الأربعاء، 18 يناير 2012

صعود الإخوان‏ ..‏ بداية أم نهاية؟



تبدأ في‏23‏ يناير الحالي أولي جلسات برلمان الثورة‏,‏ الذي يمثل فيه الإخوان أغلبية مطلقة‏,‏ مما أثار تحفظ الكثيرين من أهل الرأي








بأن تجربة الحزب الوطني قد تعود خاصة بعد أن شكل التيار الإسلامي نحو75% من المجلس, ويري البعض أن تجربة الإخوان لن تدوم علي اعتبار أنها لم تنجح في دول أخري, كما أثار مخاوف الكثيرين حول تطبيقات في مجال السياحة والآثار والاقتصاد القومي, بينما يري كثير من النشطاء والأحزاب ضرورة اعطاء الفرصة للإخوان باعتبارهم ممثلين للشعب, وأن ما يثار حولهم لا يمكن حسمه, ويجب احترام نتيجة الانتخابات وصوت المواطن مهما كانت الأسباب أو النتائج.
بداية يؤكد الدكتور محمد عبد المنعم الصاوي, عضو المجلس المستقل والمدعوم من الإخوان, أننا يجب أن نحترم نتيجة الانتخابات, فليس من حقنا أن نوجه طعنا للإخوان أو غيرهم دون سبب حقيقي, خاصة أننا خرجنا من مرحلة الخضوع بالقوة والقهر وانفتحت أبواب الديمقراطية, فلم يعد الإخوان أو غيرهم فوق القانون أو الدستور أو إرادة الشعب الذي يختار, فإذا كان الإخوان بلا تجربة, فإنه يجب أن نعطيهم الفرصة ونوجه جهودنا جميعا إلي أهداف وطنية واحدة, فالشعب هو صاحب الكلمة وهو السيد, وليس هناك أوصياء عليه بعد الثورة, وبالتالي فالجميع ملزم بتلبية احتياجاته وإلا فسوف يذهب مثل غيره, فالكرامة والعيش والعدالة أساس استمرار أي فئة مهما كان شعارها, لذلك فإن فكرة التصادم والنقد في البداية غير مطلوبة, وهذا يؤكد ضرورة تعاون وتوحد جميع التيارات الثورية والليبرالية مع الإخوان, لأنه مجلس للشعب المصري بكل طوائفه, فنحن جميعا يجب أن نحرص علي هذا التعاون من أجل مصر وألا نخشي أي تيار.
وأضاف د. عبد المنعم الصاوي: أن مجلس الشعب رقابي يضع القوانين وليس مهمته دينية أو فقهية, كما أن لجنة المائة المكلفة بوضع الدستور تتعاون في اختيار50 طرحا لوضع دستور يناسب كل التيارات بما فيها الأقباط, ولا يجوز تحت أي مسمي أن يصدر قانون أو دستور يمس مبادئ الحرية والعدالة الأساسية للإنسان المصري, ذلك لأن قيم الإسلام عظيمة وسامية وحضارية لا تسمح بظلم إنسان مسلم أو غير مسلم, ولا يجوز أن يكون الشعب ومستقبله فئران تجارب وهو علي وعي كامل حتي غير المتعلمين, وأن ندرك أننا نؤمن بالله, وليس بمقدور أحد أن يدخلنا الجنة أو يحرمنا منها.
فرصة للإخوان
ويري الدكتور محمد أبو الغار, رئيس الحزب المصري الديمقراطي أن الواجب علينا أن نعطي فرصة للإخوان, فمن الظلم أن نحكم عليهم مسبقا وقبل الأداء العملي, فهناك أولويات تحتاج منهم والمجلس جهودا كبيرة لمواجهة الفقر المتزايد وتوفير الطاقة والخدمات والصحة وغيرها, وهذا هو المحك الأساسي. وأشار د. أبو الغار إلي أن مجلس الشعب الجديد يتعرض لهزات شديدة ينتج عنها إعادة حله ثانية في الوقت الذي نعرف فيه أن الإخوان لن يفضلوا إعادة الانتخابات ويكون التغيير جذريا عندما يلغي نص نسبة العمال والفلاحين من الدستور, ليسري علي مجلسي الشعب والشوري, لذلك كان يجب أن يكون الدستور أولا حتي نتجنب مشكلات مستقبلية تجعلنا نعيد ما فعلناه, وأن المشكلة التي لدينا الآن أن الإخوان المسلمين لا يجيدون العلاقات الدولية, مما يقلق الطبقة المثقفة في البلد, في الوقت الذي اختفي فيه دور الأحزاب الأخري خاصة الثورية التي لم تستطع حتي الآن أن تخلق أرضية لاجتذاب صوت المواطن, برغم أننا في عصرهم عصر الثورة, في الوقت الذي أصبح فيه صوت للأميين وغير المثقفين ومن المعروف نتاج اختياراتهم.
ويحذر محمد سامي, رئيس حزب الكرامة من تقارب واتفاق الإخوان والسلفيين, ويصف ذلك بأنه سيكون وبالا وكارثة بمعني الكلمة, ذلك لأن الإخوان ربما يكونون أكثر حكمة من السلفيين, ولديهم استعداد للاستفادة من التجارب أو التفاهم مع الآخرين, ويعني ذلك أننا ننتظر نظرة الإخوان وتعاملاتهم من خلال المجلس وسن القوانين ومحاسبة الحكومة.
احترام إرادة الشعب
في حين يري الدكتور أحمد دراج, رئيس قسم الصحافة بجامعة بني سويف أن قيمة الإخوان سترتبط بمدي احترامهم لإرادة الشعب واحترام مطالبه.
وأضاف أن هذه التجربة ستظهر مستوي وفكر الإخوان والذين أصبح من حقهم أن نسلمهم السلطة التشريعية وسنري إن كان كلامهم مجرد مثاليات بلا تطبيق أم أنه سيكون رقابيا حقيقيا وتشريعا نافعا, خاصة أن كم الفساد في مصر رهيب جدا وهو السبب الذي جعل المواطن ينتخبهم علي اعتبار أنهم مرتبطون بالدين أكثر ويخافون الله وأكثر أمانا من غيرهم, فإذا ظهر عكس ذلك فإن المواطن موجود وصناديق الاقتراع الأخري قادمة, فمازالت آثار الحكم السابق موجودة وهناك صحافة واعلام متزن وآخر مندفع, وليست الحياة وردية مع قدوم الإخوان, بل إن هناك طريقا صعبا أمامهم لا ينفع معه الكلام المثالي, وهناك ثوار مازالوا يراقبون وشعب يعاني من مشكلات مركبة.
ويري الدكتور عبد الجليل مصطفي, رئيس الجبهة الوطنية للتغيير أنه مهما كانت الملاحظات والآراء يجب أن نسلم بحق الإخوان بالأغلبية نزولا علي إرادة الشعب الذي انتخبهم ويمثلون مشروعية يتعين احترامها, ومع ذلك فإن الملاحظ أن مجلس الشعب لن يكون متوازنا, فالأغلبية المطلقة لا تأتي بالديمقراطية, وتحدث خللا في تمثيل طوائف الشعب, ومع ذلك فالخلل المتوقع هو تأخير الدستور الذي كان يجب أن نبدأ به قبل البرلمان والانتخابات, لكن الحصن للشعب هو الشعب نفسه ضد أي استبداد.
مفاهيم الإخوان
ويقول د. يحيي عبد الشافي, الناشط السياسي إننا لا نحتاج في المرحلة الحالية إلي تطبيق مفاهيم الإخوان أو دعواتهم في تطبيق الشريعة, لأن توجهنا الحالي مرتبط بوسطية الإسلام, وهناك وسطية في طبيعة المصريين مسلمين ومسيحيين. وأشار الناشط السياسي إلي أنه يوجه لومه الشديد للقيادات التي ترفع شعار الالتزام بالكتاب والسنة علي منهجهم تجاه الشعب دون مراعاة ثقافاته أو الظروف التي مر بها من هموم وقهر وظلم وهو ما يعد التفافا علي إرادة الشعب.
ويجب ألا ننسي أن الثوار هم من قاموا بالثورة وأن الإخوان ترددوا في مساندتهم ولم ينضموا إليهم سوي في عصر28 يناير بعد أن ضحي الكثيرون بأرواحهم ودمهم, فيجب ألا تذهب هذه التضحيات دون تقدير, في الوقت الذي يجب أن تتوجه فيه الجهود لاستعادة أموال الشعب ولتحسين ظروفه.





المصدر : الاهرام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق