السبت، 3 ديسمبر 2011

خالد يوسف: كل قرارات المجلس العسكرى خاطئة



المخرج خالد يوسف من أكثر المخرجين المثيرين للجدل، سواء فى أفلامه السينمائية أو آرائه السياسية، وكان له حضور فى الشارع فى ثورة 25 يناير، ويصر حاليا على ضرورة رحيل المجلس العسكرى وتسليم السلطة لحكومة مدنية، ورفض الذهاب إلى صندوق الانتخابات للإدلاء بصوته واختيار من يمثله فى مجلس الشعب.

يوسف كشف لـ«اليوم السابع» عن سر مقاطعته للانتخابات، وأسباب عدم حصد فيلمه السينمائى «كف القمر» لإيرادات مرتفعة فى دور العرض.

ما تفسيرك لعدم تحقيق فيلمك الأخير «كف القمر» لإيرادات مرتفعة فى السينما عند طرحه بعيد الأضحى الماضى؟
- إيرادات «كف القمر» لم تكن مثل إيرادات أفلامى السابقة وهذا من الممكن أن يرجع لعدة أسباب، منها ما فسره البعض بأن أفلام العيد يغلب عليها الطابع الكوميدى والفيلم تم طرحه فى موسم غير مناسب له، أو أن الناس مضغوطة حاليا وتحتاج للضحك ولا تحتاج إلى أفلام جادة فى هذا التوقيت، ويمكن أيضا نحن كصناع للفيلم لم نوفق هذه المرة فى أن نصنع فيلما يحقق إيرادات مرتفعة مثل الأفلام السابقة.

هل ستقوم بتغيير مسار أفلامك بعد الثورة؟
- أكيد بلا أدنى شك، فبعد ثورة 25 يناير لابد أن أتناول موضوعات مختلفة عن الموضوعات التى كنت أقدمها قبل الثورة، فمثلا فيلما «هى فوضى» و«حين ميسرة» صعب أن أقدمهما بعد الثورة، لأن كل شىء قد تغير وهناك معادلات مختلفة طرحت نفسها، إضافة إلى طبيعة المعالجات التى لابد أن تختلف، لأن السينما تتأثر بالمجتمع أولا لتعرض ما فيه ثم تؤثر عليه.

إذن ستقوم بالبحث عن الإيجابيات ولن تبحث عن السلبيات كبادرة تفاؤل بمستقبل مصر؟
- أنا لا أبحث عن السلبيات ولا أبحث عن الإيجابيات فى أعمالى الفنية، لكننى أبحث عن القضية التى أضع عليها SPOT، وأجاوب على تساؤلات، منها: ماذا أريد أن أقول فى الفيلم؟ وما الرسالة التى أريد توصيلها للجمهور؟

هل من الممكن أن نجد خالد يوسف يخرج فيلما عن الثورة المصرية فى السنوات المقبلة؟
- بعض الناس يحاول إقناعى بضرورة أن أخرج فيلما عن الثورة، وأنا أرفض ذلك تماما لأن الثورة حتى الآن لم تكتمل، ومن الطبيعى فى الأحداث الكبيرة مثل الثورات أن تترك بينها وبين المبدع مسافة حتى يتناولها من جميع جوانبها وبالشكل الصحيح.

ما تعليقك على الوضع الأمنى والسياسى الحالى فى مصر؟
- مازلنا نعيش فى فوضى، فالثورة لم تكتمل مطالبها حتى الآن، وتمر حاليا بمحطات مهمة ولكنها لم ترسُ فى الميناء الذى يجب أن ترسو فيه، والمجلس العسكرى لم ينفذ أى شىء مما وعد به الشعب حتى الآن.

إذن أنت مع استمرار المظاهرات فى التحرير؟
- طبعا، وطبيعى أن الحدث الثورى يجب أن يستمر لأن المطالب حتى الآن تواجه غموضا، وأقول لبعض الناس الغاضبة من استمرار التظاهرات من أجل الثورة، إن هناك ثورات أخرى تكبد أصحابها أنهاراً من الدماء، ونحن والحمد لله شعب متحضر جدا، وحتى الآن متمسكون بمبادئ الثورة السلمية رغم إراقة الدماء على الأرض، ولن يكون هناك مستقبل مشرق دون أن تتحقق مطالب الثورة كاملة.

هل أدليت بصوتك فى الانتخابات البرلمانية؟
- أنا كنت ضد إجراء الانتخابات فى هذا التوقيت، لأن نصف الشعب على الأقل غير راض عن الخريطة التى وضعها المجلس العسكرى، وعندما تجرى الانتخابات فى ظل هذه الظروف فإنك لن تفرز مجلس شعب يعبر عن الناس بشكل حقيقى، وعلى الرغم من ذلك أنا ضد الدعوات التى تطالب بمقاطعة الانتخابات، أما صوتى أنا فلم أدل به لأننى أنتمى إلى التيار الناصرى وفجأة وجدت نصفه فى قائمة مع الإخوان المسلمين، والنصف الآخر مع السلفيين فأكيد أننى لن أذهب لأننى لا أريد أن أصوت لهم.

ما رأيك فى اختيار د. كمال الجنزورى لتشكيل حكومة جديدة فى هذا التوقيت؟
- أعتقد أن اختيار د. كمال الجنزورى كان أسوأ اختيار من المجلس العسكرى، لسبب لا يتعلق بالجنزورى نفسه، فهو محترم ووطنى حقيقى، ولكن لأنه خارج من وعاء سىء- النظام السابق، وما يحزننى أن المجلس العسكرى يسلك طريقا غريبا، فهو أمامه وعاءان، «وعاء سىء» ثار عليه الشعب ويضم الحزب الوطنى وحكومات الـ30 عاما السابقة، و«وعاء آخر» يضم الشعب، فلماذا يصر «العسكرى» على الاختيار من الوعاء السىء فاختياراته دائما لا تطفى الحرائق، فعلى الرغم من نزاهة الجنزورى إلا أن الشعب يعتبره من النظام السابق، وأعتقد أن الجنزورى سيعانى كثيرا.

وكيف ترى إدارة المجلس العسكرى للأزمات الأخيرة؟
- المجلس العسكرى أدار كل الأزمات التى واجهته بطريق الخطأ منذ توليه الحكم فى فبراير الماضى، وكل القرارات التى يتخذها قرارات خاطئة تشعل الحرائق ولا تطفئها، وكل الأزمات التى حدثت منذ توليه الحكم بسبب قراراته غير المدروسة.

ما تعليقك على كثرة الأحزاب فى الفترة الأخيرة التى دائما ما تتصارع على السلطة؟
- بعد كل الثورات فى العالم تحدث انفراجة ديمقراطية، فالأحزاب فى مصر فعلا وصلت إلى50 حزبا وهذا طبيعى، فهناك فى تونس على الرغم من قلة عدد سكانها بالنسبة لنا يوجد بها90 حزبا، فموضوع كثرة الأحزاب لا يمثل أى مشاكل فالكل يتصارع حاليا ولكن بعد سنوات قليلة ستجد كل هذه الأحزاب تستقر على4أو5 أحزاب تمثل كل الأفكار، ويمكن أن يكون الارتباك الذى حدث مؤخرا سببه كثرة هذه القوى السياسية وعلى رأسهم الإخوان.

هل أنت مع الآراء التى تقول إن الإخوان المسلمين تخلّوا عن متظاهرى التحرير؟
- بالفعل، فالإخوان فى لحظة أداروا وجههم عن الثورة، وذهب الإخوان يفكرون فى مصالحهم الشخصية وكم كرسيا سيحصلون عليه فى البرلمان، ولم يفكروا فى مصلحة الثورة والبلد، فالإخوان بعد أن ظهر لهم الانتصار بعد رحيل الرئيس المخلوع مبارك بدأوا يفكرون فى كراسى السلطة، فهم يذكروننى بالمسلمين فى غزوة أحد عندما أسرعوا لجمع الغنائم قبل أن يتحقق لهم الانتصار، وفى وقتها قلت على الإخوان أبشرهم بهزيمة المسلمين فى غزوة أحد.

هل أنت مع تسليم المجلس العسكرى السلطة فورا للمدنيين؟
- أكيد أنا مع تسليم السلطة للمدنيين فى أقرب وقت، وأقول للناس الذين يرددون أن المجلس العسكرى عندما يسلم السلطة للمدنيين فورا ستحدث فوضى عارمة فى البلاد، أقول لهم خطأ وألف خطأ لأننا بالفعل نعيش فى فوضى منذ توليه الحكم، فعليه تشكيل حكومة إنقاذ وطنى ويعطى لها كل الصلاحيات ويعود الجيش لثكناته وواجبه الرئيسى وهو حماية الحدود، فالمجلس العسكرى مع احترامى له لا يفهم سياسة، وظل شهرين يماطل فينا ليقدم مبارك للمحاكمة، فلو كان قدم مبارك للمحاكمة من البداية وأصدر قانون العزل السياسى، ما كنا فقدنا 11 شهيدا يوم11مارس، وما وصلنا للفوضى الحالية وكفر بعض الناس بالثورة





اليوم السابع



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق