قبل ٤٢ عاما من الآن صعدت أرواح ١٩ طفلاً كانوا على مقاعد المدرسة، و٢٣ فلاحاً وشاباً، و١٠ عمال فى ورشة حدادة مجاورة لموقع القصف - إلى بارئها، ولم يبق سوى ٢٥ آخرين عاشوا بعدها شهودا مصابين على واحدة من أبشع مجازر إسرائيل، هذه المرة لم تحدث فى فلسطين المحتلة وإنما فى قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية.
لا تزال أسر ٥٢ شهيداً ينتظرون القصاص الذى لا يأتى، وغالبا لن يأتى، يتحدث المصابون عن حقوقهم فى مقاضاة جزارى الأطفال وهم يعرفون أن النظام الذى كان على رأسه «كنز استراتيجى لإسرائيل»، حسبما قال بنيامين بن إليعازر، وزير التجارة الإسرائيلى، عن «مبارك» عقب تنحيه، لن يأتى لهم بحق، ولم يعلق أحدهم آمالا عريضة على تغير الوضع بعد الثورة، ولخصت والدة أحد الشهداء التى تخطت السبعين عاما مطالبها بعد كل هذه السنوات بـ«عايزة أحج». قبل ٤٢ عاما أخبرنا صلاح جاهين بأن الدرس انتهى وأن علينا لملمة الكراريس، فاستجاب النظام لنصيحته ولملم كراريس الضحايا ووضعها فى فصل تعلوه لوحة من ورق مقوى مكتوب عليها بخط اليد «متحف شهداء بحر البقر».
المصدر : المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق