الأربعاء، 4 أبريل 2012

الغضب‏..‏ مفتاح كل شر



خالد الشربيني
الغضب مفتاح كل شر‏,‏ وسبب لكثير من الخلافات والصراعات‏,‏ وربما يؤدي إلي انتشار الفتن والازمات‏,‏ وهو انتصار للنفس علي حساب الغير‏,‏ والعدوان علي الآخرين واستخدام وسائل العنف القولية والفعلية لتحقيق أغراض دنيوية ولأن الغضب من الشيطان
فقد أرشدنا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إلي كيفية علاج الغضب بأمور كثيرة منها الاستعاذة بالله من الشيطان والوضوء والصفح‏.‏
يقول الدكتور صبري عبدالرءوف استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في البداية لابد وان تفرق بين الغضب المشروع والغضب غير المشروع‏,‏ فالغصب المشروع ـ إذا إنتهكت حرمات الله عز وجل‏,‏ والانسان يظهر عدم رضاه دون أن يصل إلي حد الاعتداء ولكن بالدعوة والصبر والمصابرة يرد المنحرفين وتذكر الجاهلين بمنهج أدعو إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ومن أشهر من غضب لله في التاريخ الإسلامي سيدنا موسي عليه السلام‏,‏ وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم‏.‏
أما الغضب غير المشروع فهو الانتصار للنفس علي حساب الغير‏,‏ والعدوان علي الأخرين واستخدام وسائل العنف القولية والفعلية للتوصل إلي أغراض دنيوية فهذا يجب الكف عنه قال تعالي والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يجب المحسنين‏,‏ والرسول صلي الله عليه وسلم أرشد لعلاج الغضب بالصفح وتغيير الهيئة فإذا كان قائما جلس وكذلك بالوضوء أو الاغتسال لاسكان حرارة الغضب والانفعالات وصدق الطب المعاصر بهذا فإن علاج الغضب يجمع بين الامور الحسية والمعنوية في علاج متوازن‏.‏
بينما يشير الدكتور محمد أبو ليلة استاذ الشريعة جامعة الأزهرة إلي قول النبي صلي الله عليه وسلم لما جاء رجل يسأله أن يعظه قال لا تغضب فلما سأله الرجل مرة ثانية وثالثة كان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول له لا تغضب في كل مرة ذلك أن الغضب يفقد الإنسان كل خير يقول الشاعر
مالي غضب فضاع أمري من يدي
والأمر يخرج من يد الغضبان‏.‏
ويبين النبي صلي الله عليه وسلم أن الشدة ليست في الغضب وإنما الشدة هي ملك النفس عن الغضب قال صلي الله عليه وسلم ليس الشديد بالسرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وقد علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم أن سعة الصدر شيء مكتسب وليس موروثا والانسان يمكن أن يعود نفسه علي ذلك فقال صلي الله عليه وسلم‏:‏ إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يستغني يغنه الله ومن يعف يعفه الله اما الدكتور مجاهد الجندي استاذ الحضارة جامعة الازهر فيقول أوصنا الرسول صلي الله عليه وسلم بألا نغضب وذلك لأمور كثيرة منها أون الغضب يؤثر علي جميع أعضاء الجسد فهو يؤدي الي غليان الدم في العروق ومن ثم يحمر الوجه وقد يؤثر الغضب علي اللسان فيؤدي إلي الشتم والفحش والسب يؤثر علي باقي الجوارح كالبطش والضرب ويؤدي الي القتل أحيانا واذا غضب الانسان فان الشيطان يلعب به كما يلعب الأطفال بالكرة فرب جرعة غضب أوقعت صاحبها في النار يقول الحسن البصري يا ابن آدم كلما غضبت وثبت ويوشك أن تثبت فتقع في النار وهناك دوافع كثيرة للغضب منها الكبر والعجب والفخر والمزاح ويقول الدكتور رجب عبدالمنعم الاستاذ بجامعة الازهر أن الرسول صلي الله عليه وسلم وضع عدة طرق لعلاج الغضب وكظم الغيظ منها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وقد علمنا القران الكريم ذلك بقوله تعالي وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله وفي حديث الرسول صلي الله عليه وسلم مايؤكد ذلك جاء رجلان يستبان فأحدهما أحمر وجهه انتفخت أوداجه فقال النبي صلي الله عليه وسلم أني لأعلم كلمة لوقالها ذهب عنه ما يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ثانيا الوضوء لأن الغضب من الشيطان‏,‏ والشيطان خلق من النار‏,‏ ولايطفيء النار إلا الماء فقد روي عن النبي صلي الله عليه وسلم قال إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفيء النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ويقول الإمام الغزالي رحمه الله الغضب جمرة نار اقتبست من نار الله الموقدة التي تطلع علي الافئدة مستكنة في الفؤاد استكنان الجمر تحت الرماد
ثالثا السكوت لقول الرسول صلي الله عليه وسلم إذا غضب أحدكم فليسكت‏,‏ واذا تذكر الإنسان ماله عند الله من جزاء عند تجرعه للغضب وكظمه للغيظ احتسب ذلك عند الله لقول النبي صلي الله عليه وسلم من كظم غيظا وهو قادر علي أن ينفذه دعاه الله علي رؤس الخلائق يوم القيامة حتي يخيره من أي الحور شاء‏.‏وقوله تعالي والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
المصدر : الأهرام المسائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق