الأحد، 15 أبريل 2012

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": نداء إلى السيدة الفاضلة شقيقة الشيخ حازم أبو إسماعيل


بسم الله الرحمن الرحيم 
السيدة الفاضلة ابنة العالم الجليل والشيخ المناضل صلاح أبو إسماعيل .. 
تحية طيبة وبعد.. 
سيدتى الفاضلة، أذكرك أولا بما تحفظينه أنت عن ظهر قلب، أن والدك الراحل الكبير رحمه الله الشيخ صلاح أبو إسماعيل لم يكن يخشى فى الحق لومة لائم، وكان من هذا النوع من الرجال الذين لا يعصون الله ما أمرهم، ولا نزكيه على الله، وهو الذى علم أجيالا من حوله ومن بعده أن خير الجهاد هو كلمة الحق فى وجه سلطان جائر، أيا كان هذا السلطان، أو كان بطشه وطغيانه.


وتعرفين أنت يا سيدتى أن هذا الشيخ النبيل وقف أمام المحكمة فى لحظة تاريخية بعد مقتل الرئيس أنور السادات وقدم شهادة علمية وفقهية فى التفسير الإسلامى لواقعة الاغتيال، ولتقديم رؤية شرعية معاصرة عن حجم الظلم الذى تعرضت له مصر فدفع بعصبة من الشباب إلى رفع السلاح بحثا عن العدالة، ورغم ما تعرض له الشيخ من صراعات لاحقة على هذه الشهادة، وأيا كان حجم الخلاف الذى أحدثته هذه الرؤية الفقهية، إلا أن الشيخ صلاح علم الناس ألا يكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه، وبدأ الشيخ الجليل بنفسه متحديا أعاصير الغضب التى ملأت قلوب حكام هذا العصر جبروتا وعنفا.


ربما تتابعين الآن يا سيدتى هذا الجدل حول جنسية الراحلة الفاضلة والدتكم، ووالدة الشيخ حازم الذى كان مرشحا لرئاسة الجمهورية قبل أن تستبعده اللجنة العليا للانتخابات مساء اليوم، وربما تشاهدين على شاشات التليفزيون من بيتك فى "لوس أنجلوس" بالولايات المتحدة هذه الحشود المخلصة لأخيك والتى حاصرت مقر مجلس الدولة قبل أيام، ثم تحاصر مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، وتتابعين ما ينطق به الشيخ حازم من تهديدات قد تطيح بكل ما تأمله هذه الأمة من الاستقرار، الآن يضع الشيخ حازم هذا البلد على حافة الهاوية، ويوزع وعيده ضد الجميع، فيما أنت فقط تستطيعين حماية هذا البلد بالخروج إلى الناس وإعلان الحقيقة، أنت فقط يا سيدتى تستطيعين إعادة مجد شيخنا الجليل صلاح أبو إسماعيل إلى قلوب الناس، فتنطقين بكلمة حق عند سلطان جائر، أو عند سلطان يحلو له الآن أن يظهر نذر بطشه على الناس سواء خاض الانتخابات أو خرج من هذا السباق الرئاسى نهائيا.


أنت وحدك يا سيدتى ستكونين مسئولة أمام الله تعالى حين تقفين بين يديه ليسألك، هل علمتى وأنكرتى؟ ماذا ستقولين لله تعالى وأنتى بين يديه؟ هل تصلين رحما بإنكار الحقيقة؟ أم تطيحين ببلد كامل صار خاضعا للتهديد ومحاصرا بالحشود التى تصل إلى حد تقديس أخاك المرشح، وتصدقه من دون الناس؟ 


لقد عاشت الراحلة الكريمة والدتك لسنوات طويلة إلى جوارك، وأنت وحدك تعرفين الحقيقة كاملة فى مسألة جنسيتها، أنت وحدك لديك اليقين الكامل ما إذا كانت قد حصلت على حق المواطنة فى الولايات المتحدة، أم أنها عاشت بالجرين كارد كما يقول الشيخ حازم؟


أنت وحدك يا سيدتى يمكنك أن تقولى كلمة الحق الآن، لوجه الله تعالى، ولوجه هذا البلد؟ وحماية لأنصاره من غضب غير مأمون العواقب؟ وحماية لمصر من أن تبنى مستقبلها على معلومات غير حقيقية، أو على طموحات كاذبة؟ 


تذكرى عند كل صلاة وجه الشيخ صلاح أبو إسماعيل مبايعا الله على الحقيقة، وتذكرى أن السلطان الجائر قد يكون رئيسا أو شيخا، أخا أو ابنا، وهذا الدين لا يميز بين عربى أو أعجمى إلا بالتقوى، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". 


هذا هو دينك، وهذا هو بلدك، وبين يديك الاختيار. 
مصر والحقيقة من وراء القصد. 


• ملاحظة..
كتبت هذه الكلمات للنشر فى عدد "اليوم السابع" الصادر صباح الأحد، وبعد ساعات قررت اللجنة العليا استبعاد حازم أبو إسماعيل من السباق بعد أن تأكدت من جنسية والدته، وهو الخبر المنشور على الموقع، وربما نحتاج إلى استجابة هذه السيدة الفاضلة الآن أكثر، حتى لا يبادر حازم إلى فعل يشوبه التهور السياسى مستثمرا محبة أنصاره الذين صدقوه من قبل، الآن أنصاره بين يديك يا سيدتى فإما أن تقولى لهم الحقيقة أو سيكون فى رقبتك الثمن الذى قد ينحدر إليه الجميع. 



المصدر اليوم السابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق