شهدت مصر خلال العام الثاني لثورة25 يناير2011 أحداثا مهمة في كل المجالات, أبرزها انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية.
وهو أول رئيس مدني منتخب للبلاد, وتم إصدار دستور جديد, وشهدت الساحة السياسية سجالات فكرية, وخلافات بين ممثلي التيارات المختلفة حول أسلوب إدارة البلاد, وكان بريد الأهرام كعادته مواكبا الأحداث فسجل نبض المواطنين وأفكارهم من خلال رسائلهم في كل المجالات, وبذل الدكتور أحمد فوزي توفيق مؤرخ بريد الأهرام جهدا مضنيا في هذا التقرير الوافي:
> مصر والثورة
ـ كثيرة هي الرسائل التي تتحدث عن مصر, وتحمل اسمها, منها الرسائل الغاضبة والحائرة والناصحة والمؤكدة علي عظمة مصر وهي تشكل في مجموعها وثيقة تاريخية للرأي العام المصري عن المشهد المصري بعد عامين من الثورة, ومع الرسائل نبيل الخطب.. ماذا يحدث في مصر الآن؟ وأين هم المصريون؟ وما هذه الألقاب والمسميات؟ العلمانيون.. السلفيون.. الإخوان.. الليبراليون.. إلخ!! فكل هؤلاء جماعات وفئات لها أجنداتها وأهدافها وأفكارها التي تريد أن تفرضها علي كل شبر فيك يامصر!! أين الشعب الذي لا ينتمي لأي فصيل! لاشك أنه الأغلبية العظمي, فلا توجد جماعة ـ أي جماعة ـ مهما ادعت ـ يمكن أن تقول إنها تمثل الأغلبية, وإذا قالت فلن نصدقها.. فالمصري الحقيقي هو مصري فقط وسيدفع الثمن في النهاية. لقد تخلصنا من الاستعمار الخارجي.. فهل سنستسلم للاستعمار الداخلي؟! مهما يكن مسماه.. هذا دأبهم م. محمود حجازي, فالطغاة لايسألون لماذا طغوا؟ وإنما يسأل العبيد.. لماذا ركعوا؟ ولن ينتهي العبيد أبدا حتي لو أمطرت السماء حرية!! إذ تجدهم يسارعون برفع الشماسي لكي تحميهم من أن تطهرهم الحرية من مرض الاستعباد والعبودية.
إن ما حدث في عام2012 جاء مخيبا للآمال وأصبحنا في وضع لا يرضي أحدا, ولا يرضي الله سبحانه وتعالي.. ومع الرسائل قسمة الغارمين عميد م. محمد الريس.. مشيرا إلي تردد هتاف في ميدان التحرير يوم جمعة الكرامة يقول: واحد.. اثنين.. تقسيم السلطة فين؟, وإشارة إلي استئثار التيار الديني برئاسة معظم اللجان في الجلسة الأولي لمجلس الشعب, مما أدي لانسحاب حزب الوفد من الجلسة احتجاجا, ويقول: كفانا ما عانيناه من سيطرة الوطني المنحل علي جميع لجان مجلس الشعب, وكيف كانت كلمة موافقة هي سيدة الموقف عند مناقشة كل قانون أو تشريع طرح بالمجلس دون إبداء الأسباب.. ورسالة ماذا جري للمصريين؟, أ.د. محمد محمود يوسف.. عن شيوع ثقافة العنف, وبلاشك أن العنف بكل صوره قد انتشر كالنار في الهشيم!! وله أنماط مختلفة( لفظي ـ مادي ـ بدني), ولكل نمط درجات متعددة ومتبانية, وهي في مجملها تبدأ بالسب والقذف, وتمر بالإيذاء البدني, وتخريب ممتلكات الغير, وقتل النفس, وإزهاق الأرواح, ومن أسبابها ظلم وقهر النظام البائد, وثالوث الفقر والجهل والمرض, وغياب القيم الروحية الأصيلة الداعية للتراحم والتسامح والعفو, في مقابل شيوع قيم سلبية تدعو إلي التشاحن والبغضاء والكراهية ورفض الآخر!! مع وجود البلطجية صنيعة النظام البائد, وإحباط المصريين لعقود طويلة بسبب الفساد والمحسوبية, وغياب القانون, والدور الخطير الذي يلعبه الإعلام والفن في إقحام مشاهد عنف علي السياق الدرامي طمعا في زيادة حجم المشاهدة.. والحل هو إجراءات علاجية وأخري وقائية, وتلك مسئولية الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة والإعلام, وذلك من أجل نشر ثقافة التسامح بمنطق حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر, ورأيي صواب يحتمل الخطأ, ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب, والحوار لابد أن يكون بالكلمات لا باللكمات!! إنها مهمة قد تكون صعبة, لكنها أبدا ليست مستحيلة إذا تمت مواجهتها بالعلم والإرادة, بشرط أن نتعامل مع المرض لا العرض, ورسالة وقفة للحساب أ. سهير علما بعد اختلاط الحابل بالنابل, والمخلص مع الشرير, والتقاة مع الأدعياء, أصبح الكل وكأنهم داخل خلاط كهربائي يلف تارة يمينا ببطء, وتارة يسارا بسرعة, والحل؟؟ لابد من وقفة نعيد فيها حساباتنا, ونصحح مسارنا, ونعمل علي قلب رجل واحد, ومازالت الرسائل تشخص الداء, وتصف الدواء, ورسالة بين حانا وبانا م. توفيق ميخائيل, تفتيت الحلم, ومحاولة كل فصيل الحصول علي أكبر قدر من التورتة هو أخطر ما يواجه مصر حاليا, وقديما قالوا: الطمع يقل ما جمع, و كل مملكة منقسمة علي نفسها تخرب, هيا بنا جميعا ننظر بعيدا عن تحت أقدامنا ونتطلع جميعا لغد مشرق لبلدنا, وأتساءل هنا, وأسأل كاتب الرسالة: أين هي التورتة التي يتنازع عليها الجميع؟ إنهم يتنازعون علي جسد أمة مزقته الأهواء والأطماع, ورسالة إيقاع الزمن أ. صادق البحراوي.. الزمن متفاوت دائما, فهو سريع متحمس إيجابي عند بعض الشعوب, وبطيء متراجع فاتر عند شعوب أخري, وهو غال ثمين عند بعض البلدان, ورخيص ضائع عند أخري, وتتقدم الأمم ذات الإيقاع السريع, وتتأخر ذات الإيقاع المتراخي إلي أسفل السلم.. سلم الشعوب.. فمتي نعرف قيمة الزمن ونحسن استغلاله لنلحق بطابور الحضارة والتقدم؟؟
وتمضي الرسائل مؤكدة عظمة مصر وتاريخها ومعناها, ومنها معني الكلام أ. محمود فهمي فراج.. ومصر تتحدث عن نفسها.. أنا كنانة الله في أرضه.. أنا أم الدنيا.. أنا الحضارة.. أنا كنيسة العذراء.. أنا الأزهر.. أنا قلعة صلاح الدين.. ومنارة الإسكندرية.. وقلعة قايتباي. أنا أمكم جميعا.. عرفتوني.. لكن هل يا تري عرفتم معني الكلام؟؟
> الثورة في عامها الثاني
كيف يري المصريون الثورة؟ وما هو رأيهم في المشهد الحالي؟ وهل نجحت الثورة؟ وما هي إنجازاتها؟ وما الفرق بينها وبين ثورة يوليو1952 ؟ وماذا ينتظر الفقراء من الثورة؟ وماذا تعني عبارة ثورة لم تكتمل؟!.. وكيف تاهت أهداف الثورة في الزحام؟؟ وما الفرق بين الثورة والفوضي؟ وهل مازالت الثورة مستمرة؟؟ ومتي ستهدأ الأوضاع؟ ومتي تؤتي الثورة ثمارها؟ وهل بإمكان القوي الإسلامية التي اعتلت المشهد أن تتطور وتتغير, وأن تتصالح وتعرف التنوع والتعايش مع الآخرين؟ والمعارضة بكوادرها وأقطابها من أجل لم الشمل, ووحدة الصف؟؟
ومع الرسائل: ثورة علي حق؟! عميد متقاعد محمد عبدالسميع عامر.. يقول: ما كنت أتمني.. ولا أرضي أبدا أن أري مصر أكتوبر تتسول حتي لا يسقط اقتصادها!! وما كنت أتخيل أنه سيأتي يوم تخفت فيه أصوات العقلاء والمفكرين أمام هوجة فوضي وتحت مسميات وشعارات زائفة!! ولكنه حدث!! وفشلت المسكنات والمهدئات في أن تعالج الحمي التي منيت بها مصر.. نعم فنحن نفهم أن تكون الثورة ـ أي ثورة؟! ـ ثورة علي التخلف.. ثورة علي الجمود والفساد والطغيان؟ ولكن لا نفهم أن تكون الثورة ثورة علي ذاتنا وكياننا وهدم أركان دولتنا التي عاشت آلاف السنين تحت حكم حكام عادلين.. و ظالمين.. ولم نهدم؟ وبقيت الأرض كما هي.. أرض مصر منذ الفراعنة حتي الآن تعطي خيرا لأبنائها.
> مصر والثورة
ـ كثيرة هي الرسائل التي تتحدث عن مصر, وتحمل اسمها, منها الرسائل الغاضبة والحائرة والناصحة والمؤكدة علي عظمة مصر وهي تشكل في مجموعها وثيقة تاريخية للرأي العام المصري عن المشهد المصري بعد عامين من الثورة, ومع الرسائل نبيل الخطب.. ماذا يحدث في مصر الآن؟ وأين هم المصريون؟ وما هذه الألقاب والمسميات؟ العلمانيون.. السلفيون.. الإخوان.. الليبراليون.. إلخ!! فكل هؤلاء جماعات وفئات لها أجنداتها وأهدافها وأفكارها التي تريد أن تفرضها علي كل شبر فيك يامصر!! أين الشعب الذي لا ينتمي لأي فصيل! لاشك أنه الأغلبية العظمي, فلا توجد جماعة ـ أي جماعة ـ مهما ادعت ـ يمكن أن تقول إنها تمثل الأغلبية, وإذا قالت فلن نصدقها.. فالمصري الحقيقي هو مصري فقط وسيدفع الثمن في النهاية. لقد تخلصنا من الاستعمار الخارجي.. فهل سنستسلم للاستعمار الداخلي؟! مهما يكن مسماه.. هذا دأبهم م. محمود حجازي, فالطغاة لايسألون لماذا طغوا؟ وإنما يسأل العبيد.. لماذا ركعوا؟ ولن ينتهي العبيد أبدا حتي لو أمطرت السماء حرية!! إذ تجدهم يسارعون برفع الشماسي لكي تحميهم من أن تطهرهم الحرية من مرض الاستعباد والعبودية.
إن ما حدث في عام2012 جاء مخيبا للآمال وأصبحنا في وضع لا يرضي أحدا, ولا يرضي الله سبحانه وتعالي.. ومع الرسائل قسمة الغارمين عميد م. محمد الريس.. مشيرا إلي تردد هتاف في ميدان التحرير يوم جمعة الكرامة يقول: واحد.. اثنين.. تقسيم السلطة فين؟, وإشارة إلي استئثار التيار الديني برئاسة معظم اللجان في الجلسة الأولي لمجلس الشعب, مما أدي لانسحاب حزب الوفد من الجلسة احتجاجا, ويقول: كفانا ما عانيناه من سيطرة الوطني المنحل علي جميع لجان مجلس الشعب, وكيف كانت كلمة موافقة هي سيدة الموقف عند مناقشة كل قانون أو تشريع طرح بالمجلس دون إبداء الأسباب.. ورسالة ماذا جري للمصريين؟, أ.د. محمد محمود يوسف.. عن شيوع ثقافة العنف, وبلاشك أن العنف بكل صوره قد انتشر كالنار في الهشيم!! وله أنماط مختلفة( لفظي ـ مادي ـ بدني), ولكل نمط درجات متعددة ومتبانية, وهي في مجملها تبدأ بالسب والقذف, وتمر بالإيذاء البدني, وتخريب ممتلكات الغير, وقتل النفس, وإزهاق الأرواح, ومن أسبابها ظلم وقهر النظام البائد, وثالوث الفقر والجهل والمرض, وغياب القيم الروحية الأصيلة الداعية للتراحم والتسامح والعفو, في مقابل شيوع قيم سلبية تدعو إلي التشاحن والبغضاء والكراهية ورفض الآخر!! مع وجود البلطجية صنيعة النظام البائد, وإحباط المصريين لعقود طويلة بسبب الفساد والمحسوبية, وغياب القانون, والدور الخطير الذي يلعبه الإعلام والفن في إقحام مشاهد عنف علي السياق الدرامي طمعا في زيادة حجم المشاهدة.. والحل هو إجراءات علاجية وأخري وقائية, وتلك مسئولية الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة والإعلام, وذلك من أجل نشر ثقافة التسامح بمنطق حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر, ورأيي صواب يحتمل الخطأ, ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب, والحوار لابد أن يكون بالكلمات لا باللكمات!! إنها مهمة قد تكون صعبة, لكنها أبدا ليست مستحيلة إذا تمت مواجهتها بالعلم والإرادة, بشرط أن نتعامل مع المرض لا العرض, ورسالة وقفة للحساب أ. سهير علما بعد اختلاط الحابل بالنابل, والمخلص مع الشرير, والتقاة مع الأدعياء, أصبح الكل وكأنهم داخل خلاط كهربائي يلف تارة يمينا ببطء, وتارة يسارا بسرعة, والحل؟؟ لابد من وقفة نعيد فيها حساباتنا, ونصحح مسارنا, ونعمل علي قلب رجل واحد, ومازالت الرسائل تشخص الداء, وتصف الدواء, ورسالة بين حانا وبانا م. توفيق ميخائيل, تفتيت الحلم, ومحاولة كل فصيل الحصول علي أكبر قدر من التورتة هو أخطر ما يواجه مصر حاليا, وقديما قالوا: الطمع يقل ما جمع, و كل مملكة منقسمة علي نفسها تخرب, هيا بنا جميعا ننظر بعيدا عن تحت أقدامنا ونتطلع جميعا لغد مشرق لبلدنا, وأتساءل هنا, وأسأل كاتب الرسالة: أين هي التورتة التي يتنازع عليها الجميع؟ إنهم يتنازعون علي جسد أمة مزقته الأهواء والأطماع, ورسالة إيقاع الزمن أ. صادق البحراوي.. الزمن متفاوت دائما, فهو سريع متحمس إيجابي عند بعض الشعوب, وبطيء متراجع فاتر عند شعوب أخري, وهو غال ثمين عند بعض البلدان, ورخيص ضائع عند أخري, وتتقدم الأمم ذات الإيقاع السريع, وتتأخر ذات الإيقاع المتراخي إلي أسفل السلم.. سلم الشعوب.. فمتي نعرف قيمة الزمن ونحسن استغلاله لنلحق بطابور الحضارة والتقدم؟؟
وتمضي الرسائل مؤكدة عظمة مصر وتاريخها ومعناها, ومنها معني الكلام أ. محمود فهمي فراج.. ومصر تتحدث عن نفسها.. أنا كنانة الله في أرضه.. أنا أم الدنيا.. أنا الحضارة.. أنا كنيسة العذراء.. أنا الأزهر.. أنا قلعة صلاح الدين.. ومنارة الإسكندرية.. وقلعة قايتباي. أنا أمكم جميعا.. عرفتوني.. لكن هل يا تري عرفتم معني الكلام؟؟
> الثورة في عامها الثاني
كيف يري المصريون الثورة؟ وما هو رأيهم في المشهد الحالي؟ وهل نجحت الثورة؟ وما هي إنجازاتها؟ وما الفرق بينها وبين ثورة يوليو1952 ؟ وماذا ينتظر الفقراء من الثورة؟ وماذا تعني عبارة ثورة لم تكتمل؟!.. وكيف تاهت أهداف الثورة في الزحام؟؟ وما الفرق بين الثورة والفوضي؟ وهل مازالت الثورة مستمرة؟؟ ومتي ستهدأ الأوضاع؟ ومتي تؤتي الثورة ثمارها؟ وهل بإمكان القوي الإسلامية التي اعتلت المشهد أن تتطور وتتغير, وأن تتصالح وتعرف التنوع والتعايش مع الآخرين؟ والمعارضة بكوادرها وأقطابها من أجل لم الشمل, ووحدة الصف؟؟
ومع الرسائل: ثورة علي حق؟! عميد متقاعد محمد عبدالسميع عامر.. يقول: ما كنت أتمني.. ولا أرضي أبدا أن أري مصر أكتوبر تتسول حتي لا يسقط اقتصادها!! وما كنت أتخيل أنه سيأتي يوم تخفت فيه أصوات العقلاء والمفكرين أمام هوجة فوضي وتحت مسميات وشعارات زائفة!! ولكنه حدث!! وفشلت المسكنات والمهدئات في أن تعالج الحمي التي منيت بها مصر.. نعم فنحن نفهم أن تكون الثورة ـ أي ثورة؟! ـ ثورة علي التخلف.. ثورة علي الجمود والفساد والطغيان؟ ولكن لا نفهم أن تكون الثورة ثورة علي ذاتنا وكياننا وهدم أركان دولتنا التي عاشت آلاف السنين تحت حكم حكام عادلين.. و ظالمين.. ولم نهدم؟ وبقيت الأرض كما هي.. أرض مصر منذ الفراعنة حتي الآن تعطي خيرا لأبنائها.
الحلقة الثانية غدا
د. أحمد فوزي توفيق
الأستاذ بطب عين شمس وجبرتي بريد الأهرام
المصدر الاهرام
=========
اقرأ أيضا :
* وما أدراك ما الجيش إذا غضب ! ... اضغط هنا
* إبراهيم منصور يكتب: فضيحة تأسيسية مرسي! .. اضغط هنا
* أنجلينا جولي تشرك ثلاثة من أبنائها في فيلم الشريرة .. اضغط هنا
* «كلمة مرور» أسوأ كلمات المرور لهذا العام ... اضغط هنا
* صرخة أنجلينا جولي والصمت المريب لحمـــــاس! ... اضغط هنا
* لا تلق نواة البلح ..!
* لغز الرجل الكبير ... اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق