الاثنين، 16 أبريل 2012

كامل أبوعلي‏..‏ الرجل الغامض

 قبل ان تجف دماء قتلي مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد وقبل ان ينال الملايين في مصر حقوقهم في القصاص العادل وقبل ان يصدر قانون الكرة عقوبته علي المصري البورسعيدي
 النادي الذي احتضن قمة المذبحة الحدث الاسوأ في تاريخ الكرة المصرية‏..‏ وجدنا من لا يطيق الابتعاد عن الاضواء ومن لا يطيق الخروج من الصورة ومن لا يطيق الانسحاب الاخلاقي فجأة وبدون مقدمات أصبح مقعد رئيس النادي المصري البورسعيدي ماركة مسجلة ومنصبا حصريا فقط باسم كامل ابوعلي تنظم من اجله التظاهرات لشخصيات لا احد يعلم هل يحبون المصري وهل ينتمون الي بورسعيد ولماذا لم تكن وجوههم ظاهرة عندما خرج مئات الالاف في بورسعيد ينادون بورسعيد بريئة دي مؤامرة دنيئة‏.‏
فجأة وبدون مقدمات ظهر في بورسعيد من يطالب ببقاء كامل أبوعلي وهي مظاهرات لم تواجه برفض من كامل أبوعلي للعودة بعد ان اتخذ قرار الاستقالة من منصبه عقب أحداث مذبحة بورسعيد
عندما استقال ابوعلي كان تصرفه مقبولا في ظل مسئوليته عن الاحداث اخلاقيا بحكم منصبه ولو اصر علي الاستقالة لنال الكثير من الاشادة‏,‏ ولكنه ظل يوارب بابه حتي عاد مرة اخري انه يرفض حضور الاجتماعات بسبب تكليفه اللجنة هذا هو كامل ابوعلي الحقيقي الرجل الذي استعان دائما بنفس الوجوه لتهتف له خصيصا في كل مباراة وفي كل أزمة وهذا هو كامل أبوعلي الذي طالما لوح بورقة الاستقالة كلما اشتدت عليه أزمة حتي لو كان هو من صنعها او لم يصنعها وها هو يعود إلي منصبه بعد انتهاء فترة الحداد الرسمي‏.‏
الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أبدا أنه مهما انفق كامل أبوعلي من المال في المصري فلم يكن لوجه الله فهو استفاد الكثير في المقابل وأصبح نجما اعلاميا‏,‏ واسما مشهورا ونالت شركاته التي تخصصت في عالم السينما مجانية من وراء كرة القدم‏.‏
فالمنتج مهما كانت ملياراته هو الاقل نجومية في عالم السينما ولكن بعدما اقترن اسم ابوعلي بالمصري اصبح نجما للمجتمع بحكم الجماهيرية والشعبية الطاغية التي يملكها النادي البورسعيدي
ابوعلي هو رجل الاعمال الذي جاء الي بورسعيد لتولي النادي في اواخر عام‏2009‏ مدعوما من الحزب الوطني المنحل عقب وفاة سيد متولي اشهر من اعطي المصري المال والجهد دون مقابل
قبل ان يأتي كامل ابوعلي كان الافلاس يخيم علي النادي بعدما رفض خوض الانتخابات وقال كلمته الشهيرة‏:‏ اختاروني رئيسا للمصري بالتعيين لانني لا احب الانتخابات وبدلا من ان يحاول تدعيم النادي في عهد رفاق متولي ويتقدمهم علي فرج الله ظل ينتظر محاولات المحافظ في تطفيش المجلس واجباره علي الاستقالة خاصة بعد ايقاف الدعم المالي عن النادي‏.‏
وعندما تولي أبوعلي المنصب كان عقب الغاء انتخابات تكميلية شرعية وايضا بقرار من حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة السابق وجاء كامل ابوعلي الي المصري وبرفقته احد اقطاب الحزب الوطني المنحل وايضا هو احد من اشارت اليهم اصابع الاتهام في مذبحة بورسعيد وهو الحسيني ابوقمر اول نائب لابوعلي في النادي وهو المسئول الثاني في الحزب ببورسعيد بعد محمود المنياوي واحد اقرب رجال احمد عز امين التنظيم المحبوس حاليا علي ذمة عدة قضايا فساد عندما اختلف ابوعلي مع أبوقمر وقرر المنتج السينمائي الانقلاب علي نائبه لجأ الي الجماهير التي خدعها ما انفقه علي النادي‏..‏ وقررت التظاهر رافضه استقالته وضغطت علي المحافظ وحسن صقر لحل المجلس واعادة تشكيله ولا أحد ينسي أنه قبل ثورة‏25‏ يناير بأيام قليلة خرج ابوعلي ليشكر شعب بورسعيد علي مساندته له عندما حاز علي حق تشكيل المجلس وابعاد الحسيني أبوقمر ووقتها اشاد رئيس المصري بجمال مبارك الذي علي حد زعم رئيس المصري انه تدخل في الامر واصدر توجيهات للجهة الادارية بإعادة كامل ابوعلي مرة اخري للمصري
اذن من ينظر الي كامل ابوعلي يجد انه لم يكن منتجا سينمائيا تخصص في تقديم أفلام لغادة عبدالرازق وسمية الخشاب فقط بل صناعة محلية للحزب الوطني المنحل في كرة القدم
طبيعة عمل كامل أبوعلي كمنتج للافلام دفعته لاسلتهام نفس الروح في تلميع اسمه كمسئول في المصري لا يقل نجومية عن نظرائه في الاهلي والزمالك من خلال انتاج افلام احدثت فتنة بين المصري وجماهيره من جهة والاهلي والزمالك من جهة ثانية
البداية من الاهلي ضحية مذبحة بورسعيد بعد ان تعرض عشرات مشجعيه للقتل والمئات لاصابات خطيرة خلال لقاء الفريقين الاهلي والمصري في الدوري الممتاز الكثيرون ينسبون الامر الي ضعف الامن وهناك من يعتقد ان التعصب وصل في المدرجات الي مرحلة خطيرة ومابين الامرين كان الصدام بين جماهير الناديين امرا متوقعا في ظل حالة التحريض التي كانت تتم من حين إلي اخر بحثا عن شو اعلامي قبل ساعة واحدة من بدء اللقاء كانت لكامل ابوعلي بطولة زائفة عندما اطلق تصريحا قال فيه ان حارسه الدالي احمد ناصر الشناوي لن يكون هديته لمحمود الخطيب نائب رئيس الاهلي عندما يجري عمليته الجراحية ويعود إلي القاهرة بسلام وان الشناوي باق في المصري‏..‏ تصريح يظهر من خلاله ان ابوعلي لديه عرض من الخطيب لضم الشناوي الي الاهلي وهو امر كان منطقيا ان يحدث غيرة واستفزاز الدي جماهير بورسعيد
وتناسي رئيس المصري انه حاز علي توقيع الحارس لعقد جديد يمتد لـ‏5‏ مواسم وبالتالي هو مستمر ولن يرحل الي الاهلي حتي تطلق الشائعات وما حدث هو سيناريو اقل حدة من سيناريوهات اخري اطلقها ابوعلي منذ حضوره الي المصري
وكامل ابوعلي هو اول من استفز مشاعر جماهير بورسعيد وكان ذلك قبل انطلاق الموسم عندما تعهد ببقاء احمد شديد قناوي ظهير ايسر الفريق واحد افضل لاعبيه في المواسم الثلاثة الماضية
وشحن جماهير بورسعيد بصورة عنيفة ضد الاهلي خاصة بعد تصريحاته من جهة واحداث خناقة حرب الشوارع التي جرت بين الجماهير في بورسعيد امام محطة القطار قبل لقائهما في الدور الثاني للدوري الممتاز الموسم الماضي
وفي النهاية فقد المصري لاعبه احمد شديد قناوي بمقابل مالي زهيد لا يجاوز المليون و‏500‏ الف جنيه هي قيمة الشرط الجزائي المنصوص في عقد اللاعب مع ابوعلي والمثير ان احمد شديد كان ارخص لاعب ضمه الاهلي خلال فترة الانتقالات الصيفية والتي تكبد فيها‏28‏ مليونا في صفقات جديدة
الزمالك له مع المصري وكامل أبوعلي حدوتة كبيرة فالجميع وقبل قدوم المنتج السينمائي للعمل رئيسا للنادي كان يعلم حجم الحب الكبير الذي يسود علاقة الناديين معا وهو حب يعود الي فترة مابعد نكسة‏67‏ عندما فتح نادي الزمالك ابوابه لفرق بورسعيد وابرزها المصري للتدريب داخله بل واعاد لاعبين كانوا انتقلوا للزمالك مرة اخري للمصري وفي مقدمتهم الراحل مسعد نور
فجأة وبدون مقدمات بات هناك عداء وكراهية ان جاز التعبير تجمع الناديين منذ ان اصبح ابوعلي رئيسا فالواقعة الاولي هي تعرض اتوبيس فريق الزمالك للرشق بالحجارة وتحطمت زجاجاته عندما حل في بورسعيد لملاقاة المصري في الدور الثاني للدوري واحتجز ايضا الاتوبيس‏3‏ ساعات كاملة خارج المحافظة بسبب الكمائن التي نظمها متعصبون في بورسعيد للاعتداء علي لاعبي الزمالك وجهازهم الفني بقيادة حسام حسن
والواقعة الثانية هي الرد من جانب جماهير الزمالك علي اعتداء الاتوبيس بآخر مماثل عندما وصل اللاعبون الي القاهرة لملاقاة الزمالك في الدور الاول للدوري الممتاز هذا الموسم
وهذه الكراهية وماتلاها من تحالف التراس الزمالك مع التراس الاهلي ضد المصري نابعة من الشو الاعلامي الذي تعمد ابوعلي الاقدام عليه عندما اتي الي بورسعيد رئيسا للنادي فهو اتهم عدة مرات حسام حسن المدير الفني للمصري حاليا بمحاولة سرقة لاعبي المصري في الموسم الماضي امثال محمود عبدالحكيم وعبدالسلام نجاح وهاني سعيد واحمد شديد والتفاوض معهم بعيدا عن الادارة بالرغم من النفي المتكرر من جانب حسام حسن وتوءمة ابراهيم حسن الا ان تلك الاتهامات كانت سببا في بدء ثمرة وذريعة الخلافات بين الناديين والغريب في الامر ان حسام حسن في الموسم الماضي كشف عن مفاجأة
تمثلت في منحه الأولوية في انتقال لاعبيه من الزمالك إلي المصري‏,‏ ولكن لم تتوقف حرب بورسعيد ضده وانتقادات رجال كامل أبو علي له إلا مع ابتعاده عن تدريب الفريق‏.‏
في المقابل ارتبط اسم أبو علي بالتفاوض مع لاعبين زملكاوية في الموسم الماضي ممن اشتبكوا في خلافات مع حسام حسن‏,‏ ودخل رئيس المصري في مفاوضات مع عبدالواحد السيد حارس مرمي وكابتن الزمالك عندما سحب إبراهيم حسن مدير الكرة الشارة منه في الموسم الماضي‏.‏
والغريب في علاقة أبو علي مع الأهلي والزمالك أنه استفاد كثيرا من الناديين من خلال تدعيم صفوفه بلاعبين من القطبين‏,‏ رحلوا من الأهلي والزمالك عن طيب خاطر‏,‏ فمن الأهلي ضم قبل بداية الموسم سعد الدين سمير ومحمود توبة بنظام الإعارة لموسم واحد وكلاهما لاعب شاب ولمع في الموسم الماضي مع المقاولون العرب ومصر المقاصة علي الترتيب ولم يحاول الأهلي إفساد المفاوضات‏.‏
وقبلها بأكثر من عام وتحديدا في يناير‏2010‏ ضم أبو علي حارس مرمي الأهلي أمير عبدالحميد إلي صفوفه مقابل‏800‏ ألف جنيه‏,‏ وأسهم أمير وبرفقته المعار وقتها أيضا معاذ الحناوي لاعب المقاصة حاليا والأهلي سابقا في إنقاذ المصري من الهبوط إلي القسم الثاني في موسم‏2009/.2010‏
ومن الزمالك ضم أبو علي أحمد مجدي وأحمد الميرغني في أوج تألقهما من الزمالك في صيف عام‏2010‏ ورحل عنه محمد عاشور الأدهم ووجيه عبدالعظيم بل واعتبر وقتها أن الزمالك هو الخاسر من وراء الصفقة التبادلية‏,‏ وقدم الثنائي عروضا قوية مع المصري في الموسم الماضي واستمر معه أحمد مجدي هذا الموسم عنصرا أساسيا‏,‏ وهي نماذج تؤكد أن الأهلي والزمالك لم يكونا يتعمدان التعامل بضغينة مع أبو علي والمصري بالرغم من الاتهامات التي طالما ولاحق بها رئيس النادي البورسعيدي القطبين سواء كمسئولين أو لاعبين‏.‏
ولكامل أبو علي أزمات أخري تسببت في إشعال الفتنة في علاقة المصري مع عدة أندية منها الجماهيري ذي الشعبية ومنها الذي ينتمي لشركات ولعل هذا ما كان سببا في إعلان أكثر من ناد فور حدوث مجزرة بورسعيد إلي رفض أداء أية مباريات في بورسعيد أو استقبال المصري في ملعبه‏.‏
ولم يكن السيناريو مختلفا عما كان عليه في الأهلي والزمالك‏,‏ فالجري وراء المواهب الشابة واللاعبين المتألقين في تلك الأندية والتفاوض معهم واستقطابهم رغما عن أنف أنديتهم كان سببا في هذه الأزمة البداية من الأندية الجماهيرية التي دفعت ثمنا كبيرا وباهظا من ملاحقة أبو علي لنجومها‏,‏ فالاتحاد السكندري علي سبيل المثال عاني في الموسم الماضي مفاوضات أجراها أبو علي مع العديد من اللاعبين قبل نهاية الموسم مثل هاني العجيزي ومارك أمبواه ومحمود شاكر عبدالفتاح أسفرت عن انتقال محمود شاكر إلي المصري ورفضه تجديد عقده في قلعة الثغر‏.‏
ولم ينج فريق غزل المحلة من إغراءات أبو علي إلي مواهبه الشابة وفي مقدمتها أحمد مجدي صانع الألعاب وعمرو رمضان قلب الدفاع‏,‏ نادي جمهورية شبين الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية كان أحد المتضررين من إغراءات أبو علي‏,‏ ففي صيف عام‏2010‏ كان لكشافي رئيس المصري اكتشاف يتمثل في أحمد داوودا صانع ألعاب شبين الصغير والموهبة الفنية الرائعة‏,‏ فأبلغوه وفجأة هرب اللاعب من ناديه ثم عاد ليوقع في المصري وينضم إلي صفوفه بترحيب كبير من أبو علي وتبخرت حقوق شبين في الاستفادة فنيا من لاعب موهوب وكذلك لم يجن التعويض المالي وراء اكتشافه لاعب كرة موهوبا أصبح الآن من أهم عناصر المصري وموجود في تشكيلة المنتخب الأوليمبي‏.‏
أما أندية الشركات فلم تكن أكثر حظا‏,‏ فناد مثل إنبي دخل في صدام عارم مع أبو علي وتوترت علاقته مع المصري عندما وقع رئيس النادي البورسعيدي عقدا مع محمد صبحي لاعب وسط إنبي وحاول ضمه ودخل في نزاع مع النادي البترولي ولم يتراجع أبو علي عن الصفقة إلا عندما اكتشف عدم سلامة موقفه‏.‏
والمثير أن إنبي تضرر أيضا من رئيس المصري عندما قام الأخير بالتعاقد في صيف عام‏2010‏ مع الهارب من إنبي حسام حسن الصغير لاعب وسط إنبي والمنتخب الأوليمبي وضمه إلي صفوف المصري ولم يحاول اتخاذ موقف تربوي أمام لاعب ترك ناديه وهرب لناد أوروبي آخر كمحتل ليعود ويختار النادي الذي يريد أن يلعب له في مصر‏.‏ وفي يناير‏2011‏ أثار أبو علي فتنة أخري عندما حاز علي توقيع مؤمن زكريا نجم نجوم الإنتاج الحربي مستفيدا من شرط جزائي في عقد اللاعب قدره مليون جنيه منحها لزكريا ليسددها في خزانة الإنتاج والمثير أن الإنتاج كان يريد الاحتفاظ باللاعب حتي نهاية موسم‏2011/2010‏ ولكنه فشل بسبب الإغراءات التي تعرض لها زكريا من جانب أبو علي‏.‏ وبالرغم من وجود شرط جزائي في العقد إلا أن رئيس المصري ارتكب خطأ آخر وهو تفاوضه مع اللاعب في ديسمبر وقبل نهاية عقده الرسمي مع ناديه بـ‏6‏ أشهر ولم يحاول أحد ردع أبو علي عن مخططات تصفية الأندية من نجومها البارزين‏.‏
وتمت الصفقة وانضم مؤمن زكريا إلي المصري بعد أن تمرد علي ناديه الذي قدمه في عالم الأضواء‏.‏





المصدر الاهرام المسائي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق