المسافة بين ميدان التحرير وميدان العباسية لا تتجاوز عشر محطات بالأتوبيس, لكنها تتجاوز مليون محطة إذا سرنا فوق طريق الأفكار والأحلام.
نعلم أن شباب التحرير عشاق للوطن.. ندرك أن شباب العباسية وطنيون حتي النخاع.. لكن المشكلة أن الكل يحب علي طريقته.. والكل يري أن الصواب يميل ناحيته والخطأ هو رأي غيره.
ولأننا لسنا شباب التحرير, ولسنا شباب العباسية.. ما رأيكم في أن نقف في منتصف الطريق بينهما.. في رمسيس.. في غمرة.. لا يهم.. المهم أن نستمع إلي هؤلاء بإمعان.. وننصت إلي أولئك باهتمام واضعين أمامنا هدفا واحدا: مصلحة مصر.
ولأن مصلحة الوطن تقتضي أن نكون علي قلب رجل واحد.. تعالوا نتفق أولا علي حقيقة ذهبية وهي أن خلافي معك في الرأي لا يعني أنك خصمي أو عدوي بل يرسخ طبيعة الحياة التي خلقنا الله عليها والتي حرمنا منها حكامنا طوال الأعوام المنصرمة, فلتطمئنوا إذن بأن خلافنا شئ طبيعي جدا وثري جدا شريطة ألا يخون أحدنا الآخر. فماذا يقول أهل التحرير وكيف يرد أهل العباسية؟
التحرير: نحن فاشلون سياسيا
بداية يقول طارق الخولي عضو المكتب السياسي لحركة6 أبريل أن الحركة وبعض قيادات ميدان التحرير وجدت نفسها الآن في مأزق بسبب رفض الشارع ميدان التحرير وأنها أخطأت عندما اكتفت بممارسة الدور الثوري وعدم الالتفات إلي الدور السياسي الذي أتقنه الإخوان ببراعة واستفادوا من الثورة, في حين أنه كان يجب علي الثوار أن يمثلوا شعب مصر في البرلمان.
ولم ينكر طارق الخولي أن الاتهامات التي وجهت إلي حركة6 أبريل أسهمت في تشويه صورة الحركة والثوار في الشارع المصري فهناك من يروج للأجندات والتمويل وكلام كثير طال من الثوار بلا سند قانوني.. فضلا عن البلطجية الذين تفرغوا للميدان ولم يجدوا لأنفسهم سوقا في موسم الانتخابات.
وحول موقفهم من حكومة الإنقاذ ومطلب إقصاء العسكري.. أكد أن هذا القرار مؤجل ويسبقه قرار التفكير في فض الاعتصام أو تعليقه لمدة معينة أو نقله أمام مجلس الوزراء, وذلك حتي تعود الحركات السياسية وتلعب دورا سياسيا وتتخلص من الصعوبات التي تواجه الشباب الذين يتساقطون بالمئات مصابين دون مبرر ولا ذنب لهم.. وكنا نتمني أن نفعل مثلما فعل الإخوان الذين تفرغوا لمعارك الصناديق الانتخابية وركزوا في المستقبل السياسي لتياراتهم ولكننا نعترف بالفشل وسوف نتعلم من التجربة لكننا متمسكون بحقنا في الحفاظ علي مطالب الثورة.. ولم ينكر عضو المكتب السياسي لحركة6 أبريل عدم توافق الميدان علي قرار الاعتصام خاصة أن البعض يعتبرها نوعا من الانسحاب وترك الثورة كاملة لمن ركبوا عليها واستفادوا منها في وقت كان من حق الثوار أن يديروا الأمور, فضلا عن الموقف المتأزم مع المجلس العسكري.
رغبة الميدان
سألنا د. هيثم الخطيب عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة حول رؤية ميدان التحرير بعد أن أثبت شعب مصر رغبته في الاستقرار متفوقا علي مطالب الميدان؟
فأجاب بأن هناك فرقا بين مطالب الميدان والانتخابات ولا يمكن اعتبار رغبة وإقبال الشعب في إجراء الانتخابات عملية متعارضة مع رغبة الميدان لأن ميدان التحرير هو أول من دعا إلي الاستقرار وقدم مطالب الشعب المصري في أكثر من مليونية, ولذلك قرر شباب الميدان تقسيم أنفسهم فيما بين المشاركة في الانتخابات والبقاء في الميدان ولو كان التحرير ضد الانتخابات ما كنا رفعنا مطلب تسليم السلطة للمدنيين, وكذلك مطلبي وقف المحاكمات العسكرية, وتأكيد مدنية الدولة, لكننا بلا شك سوف نعيد حساباتنا وسوف ننحاز للشارع والميدان معا وسوف نظل علي موقفنا الرافض للجنزوري مع التأكيد علي أن كل من قابلوه لا يمثلوننا وليسوا علي اتفاق مع نحو25 ائتلافا وأسباب رفضنا له عديدة.
سألته: لكنكم متمسكون ببدائل أخري مرفوضة من الشارع ومن الكثيرين مثل البرادعي وصباحي وأبو الفتوح وهذا أمر غريب؟!
أجاب: لقد طرحنا الأسماء التي توافق عليها أغلبية شباب الميدان وليس هناك مانع أن نطرح أسماء أخري طالما أن ذلك في مصلحة البلاد.
ألست معي في أنكم تلعبون بمستقبل ابلاد وأن كلامكم لا يرقي لمستوي رئاسة مركز شباب وليس مجلس وزراء كما أنكم سبق أن دفعتم بعصام شرف علي اعتباره مرشح الميدان؟
أجاب: وبرفقته شاب آخر من شباب الثورة بأن شرف كان رمزا للمسئول المحترم لكنه كان غير قادر علي اتخاذ قرارات حقيقية بسبب سيطرة المجلس العسكري علي مقاليد الأمور.. لكنني أتفق معك في أنه خذل الثورة ولم يكن قادرا علي تحقيق مطالبنا وطلب منا أكثر من فرصة لكي يضغط علي المجلس العسكري ولم ينجح.
يا هيثم أنتم متهمون بتنفيذ أجندات وأن هناك من يستعملونكم مثل د. ممدوح حمزة فما ردك؟
لا الدكتور ممدوح حمزة ولا غيره له وصاية علي الميدان, وليس صحيحا أنه يصرف علينا ولا أي شخص آخر هناك تبرعات وهناك متطوعون يقدمون كل شيء للميدان وهؤلاء الناس يبحثون عن الحرية ولديهم رغبة أكيدة في تحقيق مطالب الثورة الأولي التي لم تتحقق حتي الآن.. والزعم بأنها تحققت غير حقيقي لأن المحاكمات ليست حادة والفاسدون لا يزالون يسيطرورن علي مقاليد الأمور والفقراء يدفعون الثمن وأصحاب المطالب الفئوية لم تهتم بهم الحكومة ولا المجلس العسكري, فضلا عن الآلاف من المصابين والشهداء الذين دفعوا ثمن هذه الثورة ولم ينالوا حقهم حتي الآن.
دعني أسألك عن قيادات الميدان والحركات التي استشهدت في الأحداث أو أصيبت إصابة واضحة.. حيث إن القادة دائما يكونون في المقدمة وأنتم متهمون بأنكم تناضلون من الفضائيات؟
أنا أصبت في أحداث شارع محمد محمود بكسر في ذراعي اليسري وارتجاج في المخ, وذلك بعد أن صدمتني سيارة أمن مركزي وأصيب أيضا منسق اتحاد الثورة في بني سويف ومحمد علي من مجلس الأمناء لكن الشهادة شرف لم يمنحنا الله سبحانه وتعالي إياها, الأمر المهم أننا جميعا نوجد في الميدان أنا وأحمد ماهر وعمرو عز وطارق الخولي وكل ممثلي الائتلافات والحركات الذين يديرون الميدان علي الأرض لكن ربما يكون من الصعب أن تجتمع الحركات والائتلافات في مكان واحد, خاصة أن الكثيرين لديهم أشغالهم التي يذهبون إليها ويعودون إلي الميدان.
المليونية رمزية
أعضاء ائتلاف الأغلبية الصامتة قالوا لنا إن سعة ميدان التحرير حسب المساحة الفعلية له لا تتجاوز50 ألف متر شاملة المباني والأرصفة, وهذا يعني أنه لا يستوعب أكثر من200 ألف شخص.. فكيف يقف به مليون؟
المسألة في تقديري ليست في العدد, فالمليونية رمزية للمشاركة, أما الإحصاء والتقدير وفقا للمساحة فهذا يستدعي وجود مهندس مساحة, كما أن هناك تجمعات أخري في معظم المحافظات لا يمكن إغفال حقهم في التظاهر.
وفي السياق نفسه هذا يعني أنكم لا تمثلون جموع الشعب المصري وفقا للمشاركين, وبالتالي فهناك طرف ثالث ربما لا يقبل وجهة نظركم وربما يرفض أيضا خروج مظاهرة مناهضة لكم في العباسية؟
أجابني عمرو عز عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة مؤكدا أن الميدان مع كل توجهات شعب مصر وأن الميدان يضغط ويرفع في سقف المطالب لكي يحقق الأفضل للشعب المصري كله وليس للميدان, وليس صحيحا أننا لا نريد الاستقرار, فمنذ اليوم الأول ونحن لدينا خريطة طريق للمرحلة الانتقالية وكنا نلتقي بقادة المجلس العسكري ونتحاور معهم ونقدم لهم كل المعلومات والمطالب ونكتشف أنهم لا ينفذون لنا شيئا وزاد من المشكلة أن المجلس العسكري أسهم في زيادة عدد الائتلافات لكي يتفرق دم القبائل ولا تتوحد الآراء, ومع كل ذلك فنحن في الميدان لا نفرض وجهة نظرنا ومن الممكن أن نقبل بالبدائل إذا كانت في مصلحة الشارع والميدان لأن الميدان لن ينجح دون مساندة الشارع, وفي مسألة الجنزوري من يزعم بأن الشارع يقبل به فهو غير منصف.. والسبب أن المجلس العسكري لا يقبل بوجهة نظر الثوار أبدا ولا يتعامل معنا بصيغة الشريك المتعاون, خاصة أننا ـ الثوار ـ كنا سببا في تولي العسكري السلطة وكنا نعتبر أنفسنا مرشدين مساعدين لهم حتي يتم الانتقال السلمي للسلطة, وقد بدأت المشكلات بيننا وبين العسكري منذ أبريل الماضي, حيث خرجت دعوة للقاء شباب الثورة والائتلافات بمسرح الجلاء, حيث استقبلوا مجموعة جديدة لم يكن لها دور وتم تقديم صورة علي أن الاتحاد عبارة عن مجموعات وكان الهدف إفشاله, حيث إن كل عشرة يجتمعون علي مقهي يكونون حركة سياسية, وبرغم موقفنا من العسكري ظللنا علي اتصال بالدكتور عصام شرف وكنا نلتقي به كثيرا وفي التغيير الوزاري الذي جاء فيه السلمي رشحنا لهم الدكتور حازم الببلاوي وقبلوا به, وكذلك في حركة تغيير المحافظين.
أنتم رشحتم شرف ومن قبله السلمي والببلاوي ويحيي الجمل وكل هذه التجارب أثبتت فشلها فما رأيكم؟
لا ننكر أن شرف وآخرين أصابونا بالإحباط وشرف تحديدا خذلنا بشكل كبير, ففي تقديري أنه سحب الثورة للوراء وتعامل مع الموقف بنوع من عدم القدرة علي التصرف.
ويلتقط هيثم أطراف الحديث, مؤكدا أن المشكلات بدأت مع القوات المسلحة منذ يوم8 أبريل عندما اعتبر المجلس العسكري نفسه خطا أحمر وفي هذه الليلة تحديدا تلقيت شخصيا ثلاث مكالمات من اللواء محمود حجازي جميعها كانت بمثابة تحذيرات لي بهدف إخلاء الميدان والتحذير بالطرد والضرب لمن يظل في الميدان وكانت المكالمة الأخيرة نحو الساعة الثانية صباحا. وأكد الكثيرون من قيادات الشباب في الليلة نفسها أنهم تلقوا التحذيرات نفسها.
بصراحة شديدة.. قطاعات عريضة من الشارع تطلب منكم التهدئة ومنح فرصة حتي تكتمل الانتخابات خاصة بعد هزيمة الصناديق لكل المليونيات؟
اعترف عمرو عز بأن قطاعا كبيرا من الشباب يعيدون تنظيم أفكارهم لكنهم مستمرون في الاعتصام حتي تتم بلورة المطالب, خاصة أن الشباب يعتبرون أن الصندوق والميدان مكملان لصياغة المشهد الديمقراطي الذي يقرر مستقبل شعب مصر كله والذي كافحت من أجله كل طبقات الشعب والمليونيات.
سألت هيثم,, هل تقبل وجهة النظر التي تؤكد أن الإخوان كسبوا بسبب ديكتاتورية الميدان وتعنت أفكار شباب الثورة المغالية وغير المنطقية.
نحن بيننا شباب من الإخوان لكن الإخوان والإسلاميون رسميا ليسوا في الميدان ويكفي ما يتردد في المحافظات أن بعض الناخبين أخذوا اللحمة والسكر من الإخوان والفلوس من الفلول والوعد بالجنة من السلفيين.
وحول اتهام الأغلبية الصامتة للتحرير بأنهم مخربون ومشكوك في وطنيتهم وأن بينهم عناصر تربت في أحضان الوطني مثل عامر الوكيل, وعمرو حمزاوي الذي خرج من عباءة الدكتور محمد كمال وكان يعمل معه في السياسات, وممدوح حمزة الذي كان يحصل علي مشروعات من النظام السابق.. أكد الشباب أن عمرو حمزاوي اعترض علي سياسات الوطني ولم يستمر معهم وكانت له مواقف واضحة, وأن ممدوح حمزة كان يحصل علي المشروعات من الباطن علي عكس بعض الإعلاميين الذين تحولوا وأصبحوا يتحدثون باسم الثورة وكأنهم صانعوها.
وردا علي رفض الشارع المصري لرغبتهم في إقصاء المجلس العسكري ومن ثم المجيء بطامعين جدد في الحكم, الأمر الذي ربما يسهم في المزيد من التأخير للمرحلة الانتقالية.. كشف الشباب ـ علي لسان عمرو عز ـ عن سياسة المطالب المتصاعدة, مشيرا إلي أنه كلما ارتفع سقف المطالب كلما تحقق أكبر قدر ممكن, وهذه السياسة يطبقونها منذ نجاحهم في إسقاط مبارك وحكومة شفيق وغيرهم من رجال النظام السابق.
سألتهم: بعد تزايد أعداد المنضمين لمليونية العباسية وتراجع المؤيدين لكم.. ماذا تفعلون لو رفض البرلمان الجديد وجودكم في ميدان التحرير بأغلبية؟
ليس من حق البرلمان الجديد منعنا من حقنا في التظاهر السلمي, لأن هذا يعد من أهم حقوق الإنسان, خاصة أن الحركات الأساسية في الميدان تتفق علي موقف موحد, وقد دعت لمليونية اليوم ومنها6 أبريل جبهة أحمد ماهر وائتلاف شباب الثورة.
عفوا.. لسنا أبناء مبارك
علي شيخون:
في البداية طرحنا السؤال حول اتهام التحرير للعباسية بأنهم أولاد مبارك؟
قال فتحي الصيفي مؤسس ائتلاف الأغلبية الصامتة ـ: كلنا سعداء بالثورة لأنها قضت علي مبدأ الأسياد والعبيد, بعد أن كان هناك قلة تستحوذ علي كل شيء وأخري محرومة من كل شيء, كما قضت علي حاجز الخوف الذي لدي المواطنين من الجهاز الحكومي, وخاصة من الشرطة وغطرستها وغطرسة النظام السابق.
تقول ريم ممدوح ـ المتحدثة الرسمية باسم ائتلاف الأغلبية الصامتة ـ: إننا لا نمثل آسفين يا ريس, ولكنهم مجموعة انضمت إلينا في ميدان العباسية تحت شعار الاستقرار, ومن ينضم لميدان العباسية ويريد التعبير عن تأييده لمبارك ووضع صورته يتم طرده من الميدان, ومن المؤكد أن العباسية تضم أعضاء من الحزب الوطني المنحل والناقمين علي مساوئ الثورة, ولا نستطيع أن نجبر أحدا علي مغادرة الميدان مادام يؤيد مطالبنا.
وتدخل الصيفي قائلا: إنه من العيب وصف مبارك بالديكتاور الأكبر في الشرق الأوسط, بالمقارنة مع القذافي والأسد وباقي الرؤساء, فقد كان هناك حرية غير مسبوقة في عهده, كما أن الحديث عن اعدامه في ميدان التحرير علي حد طلب البعض أمر مرفوض لأنه تعد ليس علي حسني مبارك فقط, وإنما علي القضاء أيضا, وقضيتنا ليست حسني مبارك ولكن الثورة وماذا نريد منها.
يقال أيضا إن الذي حرضكم علي الخروج يوم الجمعة الماضية هو المجلس العسكري؟
تقول راندا فؤاد ـ مؤسسة ائتلاف مصر المستقبل ـ إن اتهام ميدان التحرير للمجلس العسكري بالخيانة في حين قدم الشكر له في بداية الثورة لأنه هو الذي حمي الثورة وحمي الشعب بالكامل, كما أن اتهام التحرير للمجلس بأنه لم يحاكم رموز الفساد من النظام السابق غير صحيح, فقد جاء بهم ووضعهم في السجون, كما أن المجلس أكد نقل السلطة وبدأ ذلك بإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها, ومن ثم فلا يستطيع أحد أن يتهم المجلس العسكري بالخيانة.
تضيف راندا: التحرير يصر حاليا علي اقصاء المجلس العسكري وهو آخر سند للشعب, ويريد أن يأتي بدلا منه بمجلس رئاسي مدني مكون من البرادعي وآخرين, والسؤال هنا: من قال إن هناك اجماعا من المصريين علي اختيار هذه الاسماء؟
ولكن هناك من يتهم العسكري بالتباطؤ في اتخاذ القرارات؟
د, راندا: التباطؤ الذي حدث من المجلس العسكري هو عدم اظهاره لملفات التمويل الخارجي لبعض ائتلافات ثوار التحرير, وكشف علاقتهم المشبوهة بجهات التمويل.
وتتساءل: هل المجلس العسكري يحمل في يده عصا سحرية لتحقيق مطالب ورغبات الثوار, خاصة أنها مطالب مصيرية وليست أمورا بسيطة.. وأيضا هل نسي الثوار أن المجلس العسكري كان يجري معهم حوارات بشكل دائم, ولكنهم أنكروها ويناقش طلباتهم ويضع جدولا زمنيا لتحقيقها, ولكنهم كانوا عقب الاجتماعات ينزلون إلي الميدان لعمل اعتصامات ووقفات قبل تحقيق المطالب ليظهروا أمام الناس أن المجلس حقق المطالب بالضغط, وذلك ليستمدوا شرعيتهم من الضغوط المتكررة.
كيف زادت أعدادكم؟
فتحي الصيفي: نحن مع مطالب الثورة الأساسية عيش ـ حرية ـ كرامة ولكن عدم مصداقية ميدان التحرير أخيرا, خاصة في المليونية الماضية جعل الناس تذهب إلي ميدان العباسية, كما أن توقيت طلبات التحرير كان سيئا, وبعد أن كنا مجموعات صغيرة بالعشرات خرجت للشارع منذ شهر أبريل الماضي في ميدان روكسي ثم تزايدت الأعداد.
د. ريم: عدم قدرتنا علي تجميع الملايين مثل التحرير في العباسية يرجع لخوف الناس خاصة الأغلبية الصامتة من دكتاتورية ميدان التحرير, كما أن الأغلبية الصامتة غير مدربة علي النزول للشارع عكس ميدان التحرير المدرب علي النرول والجلوس بالأيام والليالي, ولكن عندما حاد التحرير عن أهداف الثورة إلي أهداف وأجندات خاصة, وإذا كانت الثورة قضت علي دكتاتور فإنها أوجدت مليون دكتاتور آخرين في ميدان التحرير يهددون بإبادة من يعارضهم, حيث هدد ممدوح حمزة علي الفضائيات بقتل وإعدام منظمي الأغلبية الصامتة, كما أن التحرير يتحدث عن الفصل بين المجلس العسكري والجيش وهذا أمر مرفوض من الشعب الذي لديه علاقة حب راسخة منذ آلاف السنين.
ولكن دعونا نتفق علي أنكم محسوبين علي المجلس العسكري والنظام السابق؟
د. ريم: إذا كنا محسوبين علي العسكري فإن ميدان التحرير حاليا محسوب علي أمريكا, والعسكريين من شعب مصر وأهالينا وإخواننا لذلك فنحن محسوبون علي الشعب المصري, ولكن الموجودين في ميدان التحرير علي من؟ ومن يمولهم؟ أليس هذا هو العار؟
دعونا من إلقاء التهم الجزافية.. هل لديكم دليل علي حصول ائتلافات التحرير علي تمويل من الخارج؟
د. راندا: بالطبع منها تصريحات السفيرة الأمريكية بأنها قدمت الملايين من الدولارات لأربع قيادات بحركة6 أبريل وبعض الائتلافات الثورية, بالاضافة إلي تقرير البنك المركزي الذي أكد تلقي بعض هذه الائتلافات تمويلا خارجيا, ونحن نطالب بفتح ملفات التمويل الخارجي للجمعيات الأهلية, وأضف إلي ذلك مظاهر الثراء الفاحش والمفاجيء من شقق فارهة وسيارات لقيادات هذه الائتلافات خاصة بعض أعضاء6 أبريل, وقد تقدمنا ببلاغ للنائب العام للتحقيق في هذا الأمر.
لماذا لم ترفعوا شعارات محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين في المليونية التي قمتم بها في العباسية؟
أجاب الصيفي مندفعا: كيف نحارب الفساد والفساد تحول إلي منظومة, وكل الذين اتهموا بالفساد الآن بالسجون يخضعون للتحقيق وبعضهم صدرت ضدهم أحكام, وهناك من هم في السجن بتهم تافهة مثل رشيد محمد رشيد وزير الاقتصاد والصناعة السابق, والذي اتهم بالتربح بعدة ملايين من صندوق دعم الصادرات وهو في الأصل ملياردير ولم يسرق شيئا, كما أن الحديث عن أحكام سريعة لإرضاء التحرير أمر مرفوض وتدخل في عمل القضاء.
يتعرض باستمرار الموجودون في ميدان التحرير للضرب والتحرش من جانب البلطجية لماذا لا نجد بلطجية ضد العباسية؟
مش عارفين.. اسألوا التحرير, كما أن البلطجية تعني وجود أموال لتمويلهم, حيث يقال إن الواحد يتقاضي ألف جنيه في اليوم, ونحن لا نملك هذه الأموال.. ودعنا نتحدث بأكثر دقة لماذا لم يمت أو يصب قيادات الائتلافات في الميدان خلال ثورة25 يناير, وأيضا خلال الأحداث الأخيرة, خاصة قيادات حركة6 أبريل؟ ونحن نجدهم فقط علي شاشات الفضائيات وفي المنازل وقت الأحداث.
إذا أنتم لا تملكون الأموال فمن يمولكم في المظاهرات التي تقومون بها؟
فتحي الصيفي: تكاليف الوقفة بالميدان لا تتكلف أكثر من ثلاثة آلاف جنيه من ايجار للمسرح والأجهزة والسيارات والميكروفونات.
د. راندا: هناك تبرعات من أهالي العباسية وأصحاب المحلات المحيطة بالميدان سواء بالأغذية أو المياه, بل إن هناك تبرعات نقدية بسيطة مساندة لمن يؤيد المجلس العسكري.
وهنا تدخلت د. نيرمين شكري مؤسسة حركة محبي مصر ـ مؤكدة أن ميدان التحرير ينقسم إلي جزئين الأول5% هم القادة والائتلافات وهم المحركين الذين لديهم أجندات خارجية وتمويل مشبوه, وهناك95% عبارة عن شباب ومواطنين مغرر بهم, وهم الذين يدفعون الثمن وتسيل دماؤهم في التحرير.
لكن هذه الائتلافات كان لها دور كبير وأساسي في التغيير, كما أن أشخاص مثل د. البرادعي كان له دور قوي.
وأضافت د. نيرمين: الائتلافات الموجودة في الميدان حاليا شعرت أن الأمور بدأت تهدأ بعد الانتخابات وبالتالي سوف يتم تهميشهم, ولن يكون لهم دور, خاصة أنهم لم يحصلوا علي أي نصيب في الانتخابات, فالإخوان سوف يحصلون علي60% ومعهم باقي القوي الإسلامية, وسوف يحصل الفلول علي15% وباقي الأحزاب سوف تحصل علي25%.
وقامت هذه الائتلافات باشعال الأحداث ليحدثوا التوتر ويصعدوا الأمر حتي لا يتم إجراء الانتخابات.
وهل تتابعون ما يحدث في الميدان؟
نعم ولدينا أعضاء داخل الميدان خلال أربع وعشرين ساعة.
د. ريم ممدوح: القول إن البرادعي له دور فإن له دور في التخريب والتحريض وتدور حوله علامات استفهام شديدة ومعه ممدوح حمزة وجورج اسحاق وهم من كبار المحرضين.
لماذا لا تعترفوا أن الملايين التي خرجت بسبب سوء الإدارة من حكومة شرف؟
د. راندا فؤاد: التحرير هو الذي جاء بالدكتور عصام شرف ويقول بعد ذلك إنه لا يصلح بعد أن تركنا لهم الأمر في الاختيار ولكن لم يقدم شرف جديد وارتكب العديد من الأخطاء منها أنه لم يكن صريح مع الشعب.
ما هو الاختلاف بين الميدان يوم25 يناير ويوم18 نوفمبر؟
أجاب الصيفي: الميدان25 يناير جاء لمواجهة سياسات الدولة الخاطئة, أما الميدان حاليا توجد أجندات خاصة, وسقوط الدولة بسقوط المجلس العسكري بالاضافة إلي مطالب فئوية لحساب أشخاص بأعينهم.
وتدخلت:25 يناير كانت هناك مطالب مشروعة التف حولها الجميع عيش حرية عدالة اجتماعية, أما الأن فهناك مجموعات لها أ هداف سياسية خاصة بعيدة عن استقرار البلد.
كيف ترون ميدان التحرير بعد الانتخابات؟
فتحي: ميدان التحرير في طريقه إلي التلاشي خلال شهر ونصف علي الأكثر, وسينتهي من علي الخريطة السياسية لأن القائمون عليه أفلسوا ولا يوجد لديهم جديد أو مصداقية بعد أن هزمت الانتخابات ميدان التحرير.
د. ريم: وجود برلمان يمثل شرعية الشعب سوف يحل محل الشرعية الثورية حتي تنتهي الخدعة التي نراها والتي تتمثل في أن كل واحد عاوز ينضف يلتصق بالثورة, وكل واحد عاوز يغسل ماضيه المشبوه يلتصق بالثورة.
هناك رفض تام لحكومة الجنزوري من جانب ميدان التحرير ولديهم البديل؟
أجابوا: حكومة الجنزوري شرعية ولا يستطيع أحد إلغائها نظرا لتوافق الشعب حولها باستثناء قلة بالتحرير.
التحرير يضم الآلاف والملايين وهو رمز للثورة؟
فتحي الصيفي:50% في ميدان التحرير زائرون وباعة جائلون ولا يمثل الشعب المصري كله, كما أن الجنزوري ليس عليه أي غبار, ومعروف بنظافة اليد. وإذا كان سنه كبير فإن البرادعي في نفس سنه, كما أن الجنزوري لم يكن عضوا بالحزب الوطني في حين كان عصام شرف الذي اختاره التحرير عضوا بلجنة السياسات.
ريم ممدوح: لن نقبل بحكومة التحرير مهما حدث।ولكننا نتفق مع التحرير تماما علي المبادئ التي قامت من أجلها الثورة॥ عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية
نعلم أن شباب التحرير عشاق للوطن.. ندرك أن شباب العباسية وطنيون حتي النخاع.. لكن المشكلة أن الكل يحب علي طريقته.. والكل يري أن الصواب يميل ناحيته والخطأ هو رأي غيره.
ولأننا لسنا شباب التحرير, ولسنا شباب العباسية.. ما رأيكم في أن نقف في منتصف الطريق بينهما.. في رمسيس.. في غمرة.. لا يهم.. المهم أن نستمع إلي هؤلاء بإمعان.. وننصت إلي أولئك باهتمام واضعين أمامنا هدفا واحدا: مصلحة مصر.
ولأن مصلحة الوطن تقتضي أن نكون علي قلب رجل واحد.. تعالوا نتفق أولا علي حقيقة ذهبية وهي أن خلافي معك في الرأي لا يعني أنك خصمي أو عدوي بل يرسخ طبيعة الحياة التي خلقنا الله عليها والتي حرمنا منها حكامنا طوال الأعوام المنصرمة, فلتطمئنوا إذن بأن خلافنا شئ طبيعي جدا وثري جدا شريطة ألا يخون أحدنا الآخر. فماذا يقول أهل التحرير وكيف يرد أهل العباسية؟
التحرير: نحن فاشلون سياسيا
بداية يقول طارق الخولي عضو المكتب السياسي لحركة6 أبريل أن الحركة وبعض قيادات ميدان التحرير وجدت نفسها الآن في مأزق بسبب رفض الشارع ميدان التحرير وأنها أخطأت عندما اكتفت بممارسة الدور الثوري وعدم الالتفات إلي الدور السياسي الذي أتقنه الإخوان ببراعة واستفادوا من الثورة, في حين أنه كان يجب علي الثوار أن يمثلوا شعب مصر في البرلمان.
ولم ينكر طارق الخولي أن الاتهامات التي وجهت إلي حركة6 أبريل أسهمت في تشويه صورة الحركة والثوار في الشارع المصري فهناك من يروج للأجندات والتمويل وكلام كثير طال من الثوار بلا سند قانوني.. فضلا عن البلطجية الذين تفرغوا للميدان ولم يجدوا لأنفسهم سوقا في موسم الانتخابات.
وحول موقفهم من حكومة الإنقاذ ومطلب إقصاء العسكري.. أكد أن هذا القرار مؤجل ويسبقه قرار التفكير في فض الاعتصام أو تعليقه لمدة معينة أو نقله أمام مجلس الوزراء, وذلك حتي تعود الحركات السياسية وتلعب دورا سياسيا وتتخلص من الصعوبات التي تواجه الشباب الذين يتساقطون بالمئات مصابين دون مبرر ولا ذنب لهم.. وكنا نتمني أن نفعل مثلما فعل الإخوان الذين تفرغوا لمعارك الصناديق الانتخابية وركزوا في المستقبل السياسي لتياراتهم ولكننا نعترف بالفشل وسوف نتعلم من التجربة لكننا متمسكون بحقنا في الحفاظ علي مطالب الثورة.. ولم ينكر عضو المكتب السياسي لحركة6 أبريل عدم توافق الميدان علي قرار الاعتصام خاصة أن البعض يعتبرها نوعا من الانسحاب وترك الثورة كاملة لمن ركبوا عليها واستفادوا منها في وقت كان من حق الثوار أن يديروا الأمور, فضلا عن الموقف المتأزم مع المجلس العسكري.
رغبة الميدان
سألنا د. هيثم الخطيب عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة حول رؤية ميدان التحرير بعد أن أثبت شعب مصر رغبته في الاستقرار متفوقا علي مطالب الميدان؟
فأجاب بأن هناك فرقا بين مطالب الميدان والانتخابات ولا يمكن اعتبار رغبة وإقبال الشعب في إجراء الانتخابات عملية متعارضة مع رغبة الميدان لأن ميدان التحرير هو أول من دعا إلي الاستقرار وقدم مطالب الشعب المصري في أكثر من مليونية, ولذلك قرر شباب الميدان تقسيم أنفسهم فيما بين المشاركة في الانتخابات والبقاء في الميدان ولو كان التحرير ضد الانتخابات ما كنا رفعنا مطلب تسليم السلطة للمدنيين, وكذلك مطلبي وقف المحاكمات العسكرية, وتأكيد مدنية الدولة, لكننا بلا شك سوف نعيد حساباتنا وسوف ننحاز للشارع والميدان معا وسوف نظل علي موقفنا الرافض للجنزوري مع التأكيد علي أن كل من قابلوه لا يمثلوننا وليسوا علي اتفاق مع نحو25 ائتلافا وأسباب رفضنا له عديدة.
سألته: لكنكم متمسكون ببدائل أخري مرفوضة من الشارع ومن الكثيرين مثل البرادعي وصباحي وأبو الفتوح وهذا أمر غريب؟!
أجاب: لقد طرحنا الأسماء التي توافق عليها أغلبية شباب الميدان وليس هناك مانع أن نطرح أسماء أخري طالما أن ذلك في مصلحة البلاد.
ألست معي في أنكم تلعبون بمستقبل ابلاد وأن كلامكم لا يرقي لمستوي رئاسة مركز شباب وليس مجلس وزراء كما أنكم سبق أن دفعتم بعصام شرف علي اعتباره مرشح الميدان؟
أجاب: وبرفقته شاب آخر من شباب الثورة بأن شرف كان رمزا للمسئول المحترم لكنه كان غير قادر علي اتخاذ قرارات حقيقية بسبب سيطرة المجلس العسكري علي مقاليد الأمور.. لكنني أتفق معك في أنه خذل الثورة ولم يكن قادرا علي تحقيق مطالبنا وطلب منا أكثر من فرصة لكي يضغط علي المجلس العسكري ولم ينجح.
يا هيثم أنتم متهمون بتنفيذ أجندات وأن هناك من يستعملونكم مثل د. ممدوح حمزة فما ردك؟
لا الدكتور ممدوح حمزة ولا غيره له وصاية علي الميدان, وليس صحيحا أنه يصرف علينا ولا أي شخص آخر هناك تبرعات وهناك متطوعون يقدمون كل شيء للميدان وهؤلاء الناس يبحثون عن الحرية ولديهم رغبة أكيدة في تحقيق مطالب الثورة الأولي التي لم تتحقق حتي الآن.. والزعم بأنها تحققت غير حقيقي لأن المحاكمات ليست حادة والفاسدون لا يزالون يسيطرورن علي مقاليد الأمور والفقراء يدفعون الثمن وأصحاب المطالب الفئوية لم تهتم بهم الحكومة ولا المجلس العسكري, فضلا عن الآلاف من المصابين والشهداء الذين دفعوا ثمن هذه الثورة ولم ينالوا حقهم حتي الآن.
دعني أسألك عن قيادات الميدان والحركات التي استشهدت في الأحداث أو أصيبت إصابة واضحة.. حيث إن القادة دائما يكونون في المقدمة وأنتم متهمون بأنكم تناضلون من الفضائيات؟
أنا أصبت في أحداث شارع محمد محمود بكسر في ذراعي اليسري وارتجاج في المخ, وذلك بعد أن صدمتني سيارة أمن مركزي وأصيب أيضا منسق اتحاد الثورة في بني سويف ومحمد علي من مجلس الأمناء لكن الشهادة شرف لم يمنحنا الله سبحانه وتعالي إياها, الأمر المهم أننا جميعا نوجد في الميدان أنا وأحمد ماهر وعمرو عز وطارق الخولي وكل ممثلي الائتلافات والحركات الذين يديرون الميدان علي الأرض لكن ربما يكون من الصعب أن تجتمع الحركات والائتلافات في مكان واحد, خاصة أن الكثيرين لديهم أشغالهم التي يذهبون إليها ويعودون إلي الميدان.
المليونية رمزية
أعضاء ائتلاف الأغلبية الصامتة قالوا لنا إن سعة ميدان التحرير حسب المساحة الفعلية له لا تتجاوز50 ألف متر شاملة المباني والأرصفة, وهذا يعني أنه لا يستوعب أكثر من200 ألف شخص.. فكيف يقف به مليون؟
المسألة في تقديري ليست في العدد, فالمليونية رمزية للمشاركة, أما الإحصاء والتقدير وفقا للمساحة فهذا يستدعي وجود مهندس مساحة, كما أن هناك تجمعات أخري في معظم المحافظات لا يمكن إغفال حقهم في التظاهر.
وفي السياق نفسه هذا يعني أنكم لا تمثلون جموع الشعب المصري وفقا للمشاركين, وبالتالي فهناك طرف ثالث ربما لا يقبل وجهة نظركم وربما يرفض أيضا خروج مظاهرة مناهضة لكم في العباسية؟
أجابني عمرو عز عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة مؤكدا أن الميدان مع كل توجهات شعب مصر وأن الميدان يضغط ويرفع في سقف المطالب لكي يحقق الأفضل للشعب المصري كله وليس للميدان, وليس صحيحا أننا لا نريد الاستقرار, فمنذ اليوم الأول ونحن لدينا خريطة طريق للمرحلة الانتقالية وكنا نلتقي بقادة المجلس العسكري ونتحاور معهم ونقدم لهم كل المعلومات والمطالب ونكتشف أنهم لا ينفذون لنا شيئا وزاد من المشكلة أن المجلس العسكري أسهم في زيادة عدد الائتلافات لكي يتفرق دم القبائل ولا تتوحد الآراء, ومع كل ذلك فنحن في الميدان لا نفرض وجهة نظرنا ومن الممكن أن نقبل بالبدائل إذا كانت في مصلحة الشارع والميدان لأن الميدان لن ينجح دون مساندة الشارع, وفي مسألة الجنزوري من يزعم بأن الشارع يقبل به فهو غير منصف.. والسبب أن المجلس العسكري لا يقبل بوجهة نظر الثوار أبدا ولا يتعامل معنا بصيغة الشريك المتعاون, خاصة أننا ـ الثوار ـ كنا سببا في تولي العسكري السلطة وكنا نعتبر أنفسنا مرشدين مساعدين لهم حتي يتم الانتقال السلمي للسلطة, وقد بدأت المشكلات بيننا وبين العسكري منذ أبريل الماضي, حيث خرجت دعوة للقاء شباب الثورة والائتلافات بمسرح الجلاء, حيث استقبلوا مجموعة جديدة لم يكن لها دور وتم تقديم صورة علي أن الاتحاد عبارة عن مجموعات وكان الهدف إفشاله, حيث إن كل عشرة يجتمعون علي مقهي يكونون حركة سياسية, وبرغم موقفنا من العسكري ظللنا علي اتصال بالدكتور عصام شرف وكنا نلتقي به كثيرا وفي التغيير الوزاري الذي جاء فيه السلمي رشحنا لهم الدكتور حازم الببلاوي وقبلوا به, وكذلك في حركة تغيير المحافظين.
أنتم رشحتم شرف ومن قبله السلمي والببلاوي ويحيي الجمل وكل هذه التجارب أثبتت فشلها فما رأيكم؟
لا ننكر أن شرف وآخرين أصابونا بالإحباط وشرف تحديدا خذلنا بشكل كبير, ففي تقديري أنه سحب الثورة للوراء وتعامل مع الموقف بنوع من عدم القدرة علي التصرف.
ويلتقط هيثم أطراف الحديث, مؤكدا أن المشكلات بدأت مع القوات المسلحة منذ يوم8 أبريل عندما اعتبر المجلس العسكري نفسه خطا أحمر وفي هذه الليلة تحديدا تلقيت شخصيا ثلاث مكالمات من اللواء محمود حجازي جميعها كانت بمثابة تحذيرات لي بهدف إخلاء الميدان والتحذير بالطرد والضرب لمن يظل في الميدان وكانت المكالمة الأخيرة نحو الساعة الثانية صباحا. وأكد الكثيرون من قيادات الشباب في الليلة نفسها أنهم تلقوا التحذيرات نفسها.
بصراحة شديدة.. قطاعات عريضة من الشارع تطلب منكم التهدئة ومنح فرصة حتي تكتمل الانتخابات خاصة بعد هزيمة الصناديق لكل المليونيات؟
اعترف عمرو عز بأن قطاعا كبيرا من الشباب يعيدون تنظيم أفكارهم لكنهم مستمرون في الاعتصام حتي تتم بلورة المطالب, خاصة أن الشباب يعتبرون أن الصندوق والميدان مكملان لصياغة المشهد الديمقراطي الذي يقرر مستقبل شعب مصر كله والذي كافحت من أجله كل طبقات الشعب والمليونيات.
سألت هيثم,, هل تقبل وجهة النظر التي تؤكد أن الإخوان كسبوا بسبب ديكتاتورية الميدان وتعنت أفكار شباب الثورة المغالية وغير المنطقية.
نحن بيننا شباب من الإخوان لكن الإخوان والإسلاميون رسميا ليسوا في الميدان ويكفي ما يتردد في المحافظات أن بعض الناخبين أخذوا اللحمة والسكر من الإخوان والفلوس من الفلول والوعد بالجنة من السلفيين.
وحول اتهام الأغلبية الصامتة للتحرير بأنهم مخربون ومشكوك في وطنيتهم وأن بينهم عناصر تربت في أحضان الوطني مثل عامر الوكيل, وعمرو حمزاوي الذي خرج من عباءة الدكتور محمد كمال وكان يعمل معه في السياسات, وممدوح حمزة الذي كان يحصل علي مشروعات من النظام السابق.. أكد الشباب أن عمرو حمزاوي اعترض علي سياسات الوطني ولم يستمر معهم وكانت له مواقف واضحة, وأن ممدوح حمزة كان يحصل علي المشروعات من الباطن علي عكس بعض الإعلاميين الذين تحولوا وأصبحوا يتحدثون باسم الثورة وكأنهم صانعوها.
وردا علي رفض الشارع المصري لرغبتهم في إقصاء المجلس العسكري ومن ثم المجيء بطامعين جدد في الحكم, الأمر الذي ربما يسهم في المزيد من التأخير للمرحلة الانتقالية.. كشف الشباب ـ علي لسان عمرو عز ـ عن سياسة المطالب المتصاعدة, مشيرا إلي أنه كلما ارتفع سقف المطالب كلما تحقق أكبر قدر ممكن, وهذه السياسة يطبقونها منذ نجاحهم في إسقاط مبارك وحكومة شفيق وغيرهم من رجال النظام السابق.
سألتهم: بعد تزايد أعداد المنضمين لمليونية العباسية وتراجع المؤيدين لكم.. ماذا تفعلون لو رفض البرلمان الجديد وجودكم في ميدان التحرير بأغلبية؟
ليس من حق البرلمان الجديد منعنا من حقنا في التظاهر السلمي, لأن هذا يعد من أهم حقوق الإنسان, خاصة أن الحركات الأساسية في الميدان تتفق علي موقف موحد, وقد دعت لمليونية اليوم ومنها6 أبريل جبهة أحمد ماهر وائتلاف شباب الثورة.
عفوا.. لسنا أبناء مبارك
علي شيخون:
في البداية طرحنا السؤال حول اتهام التحرير للعباسية بأنهم أولاد مبارك؟
قال فتحي الصيفي مؤسس ائتلاف الأغلبية الصامتة ـ: كلنا سعداء بالثورة لأنها قضت علي مبدأ الأسياد والعبيد, بعد أن كان هناك قلة تستحوذ علي كل شيء وأخري محرومة من كل شيء, كما قضت علي حاجز الخوف الذي لدي المواطنين من الجهاز الحكومي, وخاصة من الشرطة وغطرستها وغطرسة النظام السابق.
تقول ريم ممدوح ـ المتحدثة الرسمية باسم ائتلاف الأغلبية الصامتة ـ: إننا لا نمثل آسفين يا ريس, ولكنهم مجموعة انضمت إلينا في ميدان العباسية تحت شعار الاستقرار, ومن ينضم لميدان العباسية ويريد التعبير عن تأييده لمبارك ووضع صورته يتم طرده من الميدان, ومن المؤكد أن العباسية تضم أعضاء من الحزب الوطني المنحل والناقمين علي مساوئ الثورة, ولا نستطيع أن نجبر أحدا علي مغادرة الميدان مادام يؤيد مطالبنا.
وتدخل الصيفي قائلا: إنه من العيب وصف مبارك بالديكتاور الأكبر في الشرق الأوسط, بالمقارنة مع القذافي والأسد وباقي الرؤساء, فقد كان هناك حرية غير مسبوقة في عهده, كما أن الحديث عن اعدامه في ميدان التحرير علي حد طلب البعض أمر مرفوض لأنه تعد ليس علي حسني مبارك فقط, وإنما علي القضاء أيضا, وقضيتنا ليست حسني مبارك ولكن الثورة وماذا نريد منها.
يقال أيضا إن الذي حرضكم علي الخروج يوم الجمعة الماضية هو المجلس العسكري؟
تقول راندا فؤاد ـ مؤسسة ائتلاف مصر المستقبل ـ إن اتهام ميدان التحرير للمجلس العسكري بالخيانة في حين قدم الشكر له في بداية الثورة لأنه هو الذي حمي الثورة وحمي الشعب بالكامل, كما أن اتهام التحرير للمجلس بأنه لم يحاكم رموز الفساد من النظام السابق غير صحيح, فقد جاء بهم ووضعهم في السجون, كما أن المجلس أكد نقل السلطة وبدأ ذلك بإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها, ومن ثم فلا يستطيع أحد أن يتهم المجلس العسكري بالخيانة.
تضيف راندا: التحرير يصر حاليا علي اقصاء المجلس العسكري وهو آخر سند للشعب, ويريد أن يأتي بدلا منه بمجلس رئاسي مدني مكون من البرادعي وآخرين, والسؤال هنا: من قال إن هناك اجماعا من المصريين علي اختيار هذه الاسماء؟
ولكن هناك من يتهم العسكري بالتباطؤ في اتخاذ القرارات؟
د, راندا: التباطؤ الذي حدث من المجلس العسكري هو عدم اظهاره لملفات التمويل الخارجي لبعض ائتلافات ثوار التحرير, وكشف علاقتهم المشبوهة بجهات التمويل.
وتتساءل: هل المجلس العسكري يحمل في يده عصا سحرية لتحقيق مطالب ورغبات الثوار, خاصة أنها مطالب مصيرية وليست أمورا بسيطة.. وأيضا هل نسي الثوار أن المجلس العسكري كان يجري معهم حوارات بشكل دائم, ولكنهم أنكروها ويناقش طلباتهم ويضع جدولا زمنيا لتحقيقها, ولكنهم كانوا عقب الاجتماعات ينزلون إلي الميدان لعمل اعتصامات ووقفات قبل تحقيق المطالب ليظهروا أمام الناس أن المجلس حقق المطالب بالضغط, وذلك ليستمدوا شرعيتهم من الضغوط المتكررة.
كيف زادت أعدادكم؟
فتحي الصيفي: نحن مع مطالب الثورة الأساسية عيش ـ حرية ـ كرامة ولكن عدم مصداقية ميدان التحرير أخيرا, خاصة في المليونية الماضية جعل الناس تذهب إلي ميدان العباسية, كما أن توقيت طلبات التحرير كان سيئا, وبعد أن كنا مجموعات صغيرة بالعشرات خرجت للشارع منذ شهر أبريل الماضي في ميدان روكسي ثم تزايدت الأعداد.
د. ريم: عدم قدرتنا علي تجميع الملايين مثل التحرير في العباسية يرجع لخوف الناس خاصة الأغلبية الصامتة من دكتاتورية ميدان التحرير, كما أن الأغلبية الصامتة غير مدربة علي النزول للشارع عكس ميدان التحرير المدرب علي النرول والجلوس بالأيام والليالي, ولكن عندما حاد التحرير عن أهداف الثورة إلي أهداف وأجندات خاصة, وإذا كانت الثورة قضت علي دكتاتور فإنها أوجدت مليون دكتاتور آخرين في ميدان التحرير يهددون بإبادة من يعارضهم, حيث هدد ممدوح حمزة علي الفضائيات بقتل وإعدام منظمي الأغلبية الصامتة, كما أن التحرير يتحدث عن الفصل بين المجلس العسكري والجيش وهذا أمر مرفوض من الشعب الذي لديه علاقة حب راسخة منذ آلاف السنين.
ولكن دعونا نتفق علي أنكم محسوبين علي المجلس العسكري والنظام السابق؟
د. ريم: إذا كنا محسوبين علي العسكري فإن ميدان التحرير حاليا محسوب علي أمريكا, والعسكريين من شعب مصر وأهالينا وإخواننا لذلك فنحن محسوبون علي الشعب المصري, ولكن الموجودين في ميدان التحرير علي من؟ ومن يمولهم؟ أليس هذا هو العار؟
دعونا من إلقاء التهم الجزافية.. هل لديكم دليل علي حصول ائتلافات التحرير علي تمويل من الخارج؟
د. راندا: بالطبع منها تصريحات السفيرة الأمريكية بأنها قدمت الملايين من الدولارات لأربع قيادات بحركة6 أبريل وبعض الائتلافات الثورية, بالاضافة إلي تقرير البنك المركزي الذي أكد تلقي بعض هذه الائتلافات تمويلا خارجيا, ونحن نطالب بفتح ملفات التمويل الخارجي للجمعيات الأهلية, وأضف إلي ذلك مظاهر الثراء الفاحش والمفاجيء من شقق فارهة وسيارات لقيادات هذه الائتلافات خاصة بعض أعضاء6 أبريل, وقد تقدمنا ببلاغ للنائب العام للتحقيق في هذا الأمر.
لماذا لم ترفعوا شعارات محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين في المليونية التي قمتم بها في العباسية؟
أجاب الصيفي مندفعا: كيف نحارب الفساد والفساد تحول إلي منظومة, وكل الذين اتهموا بالفساد الآن بالسجون يخضعون للتحقيق وبعضهم صدرت ضدهم أحكام, وهناك من هم في السجن بتهم تافهة مثل رشيد محمد رشيد وزير الاقتصاد والصناعة السابق, والذي اتهم بالتربح بعدة ملايين من صندوق دعم الصادرات وهو في الأصل ملياردير ولم يسرق شيئا, كما أن الحديث عن أحكام سريعة لإرضاء التحرير أمر مرفوض وتدخل في عمل القضاء.
يتعرض باستمرار الموجودون في ميدان التحرير للضرب والتحرش من جانب البلطجية لماذا لا نجد بلطجية ضد العباسية؟
مش عارفين.. اسألوا التحرير, كما أن البلطجية تعني وجود أموال لتمويلهم, حيث يقال إن الواحد يتقاضي ألف جنيه في اليوم, ونحن لا نملك هذه الأموال.. ودعنا نتحدث بأكثر دقة لماذا لم يمت أو يصب قيادات الائتلافات في الميدان خلال ثورة25 يناير, وأيضا خلال الأحداث الأخيرة, خاصة قيادات حركة6 أبريل؟ ونحن نجدهم فقط علي شاشات الفضائيات وفي المنازل وقت الأحداث.
إذا أنتم لا تملكون الأموال فمن يمولكم في المظاهرات التي تقومون بها؟
فتحي الصيفي: تكاليف الوقفة بالميدان لا تتكلف أكثر من ثلاثة آلاف جنيه من ايجار للمسرح والأجهزة والسيارات والميكروفونات.
د. راندا: هناك تبرعات من أهالي العباسية وأصحاب المحلات المحيطة بالميدان سواء بالأغذية أو المياه, بل إن هناك تبرعات نقدية بسيطة مساندة لمن يؤيد المجلس العسكري.
وهنا تدخلت د. نيرمين شكري مؤسسة حركة محبي مصر ـ مؤكدة أن ميدان التحرير ينقسم إلي جزئين الأول5% هم القادة والائتلافات وهم المحركين الذين لديهم أجندات خارجية وتمويل مشبوه, وهناك95% عبارة عن شباب ومواطنين مغرر بهم, وهم الذين يدفعون الثمن وتسيل دماؤهم في التحرير.
لكن هذه الائتلافات كان لها دور كبير وأساسي في التغيير, كما أن أشخاص مثل د. البرادعي كان له دور قوي.
وأضافت د. نيرمين: الائتلافات الموجودة في الميدان حاليا شعرت أن الأمور بدأت تهدأ بعد الانتخابات وبالتالي سوف يتم تهميشهم, ولن يكون لهم دور, خاصة أنهم لم يحصلوا علي أي نصيب في الانتخابات, فالإخوان سوف يحصلون علي60% ومعهم باقي القوي الإسلامية, وسوف يحصل الفلول علي15% وباقي الأحزاب سوف تحصل علي25%.
وقامت هذه الائتلافات باشعال الأحداث ليحدثوا التوتر ويصعدوا الأمر حتي لا يتم إجراء الانتخابات.
وهل تتابعون ما يحدث في الميدان؟
نعم ولدينا أعضاء داخل الميدان خلال أربع وعشرين ساعة.
د. ريم ممدوح: القول إن البرادعي له دور فإن له دور في التخريب والتحريض وتدور حوله علامات استفهام شديدة ومعه ممدوح حمزة وجورج اسحاق وهم من كبار المحرضين.
لماذا لا تعترفوا أن الملايين التي خرجت بسبب سوء الإدارة من حكومة شرف؟
د. راندا فؤاد: التحرير هو الذي جاء بالدكتور عصام شرف ويقول بعد ذلك إنه لا يصلح بعد أن تركنا لهم الأمر في الاختيار ولكن لم يقدم شرف جديد وارتكب العديد من الأخطاء منها أنه لم يكن صريح مع الشعب.
ما هو الاختلاف بين الميدان يوم25 يناير ويوم18 نوفمبر؟
أجاب الصيفي: الميدان25 يناير جاء لمواجهة سياسات الدولة الخاطئة, أما الميدان حاليا توجد أجندات خاصة, وسقوط الدولة بسقوط المجلس العسكري بالاضافة إلي مطالب فئوية لحساب أشخاص بأعينهم.
وتدخلت:25 يناير كانت هناك مطالب مشروعة التف حولها الجميع عيش حرية عدالة اجتماعية, أما الأن فهناك مجموعات لها أ هداف سياسية خاصة بعيدة عن استقرار البلد.
كيف ترون ميدان التحرير بعد الانتخابات؟
فتحي: ميدان التحرير في طريقه إلي التلاشي خلال شهر ونصف علي الأكثر, وسينتهي من علي الخريطة السياسية لأن القائمون عليه أفلسوا ولا يوجد لديهم جديد أو مصداقية بعد أن هزمت الانتخابات ميدان التحرير.
د. ريم: وجود برلمان يمثل شرعية الشعب سوف يحل محل الشرعية الثورية حتي تنتهي الخدعة التي نراها والتي تتمثل في أن كل واحد عاوز ينضف يلتصق بالثورة, وكل واحد عاوز يغسل ماضيه المشبوه يلتصق بالثورة.
هناك رفض تام لحكومة الجنزوري من جانب ميدان التحرير ولديهم البديل؟
أجابوا: حكومة الجنزوري شرعية ولا يستطيع أحد إلغائها نظرا لتوافق الشعب حولها باستثناء قلة بالتحرير.
التحرير يضم الآلاف والملايين وهو رمز للثورة؟
فتحي الصيفي:50% في ميدان التحرير زائرون وباعة جائلون ولا يمثل الشعب المصري كله, كما أن الجنزوري ليس عليه أي غبار, ومعروف بنظافة اليد. وإذا كان سنه كبير فإن البرادعي في نفس سنه, كما أن الجنزوري لم يكن عضوا بالحزب الوطني في حين كان عصام شرف الذي اختاره التحرير عضوا بلجنة السياسات.
ريم ممدوح: لن نقبل بحكومة التحرير مهما حدث।ولكننا نتفق مع التحرير تماما علي المبادئ التي قامت من أجلها الثورة॥ عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية
المصدر: الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق