الأربعاء، 15 فبراير 2012

مياه الشرب مهددة بكارثة في السويس





اللواء محمد عبد المنعم هاشم محافظ السويس



استغاثة من العاملين بإحدى محطات مياه الشرب بالسويس كشفت عن كارثة، تهدد بمزيد من الأوجاع والمشاكل للمواطنين، وهي تلوث مياه الشرب.



محطة 2 بمنطقة أبو عارف بحي الجناين هي المسئولة عن تطهير مياه ترعة الإسماعيلية التي تغذي محافظة السويس بمياه الشرب، حيث قام العاملون والفنيون بهذه المحطة برفع مذكرة لرئيس لجنة الخدمات والمرافق بالمجلس الاستشاري للمحافظة، أكدوا فيها اختفاء اسطوانات الكلور التي تساعد على تطهير وتنقية المياه منذ أسبوع كامل، مؤكدين أنهم طالبوا المهندس حسن كامل - مدير الإسكان والمرافق - بالتدخل لكن دون جدوى،بالإضافة لإبلاغهم المحافظ والمهندس منير كامل - مدير المتابعة وإدارة الكوارث والأزمات - الذي أفاد بأنه يواصل الاتصال بحسن كامل، ولكنه لا يرد!



العاملون قرروا وقف ضَّخ المياه وتوجيه استغاثة عاجلة لإنقاذ المواطنين من هذه الكارثة القاتلة.



المهندس عصام الخطيب - رئيس لجنة الخدمات والمرافق بالمجلس الاستشاري – اعترف بسوء حالة المحطة، مؤكداً أن البوابات الرئيسة بها صدأ، والخزان به طحالب، ووحدات الكلور غير متوافرة، وهناك تسرب للزيوت بالمياه.



الخطيب كشف أيضاً أن هناك إهداراً للمال العام من جانب الشركة الخاصة المنوط بها أعمال الصيانة، والتي لا تقوم بواجبها في مقابل أخذ تلك المبالغ، بالإضافة لصرفها مستحقات لعمالة ومصاريف ومستخلصات وهمية.



وأشاد بالشكوى المقدمة إليه من العاملين بالمحطة، مشيراً إلى أنه رغم إحالة الأمر للشئون القانونية بالمحافظة لم يحدث شيء حتى الآن فيه، بالإضافة لوجود أكثر من مكان عبارة عن "ترانشات" صرف صحي تلقي الناتج الخاص بها في مياه الترعة مباشرة، الأمر الذي يهدد بكارثة إنسانية وصحية.



الدكتورة آمال الراعي - مديرة الطب الوقائي - أعربت عن استيائها من تجاهل تقريرها حولالمحطات ورصد المخالفات، مؤكدة دقة المعلومات التي ذكرها العاملون، والمستندات التي حصلت عليها "المشهد" من تعطل بالعديد من الوحدات بالمحطة ونقص حاد بالكلور، بالإضافة للتسرب فيها، والصدأ بالبوابات، وتسرب الزيوت من الطلمبات للمياه.



سكان منطقة "أبو سيال" يؤكدون أن المياه لا تصلح للاستهلاك الآدمي لوجود تلوث بها، لدرجة أنهم يقومون بوضعها في أوان فخارية لحين هدوء التراب والشوائب ليتمكنوا من شربها.



عبده أبو ساطي، من سكان قرية العمدة، يقول: "المياه سيئة جداً الأمر الذي اضطرني لشراء فلتر مياه لتخفيف الشوائب والأتربة".



محمد أحمد علي، يضيف: "والدي توفي بسبب هذه الملوثات، فقد أصيب بالفشل الكلوي، وكان يغسل الكلى 4 مرات أسبوعياً حتى وفاته".



يقول هائل محمد: "لا نشرب من مياه "الحنفية" لتلوثها؛ الأمر الذي دفعني أنا ووالدي وإخوتي لشراء فلتر كبير "5 مراحل" لتنقية المياه من الروائح والشوائب والأتربة والأملاح الزائدة. وفي بعض الأحيان نشتري مياهاً معدنية".



الغريب أن اللواء محمد عبد المنعم هاشم - محافظ السويس – يشيد بنجاح جهود العلماء والخبراء من المعهد القومي لعلوم البحار وجامعة قناة السويس وجهاز شئون البيئة وهيئة قناة السويس والري والإسكان والصحة في تحسين جودة مياه الشرب طبقاً للمواصفات العالمية القياسية، مؤكداً متابعته نتائج التحاليل المعملية لعينات المياه من ترعة السويس ومحطات تنقية مياه الشرب والشبكات والمنازل، والتي تتم يومياً في 5 معامل تحليل مركزية أكدت ارتفاع جودة المياه عن الأعوام السابقة نتيجة تنفيذ التوصيات العلمية بغسل مجرى الترعة وتطهيرها من الحشائش، بالإضافة لفتح الهدار بمنطقة الهويس، وإلقاء أسماك المبروك، واستخدام قش الأرز والقصب عند المآخذ بالمحطات، والتي نجحت في التنقية الكيمائية والبيولوجية مع الفحم الصحي الجاف لتنقية مياه الشرب بالترعة، متجاهلاً للمستندات، ومكتفياً بالإشارة إلى أن الموضوع رهن التحقيقات بالشئون القانونية.






المصدر : المشهد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق