درجة قوتها تضفي راحة نفسية على المكان كما للألوان سحرها في عالم الديكور وجماليات التصاميم الداخلية، متمثلة في الحائط والأثاث والإكسسوارات، تحولت الاضاءة ايضا من الاداء الوظيفي المعروف الى عالم الجمال والاناقة، فأصبح لها هي الأخرى دورها وسحرها الذي يضفي على المكان راحة أو إثارة وفقا لشكلها ومدى توهجها. وفي هذا يقول المهندس محمد نور مصمم الإنارة بمعرض lighting design بأن الإضاءة أصبحت أحد العلوم المهمة في الحياة العصرية، لأنها عنصر أساسي ومهم في أي مشروع سواء كان على المستوى التجاري أو السكني. فالإنارة هي العامل الأساسي لإبراز جمال أي مبنى سواء من الداخل أو الخارج. ويضيف: «يلعب توزيعها دورا أساسيا في تلك الراحة النفسية التي يمكن ان تشعر بها وأنت بداخل أي منزل، وهذا لا يمكن ان يتحقق سوى على أساس علمي مدروس من الناحية الفنية، بدءا من قطر ونوع العاكس لكل جهاز، إلى نوع اللمبة المستخدمة وقوتها، وكيفية صيانتها بعد ذلك. كما يترتب على الدراسة معرفة صرف الكهرباء والتكييف في كل مكان داخل المنزل».
وتتفق استشارية الإرشاد النفسي، حصة السبيعي مع محمد نور، بقولها ان للإضاءة تأثيرا كبيرا على مزاج المتلقي ونفسيته.
فمثلا إذا كان صاحب البيت يتمتع بمزاج هادئ ودخل إلى مكان به إضاءة قوية، فحالته المزاجية ستتغير حتما وقد يصبح عصبيا، والأمر نفسه ينطبق على صاحب المزاج العصبي أو المتوتر في حال دخل إلى مكان هادئ، فمزاجه لا بد وان ينتقل إلى حالة من الاسترخاء والاستمتاع.
وتتابع السبيعي: «ليست هناك دراسات علمية تؤكد دور الإضاءة في العلاج النفسي لأن الضوء يعد عاملا ومؤثرا ويدخل ضمن دائرة شبه الشعور».
لكن ما يجمع عليه المصممون والاستشاريون أن المسألة ليست فقط شراء «لمبة» بهدف استعمالها كقطعة ضرورية لإنارة البيت فقط بل صارت ضرورية لتمنح المكان هويته وجاذبيته، والراحة والسكينة.
وأكثر ما يلفت أنظار الزائر إلى أي بيت، هو الثريا التي تتوسط سلالم البيت أو سقفه وهذا ما يقصد به بالإنارة العامة على حد وصف نور، الذي يقول: «الإنارة العامة يقصد بها إنارة المكان المراد إنارته على مستوى واحد بشدة معينة، وقد يستخدم في ذلك العديد من الأجهزة كالإنارة المخفية والثريات، إلى غير ذلك من الأنواع».
ويضيف معددا أنواع الإضاءة: «هناك تلك الموجهة التي تشمل إنارة مكان محدد بمواصفات محددة، كإضاءة لوحة على الحائط أو واجهة دون أخرى باستخدام جهاز إنارة الصور، أو الإنارة الخدمية وهي المستخدمة لإضاءة الممرات داخل المنزل ليلا أو للاسترخاء».
ولن ننسى أجهزة التحكم، التي تعتبر من العناصر المكملة للحصول على المستوى المطلوب وذلك بتركيب لوحة تحكم. ويمكن عن طريق التحكم بالإنارة إبراز جمال البيت وإخفاء عيوبه باللعب.
وحول المكان المناسب لكل إنارة يقول المصمم وائل بيضون بمعرض «بطل ديزاين» «لابد أن نطرح سؤالا مهما على كل زبون، وهو ما الهدف الذي يتوخاه من الإضاءة؟ فالإضاءة المستعملة في المطبخ تختلف عن تلك التي يجب ان تستعمل في المكتبة، أو غرفة النوم أو في غرفة الجلوس والصالون وهكذا، وبعد ذلك يمكن تصميم واختيار المناسب».
وعن أهم العناصر الأساسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، فيلخصها بيضون في التعرف على أبعاد الغرفة، من ارتفاع السقف، إلى ألوان طلاء السقف والأرضية والحائط والأثاث.
وبالرغم من استخدام الألياف الزجاجية من خلال تقنية الدايود الضوئي، والإضاءة متغيرة الألوان، او تلك غير المباشرة أو ذات الأشكال غير التقليدية، إلا أن الكريستالات ما زالت في أوجها، حسب رأي بيضون «من الممكن إضافة الكريستالات الملونة على الثريا، وهناك بعض اللمبات مزينة باللؤلؤ وباكسسوارات عصرية تضاف إلى قطعة كلاسيكية، كما أنه راج اخيرا موضة اللون الأسود والأبيض بدل الذهبي والفضي.
المصدر : مصراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق