الصحف الأمريكية:دماء فى شوارع مصر..وبلاك بلوك قد تمثل تحولا حاسما فى المعارضة الثورية..والعنف مؤشر على انعدام ثقة غير مسبوق فى الحكومة والأمن والقضاء ويسلط الضوء على الإحساس بالظلم الذى يعيشه المصريون
اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الأحد، بأحداث العنف والاشتباكات التى شهدتها مصر أمس السبت، فى أعقاب صدور الحكم فى قضية إستاد بورسعيد، فقالت صحيفة جلوبال بوست، إن يومى العنف اللذين شهدتهما مصر فى الجمعة والسبت الماضيين يؤشران على عدم ثقة عميق بشكل خطير وغير مسبوق ليس فقط فى الحكومة الحالية، ولكن أيضا فى قطاعى الأمن والقضاء لتحقيق العدالة النزيهة.
وأضافت مراسلة الصحيفة فى القاهرة قائلة، إنه من غير الواضح ما إذا كانت بورسعيد والأحداث فيها لتسير بهذا الشكل لو ظلت المظاهرات التى اندلعت فى ذكرى الثورة فى القاهرة ومدن أخرى يوم الجمعة سلمية، إلا أن سكان المدينة ومن بينهم أهالى المتهمين فى قضية إستاد بورسعيد يرون أن الأحكام مسيسة هدفها تهدئة الاضطرابات فى العاصمة على حساب المدينة الساحلية.
وتابعت الصحيفة قائلة، إن الجيش الذى انتشر أمس السبت، فى بورسعيد لو تمكن من نزع فتيل الأزمة، فإن مرسى سيخرج منها أقل حصارا، لكن مع استمرار المعركة وارتفاع عدد القتلى، فإن مرسى يتطلع للمصريين وهو زعيم أقل فاعلية بشكل كبير.
ومن جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الغضب من النظام الإسلامى الجديد فى مصر، إلى جانب تداعيات الدستور الذى تم الإسراع فى الموافقة عليه الشهر الماضى من قبل الرئيس محمد مرسى، قد ساهموا فى انقسام عميق حول شرعية وكفاءة مرسى، الذى أصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيا فى البلاد.
واعتبرت الصحيفة أن التوترات التى نجمت يوم الجمعة والسبت، والتى تشمل عددا من المظالم الشعبية، تسلط الضوء على الإحساس بالظلم لدى هذا البلد الذى يعيش فيه 85 مليون مصرى، وذلك بعد عامين من سقوط الرئيس المستبد حسنى مبارك.
فخلال عامين منذ قيام الثورة، تتابع واشنطن بوست، شكا المصريون من مختلف الأطياف سواء من جماعات حقوقية أو ضحايا العنف والفساد إلى المتهمين وأنصارهم من نظام القضاء المسيس للغاية وغير الكفء على حد قول الصحيفة، ويقول الكثيرون إن القضاء فشل فى إجراء تحقيقات كافية فى الاتهامات، والأحكام يتم إصدارها غالبا لإرضاء الغضب الشعبى أكثر من أن تكون تتويجا لمحاكمة شاملة.
ونقلت الصحيفة غضب سكان بورسعيد من الحكم الصادر بإحالة 21 من المتهمين فى مذبحة إستاد بورسعيد إلى المفتى، تمهيدا لإصدار قرار بإعدامهم واعتبارهم لها بأنها عقوبة فى غير محلها هدفها إرضاء ألتراس الأهلى الذين يقولون إن أغلب ضحايا تلك المذبحة منهم، وقال محمد زكريا ممثل نقابة المعلمين فى بورسعيد، إن الحكم سياسى وليس أكثر من هذا، فهم يريدون أن يحدوا من الاحتجاجات فى التحرير، وأن يجعلوا الألتراس إلى جانب السلطات الحاكمة.
أما مجلة "تايم" فقالت تحت عنوان "دماء فى شوارع مصر: غضب فى التجرير ثم عنف فى بورسعيد"، إن الذكرى الثانية للثورة فى مصر والتى كانت يوم الجمعة الماضية، كانت شأنا تعيسا، لكن العنف الذى صاحبها لم يكن إلا مقدمة لمزيد من الدماء التى أريقت يوم السبت، وقد عبرا هذان اليومان المضطربان معا وبشكل تام عن حالة عدم الاستقرار فى مصر الحديثة مع مصدر ثنائى من الاضطراب والفوضى المحتملة.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس المحكمة قد جرى من مقعده بعدما نطق بالحكم بإجالة أوراق 21 متهما فى قضية إستاد بورسعيد إلى فضيلة المفتى، وقالت "لا أحد يستطيع أن يلومه، فهذه القضية على وجه التحديد كانت صعبة".
وترى الصحيفة أن قضية بورسعيد تتشابك بعمق مع الثورة وما بعدها، فالألتراس شاركوا بفاعلية فى الثورة وظهروا بعد ذلك باعتبارهم العدو اللدود للشرطة وللمجلس العسكرى، ويصر البعض فى الألتراس على أن حادثة بورسعيد لن تكون مجرد وفاة بسبب الإهمال الرسمى، لكنها كانت مدبرة من قبل الدولة العميقة لمعاقبتهم على معارضتهم.
ومن جانبهم، يرى مشجعو بورسعيد أن الحكم مسيس وأن المتهمين حكم عليهم بالإعدام استنادا لأدلة بسيطة من أجل إرضاء الألتراس، ولا يبدو أن أى الطرفين يؤمن بنزاهة القضاء المصرى وعدم تسيسه.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أنه برغم ابتهاج أمس، فإن ألتراس الأهلى لا يزال بإمكانهم الانقلاب على الحكومة، فالأنظار كلها تتطلع الآن إلى يوم 9 مارس عندما يصدر الحكم ضد 52 متهما آخرين/ بينهما كبار ضباط شرطة، فلو تم تبرئة ضباط الشرطة أو حصلوا على أحكام مخففة، فإن الألتراس قد وعدوا بالفعل برد فعل عنيف.
أما عن يوم الجمعة، فتقول الصحيفة إنه نظرا لحالة الاستقطاب المرير فى البلاد، لم يكن مستغربا أن تكون الذكرى الثانية للثورة بالكاد مناسبة للاحتفال، فقد بدأت الأجواء بحالة من الغضب واتجهت فى التصاعد، ومن المؤشرات الدالة على روح هذا اليوم كان عدم قيام أى قوى بإقامة منصة لها فى الميدان، مثلما كان يحدث فى المظاهرات الضخمة بالتحرير.
ومن المؤشرات الأخرى الدالة على أجواء الغضب والمواجهة لدى القوات المعادية للإخوان المسلمين، هو أن الاحتجاجات شهدت أول ظهور لحركة جديدة معارضة وهى البلاك بلوك، التى وصفتها الصحيفة بميلشيا فوضوية على الغرار الأوروبى. واعتبرت الصحيفة أن ظهور تلك الجماعة يمثل تحولا حاسما جديدا محتملا للمعارضة الثورية فى مصر، وأوضحت أن ظهورهم بالمئات يوم الجمعة أثار نقاشات فورية بشأن خطورتها وتداعيات موقفهم العنيف الصريح.
ورجحت الصحيفة فى الختام، أن تمثل جماعة بلاك بلوك نقطة تجمع للثوار الذين تخلوا عن كل آمال التغيير خلال التفاوض على الوسائل السلمية.
المصدر اليوم السابع
======
اقرأ أيضا
:
* وما أدراك ما الجيش إذا غضب
! ... اضغط هنا
* إبراهيم منصور يكتب: فضيحة
تأسيسية مرسي! .. اضغط
هنا
*
أنجلينا جولي تشرك ثلاثة من أبنائها في فيلم الشريرة .. اضغط
هنا
* «كلمة مرور» أسوأ كلمات المرور لهذا العام ... اضغط
هنا
* صرخة
أنجلينا جولي والصمت المريب لحمـــــاس! ... اضغط
هنا
* لا تلق نواة البلح
..!
* لغز الرجل الكبير ... اضغط
هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق