت مدرجات جمهور الأهلى ووصلت عندها العساكر فتحت ليها الطريق وهما طلعوا ليهم وضربوا صواريخ من تحت المدرج، وجمهور الأهلى مات لإن جمهور الأهلى خاف من الصواريخ، وحب يستخبى تحت السلم بتاع المدرجات، وأنا مشفتش حاجة بعد كده، لإن النور ساعتها انقطع.
س: وهل تعرفت على القائمين بذلك التعدى تحديداً؟
ج: لأ، أنا معرفش.
س: ما هى علاقتك بكل من المدعوين صلاح ومحمد نظيم تحديداً؟
ج: هما شغالين معايا فى فرن الشيماء.
س: وما قولك - وأكدته التحريات - من قيام بعض الأهالى بتسجيل بعض مقاطع الفيديو لك آنذاك، تتضمن اعترافاً لك بوجود شخصين يعملان معك بالفرن، قاما بإحضار أعداد كبيرة من العناصر الإجرامية لحضور مباراة كرة القدم والتعدى على جمهور النادى الأهلى بالضرب والقتل، وذلك يتضمن كلا من المدعوين جمال عمر، والحسينى أبوقمر؟
ج: هو الكلام ده حصل فعلا، بس أنا زى ما قلت فى التحقيق إن هما خلونى أقول كده بالإكراه.


المصدر : المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق