الجمعة، 22 يونيو 2012

العندليب الأسمر أسطورة لا تنتهى

يحل اليوم الذكرى الـ83 لميلاد العندليب الأسمر ونجم كل العقود عبد الحليم حافظ، أو عبد الحليم شبانة والذى ولد يوم 21 يونيه عام 1929 فى قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، عبد الحليم حافظ الشاب الفقير ضعيف البنية الذى تربى يتيما بعد وفاة والدته عند ولادته ووفاة والده بعدها بعام واحد فقط، فتربى يتيما كما أن المرض لم يرحمه فقد سكن جسده الهزيل وعاش معه حتى قضى عليه فى سن الـ48 وفى عز مجده وشهرته.

ولعب الحظ دوره مع العندليب الأسمر عند التحاقه بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943 أى وهو فى الرابعة عشرة والتقى وقتها بالفنان كمال الطويل والمفارقة أن حليم كان طالبا فى قسم التلحين، بينما كان كمال الطويل طالبا فى قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا فى المعهد حتى تخرجا عام 1948 ورشح للسفر فى بعثة حكومية إلى الخارج، لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأبواه عام 1950، إلى أن اكتشفه الإذاعى الكبير حافظ عبد الوهاب الذى سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة، وتمت إجازته فى الإذاعة كمطرب عام 1951 واعتقد حينها أن الدنيا ضحكت له، إلا إنه صدم صدمة كبيرة عندما رفضه الجمهور عام 52 عند غنائه لأغنية "صافينى مرة"، حيث لم يكن الجمهور حينها معتادا على هذا اللون الجديد من الغناء، والمفارقة إنه قدم نفس الأغنية عام 53 وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا.

وكان العندليب يتمتع بذكاء كبير جدا، حيث إنه تعاون مع عدد متنوع من الملحنين ليأخذ من كل منهم أفضل ما عنده، فكان يبحث عن النجاح فى كل مكان، حيث قدم ثنائيا رائعا مع الملحن محمد الموجى وقدما أجمل الأغنيات على الساحة العربية منها "صافينى مرة"، و"رسالة من تحت الماء"، "قارئة الفنجان"، "حبيبها"، "النجمة مالت ع القمر"، كما قدم أيضا مع الملحن العبقرى بليغ حمدى أنجح أغنياته وشكل ثنائى رائع معه لدرجة إن ذلك كان يثير أحيانا غيرة الفنانة وردة من كثرة نجاح أغانى العندليب من ألحان بليغ ومن الأغنيات التى قدماها سويا "زى الهوا، حاول تفتكرنى، أى دمعة حزن لا، سواح، موعود".

ولم يقتصر تعاون العندليب مع الملحنين الشباب فقط، بل التقى مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب فى أروع أغنياته وأشهرها ومنها "نبتدى منين الحكاية، أهواك، فاتت جنبنا"، واستطاع العندليب ألا يكون مجرد مطرب ناجح وشهير فى مصر والعالم العربى فقط، بل استطاع أن يكون أسطورة الغناء فى القرن العشرين، والتى استمرت حتى وقتنا الحالى، بل يزيد نجاحه من يوما لآخر فكلما تظهر أجيال جديدة يكون النجم الأول الذى تتعلق به من الجيل القديم هو العندليب الأسمر، وتظل أغنياته حاضرة حولنا فى كل مكان، لدرجة إنه عندما قدمت إذاعة 10.53 البث التجريبى لها بأغانى العندليب فقط نجحت نجاحا كبيرا.

ولم يقتصر نجاح العندليب على الغناء فقط، بل اتجه أيضا إلى عالم السينما واستطاع المنافسة بقوة، فرغم تقديمه 16 فيلما فقط طوال مشواره الفنى إلا أن أفلامه تعد علامات مميزة فى تاريخ السينما المصرية، وكانت النجمات تتنافس لمشاركته بطولة أفلامه، فعمل مع أشهر نجمات زمن الفن الجميل منهم فاتن حمامة، وشادية، وصباح، وسعاد حسنى، ونادية لطفى، وإيمان، وزبيدة ثروت، ومريم فخر الدين، وآمال فريد، ومن كثرة الطلب عليه من منتجى السينما كان يقدم أكثر من فيلم فى العام الواحد، حيث قدم 4 أفلام فى عام 1955، وفى عام 1956 فيلمان، وفى عام 1957 قدم 3 أفلام، كما قدم مسلسل إذاعى واحد بعنوان "أرجوك لا تفهمنى بسرعة" عام 1973مع عادل إمام ونجلاء فتحى.

ورحل العندليب عن عالمنا عام 1977 بعد إصابته بمرض تليف الكبد سببه له مرض البلهارسيا، وكانت أول مرة عرف فيها العندليب الأسمر بهذا المرض عام 1956 عندما أصيب بنزيف فى المعدة عندما كان مدعوا على الإفطار لدى صديقه مصطفى العريف خلال شهر رمضان، وأجرى بسبب هذا المرض 61 عملية جراحية، حتى فارق الحياة يوم 30 إبريل عام 1977 فى لندن.







اليوم السابع




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق