والمراقبون يرصدون انتهاكات منظمة
بعد10 سنوات من هيمنته علي السلطة في روسيا, وجه الناخبون الروس ضربة قوية لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين زعيم حزب روسيا الموحدة في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأول, من خلال تقليص أغلبيته في البرلمان
وذلك بعد أن أعطوا أصواتهم للحزب الشيوعي.
وشكلت النتائج انتكاسة للعبة" الكراسي الموسيقية" بين بوتين الذي يستعد للعودة إلي الكرملين والرئيس الروسي ديمتيري ميدفيديف الذي أصبحت شرعيته الآن كرئيس وزراء مقبل للبلاد محل تساؤل. وأعلنت اللجنة الانتخابية الروسية حصول حزب" روسيا الموحدة" علي الغالبية المطلقة في الدوما بفوزه بـ238 مقعدا من أصل.450
وأعلن فلاديمير تشوروف رئيس اللجنة الانتخابية المركزية أن الحزب الشيوعي الذي حل في المرتبة الثانية من نتائج الانتخابات التشريعية حصل علي92 مقعدا, وحزب روسيا فقط" وسط يسار" علي64 مقعدا والحزب الليبرالي الديمقراطي علي56 مقعدا, بحسب قواعد توزيع المقاعد في هذه الانتخابات التي تعتمد نظام النسبية.
وأضافت النتائج أنه بعد مرور20 عاما علي انهيار الاتحاد السوفييتي كان الشيوعيون هم المستفيدون الرئيسيون مع زيادة أصواتهم إلي الضعف بنسبة20%.
وأدلي ناخبون كثيرون بأصواتهم لصالح الحزب الشيوعي احتجاجا علي حزب" روسيا الموحدة" أكثر من تأييدهم للمثل الشيوعية لأن بعض الروس يعتبرون هذا الحزب قوة المعارضة الوحيدة الموثوق بها.
وعلي الرغم من أنه ما زال من المرجح فوز بوتين في انتخابات الرئاسة المقررة في2013, فإن نتيجة الانتخابات قد تقوض سلطة الرجل الذي حكم البلاد لمدة12 عاما تقريبا بمزيج من السياسات الأمنية المتشددة والفطنة السياسية وحب الظهور, ولكنه واجه صيحات استهجان بعد مباراة في الجودو في الشهر الماضي.
وفي أول رد فعل له, وصف بوتين النتائج بـ"المثلي" التي تعكس الوضع الحقيقي في البلاد, وأنه" بناء علي هذه النتيجة نستطيع ضمان النمو المستقر لبلدنا". بينما أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن الحزب الحاكم مستعد لتكوين تحالفات بشأن قضايا معينة لضمان الحصول علي تأييد لإجازة القوانين. ومن جانبه, أكد زعيم الحزب الشيوعي في روسيا جينادي زيوجانوف في تصريحات تليفزيونية أهمية الفرز الدقيق للأصوات لمنع أي تزوير.
وتجنب زيوجانوف الرد علي سؤال وجهته له محطة" روسيا تي في" التليفزيونية بشأن ما إذا كان الحزب الشيوعي سيدرس المشاركة في أي حكومة ائتلافية مع حزب روسيا المتحدة.
وقالت أحزاب المعارضة إن حتي هذه النتيجة ضخمها التلاعب, وقال فلاديمير ريجكوف وهو زعيم معارض ليبرالي إن الانتخابات البرلمانية غير مسبوقة لأنها أجريت علي خلفية انهيار الثقة في بوتين والرئيس ميدفيديف والحزب الحاكم, وأعرب عن اعتقاده أن الانتخابات الرئاسية ستتحول إلي أزمة سياسية أكبر وإحباط وخيبة أمل مع مزيد من البذاءة والاستياء وحتي تصويت احتجاجي أكبر.
ويشير ناخبون كثيرون إلي حزب روسيا الموحدة بوصفه حزب" المحتالين واللصوص" الذين يشعرون باستياء من الهوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء.
وفي هذه الأثناء, أكد مراقبون من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بعد مراقبتها للانتخابات الروسية أنه تم رصد انتهاكات منظمة, وأن الانتخابات البرلمانية شهدت تحيزا" غير عادل" لصالح حزب بوتين
المصدر: الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق