الجمعة، 18 يناير 2013

رحلات مصر تبدأ من «محطة مصر».. قطارات الغلابة تحولت من طريق أضواء الحضر إلى توابيت جماعية وخراب.. القطارات تخرج من الورش بدون صيانة.. الركاب فوق الأسطح.. والباعة الجائلون على الأرصفة


نقلاً عن اليومى


رحلات مصر تبدأ من «محطة مصر».. قطارات الغلابة تحولت من طريق أضواء الحضر إلى توابيت جماعية وخراب.. القطارات تخرج من الورش بدون صيانة.. الركاب فوق الأسطح.. والباعة الجائلون على الأرصفة

«الموت يبدأ من محطة مصر».. هذا أقرب وصف ممكن تطلقه على حالة محطة قطارات القاهرة.. الركاب يتسطحون القطارات ويتسلقون أبوابها.. يسيرون على شريط السكة الحديد ليعبروا من رصيف لآخر.. الباعة الجائلون منتشرون بكل مكان.. لا يوجد أى مسؤول بالمحطة يشرف على حركة القطارات الخارجة والداخلة بالمحطة.. التأخيرات بالساعات فى مواعيد قيام القطارات.

هذا كان حال محطة مصر أثناء تجولنا بعد حادث قطار البدرشين الذى أودى بحياة 19 مجندا و120 مصابا، إلا أن الوضع لم يتغير.. سلوكيات الركاب تتكامل مع إهمال المسؤولين.. فالركاب يقفزون إلى القطارات محاولين اللحاق بها قبل قيامها.. على الأبواب وأسطح القطارات بعد امتلائها.. لا توجد شرطة ظاهرة بالمحطة.. الركاب ينتظرون على الأرصفة قطارات لا يعلمون أنها قد تكتب نهايتهم.

أثناء وجودنا بالمحطة علمنا بتعطل قطار على رصيف رقم 1 بمحطة كوبرى الليمون الملاصقة لمحطة مصر.. ما حدث مع هذا القطار يكشف مدى استهتار المسؤولين بالأرواح.. فسائق قطار المجندين رقم 1445 اكتشف أثناء مروره عليه - قبل قيامه به مباشرة من محطة كوبرى الليمون متوجها إلى بورسعيد- أن الفرامل بجراره رقم 3114 بها مشاكل فنية، متمثلة فى أنها متآكلة ولا تستجيب سريعا، ويوجد 4 عربات أخرى بنفس القطار لا تستجيب للفرامل.

ويروى سائق هذا القطار محمد رشاد لـ«اليوم السابع» أنه استعد للقيام بالقطار إلى بورسعيد الساعة 12.30 ظهرا، كما هو مقرر، بعدما أكد مهندس الصيانة والفنيون الذين كشفوا عليه أن القطار سليم فنيا، لكنه تفاجأ بعكس ما أكدوه، مما دفعه إلى رفض القيام بالقطار وتسجيل سبب رفضه فى دفتر «الدايرى» الذى يتم فيه تسجيل كل ما يتعلق بحركة القطارات بالمحطة.

وأضاف رشاد أنه اكتشف المشاكل الفنية الخاصة جميعها بالفرامل، وعندما رفض القيام بقطار المجندين طالبه المسؤولون ومهندس الصيانة بالقيام بالقطار قائلين له: «دى حاجة بسيطة، ومتعملش مشكلة وخلاص»، لكنه أصر على عدم القيام بالقطار وبه أعطال فنية، مطالبهم بالتوقيع على قيادة القطار على مسؤوليتهم فى حالة رغبتهم فى تنفيذ طلبهم.
وقال رشاد إنه أمام إصراره على موقفه استجاب مهندس الصيانة لطلبه، وقرر إحضار فنيين لإعادة الكشف على القطار وإصلاح مشاكل الفرامل بالعربات أرقام 16803 و16804 و15791 و16704، حيث عالج الأعطال الفنية بها، وتم التوقيع فى دفتر «الدايرى» بالانتهاء من الكشف عليها وإصلاح القطار للقيام الساعة 2.5 عصرا، مع استبدال الجرار المتعطل بآخر من ورش أبو غاطس يحمل رقم 3248، ليقوم القطار 3.45 عصرا.

ويحكى زملاء رشاد لـ«اليوم السابع» كيف ظلوا يتصلون بالمسؤولين وعلى رأسهم المهندس حسين زكريا رئيس الهيئة، والمهندس مصطفى رشاد رئيس قطاع المسافات القصيرة التابع لها هذا القطار، دون أى استجابة منهم بل إنهم أغلقوا هواتفهم، لافتين إلى أنهم لم يجدوا جرارا سليما فنيا سوى بعد ثلاث ساعات بمجهودات شخصية منهم، بعد عدم تمكنهم من الوصول إلى أى مسؤول.

توجهنا إلى ورش أبوغاطس المجاورة لمحطة مصر والخاصة بصيانة الجرارات والعربات المميزة..من أجل استطلاع أعمال الصيانة التى تُجرى على القطارات بين كل رحلة وأخرى للتأكد من سلامة القطار قبل قيامه برحلته، واستكشاف أعمال الصيانة على طبيعتها..لم نشاهد فنيين يُجرون كشفًا على الجرارات أو العربات قبل قيامها للتأكد من سلامتها فنيا.. باستثناء كشف على الزيت والسولار بكل جرار من أجل تموينه بالوقود فى حال نقص الكميات الموجودة بـ«التنك».

واعترف الفنيون لـ«اليوم السابع» بعدم إجراء الصيانة اليومية للجرارات بشكل جيد، مرجعين ذلك إلى نقص أعداد الفنيين والمهندسين الموجودين بالورش، وكذلك عدم وجود قطع غيار بالورشة وسرقتها، فيما أكد سائقون أن الصيانة تتم بالورش بشكل روتينى، وعلى الورق فقط، وأن فى حالات كثيرة تقوم جرارات وبها مشاكل فنية، رغم أن هذا يهدد سلامة الركاب أثناء الرحلة، مشيرين إلى أن الجرارات تدخل الورش وتخرج، ولا يحدث بها أكثر من تموينها بالوقود أو إصلاح العطل أو المشكلة الفنية التى ينقلها السائق للفنى أو المهندس الموجود.




المصدر اليوم السابع

================

اقرأ أيضا :


* وما أدراك ما الجيش إذا غضب ! ... اضغط هنا
الجنسينج ، فوائد عظيمة
* لغز الرجل الكبير ... اضغط هنا
 

هل تعلمي!!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق