بعد عام دراسي عصيب وأجواء سياسية ملتهبة وانتخابات وإعادة ومجلس رئاسي وبوادر ثورة ثانية قررت الاسرة المصرية في تحد واضح للأوضاع الراهنة أنه لا صوت يعلو فوق الاجازة.
فالمصيف يأتي أولا ونلحق ننزل البحر ونتمشي علي الكورنيش فنحن في حاجة للاجازة لإلقاء كل همومنا في البحر تلك كانت بعض تعليقات البنات والسيدات ممن طرحنا عليهن سؤالا هل تلغي اجازتك والمصيف بسبب الانتخابات والإعادة واحداث التحرير؟ تقول سالي بهاء طالبة في كلية الالسن انها حاولت ان تقنع والدها بشتي الطرق بانها ضاقت بالاجواء السياسية والاضطرابات في البلد وتريد السفر إلي الاسكندرية كما اعتادت الأسرة ولكن والدها كان قلقا من الانفلات الأمني ووعدها أن يعوضها بعد ذلك ولكن من أصرارها واخوتها وافق بشرط الا تمتد الاجازة أكثر من اسبوع وذلك بعد أن اقنعته الأم بانه ربما تتم اعادة الانتخابات. وتحكي ماهينور لطفي تعمل بالعلاقات العامة لاحد الفنادق الكبري انها اعتادت ان تسافر للساحل الشمالي مع صديقاتها كل عام سواء مع اسرتها او لوحدها ولكن توقيت الانتخابات وعودة الناس لميدان التحرير تنذر بعدم استقرار الأوضاع مما جعل بعض صديقاتها يفضلن قضاء الاجازة في القاهرة أو السفر للخارج ونسبة كبيرة من العائلات تراجعوا عن السفر لبيوتهم في الساحل الشمالي وارجاء ذلك بعد اختيار رئيس لمصر. وتضيف دينا محمد أم وربة منزل انها للمرة الأولي التي تتردد قبل اتخاذ قرار السفر للمصيف لكن زوجها اصر علي اغتنام الفرصة قبل شهر رمضان واكد لها انه ليس هناك اي دواع للقلق وقام بحجز شاليه في مرسي مطروح اعتادوا تمضية الاجازة فيه مع الاولاد وبالطبع الاولاد الثلاثة عمر وعلي ونور رفضوا التنازل عن اجازتهم فرضخت من أجل عيونهم طبعا. ولم يقتصر القلق من الخروج إلي المصيف بسبب الانتخابات ولكن الأمر تعلق بالحالة الاقتصادية واقتراب شهر رمضان ومن بعده دخول المدارس فبعض الأسر قررت الاستغناء عن المصيف توفيرا للمال فتقول ليلي عمر انها اعتادت ان تقتصد من المرتب هي وزوجها لتأمين مبلغ من المال من أجل المصيف الذي يتم حجزه عن طريق البنك الذي يعمل به زوجها ولكن مع اقتراب شهر رمضان والأحداث ومن بعدها المدارس لا تظن أن من الحكمة السفر وربما تكون الظروف افضل العام المقبل. وتري نجلاء سيد أن ميزانية الأسرة قد لاتتحمل في ظل ارتفاع الاسعار وازمة البنزين مصروفات المصيف وقد قررت هي وزوجها ان يؤجلا المصيف لان ابنهما سيدخل المدرسة هذا العام وهناك احتياجات كثيرة ابدي من المصيف. اما كريمان صلاح مدرسة فتري انها فرصة للسفر لان اسعار الشقق والشاليهات في الارض نظرا لعدم وجود سياحة في مصر بسبب الاحداث وقد قامت بحجز شاليه في العين السخنة بالتقسيط عن طريق عمل زوجها ولاتري ضررا من الاستمتاع مع اسرتها بالمصيف فلا احد يعلم ماذا سيحدث غدا. وابدت مني عبدالمقصود خوفها وقلقها من السفر للمصيف بسبب انتشار البلطجية علي الشواطئ أو ان تترك شقتها في القاهرة لربما تتعرض للسرقة وقد اعتادت ان تسافر كل عام إلي شقتها بالمعمورة مع زوجها وهما علي المعاش وغالبا ماكان الاحفاد يمضون معها الاجارة لكنها لن تجازف. وتحكي نادية عثمان طبيبة وزوجها طبيب ايضا انها تحت ضغط الاولاد لابد ان تأخذ اجازة والاتكال علي الله فمن الممكن ان تكون في منزلها بالقاهرة وتتعرض للسرقة أو البلطجة ولامانع من المصيف بعد ان تظهر نتائج الاعادة لانها مصرة علي الادلاء بصوتها علي كل حال فقد اعتادت علي الأوضاع المضطربة وتري ان المصريين تأقلموا ولايتنازلون عن اجازة المصيف إلا بسبب الأوضاع المادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق