بانوراما من التقاليع المثيرة والطقوس الغريبة، ترتسم معالمها الآن على صفوف جماهير مونديال 2010 ، فى مباراة من نوع آخر لاحراز هدف قياسى بمرمى فنون التشجيع المبتكرة ، من خلال لفت الانتباه واثارة دهشة العالم أثناء متابعة مباريات الساحرة المستديرة بكأس العالم، المقامة لأول مرة بالقارة الأفريقية .
العودة إلي أعلي
مباراة فى التقاليع
وتتنوع هذه التقاليع مابين رسم ألوان أعلام منتخبات المشجعين الوطنية سواء فوق الوجوه أوبدق الوشم على الجسد ، أو ارتداء باروكات ومظلات ومراوح بألوانه ،أوالتباهى بوضع تيجان فوق رءوسهم تنتهى بكئوس أو كرات قدم أو تعليق قبعات مزودة بريش كالهنود الحمرأو بأقنعة لحيوانات شرسة مثل قرنى الخرتيت كرمز لقوة ومهارة الفريق أولبس نظارات بلاستيك مفرغة من العدسات واخرى زجاجية ملونة .
والطريف أن بعض الفتيات يرتدين عدسات جذابة بألوان العلم ويتفنن فى وضع لمسات المكياج بخلطة سحرية من هذه الألوان متداخلة ويبتدعن فورمات شعر وموضة أزياء كروية مثيرة .
بينما يتبارى الشباب فى حلاقة الشعر "زيرو"ووشم أسماء النجوم أو شعار البطولة على "فروة رأسه "أوهندسة شعره على شكل مربعات كرة قدم أسود فى الأبيض أو متعددة الألوان . ومن الأنماط العجيبة لدى بعض المتعصبين لفرقهم التشجيع ب"البذاذة او المصاصة " لضبط الانفعالات سوى بالصياح عند ادخال هدف أو الصراخ مع كل فرصة ضائعة .
بل إن بعض المشجعين يحرص على اعلان رأيه وتعليقاته وانتقاداته وهتافاته عبر تعليق لافتات ملصقة بالأقنعة أوبقمة قبعته .
وتتجلى الثقافة الأفريقية التى تشتمل على معتقدات قديمة خاصة بالسحر الأسود وتأثيره الخارق فى تحقيق الأحلام واحراز اللاعبين لأهدافهم ، يظهر فى أروقة الملاعب رجال وسيدات بملابس السحرة وسط البخور ممسكين بالتمائم والعصا الموحيه بمارسة السحر .
موسيقى مزعجة
هذا غير الطبل و العزف على آلات الموسيقى وأشهرها المزمار البلاستيك ذو الألوان المختلفة المسمى "الفوفوزيلا" ، وهى آلة مشتقة من ثقافة الزولو على شكل بوق طوله نحو 15 سنتيمترا ، ورغم أن جماهير جنوب أفريقيا تعشق أصواتها ،لأنها من آلات الاحتفاء بالمناسبات السعيدة والتبشير بالاحتفالات الكبيرة إلا أنها أحدثت ضجيجاً قوياً في أنحاء المدينة ، كان له مردود قوي بجانب رنين الذهب الذي يتم تفريغه في المناجم المحيطة .
وبالتالى تثير "الفوفوزيلا" جدلا مستمرا فى المونديال بسبب الضوضاء الصادرة عنها ،والتى أثبتتها دراسة بريطانية حذرت من ازعاجها ونقلها لعدوى انفلونزا الخنازير حتى زعم البعض انها تشوش على اللاعبين والاتصال بين الحكم ورافعى الرايتين بل وصفها المدرب الهولندى بيرت فان مارفيك بأنها "آلة خطرة" اشتكى منها بعض اللاعبين الأوروبيين منذ بطولة كأس القارات التى استضافتها جنوب افريقيا فى 2009 .
علاوة على الرقص المعبر عن الترويح والتسخين والتحفيز المعنوى حيث سميت الرقصة الرسمية لمونديال جنوب أفريقيا ، ب"ديسكى" التى تعنى :"تعال نلعب كرة القدم" مع استعراض العديد من الرقصات الافريقية التى تعد شكلا من أشكال التعبير عن العادات والتقاليد والمعتقدات والطقوس الشعبية ، فمن طرائف حفل افتتاح المونديال نزول لاعبى منتخب جنوب أفريقيا ، وهم يرقصون بحماس قبل أداء تدريبات الاستعداد لمباراة المكسيك ..فالرقص الأفريقى لاينحصر فى مدرجات الملاعب وانما ثقافة حياة تتجسد حتى بالأحداث السياسية حيث تؤدى الجماهير رقصات فى مسيرات الأحزاب كحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى الذى قاد مسيرة الكفاح لاسقاط نظام الفصل العنصرى .
وتتنوع أنماط تشجيع الجمهور حسب ثقافة كل بلد ، فعلى سبيل المثال تظهر أثار التقدم التكنولوجى على سلوكيات المشجعين اليابانيين فى استخدام الريموت كنترول بأجهزة وآلات الدعاية وارتداء قبعات على هيئة "دش أو قرون استشعار" .
وحالياً يستمتع أصحاب الشاشات فائقة الجودة ذات الخاصية ثلاثية الأبعاد "3d" ،عن طريق نظارات سوداء بمتابعة حوالي 20 مباراة وحفلي الافتتاح والختام بهذه التكنولوجيا العالية، بحيث يرى المشاهد كل شيء مجسم ويعايش الحدث كأنه في الملعب دون أن يلمس شيئا كما لوكان فى دورعرض سينمائية بهذه التقنية ، مما يزيد حرارة تشجيع المهووسين بكرة القدم .
وسبق أن اجتاحت مونديال ألمانيا 2006،موجة من التقاليع والبدع الكروية في مدرجات "البوندسليجا" الألماني ، ولم تقتصر البدع على الجمهور انما امتدت الى المنشآت والمرافق مثل كسوة البرج التليفزيوني بالعاصمة "برلين"( الذى يتجاوز طوله 207 أمتار) بوضع كرة قدم عملاقة على قمته تجذب الأنظار،و قيام الخطوط الألمانية للطيران الجوي برسم كرة قدم علي مقدمة إحدي طائراتها في مطار فرانكفورت الدولي بهدف الدعاية للمونديال .
العودة إلي أعلي
موضة اللاعبين
وقد يبتكر اللاعبون فى غمرة فرحتهم باحراز هدف فاصل فى تاريخ البطولة ،تقليعة جديدة أو حركة استعراضية أو دعائية تنتقل الى الجماهير المغرمين بهؤلاء النجوم وعلى رأسهم الهداف الكاميروني روجيه ميلا ،الذي اشتهر برقصته عند راية "الكورنر" عقب إحرازه أى هدف منذ مباراة رومانيا التى هزمتها فيها الكاميرون 2/1، حتى أن زوجة نجم المنتخب الإنجليزي جاري لينيكر (هداف مونديال 1990بايطاليا ) طلبت منه أن يعلمها هذه الرقصة.
وسرعان ما تنتشر هذه التقاليع داخل القارة وخارجها مثلما حدث بالبطولة الأفريقية 2010 فى أنجولا ، عندما احتضن المهاجم المصرى " محمد زيدان" حذائه المميز وتراقص به وكأنه طفل صغير "يدلعه ويهشتكه" عقب احرازه الهدف الثالث فى مرمى الجزائر .
أما بالنسبة لقصات الشعر ، فبعض النجوم يفضل حلق شعره على الزيرو مثل روبرتو كارلوس البرازيلي، والبعض الآخر يصبغه بألوان مختلفة أو يحلق جزء تاركاً الجزء الآخرأويمشطه بأشكال مختلفة علىهيئة ذيل حصان،أو عرف الديك أوالطاووس ، بالإضافة إلى التسريحات الأفريقية الطريفة كالضفائر المتعددة التى تستغرق عدة ساعات وتتكلف مئات الدولارات .
ومن أبرزالنجوم الذين روجوا لمجموعة من "الفورمات "، اللاعب الإنجليزي بيكهام الذي أطلق "فورمة شعر" غريبة بالألوان ، واللون الأصفر لشعر ريجوبير سونج قائد المنتخب الكاميروني في جنوب أفريقيا الموحى بأن سر قوته في فورمة شعره ، الأمر الذى يدفع الشباب الى تقليدها .
وبسبب رغبة النجم البرازيلي "رونالدو" فى أن يميزه ابنه عن غيره، ابتكر قصة شعره العجيبة على هيئة نصف دائرة بمقدة رأسه ، لأن ابنه (رونالد) كان لا يفرق بينه وبين زميله روبرتو كارلوس حيث وقع رونالد في الخطأ مرتين عندما لعب منتخب البرازيل في دور الثمانية ضد منتخب انجلترا بكأس العالم 2002،فنادى روبرتو كارلوس (ابي ابي)؟.
وهناك لاعبون أوربيون يتعمدون وشم أجزاء متفرقة من جسدهم باللغات غير المتداولة كالعربية والصينية لانها مبهمة وغامضة ومثيرة للانتباه بشكل يجعلهم محور الاضواء .
"بيزنس".."فشنك"
وتتبارى الشركات وبيوت الأزياء فى تصميم وصنع أطقم الملابس و"الاكسسوارات" والأحذية التى يلعب بها المبدعون بالأقدام على المستطيل الأخضر باعتبارها فرصة ذهبية لتسويق بموديلاتها وتقاليعها بمونديال جنوب أفريقيا ، وزيادة أرباحها، غير ان ظاهرة الغش التجارى والمنتجات المقرصنة تهدد احلام وطموحات هذه الشركات .
فهناك أطفال بورش صغيرة بمدن أفريقية متعددة منها "ابيد جان" ،يستغرقون ساعات طويلة فى صنع أزياء مقلدة للاعبى المنتخبات الأفريقية والأندية الأوروبية الشهيرة مثل: تشيلسى وريال مدريد وبايرن ميونيخ ومارسيليا والارسنال.
بل انتشرت ايضا ظاهرة بيع أزياء وأطقم اللاعبين الشهيرة التى تحظى بشعبية واعجاب لدى عشاق الساحرة المستديرة بالقارة السمراء خاصة ،وأن بعض أبرز اللاعبين النجوم الافارقة مثل الايفوارى دروجبا والكاميرونى ايتو يعدون من لاعبى هذه الأندية الاوروبية.
وتصل جريمة التزييف لذروتها عندما يضع منتجو هذه الازياء العلامات الأصلية عليها لخداع الجماهير، ولذا دخل الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" كطرف أصيل فى هذه القضية المعقدة ليرفع عشرات القضايا أمام المحاكم ضد جرائم تزوير لمنتجات وسلع تحمل علامات المونديال، من بينها اكثر من 100 قضية فى جنوب افريقيا وحدها.
العودة إلي أعلي
أسوأ 10 قمصان !
وفى مارس/آذار 2008 ، كشفت صحيفة "ذا صن" الإنجليزية عن اختيار خبراء الموضة لأسوأ 10 قمصان رياضية للفرق واللاعبين، الذين كانوا يظهرون بشكل يثير الأعصاب ويزعج العين وربما يدعو الى غلق التلفاز أو الذهاب للطبيب من كثرة الألوان التي تشع من "تي شيرت" لاعب معين ، سواء من ناحية الموديل أو اللون أو حتى الذوق العام ، ولذا سميت بالقمصان التى يرتديها الفريق خارج ملعبه حرصا على تسويقها من خلال شركات التسويق والدعاية التي تدفع الملايين في تلك القمصان ، حيث احتل قميص فريق تشيلسي الانجليزى عام 1995 المركز الـ10 من حيث السوء، حينما كان الفريق يرتدي قميص يجمع ألوان لا يوجد أي تناسق بينها مثل الرمادي والبرتقالي.
فى حين كان المركز التاسع من نصيب المنتخب الكاميروني في بطولة كأس العالم عام 2002 باليابان وكوريا الجنوبية ، حين تم كتابة أرقام "الفانلات "بصورة بدائية للغاية تنتمي إلى القرن الـ19، رغم ظهور المنتخب الكاميروني بها في الألفية الثالثة.
وفي المركز السادس جاء قميص حارس مرمى منتخب المكسيك الشهير جورج كامبوس الذي كان يرتدي القميص رقم 10 في مونديال كأس العالم بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، إذ حمل ألواناً تشبه تلك التي يرتديها "المهرج" في السيرك.
بينما شغل قميص المنتخب المكسيكي في بطولة كأس العالم عام 1998 بفرنسا المركز الخامس الذي حمل اللون الأخضر وبه خطوط غير مفهومة لا تعبر عن شيء، سوى أن طفلاً يقوم ب"الشخبطة "على الحائط.
ومع التطور في صناعة قمصان اللاعبين، أصبحوا يتمتعون ب"تى شيرتات " تمتص العرق وتساعدهم كثيرا في حرية الحركة أثناء اللعب ، ولكن ظهر أيضا شكل جديد من القمصان به آثار مخالب لتدل على الشراسة فى الأداء داخل الملاعب .
* ورغم متعة واثارة هذه البدع والطقوس إلا أنها تثير تساؤلات ملحة عن درجة تأثيرها النفسى على سلوكيات الجمهورأو حماس اللاعبين ونتائج المباريات ؟ وما اذا كانت هذه التقاليع مجرد موضة تعكس اختلاف الثقافات أم أنها مظاهر تسويقية لأفكار وسلوكيات ومنتجات الملاعب ؟ .
العودة إلي أعلي
حافز سحرى
رداً على ذلك ، قال د. أحمد جمال ماضى أبو العزائم مستشارالطب النفسى والرئيس الأسبق للاتحاد العالمى للصحة النفسية لموقع أخبار مصر الالكترونى :
هناك مايسمى بسيكولوجية التجمعات الكبيرة الحاشدة فى المواسم والاحداث الشعبية والعالمية المزدحمة كالمونديال والمهرجانات والاحتفالات والمسابقات .
والانتماء الجماهيرى للفريق أو المنتخب يدفع روابط وتجمعات المشجعين التى ازداد عددها وتطور تنظيمها مؤخراً الى الابتكار فى اثارة حماس اللاعبين عن طريق لفت الانظار والطبل والرقص ذى المعنى والدلالة الخاصة التى تختلف من شعب لاخر ومن مناسبة لاخرى .
والتعبير عن التقاليع والطقوس ليس تشجيع فقط بل تبادل ثقافات واسلوب تعارف واحياء للحفل والحدث التاريخى فى جو بهيج ، والدليل على تأثير التشجيع الايجابى من الناحية النفسية أن معظم الفرق الفائزة هى التى حظيت بأكبر دعم من المشجعين عند تنظيم المونديال داخل بلدها أو بقارتها فعندما تم تنظيمه فى قارة أوربا فازت بالكأس دولة أوروبية وعند تنظيمه فى الولايات المتحدة نالته دولة أمريكية مثل البرازيل من أمريكا الجنوبية .
وبالنسبة للشكاوى التى تتعالى أحيانا من اللاعبين نتيجة ازعاج الأصوات أو السلوكيات غير اللائقة ، فعادة ما تأتى من الفرق المهزومة حين تستشعر ان الجمعهور يسخر منها أوتبحث عن مبرر بأن التشجيع المبالغ فبيه أو المضاد من جمهور المنتخب المنافس حطم أعصابها .
ولكن أياً كان الجدل ، لاغنى عن التشجيع ولا حدود للتقاليع لأن الجمهور هو اللاعب رقم 12 .. فالمشجعون يشعرون بالبهجة ويتحررون من ضغوط الحياه اليومية وبروتوكولات الأحداث الرسمية داخل أجواء "الاستاد "،وهذا فى حد ذاته نوع من العلاج أو الترويح النفسى .
أما اللاعبون، فيحرصون علىابتداع ألوان جديدة من الموضة والتقاليع والحركات من باب لفت الأنظار والاستحواذ على الأضواء أو لاستثمار الفرصة فى تسويق موديلاتهم أو الفوز بعروض اعلانية ، وفى الوقت نفسه يعبرون عن فرحتهم بأساليب تقربهم من جماهيرهم ويجددون نشاطهم وحماسهم وثقتهم بأنفسهم بعد كل نجاح وتألق جديد ،بل يمكن لكل من المشجعين واللاعبين استخدام التقاليع فى التعبير عن آرائهم وتعليقاتهم ومشاعرهم .
العودة إلي أعلي
فى "الديفيليهات "
ثم تلتقط خيط الحديث شيماء حبشى خبيرة الموضة والأزياء لتوضح أن مثل هذه الموديلات و"الاكسسوارت" قد تنتقل من الملاعب وتجمعات المشجعين الى " "ديفيليهات "الأزياء العالمية ،بهدف جذب الانتباه إلى المنتجات المبتدعة واجتذاب الشباب والأطفال المغرمين بالموضة أو هواة حضور الحفلات التنكرية مثل تصميم أقنعة مخيفة أو باروكة غريبة بألوان علم أو "تى شيرت " نجم أو حذاء هداف عالمى .
وترى "حبشى " أنها مجرد لون من التقاليع العابرة التى تنتشر بسرعة البرق فى الإعلانات والأسواق وصالونات التجميل و"الديفيليهات " فى عصر الفضائيات والإنترنت بشكل يحقق عائداً سواء لمبتكريها هناك أو لمن يستغلها من خبراء الموضة والتقاليع فى سائر دول العالم لرفع مبيعات موديلات الملابس المعروضة بشرط توظيفها بشكل فني ودعائي ورياضى سليم.
وتضيف أنها ظاهرة اجتماعية قديمة متجددة مع كل عرس عالمى ،ولا خوف من سلبياتها إلا اذا اعتقد البعض أنها مضرة صحياً مثل الوشم بألوان صناعية تحت الجلد أو تعكس شخصيات سطحية تبدو كالمهرجين بالسيرك،وان كان بعض الشباب يقلدها من باب الدعابة ومتعة الاحساس بالحدث .
وقد تكون مثيرة وتناسب الحفلات أوجلسات "الروشنة" وبالتالي يقبل الشباب على شرائها ويبتهجون بارتدائها مع إضافة لمسات شخصية تميز شخصيتهم، أو تكون لها دلالة خاصة بينهم مثل تعليق فكاهي أو رسمة غريبة أو أرقام أو رموز و إشارات مشفرة. بل ربما تتفاءل بها شعوب الفرق الفائزة وترتديها فى مناسبات ومهرجانات قادمة .
وأخيراً يبقى تساؤل : هل تنتقل ملكات الابتكار من هواة التقاليع الى خطط اللعب ومستوى الأداء و"حرفنة اللاعبين" فى تسجيل الأهداف الصاروخية المثيرة بشباك المونديال ؟ً!.
اخبارمصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق