كمال درويش يصرخ بأعلي صوته : السياسة تفسد الرياضة .. وابحثوا في برامج الأحزاب
الأوضاع السيئة والأحداث المتلاحقة التي أصابت الرياضة المصرية بشكل عام وكرة القدم علي وجه الخصوص التي أصيبت بالشلل ومازالت تعاني من توابع كارثة مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد
جعلت اللجوء لأصحاب البصمة في الرياضة المصرية أمرا ضروريا.. الدكتور كمال درويش أحد هؤلاء لامتلاكه تاريخا إداريا مشرفا في مصر وإفريقيا والعالم العربي بعد أن أثري لعبتي اليد والملاكمة وترأس نادي الزمالك في أحد العصور الذهبية للقلعة البيضاء مما جعله جديرا لعرض السلبيات وإيجاد الحلول من خلال آرائه التي تعرفنا علي بعضها من خلال هذا الحوار: * في البداية دكتور كمال.. ما رأيك في الأحداث التي تمر بها الرياضة المصرية في الوقت الحالي؟ ** الوطن يمر بظروف غريبة لا تخلو من الفوضي بالإضافة لعدم وجود أمن بعد ثورة25 يناير وذلك ما أثر بالسلب علي الرياضة المصرية بشكل عام التي تمثل كرة القدم أحد أفرعها الأساسية لكونها اللعبة الشعبية الأولي وتم استخدام تجمعاتها بشكل سييء من العناصر الخارجة عن القانون وصل إلي حد إراقة الدماء لتصاب بالشلل جراء الإلغاء ثم سلسلة التأجيلات التي كان آخرها تأجيل النشاط الكروي إلي أجل غير مسمي. * وما الحل من وجهة نظرك؟ ** التكاتف بين الجمهور والأمن ومسئولي الأندية وأن يطبق التعاون بين هذه الجهات بشكل نموذجي ولابد أن يشعر رجال الأمن بالأمان. * ولكن الجماهير اصطدمت بإدارات الأندية الكبيرة في الآونة الأخيرة بسبب قضية مذبحة ستاد بورسعيد؟ ** أعلم أن جمهور الأهلي وخاصة رابطة مشجعيه الألتراس اصطدمت بمجلس الإدارة في الآونة الأخيرة ووجه له الاتهامات اللاذعة ولكن هناك حلا لهذه الأزمة يتمثل في ضرورة الاجتماع مع قيادات الألتراس ليدركوا أن عودة النشاط الرياضي ليس معناها ضياع حق شهداء المباراة المشئومة في بورسعيد وأنه من المستحيل الاستخفاف بمشاعر أم ثكلي أو أب مكلوم خاصة أن كرة القدم وحدها تضم مئات الآلاف معظمهم من البسطاء توقفت مصادر دخلهم بعد سلسلة التأجيلات والإلغاءات للنشاط الكروي فالرياضة الاحترافية صناعة وقطاع إنتاجي يحتاج إلي أجواء مستقرة وحتي لو كانت كرة القدم وسيلة للترفيه فهذا الترفيه مدفوع الأجر وقد يضر بجوانب كثيرة متعلقة باقتصاد الوطن. * ولكن المحاكمات بالفعل تأخرت رغم القبض علي عدد كبير من المتهمين في مذبحة بورسعيد؟ ** التأخير أمر طبيعي وبالتأكيد سينتهي بنتيجة عادلة طالما الأمر في يد القضاء المصري وهذا التأخير ناتج عن أنه لابد من التحقيق الدقيق ولابد من حصول رجال القضاء علي جميع الأسانيد التي تجعلهم مطمئنين قبل إصدار أحكام قد تصل إلي إزهاق أرواح فالأمر ليس سهلا لذلك لابد من التمهل وإعطاء القضاء فرصة وإدراك أن الاعتصامات والتظاهرات والوقفات الاحتجاجية زادت علي حدها وقد تعيدنا إلي الخلف بقرون وليس سنوات. * دكتور كمال.. ما رأيك في تأجيل مسابقة الدوري؟ ** لا أوافق علي هذا القرار ولابد من أن نعطي الصلاحيات للقوات المسلحة ولرجال الشرطة لتفعيل القانون وردع العناصر الخارجة عن التقاليد والأعراف الرياضية بدلا من اتخاذ قرار زاد من الوضع السيئ للكرة المصرية. * هل تتوقع عودة مسابقة الدوري؟ ** بالتأكيد الدوري لابد أن يعود وإن كانت عودته مشروطة بابتعاد السياسيين عن محاولتهم لتسييس الجمهور. * كيف؟ ** الملاحظ أن برامج الأحزاب لا تتضمن أي خطة للرياضة وواضح أن معظمهم لا يعلم أبعاد كلمة الرياضة التي يظنونها وسيلة للترفيه لدرجة أن تصريحاتهم عن الرياضة تقتصر علي جملة واحدة هي رياضة إيه وكورة إيه لذلك لابد أن يدركوا أن الرياضة منظومة تضم الملايين الذين أصيبوا بالإفلاس مما يهدد بكارثة سيعلمون عواقبها عندما يثور الرياضيون. * ما رأيك فيما يتعرض له حسن حمدي رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي؟ ** موضوع حسن حمدي برمته في يد القضاء ولا أستطيع أنا أو غيري أن نصدر أحكاما وإلا نغلق المحاكم طالما نصبنا من أنفسنا قضاة. * هل تري أن المجلس الحالي لاتحاد الكرة برئاسة جمال علام قادر علي قيادة سفينة اللعبة؟ ** بالتأكيد نتمني نجاح اتحاد الكرة لأن نجاحه سيؤثر بالإيجاب علي الكرة المصرية. * ولكن جمال علام رئيس اتحاد الكرة انتخب كبديل لهاني أبو ريدة؟ ** مجلس اتحاد الكرة الحالي يمثل قائمة هاني أبو ريدة وبالتأكيد سيعمل علي تنفيذ أفكاره وأنا لا أري في ذلك أدني مشكلة. * هل المنتخب الوطني قادر علي بلوغ نهائيات كأس العالم؟ ** مباديء علم التدريب تؤكد أنه لا يوجد منتخب يحقق بطولة أو يكون ضمن المنتخبات الكبيرة في ظل اعتماد لاعبيه علي المباريات الودية لذلك فإذا استمرت حالة الشلل التي أصابت الكرة المصرية فمهمة منتخبنا للأسف شبه مستحيلة. * ولكن الدوري توقف بالفعل في فترات الحروب في عامي1967 و1973 بالإضافة إلي إلغاء موسم1990 لإتاحة الفرصة للمنتخب الوطني للاستعداد لكأس العالم؟ ** أولا كرة القدم لم تكن تضم هذه الجحافل من العاملين بها ولم يكن الاحتراف سائدا بالإضافة إلي أن الوطن رغم أنه كان في حالة حرب إلا أننا لم نر هذه الفوضي والغوغائية والوحشية ولم يسقط قتلي في المباريات ولم يكن هذا الانفلات الأمني والأخلاقي سائدا وكانت مهمة المنتخب الوطني سهلة في أي بطولة يشارك فيها لأن المنتخبات الإفريقية لم تكن بهذه القوة ولم تعرف القارة السمراء في وقتها لاعبين مثل دروجبا وإيسيان وأسامواه وإيتو وأبو تريكة وإلغاء الدوري عام90 صاحبه أداء المنتخب الوطني مباريات ودية أمام أقوي منتخبات العالم ولم تكن البلاد في هذه الحالة. * هل تنوي ترشيح نفسك في انتخابات رئاسة الزمالك المقبلة؟ ** لا أنوي ترشيح نفسي في أي انتخابات لأن الأمور لم تتغير والقاعدة كما هي وتصرفات أعضاء الجمعية العمومية لم يطرأ عليها أي جديد وطريقة الانتخابات لم يصلها مفهوم الثورة وأنا أؤدي رسالتي في مجال التدريس مكتفيا بما قدمته للرياضة المصرية سواء في كرة اليد أو الملاكمة أو رئيسا لنادي الزمالك في أحد عصوره الذهبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق