الخميس، 9 فبراير 2012

يسرا: أنا مش بتاعة أحزاب






أكدت يسرا أن الأحداث التى أعقبت مباراة المصرى والأهلى دليل على وجود فتنة هدفها نشر الفوضى وتغيير مسار البلد، لأن التعصب الكروى لا يصل إلى هذا الحد.

وقالت لـ «المصرى اليوم» إنها توقعت صعود التيار الدينى وتصدره للمشهد السياسى، وطالبت بأن تكون حرية الإبداع مكفولة دون أى مساس، موضحة أن أفضل قرار اتخذته فى حياتها هو الابتعاد عن الإعلام فى بداية الثورة، وأن مسلسلها الجديد «شربات لوز» لا يتناول 25 يناير من قريب أو بعيد لكنه يقدم المجتمع المصرى بسلبياته وإيجابياته.



■ ما سر حماسك لمسلسل «شربات لوز»؟



- منذ فترة طويلة لم أقدم شخصيات مثل شربات أو «نادية أنزحة» التى جسدتها فى مسلسل «أحلام عادية»، ومعظم الأعمال التى قدمتها فى الفترة الأخيرة كانت قريبة من شخصيتى ولا تنطبق عليها مواصفات «الكاراكتر» بينما «شربات» شخصية مختلفة تماماً حتى عن نادية أنزحة سواء فى ألفاظها وطبيعة عملها فى مشغل للملابس، بالإضافة إلى أنها لا تنجب ولها شقيقان هما كل حياتها بعد أن فشلت زيجاتها، ويمكن القول بأنها «ست بـ١٠٠ راجل» لا تسمح لأى شخص بأن يجرحها أو يقلل من شأنها.



■ ما هى المراحل التى تمر بها الشخصية؟




- الشخصية تمر بثلاث مراحل، الأولى مرحلة المعاناة عندما تبدأ مشوارها كعاملة فى مشغل تعيش فى منزل فقير، والثانية أثناء محاولاتها تحقيق الاستقرار الأسرى عندما تتزوج من حكيمو، صاحب أحد بيوت الأزياء، والذى يقوم بدوره سمير غانم، والمرحلة الثالثة هى مرحلة الثراء عندما تتولى قيادة إمبراطورية حكيمو وتشرف عليها بنفسها، وتبقى المرحلة الأولى أكثر المراحل التى أحببتها، لأنها تحمل حناناً غير عادى وشراسة تظهر فى علاقتها بأخواتها وأهل الحارة التى تعيش فيها، وهذه المرحلة قريبة من طبيعة الشباب المصرى المعروف بشهامته وجدعنته.



■ هل اختيارك هذا الدور يعتبر تمرداً على أدوارك المثالية فى بعض المسلسلات؟



- ميزة هذا المسلسل أنه لا توجد به أى شخصية مثالية، فكل الشخصيات طبيعية من لحم ودم، فليس منا فى الحقيقة ما هو مثالى، وأبطال المسلسل يعيشون لحظات ضعف وقوة وخير وشر، وهذا ما جعلنى أرتبط بهذا العمل لأنه أصبح نادراً قراءة عمل بتلك المواصفات.



■ لماذا يحمل ماكياج الشخصية نوعاً من الشراسة؟



- هذا مقصود من البداية، وطلبت أن يكون شكل رسم العينين والحواجب به شراسة طوال الوقت وليس فى لحظات انفعالها فقط لتعطى إشارات للبعض بأنها شخصية ليست سهلة، حتى فى لحظات فرحها.



■ هل هناك مناطق ذروة فى الشخصية؟



- أغلب مشاهد المرحلة الأولى، وخاصة التى تجمعها بأشقائها عندما يقعون فى الخطأ، لأنها لا تتحمل أن تراهم فى هذا الوضع، ودائماً ما تكون مشاعرها معهم حقيقية.



■ ما حقيقة عين الحسود التى أصابت معظم العاملين فى المسلسل منذ الإعلان عن بدء التصوير؟



- بالفعل «إحنا انضربنا عين»، فبمجرد الإعلان عن بدء التصوير تعرض عدة أشخاص من أسرة العمل للمشاكل، وكانت البداية معى عندما تعرضت والدتى لوعكة صحية شديدة قبل التصوير بأيام، وبعد ذلك أجرى تامر حبيب عملية الغضروف، ثم تعرض المخرج خالد مرعى ومنتج العمل مروان حامد لبعض المشاكل، لذلك قررنا أن نبدأ التصوير دون أى ضجة، حتى يمر الموضوع بسلام، وأنا أخاف جداً من الحسد، وكنت طلبت تأجيل التصوير ولكن والدتى أصرت على أن أبدأ العمل حتى أخرج من الحالة النفسية السيئة التى مررت بها، بالإضافة إلى أننى كنت أحتاج إلى الوقوف أمام الكاميرا لأخرج الطاقة السلبية التى تسيطر على.



■ ما سبب إصرارك على تقديم «شربات لوز» رغم سخونة المناخ السياسى حالياً؟



- لا أسعى للحصول على السبق، فالثورة عمل عظيم وحتى أتحدث عنها فى عمل درامى لابد أن تكون لدينا الروية والمعلومات الكافية لكى نستطيع أن نعطيها حقها، ومن وجهة نظرى الثورة لم تكتمل حتى الآن، وكل يوم يمر نعرف فيه معلومات جديدة، كما أنه ليس من طبعى التسرع فى شىء، بدليل أننى عندما وافقت على العمل فى فيلم مثل «العاصفة» الذى تعرض لغزو الكويت كان قد مر على الحدث عشر سنوات تقريباً، بينما اليوم لا تعرف ما الذى قد يحدث غدا، فنحن قادمون إلى الاستديو، وهناك أزمة على الطريق الدائرى، وفى المقابل هناك أيضا اقتحام لبنك وحالات اختطاف فى الشوارع، وأصبح «مانشيت» الجريمة فى الصحف مختلفاً تماماً عما كان موجوداً من قبل، فكيف نستطيع أن نقدم عملاً بحيادية فى ظل هذه الظروف؟، ولا أريد أن أحرق هذا الحدث فى «كلمتين والسلام» ولن أقول بأننى أحتاج عشر سنوات مثل «العاصفة»، ولكن أنتظر حتى تظهر الرؤية بالكامل، خاصة أننى من النوع الذى لا يركب الموجة، ففى هذه الحالة سأشعر بأننى مزيفة و«كذابة».



■ هل فقدت يسرا بوصلتها فى ظل هذه الأحداث؟




- لا أنكر ذلك، فأنا أفتقد يوسف شاهين وصلاح جاهين كثيراً لأنهما أساس تشكيل وعيى، فلو كان صلاح جاهين موجوداً كنت سأعيش معه رؤيته للأحداث، وكان سيترجم ذلك من خلال صوت عبدالحليم حافظ، وفى هذه الحالة من الممكن أن أتعلم من رؤيتهما وإحساسهما بالمستقبل البعيد بشكل مختلف، وكانا سيوضحن لى أيضا أين الحقيقة فيما نعيشه حالياً، وما هو الصواب وما هو الخطأ، لأنهما مرجعيتى الحقيقية.



■ معنى هذا أن يسرا ضلت طريقها؟



- ليس كذلك، فلدى أيضا أصدقاء أثق فيهم مثل المخرج يسرى نصر الله وآخرين، لكن العلاقة بينى وبين يوسف شاهين وصلاح جاهين كانت مختلفة تماماً، وحالياً أضطر للاعتماد على نفسى وأمشى وراء إحساسى، سواء كان صواباً أو خطأ، ودائما ما أستشير بعض أصدقائى مثل عمرو أديب.



■ هل حالة التخبط التى عاشها المجتمع أثرت على رؤيتك للأحداث؟



- جاء علىَّ وقت فى بداية الأحداث لم أكن أعرف هل ما نفعله صحيح أم خطأ؟ ووقت آخر شعرت بأشياء رائعة وفى أحيان أخرى خشيت على بلدى ورأيت أشياء مزعجة وأفضل شىء فعلته أننى لم أظهر لأتحدث وقت الذروة وأعتبر أن هذا أفضل قرار اتخذته فى حياتى.



■ لكن البعض قد يرى هذا القرار نوعاً من الهروب؟




- «مش مهم»، من حق كل شخص أن يفسر قرارى كما يشاء وأحترم ذلك فعندما تشاهد تستطيع أن تكون وجهة نظر وتتعلم مما تراه وإذا لم تتعلم تكون مخطئاً، وإذا تهورت فعليك أن تتحمل نتيجة ذلك، لأنك إذا أردت خدمة بلدك عليك أن تتعلم ما هو الصواب وما هو الخطأ حتى تنهض بالبلد، وأنا شخصياً كنت سأموت عندما رأيت حريق المجمع العلمى ولم أصدق أن هناك مصريين يفعلون ذلك حتى لو كانوا جهلة، ولا يجوز أن أسمع كلمة سطو مسلح لأنها غريبة عن أخلاقنا وعاداتنا.



■ هل أنت مقتنعة بوجود طرف ثالث فى الأحداث؟



- بالتأكيد هناك من لا يريد الاستقرار لهذا البلد ولكن لا يجوز أن نلقى بكل الاتهامات على هذا الطرف الثالث، وأعتقد أن المصرى الأصيل الذى يحب بلده لا يقبل بأى مساس بها فى هذه الظروف الصعبة، فمثلاً أيام النكسة لم نر أى حادث سرقة والآن يجب أن نرحم البلد لأنه ليس من مصلحة أى مصرى أن يدمر وطنه.



■ ما رأيك فى مذبحة استاد بورسعيد؟



- ما حدث يؤكد وجود فتنة حقيقية تسعى لإشاعة الفوضى وتغيير مسار البلد، لأنه كلما شعرنا باستقرار يحدث شىء يعيدنا من حيث بدأنا وهذا بالتأكيد ليس صدفة، وحدوث مذبحة فى مباراة جريمة غير عادية لأن ذلك يتعارض مع أخلاقنا، فمهما كان التعصب الكروى لا يصل إلى هذا الحد لذلك ما حدث ليس له علاقة بالتعصب إطلاقاً، وحان الوقت لكى نفهم طبيعة هذه المخططات قبل أن يحترق المجتمع بالكامل.



■ وما هو السبيل للخروج من هذه الأزمة؟



- دائما كنت أشعر بأن مصر ستواجه شيئاً ما دون أن أعرفه، ويشهد على ذلك لقاء مع الدكتور علاء الأسوانى وبالطبع لم أتخيل حدوث الثورة وما سيحدث فيها، وأعتقد أن الثورة كانت أبعد من خيال الجميع، وحاليا لابد أن نبحث عن مصلحة البلد أولاً وأخيراً، وأن نكافح الجهل ونقضى على الفقر ونطور الرعاية الصحية لأننا نواجه معاناة تقريباً فى كل شىء وعلى الجميع أن يعملوا على ذلك، وأنا شخصياً أتمنى تقديم أى شىء فى هذا المجال ولن أبخل بالمساعدة فى أى شىء لأنك بالتعلم تستطيع أن تطور وأن تعرف كل شىء دون أن يقودك أحد.



■ هل توقعت اكتساح التيار الدينى فى الانتخابات البرلمانية؟



- كنت متأكدة من ذلك لأن هؤلاء الناس تعاملوا مع الوضع باحترافية شديدة والتيار الدينى يعمل وفق نظام دقيق للغاية ويعرف أهدافه، وأعضاؤه مخضرمون وانتظروا ٨٠ سنة ليحصلوا على هذه الفرصة بينما هناك أحزاب أخرى تعاملت مع الوضع بعشوائية وفى النهاية كل شخص حصد ثمار ما عمل من أجله.



■ ولماذا أثار تفوق هذا التيار قلق المبدعين؟



- بشكل شخصى لم أقلق وكمبدعين كان علينا أن نثبت للجميع أننا موجودون وصوتنا عال وأننا لسنا قلة، ولا نقبل المساس بحريتنا وهذا ما جعلنا نتضامن لنعلن عن ذلك دون أن يعلنوا عن رأيهم سواء بالموافقة أو الرفض، كما أنه لا يجوز أن نكفر شخصاً بحجم نجيب محفوظ وهذا ليس من الحرية، ولكنه صدر من أشخاص يختبئون وراء ستار الدين ويعتبروننا «وحشين»، ونحن نظمنا وقفة احتجاجية من أجل هذه الفئة وليس من أجل حزب الحرية والعدالة لأن أعضاءه لا يفكرون بهذا الشكل وليس من الذكاء أن يفكروا بهذا الشكل.



■ ولكن القلق يسيطر على بعض الفنانين؟



- أرفض ذلك لأن حرية الإبداع تتقلص عندما تسعى لتحجيمها لأن العمل الفنى لابد أن يظهر الأبيض والأسود وحتى أظهر الأبيض لابد أن يكون هناك أسود لأننا آدميون ولسنا ملائكة ولو عملنا بمبدأ إيثار السلامة فإن ذلك يكون تضليلاً للمجتمع وسيكون ما نقدمه كذباً فى كذب، خاصة أن الله خلق البنى آدم نصفه خير والآخر شر.



■ ما رأيك فى وضع بعض المرشحات للبرلمان صورة وردة بدلاً من صورهن؟



- أنا مندهشة من ذلك، فهل أختار الوردة أم زوجها؟ فإذا لم يكن جائزاً أن تظهرى أيتها المرشحة للمجتمع فلماذا خرجت للحياة السياسية!!.. ولا أقبل من أى تيار أن يفرض علينا أفكاره ولا يجوز أن يحدث ذلك فى مصر ونعود بها للخلف بعد أن كانت رائدة فى كل شىء.



■ لماذا رفضت الانضمام لأى حزب سياسى؟



- «أنا مش بتاعة أحزاب»، وطول عمرى فنانة ومصرية وأحب بلدى وإذا وجدت الخير فى أى مكان لهذا البلد سأذهب إليه وأحضره دون أن أشغل منصباً سياسياً، ونجحت مؤخراً فى الحصول على تبرعات كبيرة للعديد من المستشفيات ومنها مركز مجدى يعقوب للقلب ومعهد الأورام ومستشفى أبوالريش.



■ هل من الممكن تطبيق النموذج الإيرانى فى الفن المصرى؟



- لا، فطبيعة مجتمعنا مختلفة، فالمجتمع الإيرانى مقهور ويخرج فنه من عباءة هذا القهر ولكننا مختلفون تماما، وليس من طبعنا أن نقدم الفن بهذا الشكل، فطول تاريخنا نعمل بهامش من الحرية ولا يجوز أن يحجمنا شىء لأن الفن لا يعرف الكبت، ونحن كفنانين نعرف عاداتنا وتقاليدنا ونفرضها بشكل تلقائى على أعمالنا دون أن يوجهنا أحد، وأعتقد أن الفن المصرى هو الذى حفظ المكانة الثقافية لمصر فى البلدان العربية ونجحنا من خلاله فى التعبير عن مشاكل مجتمعنا وتغيير قوانين موجودة فى البلد، وهو سلاحنا الحقيقى فلا يجب أن ينزعه أحد منى ويوجهه كما يشاء.



■ هل هناك محاولات لتغيير خريطة الفن المصرى؟



- هذا حقيقى، فهناك من يبحث عن التغيير طالما حدثت ثورة فى المجتمع ولابد أن تحدث ثورة فى كل الأشياء ولكن هناك أشياء لا تنتهى، فمهما حاولت سيظل التاريخ يذكر يسرا، ولن يستطيع أحد محو تاريخها حتى لو فارقت الحياة.



■ وهل المؤامرة يقودها المنتجون؟



- لا، ولكن وراءها بعض الشباب الذين يبحثون على مكان لهم فى السوق وكانوا يشعرون أنهم مقهورون وعليهم أن يعرفوا الطريق أولا لأننا لم نصل للنجومية بالصدفة ولم نحقق النجاح بسهولة ولكنى تعبت ٣٠ سنة حتى أكون يسرا وغيرى تعب ولم يصل وهذا رزق من الله ولا يجوز أن يأتى أحد ويقول «اركنى إنتى॥ كفاية كده»।





المصدر : المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق