السبت، 14 يناير 2012

الإدارة الأمريكية تغازل الإخوان باعتبارهم ممثلي الأغلبية



أثار لقاء نائب وزيرة الخارجية الأمريكى وليام بيرنز مع قيادات حزب الحرية والعدالة دون باقى الفصائل الإسلامية جملة من التساؤلات حول موقف الإدارة الأمريكية من التيارات الإسلامية الموجودة على الساحة السياسية الآن، وهل يرى الغرب الإخوان وحدهم ممثلين عن هذا التيار أم أن المسألة لها علاقة بالتواصل مع الأكثر تعاطيا معهم؟

عضو مكتب الإرشاد مصطفى الغنيمى قال إن زيارة وليام بيرنز وكارتر للإخوان فى الفترة الحالية، تهدف إلى متابعة نتائج الانتخابات، وما أسفرت عنه، خصوصا مع تصدر الإخوان المشهد السياسى فى الانتخابات البرلمانية التى تجرى حاليا فى مصر، الغنيمى يشير إلى أن الإخوان طمأنوا بيرنز وكارتر من موقفهم تجاه كامب ديفيد، وباقى المعاهدات الدولية التى يتخوف الأمريكان من إنهائها من جانب الإخوان بعد توليهم السلطة.

الدكتور بسام الزرقا، عضو الهيئة العليا لحزب النور، قال إن أمريكا تنظر إلى حزب الحرية والعدالة على أنه المعبر عن نبض الشارع، بعد أن حصل على الرصيد الأكبر من المقاعد البرلمانية، وربما لأن الاحتمالات تشير إلى أن الحكومة القادمة ستكون ائتلافية، وبالتالى هم يحاولون التواصل مع أقوى فصيل، نافيا أن يكون مساعد وزير الخارجية قد حاول إجراء اتصالات بالحزب السلفى، كاشفا عن أن الحزب لا يمانع فى التواصل مع أى دولة «بضوابط معينة (نحددها) نحن»، وعن هذه الضوابط قال لكل مقام مقال منهيا كلامه «اسألوا أمريكا لماذا خصت الحرية والعدالة فى تواصلها ولا توجهوا لـ(النور) هذا التساؤل؟». الخبير فى الحركات الإسلامية الدكتور كمال حبيب قال إن هذه الزيارة هى الرابعة، لكنها هى الأولى التى تأتى من مسؤول أمريكى كبير، وتأتى هذه من خلال النزعة البراجماتية والاستكشافية لدى أمريكا، فقد دأبت من وقت مبكر لاستباق الحدث، عندما شعروا أن الإخوان تسجل تصاعدا فى العملية الانتخابية، فبدأت بعمل مقابلات فى أوروبا لم يعلن عنها الإخوان، مضيفا أن أمريكا تعمل الآن باعتبار أن الإخوان قادمون لحكم مصر، فبدأت العمل بمنطق السياسة الذى لا يعرف الصداقات الدائمة أو العداءات الدائمة.

حبيب يقول إن أمريكا تعمل من أجل استكشاف العقل الإخوانى تجاه أمريكا وتجاه كامب ديفيد، وهل سيلغونها أم يسعون إلى تغييرها؟

حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال لـ«الدستور الأصلي» إن لقاء وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية بالإخوان المسلمين يعكس اهتمام الحكومة الأمريكية بما يجرى فى مصر بعد انتهاء الانتخابات التشريعة بفوز التيار الإسلامى، الذى يتخذ موقفا معاديا للغرب بشكل عام، وهو ما يدفع الغرب إلى التعرف على وجهة نظر ذلك التيار، وكيف يفكر فى القضايا الإقليمية ومعاهدة السلام.

وأضاف نافعة أنه كلما ازدادت صفة المبعوث الأمريكى، دل ذلك على ازدياد درجة الاهتمام فى مستوى الاتصالات، وأن المحادثات بين الغرب والإسلاميين بدأت تدخل مرحلة أكثر جدية.




الدستور



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق