الجمعة، 9 ديسمبر 2011



أثارت تصريحات القيادى السلفى عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الجماعة السلفية التى وصف فيها أدب نجيب محفوظ بأنه "يحض على الرذيلة ويدور حول الدعارة وأوكار المخدرات، وأن بعض رواياته تحمل فلسفة إلحادية"، غضب جموع الفنانين والسينمائيين واصفين تصريحات الشيخ بالجهل والسطحية.

"اليوم السابع" رصدت آراء عدد من المخرجين والفنانين الذين عملوا مع الأديب العالمى.

تأتى البداية باستنكار الفنان الكبير يوسف شعبان تصريحات القيادى السلفى واصفاً رأيه بالجهل والسطحية، متسائلا ما الشىء الذى يربط السلفية بالأديب الكبير حتى يتقولوا عليه ويهاجمونه؟ مطالباً الشيخ بمواجهة سلمان رشدى الذى أساء للرسول والصحابة من قبل، بدلا من مهاجمة المفكر نجيب محفوظ.

وأكد الفنان يوسف شعبان فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن جميع روايات الأديب العالمى نجيب محفوظ كانت ترصد واقع ونبض الشارع المصرى، ووصفها بجرس الإنذار التى تحمل إشارة الخطر للحاكم.

وضرب الفنان مثلا برواية "ميرامار" التى تقاسم بطولتها مع الفنانة القديرة شادية، حيث وجه الكاتب من خلال الرواية والفيلم رسالة إلى المسئولين عن الحكم فى ذلك الوقت إبان فترة الإشتراكية والتى أممت جميع قطاعات الدولة المتخصصة، مضمونها أن الإشتراكية قضت على أحلام الشباب بأن يعيشوا حياة كريمة، حيث كان يتحصل العامل فى القطاع العام على مبلغ 16 جنيهاً شهرياً فقط، وأصبح الشباب هم الضحية، وهو ما أنذر به محفوظ فى روايته من خلال شخصية "سرحان البحيرى".

وأضاف شعبان أن أفلام الأديب الكبير حققت قفزة كبيرة فى السينما المصرية وأيضا شباك التذاكر، حيث ظل فيلم "ميرامار" معروضاً فى دور عرض سينما ريفولى فترة تجاوزت 18 أسبوعا، بينما أعظم فيلم فى ذاك الوقت لم يتجاوز مدة عرضه الأربع أسابيع.

ويتذكر شعبان بعض مواقفه مع صاحب جائزة نوبل قائلا: فور عرض فيلم "ميرامار" قام الكاتب الصحفى عبد الرحمن فهمى بإجراء حوار مطول مع الأديب الكبير ووجه له سؤلا عن أداء يوسف وهبى ويوسف شعبان، وجاء رد الأديب أن يوسف وهبى أدى الدور كأنه يوسف وهبى، أما يوسف شعبان فاستطاع أن يجسد شخصية "سرحان البحيرى" مثلما تخيلتها فى الرواية، وتلك الكلمة أعتبرها بمثابة جائزة الأوسكار من الكاتب الكبير، مؤكداً أن محفوظ حذر من أن يأتى رئيس جمهورية يغتصب حقوق شعبه وتحققت نبوءته فى عصر مبارك الذى اختلس أموال الشعب هو وعائلته.

ووجه الفنان يوسف شعبان سؤالا إلى القيادى السلفى قائلا: ما الشىء الذى قدمته لمصر مثلما فعل نجيب محفوظ؟، وهل حصلت على جائزة نوبل مثل الكاتب الكبير حتى تتطاول على فكره وقلمه؟.

أما المخرج هانى لاشين والذى أخرج للأديب العالمى أكثر من عمل مثل "أيوب" و"الباقى من الزمن ساعة" فعبر عن اندهاشه من تلك التصريحات، لكنه فى نفس الوقت التمس العذر، وقال نحن نعيش الآن سنة أولى ديمقراطية لكنه عاد وشدد أن أدب نجيب محفوظ بعيد كل البعد عن الرزيلة والأفكار الإلحادية مؤكدا أن من يقرأ أدب محفوظ يعرف أنه فى جميعها يثبت وجود الله وهو قمة الإيمان كما توضح كتاباته الحارة المصرية بواقعية، ووصف لاشين محفوظ بأنه هرم مصر الرابع.

وأبدت الفنانة سميرة أحمد دهشتها من الهجوم على الأديب نجيب محفوظ، واعتبرته تطاولا على رمز من رموز مصر، الذى لم تنجب مثله مرة أخرى على حد وصفها، وتابعت أن الكاتب العالمى هو الأديب الوحيد الذى استطاع لمس البيئة المصرية الحقيقية فى ذلك الوقت وفق رؤية درامية محبوكة ومقننة، مستدلة بتاريخه السينمائى الطويل مثل فيلم "خان الخليلى" التى قامت ببطولته مع الفنان عماد حمدى وحسن يوسف.

أما المخرج أحمد صقر والذى أخرج مسلسل "حديث الصباح والمساء" أحد أفضل الأعمال الدرامية فى الفترة الماضية، فرفض التعليق على تلك التصريحات، لكنه قال إن جميع روايات نجيب محفوظ على النقيض تماماً من هذه الاتهامات ووصف مجمل أعمال محفوظ بأنها تقرب من يقرأها إلى الله ولا سيما "حديث الصباح والمساء".




المصدر: اليوم السابع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق