تتحسس السينما المصرية طريقها هذا العام بتوتر وريبة.. فما أن يخطو صناع السينما ـ أو بقايا صناع السينما حاليا ـ خطوة إلا ويتراجعون عشر..فهاهي مشاريع إنتاج أفلام سينمائية جديدة يتم الإعلان عنها ثم سرعان ما يتم الغاؤها بحجة الخوف من الاضطرابات والاحتجاجات أو الخوف من احتفالنا بمرور عام علي ثورتنا الغالية الأسبوع المقبل.
الثورة التي صنعتها العائلة المصرية مجتمعة( الرجال والنساء والأطفال).. فهل يمكن أن تخيف أحدا؟ والحقيقة أن كل ما يشاع عن الخوف من عدم الاستقرار وهم غير صحيح لأن المشكلة الحقيقية أننا كنا نعيش أيضا عصر صراع سينمائي ـ شقي رحي ـ الأول مجموعة المنتجين المنتفعين بعصر الفساد والذين يقدمون كبسولات الأفلام المخدرة والمهدئة لثورة وغضب الجماهير.. فتأتي أفلامهم تافهة وسطحية وتنقل الكباريه الراقص للمشاهد لتلهيه وتغيب عقله. والشق الثاني من الرحي لمجموعة المنتجين الذين كانوا يخططون لافتعال حرب أهلية داخل مصر.. مدعومين بتمويل مشبوه من الخارج.. وعليه فقد أصيب الفريقان عقب ثورة25 يناير المجيدة بسكتة فنية أدبية.. حيث كشف الشعب المصري عن مكنون الشخصية العفوية.. نتاج الأرض الطيبة المباركة, فخاب سعي الفريقين.. فلا تسطح فكر الشعب ولا تم تغييب عقله وقلبه ولا انساق وراء الأفكار الشيطانية التي أوحت له بالقتل والتخريب.. وفشل منتجو المرحلة الماضية.. مرحلة عصر الفساد.. وافلسوا فكريا فلم يعد لديهم موضوعات تصلح.. لأنهم اكتشفوا أنهم كانوا يؤذنون في مالطة وأن الشعب المصري المغلوب علي أمره, والذين تخيلوا أنهم يعرفونه ويفهمونه اكتشفوا فجأة أنه ليس هو نفسه الذي تحمل سخافاتهم طوال سنوات القهر.. وأن جمهور السينما الحقيقي مازال يعشق أفلام وحش الشاشة فريد شوقي وعبدالوهاب وفريد الإطرش ومحمد فوزي وعبدالحليم وعمر الشريف وفاتن حمامة وأحمد رمزي وإسماعيل ياسين.. النجوم الذين احترموا ذكاء الشعب المصري والعربي واحبوه فاحبهم وعاش علي ذكراهم مخلصا لهم كما اخلصوا له.. إن جمهور السينما اليوم يحلم بعودة وحش الشاشة البطل المنقذ الذي يقهر الظلم والفساد البطل الشعبي البسيط الذي يحن علي البسطاء والضعفاء ويقسوا علي الظالم.. لقد اشتاق المشاهد للحارة المصرية الشعبية وشهامة أولاد البلد.. في أعمال نجيب محفوظ وبديع خيري وأبوالسعود الابياري وإحسان عبدالقدوس وعبدالرحمن الشرقاوي, علينا أن ننسي منتجي المرحلة الماضية لأنهم لن يعودوا إلي الإنتاج من جديد لأن مخططاتهم قد بائت بالفشل ولم يعد لوجودهم معني أو مغزي.. إن مسئولية انقاذ السينما المصرية والإنتاج السينمائي حاليا تقع علي عاتق نجوم السينما الحقيقيين. وأن سينما2012 لابد أن تشهد عودة أبطال بحجم فريد شوقي وحش الشاشة.. حتي لو اضطررنا لإعادة أعمال فريد شوقي السينمائية بأسلوب عصري.
المصدر : الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق