حصلت «الوطن» على مقطع فيديو لتدريب عسكرى لإحدى الجماعات الجهادية فى شمال سيناء، ويضم التدريب 24 شابا ملثما تم تقسيمهم إلى 4 سرايا، تضم كل سرية 6 جنود، بعضهم يرتدى «تى شيرت» أسود وملابس عادية، فيما يرتدى أغلبهم بدلة عسكرية زيتية اللون، ويضعون أقنعة سوداء على وجوههم، ويحمل ثلاثة من أفراد السرية الأولى قاذف «آر بى جى» المضاد للمدرعات، أما بقية الملثمين فيحملون بنادق كلاشينكوف AK102 وAK47.
القائد لـ«المسلحين»: لم نظلم أحداً ولم نعتدِ على أحد ولكن افتُرى علينا واعتُدى علينا.. ومساعده يؤكد: من يعكر صفو أهل هذه المنطقة فلن يلقى منا إلا العذاب الأليم
وفى مواجهة المتدربين يقف 5 مسلحين، وضع أمام اثنين منهم مدفعا جرينوف ثقيلان، وفى المنتصف يظهر شاب يتحدث بلهجة فلسطينية، ويرتدى بدلة و«بيادة» عسكرية مموهة اللون، ويحمل على ظهره حقيبة إمدادات، ويبدو الوحيد الذى أطلق لحيته ويكشف عن وجهه، ويبدو من خلال موقعه أنه القائم على تدريب الكتيبة وعن يمينه ويساره اثنان من المساعدين يرتدى أحدهما قميصا زيتيا وبنطلونا أسود، فيما يرتدى الآخر بدلة عسكرية زيتية اللون، ويقطع «القائد» التدريب فى منتصفه ويخاطب الملثمين: «بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، طبعا يا شباب أنتم من يسمونهم نصرة الدراهمة، والقضاعية والبدون، وأهالى شمال سيناء عموما، أنتم أنصار الحق ونصرة للمظلوم، وبالنسبة لنا خاصة ننص على الدراهمة، واحنا ما ظلمنا أحد ولا افترينا على أحد، ولكن افترى علينا، وما اعتدينا على احد ولكن اعتدى علينا، وجزاكم الله خيرا»، ثم يهلل المسلحون ويكبرون مرتين، ثم يواصل أحد مساعديه الخطاب: «على جميع الإخوة، من سمع الكلام أو لم يسمع، فليوصل له غيره، أقول له: إن من يعكر صفو أهل هذه المنطقة أو يشوش عليهم، فلن يلقى منا إلا العذاب الأليم، وقد أعذر من أنذر» ثم يكبر المسلحون خلفه.
التدريبات تجرى فى ساحة مفتوحة.. ومصادر: الفيديو تم تصويره فى شهر مايو الماضى
ويظهر فى مقطع الفيديو، الذى يمتد إلى 8 دقائق، أن التدريب تم فى منطقة فضاء محاطة بالبيوت وأشجار النخيل والزيتون، فيما حضر مجموعة من الأهالى للمشاهدة، ولم يمانع المدربون فى أن يقترب بعضهم ويقوم بالتصوير بهواتفهم المحمولة، وشهدت التدريبات إطلاقا للرصاص والتصويب من وضعية الجلوس وعمل بعض التشكيلات المسلحة.
وعلمت «الوطن» من مصادرها أن هذا الفيديو تم تصويره فى شهر مايو الماضى، فى مدينة رفح، ضمن عملية تستهدف تدريب ألفى شاب من المنتمين للحركات الجهادية فى شمال سيناء، وأن هناك عناصر مسلحة تأتى إليهم من قطاع غزة لتدريبهم.
سويلم: ورشة تصنيع صواريخ «القسام» تم نقلها من غزة إلى جبل الحلال.. والتشكيل العسكرى يضم الشباب العائدين من العراق وأفغانستان
وينسب البعض الفيديو إلى عائلة البراهمة التي تسيطر على عدد من الأنفاق المؤدية إلى غزة، تستعرض فيه قوتها العسكرية بأسلحة ثقيلة وخفيفة بعد خلاف نشب بينها وبين عائلة أبوعياد في مايو الماضي.
فى السياق نفسه، قال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكرى: إن عدد الجماعات المسلحة داخل سيناء يصل إلى 1600 فرد، يتمثلون فى مجموعات العائدين من أفغانستان والعراق، وإن هذه المجموعات المسلحة حصلت على تعزيزات تتمثل فى أموال وأسلحة عن طريق غزة وإيران وأفغانستان، مشيراً إلى أنهم يمتلكون كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والصواريخ المضادة للطائرات والدبابات، كما أن تسليحهم العادى يتمثل فى البنادق الرشاشة وقاذفات آر بى جى.
ويشير سويلم إلى وجود ورشة لتصنيع صواريخ «القسام» داخل غزة تم نقلها مؤخرا إلى جبل الحلال بشمال سيناء لتجميع وتصنيع تلك الصواريخ حتى تكون بعيدة عن أعين إسرائيل، موضحاً أنهم يستخدمون مخلفات الحرب التى جرت بين مصر وإسرائيل فى تصنيع ألغام لسد مداخل جبل الحلال وتأمينه ضد أى هجوم مرتقب، وأن الأسلحة التى يصعب الحصول عليها وتلزمهم فى تأدية بعض المهام يقوم أفراد معروفون داخل غزة بإمدادهم بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق