كاتب المقال - عادل نورالدين - ايجيبتى
أعرف العديد من ضباط الشرطة الذين يبالغون في حسن المعاملة وطيب الأخلاق أكثر مما نتوقع، ذلك أنهم يعرفون أنهم يملكون من أسباب القوة ما يجعل البعض يهابهم؛ ولكنهم لا يستغلون ذلك أبدًا؛ لأنهم نشأوا في بيئة طيبة ويملكون من الثقة في النفس ما يجعلهم يدركون أن قوتهم الحقيقية في تماسكهم وثبات أعصابهم وحكمتهم وحسن أخلاقهم. إنك نادرًا ما تجد لاعبي الكاراتيه أو الجودو أو الكونج فو يفترون على خلق الله إلا في حالة الدفاع عن أنفسهم أو الدفاع عن مظلوم؛ بالرغم من قدرتهم على حسم أي عراك وإشباع غريزة القوة والتفوق. ولذلك فقد كان قرارًا حكيمًا إحالة الملازم الذي ضرب وسب أستاذة الجامعة إلى المحاكمة العاجلة؛ تأكيدًا بأن هذا الإنسان لا يمثل الشرطة بأي حال من الأحوال. و في اعتقادي أن هذا النمط يحتاج إلى علاج نفسي أكثر من احتياجه إلى عقاب بدني، بل إنني أدعو كلية الشرطة إلى التدقيق في الاختبارات السلوكية للمتقدمين، و ملاحظة السلوك النفسي لطلاب الشرطة، واستبعاد من يتأكد اضطرابه السلوكي؛ بدلاً من الانتظار حتى تحدث مصيبة أو كارثه يسببها الطالب الذي تخرج ووجد بين يديه قوة ونفوذًا لا تحتملها نفسيته غير السوية؛ فتنفجر العقد وينطلق الكبت فيؤذي الآخرين. ومن الأفضل للطالب وللمجتمع أن يتم استبعاده في هذه المرحلة من أن يتم استبعاده بعد أن يتشرف بانتمائه إلى جهاز نحترمه ونحترم مهمته. ولا بد في الوقت نفسه أن ندرك أن هناك قلة من رجال الشرطة يجب إعادة النظر في صلاحيتهم للتعامل مع الشعب برقي وتحضر. إن الإحالة السريعة لهذا الملازم تزيد ثقة الناس في شرطتهم، على أنني أضيف أنه يجب أن نوفر لأبناء هذه المهنة الشاقة أماكن عمل لائقة بهم - سواء كانت أقسام شرطة أو مباني مرور - لأن الأماكن اللائقة تنعكس على سلوكيات العاملين والمترددين عليها. وقد حان الوقت لنؤكد على التواصل بين الشرطة والشعب، ويتجسد الشعار القديم الذي كنا نراه في الأفلام القديمة (الشرطة في خدمة الشعب).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق