الأحد، 15 أبريل 2012

"سورية أم الشهيد"..عرض مسرحي لا يرقي لمستوي الحدث


سلام من صبا بردي أرق ودمع لا يكفكف يادمشق بلاد مات فتيتها لتحيا وزالوا دون قومهم ليبقوا وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق ولا يبني الممالك كالضحايا ولا يدني الحقوق ولا يحق وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
قفزت الي ذاكرتي تلك الأبيات الخالدة من قصيدة دمشق لأمير الشعراء أحمد شوقي ونحن في طريقنا الزميل المصور سيد عبد القادر وأنا الي مسرح الهوسابير لحضور العرض المسرحي سورية أم الشهيد الذي يقدمه مجموعة من الشباب السوري المتحمس, وكلهم من الهواة يقفون علي خشبة المسرح لأول مرة ايمانا بأهمية الفن والمسرح علي وجه الخصوص كوسيلة للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم ولتوثيق ما يرونه جديرا بأن يعرفه الجميع. كتب النص أحمد كسيبي, وهو أحد الممثلين في العرض, وقام بالإخراج ياسر عطية ويمزج العرض بين مشاهد ممثلة علي خشبة المسرح وأغان مسجلة تعرض علي شاشات كبيرة مصحوبة بصور من الأحداث الجارية علي أرض الواقع ومشاهد الثورة ومراسم دفن الشهداء.
ورغم حماس الممثلين وانفعالهم الصادق فإن العرض قد بدا مفككا وضعيفا بسبب المباشرة الشديدة والنبرة الهتافية التي غلبت علي الدراما في معظم الأجزاء ـ كما كانت المادة المصورة أقوي من الأحداث علي خشبة المسرح بمعني أن الجمهور ـ ومعظمهم من أبناء سوريا ـ قد شعروا بالملل أثناء العرض وكانوا أكثر انتباها وتجاوبا عند تقديم الأغاني المصورة الحماسية!! ويعاب أيضا علي العرض التطويل الشديد بحيث استغرق الفصل الأول وحده ثلاث ساعات تقريبا. وكان الأولي الاكتفاء بالمشاهد المؤثرة خاصة استجواب أجهزة الأمن الأطفال وإهانتهم. ولا يعاد الاستجواب عدة مرات من خلال أطفال ونساء وشباب ولا يؤدي التكرار إلا نفس النتيجة... كما وضح قلة خبرة المخرج حيث ظهر معظم الممثلين خارج بؤرة الإضاءة بل كان يقوم بالإظلام في بعض المشاهد أثناء تحاور الممثلين ـ وهي تقنيات لا يصح أن يخطيء فيها أي مخرج حتي ولو كان هاويا ان المسرح العربي الذي ولد بأرض الشام وكان لسوريا فضل السبق فيه قبل أن ينمو هذا الفن ويزدهر علي أيدي المبدعين في مصر يستحق اهتماما أكبر حتي تصل من خلاله الرسالة الانسانية أو السياسية ـ ورغم التواضع الشديد لمستوي العرض فإن مجرد الايمان بدور المسرح كسلاح سلمي وحضاري للتعبير عن الرأي يوجب علينا أن نحيي العاملين في عرض سورية أم الشهيد ونغفز لهم أخطاء التجربة الأولي.



المصدر الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق