لم ينشغل العالم بشخصية مثلما أنشغل بإسامة بن لادن فالرجل الذي أعجب به الكثيرون عقب طرد السوفيت من أفغانستان سريعا ماأنقلب عليه الجميع وأصبح مطاردا فهرب إلي السودان ومنذ هذه اللحظة.
صار مطلوبا للعديد من أجهزة العالم الأمنية وعندما وقعت أحداث11 سبتمبر عام2001 تم إتهامه بتدبيرها وأصبح المطلوب الأول في العالم لأمريكا ومعظم الدول أيضا حتي قتل فجر أمس علي يد القوات الأمريكية في مخبئه بباكستان.في محاولة لفك هذا اللغز ومعرفة اسراره تلتقي الأهرام في هذا الحوار بشخصية رافقت بن لادن وعاشت معه في خندق واحد علي مدي عامي1998 ـ1999 في أفغانستان إنه الكاتب الاعلامي عصام دراز الذي يحكي لنا تجربته مع بن لادن الذي نال ثقته لدرجة أنه كان يتواجد ويعيش معه في مواقعه القتالية بل ويعيش معه في منزله الخاص بباكستان.> متي بدأت رحلتك وعلاقتك مع بن لادن:>> بدأت علاقتي بن لادن بمقابلته في المملكة العربية السعودية بداية عام1988 في المدينة المنورة عقب حادث مروع وقع لي وهو سقوط طائرة قرب مطار بيشاور عام1986 وكان بن لادن متشوقا لسماع قصة الحادث ولذلك رحب بي في منزله بالمدينة وطلب مني أن أقابله في أفغانستان وأعطاني تليفوناته وعنوانه الخاص في باكستان وحددت اللقاء وبادرني سائلا مالذي يمكن أن نقدمه لك؟ فقلت له زيارة موقع الأنصار وهو أول موقع للمقاتلين العرب داخل أفغانستان ففوجيء بالاجابة ونادي أحد مساعديه وكان إسمه أبوقتيبة وهو سوري وأمره بإعداد رحلة لي للمواقع والسماح لي بالتصوير وهذه حالة إستثنائية وتعد الأولي من نوعها في تاريخ القاعدة.> كيف رأيته وعايشته في حياته الخاصة بالخندق؟>> هو انسان بسيط جدا دون إدعاء يحترم الجميع وخاصة كبار السن والعلماء ينهض ويصافحهم بترحاب وهذا هو سر مفتاح شخصيته.كنا نأكل سويا في طبق صاج سلامون في المواقع الأمامية لمدة أيام طويلة أثناء القتال وكان بسيطا في طعامه وشرابه وعن برنامجه اليومي ـ يبدأ قبل صلاة الفجر عقبها نصلي الفجر جماعة خارج الخندق حتي لو كان هناك قصف طائرات وكان يؤمنا أبو عبيدة المصري الذي استشهد في افريقيا أثناء تأسيس مواقع للقاعدة في منطقة أوغندا.. بعد صلاة الفجر يجتمع مع القادة المقربين له للتشاور ثم كان اليوم كله عملا دءوبا> ملامح شخصيته ماأبرزها؟>> لم تكن له رؤية سياسية واضحة ولهذا كان من السهل التأثير عليه من الآخرين أمثال عبدالله عزام وغيره.> وماذا عن دوره في أحداث سبتمبر وهل شعرت بشيء؟>> هو المسئول عن العملية وموافق عليها وقام بتمويلها لأن هذا يتفق مع توجهه.> آخر اتصال بينكما متي وفيما تحدثتما؟>> كان في شهر مارس1991 قبل سفره الي السودان وكان الحديث حول سفره الي السودان ونصحته بعدم السفر.> هل تري أنه إرهابي كما يدعي البعض؟>> لا, لأنه شارك في حرب مشروعة مائة في المائة وقاتل ضد الالحاد والشيوعية> ولكن ماذا بعد الحرب ضد الروس ألا تري أنه سلك طريق العنف والأرهاب وخاصة في احداث11 سبتمبر>> لم أكن أتوقع هذا وأرفض هذا التحول وأرفض استخدام العنف ضد المدنيين من أي أمة.> ماهي الأسباب وراء هذا التحول من الجهاد المقدس؟>> أعتقد أن مرجعه اعتقاد الأفغان العرب بأن الظروف مواتية لاقامة حكم اسلامي في العالم كله لكنهم لم يدركوا أن إقامة هذا الحكم لا يتأتي بالعنف وأن انفجار قنبلة في أي مكان لا يعني تغيير النظام وأن الشعب سوف يثور علي الحاكم في هذا المكان والعكس هو الذي يحدث> لماذا لم يعد بن لادن والأفغان العرب الي بلادهم في خروج السوفيت1989 ؟>> للأسف الأمن العربي هو الذي أجبرهم علي ذلك حتي كان النظرة إلي كل من شارك في الحرب الأفغانية يعد إرهابيا ويعتقل فور عودته.> ماذا عن علاقة بن لادن بتنظيم الجهاد في مصر؟وماتردد عن تحالفهما؟>> لم يكن تحالف ولكن كان إندماجا خاصة أن للجهاد عناصر وقيادات شاركت مع المجاهدين في أفغانستان واقتربت من أسامة بن لادن ورأت جماعة الجهاد في مصر أن اسامة بن لادن هو أنسب الشخصيات التي تقود وتدعم وتمول التنظيم.> مالذي أثر في فكر بن لادن؟>> أكثر الشخصيات التي تعد مرجعية له هو الدكتور عبدالله عزام أثناء الحرب مع السوفيت أما في السودان فكان الدكتور حسن الترابي يمثل هذه المرجعية> بن لادن ظل دائما يدعم موقف طالبان هل كان محقا في هذا؟>> لا لأن طالبان كانت ومازالت تقوم بتشويه صورة الاسلام> كيف استقبلت خبر مقتل بن لادن؟>> وهنا أجهش دراز بالبكاء وقال إنه إنسان لا يمكن لمن يعامله أن ينساه وكانت لديه قدرة علي جذب المحيطين وجعلهم يتعلقون به من فرط حسن أخلاقه ورقة معاملته وبساط أسلوبه.ولهذا استقبلت الخبر بأسي وحزن بغض النظر عن مواقف الاتفاق أو الاختلاف معه رحمه الله وجعله شهيدا في سبيل الله.
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق