عبد الناصر سلامة
للأسف, بدا واضحا أن لغة الحوار قد تراجعت في أزمتنا الداخلية, كما أن لغة العقل قد توارت, ولغة التشدد قد تصدرت المشهد, وكأن الدنيا يجب أن تتوقف برحيل هذا, أو الإتيان بذاك
للأسف, بدا واضحا أن لغة الحوار قد تراجعت في أزمتنا الداخلية, كما أن لغة العقل قد توارت, ولغة التشدد قد تصدرت المشهد, وكأن الدنيا يجب أن تتوقف برحيل هذا, أو الإتيان بذاك
ويحدث ذلك علي الرغم من أن طبيعة الحياة هي الحركة والدوران والتفاعل, وتظل الإرادة الشعبية هي التي سوف تحدد خريطة الطريق, شئنا أم أبينا, وصناديق الانتخابات هي التي سوف تحكمنا في المستقبل, أردنا أو لم نرد.
هي إذن ليست نهاية الكون, ولنبدأ صفحة جديدة من الجهد المشترك دون إقصاء, أو تمييز, تجنبا للعنف, وسفك دماء هي الأكثر حرمة بين كل المحرمات, فقد عانت البلاد بما فيه الكفاية علي مدي عامين ونصف العام, وتدهورت كل مقومات الدولة من تجارة وصناعة وسياحة, وحتي أوضاعنا الاجتماعية والنفسية التي وصلت إلي حد الاضطراب, وعلاقاتنا الخارجية التي أصبحت أكثر اضطرابا, وسمعتنا الدولية التي أصبحت علي المحك.
قد يكون هناك جرح لدي البعض, وغصة لدي البعض الآخر, وألم يعانيه هؤلاء وأولئك, إلا أن الحقيقة المؤكدة أن ذلك ليس نهاية المطاف, مادام الهدف النهائي هو المصلحة العامة التي هي مصر, أمنا واستقرارا في المقام الأول, ومن هنا يجب ألا نغفر أبدا لمن كان سببا في إزهاق روح بريئة لحساب مكاسب سياسية, أيا كانت هذه المكاسب, كما يجب ألا نلتمس الأعذار لأي من المحرضين علي العنف أو الداعمين له, أو الحاملين سلاحا في مواجهة السلطة الرسمية.
هذه هي الحقيقة التي يجب أن نعيها جميعا, وهي أن جموع الشعب لن تنحاز أبدا لفصيل يرفع وتيرة الفتنة في المجتمع, أو يزيد الحالة الراهنة تعقيدا, كما أن التاريخ لن يغفر لمن تسببوا في مزيد من الضغوط والأزمات لهذا الشعب, وحتي المتعاطفين في ميادين الاعتصامات لن يسعدوا بفقدان أبنائهم وبناتهم, لحساب صراعات هي في الحقيقة دنيوية, مهما طالتها من فتاوي شابها الكثير من الجدل, والتي صدرت تحت ضغط الخطب الحماسية, والهتافات التعبوية.
مازالت الفرصة سانحة لمراجعة مع النفس والضمير, وأدا للفتنة, وحقنا للدماء, فلسنا في معركة مصيرية مع عدو غاصب للأرض, أو في صراع مع مستعمر للوطن, ولتحكمنا في النهاية تعاليم الأديان من تسامح, وعفو, وصفح, وهو ما يجب أن يتعلمه أبناؤنا, حتي يمكن أن نحافظ علي وحدة الجغرافيا التي أصبحت مثار قلق, ووحدة الشعب, التي أضحت أزمة حقيقية بفعل ممارسات نخبتنا السياسية والثقافية.
هي دعوة إلي الانسحاب من الميادين علي اختلاف شعاراتها السياسية قبل فوات الأوان, ودعوة إلي فتح الطرق وتسهيل حياة الناس قبل وقوع الكارثة, ودعوة إلي الارتقاء فوق المصالح الحزبية والأيديولوجيات لحساب المصلحة العامة, فلا يعقل بأي حال أن تظل مصر بشعبها رهنا لمهاترات أكثر من ذلك, كما لا يجوز أن تستمر الحالة الراهنة إلي ما لا نهاية, فما يمكن تداركه اليوم بالتأكيد, لن نستطيع السيطرة عليه في الغد, والأوطان من حولنا أكبر شاهد علي ذلك.
وإذا كانت أولي مهام القيادة السياسية هي تحقيق الأمن والاستقرار, فإن ذلك لن يتأتي إلا بدعم شعبي واضح, وأعتقد أن المعتصمين في الميادين, كغيرهم في حياتهم الطبيعية, بحاجة ماسة إلي هذا الأمن وذلك الاستقرار من أقصي البلاد إلي أقصاها, وهو ما يجب أن يعمل الجميع علي تحقيقه, وليس العكس.. ولأنه أصبح مطلبا شعبيا حيويا فلن تتخاذل الدولة أكثر من ذلك أمام تحقيقه, ومن هنا تأتي أهمية هذا النداء.
نعم.. هو نداء إلي قادة المعتصمين بإعمال لغة العقل, وإلي المعتصمين أنفسهم بالوقوف علي حقيقة الموقف وخطورته, وإلي هؤلاء وأولئك بعدم الزج بالأطفال والنساء في مثل هذا المستنقع, وإلي كل الرشداء في أمتنا ألا يألوا جهدا خلال الساعات القليلة المقبلة لإنهاء هذه الأزمة بطرق حضارية, حتي لا نندم في وقت لا ينفع فيه الندم, اللهم قد بلغت, اللهم فاشهد.
هي إذن ليست نهاية الكون, ولنبدأ صفحة جديدة من الجهد المشترك دون إقصاء, أو تمييز, تجنبا للعنف, وسفك دماء هي الأكثر حرمة بين كل المحرمات, فقد عانت البلاد بما فيه الكفاية علي مدي عامين ونصف العام, وتدهورت كل مقومات الدولة من تجارة وصناعة وسياحة, وحتي أوضاعنا الاجتماعية والنفسية التي وصلت إلي حد الاضطراب, وعلاقاتنا الخارجية التي أصبحت أكثر اضطرابا, وسمعتنا الدولية التي أصبحت علي المحك.
قد يكون هناك جرح لدي البعض, وغصة لدي البعض الآخر, وألم يعانيه هؤلاء وأولئك, إلا أن الحقيقة المؤكدة أن ذلك ليس نهاية المطاف, مادام الهدف النهائي هو المصلحة العامة التي هي مصر, أمنا واستقرارا في المقام الأول, ومن هنا يجب ألا نغفر أبدا لمن كان سببا في إزهاق روح بريئة لحساب مكاسب سياسية, أيا كانت هذه المكاسب, كما يجب ألا نلتمس الأعذار لأي من المحرضين علي العنف أو الداعمين له, أو الحاملين سلاحا في مواجهة السلطة الرسمية.
هذه هي الحقيقة التي يجب أن نعيها جميعا, وهي أن جموع الشعب لن تنحاز أبدا لفصيل يرفع وتيرة الفتنة في المجتمع, أو يزيد الحالة الراهنة تعقيدا, كما أن التاريخ لن يغفر لمن تسببوا في مزيد من الضغوط والأزمات لهذا الشعب, وحتي المتعاطفين في ميادين الاعتصامات لن يسعدوا بفقدان أبنائهم وبناتهم, لحساب صراعات هي في الحقيقة دنيوية, مهما طالتها من فتاوي شابها الكثير من الجدل, والتي صدرت تحت ضغط الخطب الحماسية, والهتافات التعبوية.
مازالت الفرصة سانحة لمراجعة مع النفس والضمير, وأدا للفتنة, وحقنا للدماء, فلسنا في معركة مصيرية مع عدو غاصب للأرض, أو في صراع مع مستعمر للوطن, ولتحكمنا في النهاية تعاليم الأديان من تسامح, وعفو, وصفح, وهو ما يجب أن يتعلمه أبناؤنا, حتي يمكن أن نحافظ علي وحدة الجغرافيا التي أصبحت مثار قلق, ووحدة الشعب, التي أضحت أزمة حقيقية بفعل ممارسات نخبتنا السياسية والثقافية.
هي دعوة إلي الانسحاب من الميادين علي اختلاف شعاراتها السياسية قبل فوات الأوان, ودعوة إلي فتح الطرق وتسهيل حياة الناس قبل وقوع الكارثة, ودعوة إلي الارتقاء فوق المصالح الحزبية والأيديولوجيات لحساب المصلحة العامة, فلا يعقل بأي حال أن تظل مصر بشعبها رهنا لمهاترات أكثر من ذلك, كما لا يجوز أن تستمر الحالة الراهنة إلي ما لا نهاية, فما يمكن تداركه اليوم بالتأكيد, لن نستطيع السيطرة عليه في الغد, والأوطان من حولنا أكبر شاهد علي ذلك.
وإذا كانت أولي مهام القيادة السياسية هي تحقيق الأمن والاستقرار, فإن ذلك لن يتأتي إلا بدعم شعبي واضح, وأعتقد أن المعتصمين في الميادين, كغيرهم في حياتهم الطبيعية, بحاجة ماسة إلي هذا الأمن وذلك الاستقرار من أقصي البلاد إلي أقصاها, وهو ما يجب أن يعمل الجميع علي تحقيقه, وليس العكس.. ولأنه أصبح مطلبا شعبيا حيويا فلن تتخاذل الدولة أكثر من ذلك أمام تحقيقه, ومن هنا تأتي أهمية هذا النداء.
نعم.. هو نداء إلي قادة المعتصمين بإعمال لغة العقل, وإلي المعتصمين أنفسهم بالوقوف علي حقيقة الموقف وخطورته, وإلي هؤلاء وأولئك بعدم الزج بالأطفال والنساء في مثل هذا المستنقع, وإلي كل الرشداء في أمتنا ألا يألوا جهدا خلال الساعات القليلة المقبلة لإنهاء هذه الأزمة بطرق حضارية, حتي لا نندم في وقت لا ينفع فيه الندم, اللهم قد بلغت, اللهم فاشهد.
المصدر الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق