الاثنين، 6 فبراير 2012

أخت أنس: أخويا كتب وصيته من أسبوع






كم أتمنى أن أسمع خبر وفاتى وأنا حى كى أرى العيون التى ستبكى علىَّ».. تلك هى الأمنية التى كتبها الشهيد أنس محيى الدين «١٥ عاما» على صفحته على موقع «فيس بوك» يوم ٢٥ ديسمبر الماضى، وكأنه كان على علم بأن ما تبقى من عمره هو أيام قليلة، وأن خبر وفاته سيبكى العالم كله. «أنس» ضحية أحداث بورسعيد، كان يحلم بأن يصبح واحدا من لاعبى كرة القدم، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه وكل صوره التى تركها على «فيس بوك» وفى ألبومه الخاص تشهد على ذلك. بصوت مبحوح ضعيف يملؤه الحزن، سردت آية، شقيقة أنس قصة حياته الصغيرة، التى لم يمهله القدر لاستكمالها قائلة: «أنس كان يعشق كرة القدم وكان فى أكاديمية الأهلى وخرج منها بعد زيادة وزنه وإصابته بحساسية فى الصدر، ثم التحق بالألتراس الأهلاوى، وكان يسافر مع الأهلى فى كل مباراياته، وكانت آخرها رحلة بورسعيد التى سافر فيها حاملا علم النادى الأهلى وعاد ملفوفا فى كفنه».



يوم الحادث مرت لحظات مريرة على أسرة أنس، فالكل رفع يديه إلى السماء وكان الدعاء الموحد: «يا رب يكون أنس واحد من المصابين»، فذلك هو القضاء الأخف الذى يرجونه ولكن بعد لحظات علمت الأسرة بوفاة ابنها الأصغر.. ومن هنا بدأ الصراخ والعويل.



وأضافت آية: «اتصلنا بأنس فرد علينا أمين شرطة وقال لنا: (التليفون ده لقيته واقع وصاحبه مش موجود)، وبعد وصول المصابين والشهداء فى المطار دورنا فى الأول بين المصابين مالقينهوش وطلعنا على مشرحة زينهم فوجدنا جثته وسط العديد من الجثث». وتابعت: «لم نستطع التماسك أمام رؤية جثته، وأصيبت والدتى بصدمة شديدة، خاصة أنها كانت فى دبى ولم تكن تعرف خبر أحداث بورسعيد».



شارك أنس فى الثورة منذ اندلاعها وفى يوم ٢٤ يناير أرسل sms إلى أحد أصدقائه كتب فيها وصيته، وهو تصرف أدهش صديقه وكل من قرأ الرسالة، قال أنس فى رسالته: «أعلن وصيتى.. فى حالة وفاتى عاوز الآتى: أن يتم لفى فى علم مصر، أن يتم تشييع جنازتى فى ميدان التحرير والناس تصلى علىَّ فى الميدان، ويتم التبرع بقرنيتى عينىَّ لمصابى الثورة، وباقى أطراف جسمى لمصابى الثورة أو لأى حد عاوز أطراف»، وقالت آية: «أنس فعلا كتب وصيته لواحد صاحبه وقالها فى ميدان التحرير أثناء تواجده فى المظاهرات، وكان يتمنى حتى بعد وفاته أن يكون سبباً فى فرحة ناس كتير».






المصدر : المصري اليوم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق