وقال الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية أن مقتل خليل تم بعد معارك ضارية بين القوات المسلحة وقوات حركة العدل والمساواة التي هاجمت المنطقة الأيام الماضية. واعتبرت الحكومة السودانية أن مقتل خليل هو رسالة لحملة السلاح للجنوح إلي السلام, وأكد عبد االله مسار وزير الإعلام السوداني أن ذلك يؤكد أن الحركات المسلحة أصبحت تفقد أهليتها ومشروعيتها في ظل انتهاكاتها المتكررة ضد ممتلكات وأرواح المدنيين الآمنين.
ومن جانبه أكد الدكتور جبريل إبراهيم شقيق رئيس حركة العدل والمساواة ومستشارها مقتل شقيقه خليل اشتباكات بولاية شمال كردفان عقب وجود حركة العدل والمساواة بالمنطقة. وكانت الحركة قد هددت أنها تتحرك من دارفور بإتجاه الشرق إلي كردفان في طريقها إلي العاصمة الخرطوم لإسقاط النظام السوداني, وكانت الحركة قدهاجمت العاصمة السودانية بنفس الطريقة عام.2006 فيما أسمته عملية الذراع الطويلة.
ويوجه مقتل خليل إبراهيم ضربة قوية لحركته التي تعد رأس الرمح في التمرد ضد الحكومة بدارفور, كماتوجه ضربة مماثلة لتحالف المتمردين الذي تشكل مؤخرا ضد الحكومة السودانية ويعرف بإسم تحالف كاودا أو الجبهة الثورية. ويزيل خصما عنيدا لحكومة الرئيس السوداني عمر البشير الذي طالما اعتبرته خصمها اللدود, ولكن قيادات متمردة ومعارضة في السودان قالت لـالأهرام إن مقتل إبراهيم لن يكون نهاية المطاف في الحرب ضد الحكومة, وأن رحيل خليل سيزيد آلاف المهمشين في السودان إصرارا في مواصلة طريقه, لأن هناك مشكلات حقيقية بحاجة إلي حلول, محذرين من أن استمرار السياسات الحالية في السودان ستزيد الأوضاع إشتعالا, وستؤديإلي تمزق وضياع ماتبقي من السودان بعد انفصال الجنوب.
وقد غادر الدكتور خليل إبراهيم الذي كان أميرا للمجاهدين في جنوب السودان, صفوف الحركة الإسلامية وانقلب عليها في أواخر التسعينيات, لينشيء حركة العدل والمساواة بدارفور عام2003, والتي كانت أولي عملياتها هي تدمير طائرات في مطار الفاشر. ورفض إبراهيم التوقيع علي إتفاق أبوجا للسلام عام2005, ثم جمد مشاركته في مفاوضات الدوحة مع الحكومة السودانية عام.2010 وفي بداية تأسيس حركته كان يشار إليها علي أنها حركة إسلامية أو الذراع العسكرية لحزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه الدكتور حسن الترابي, لكنه كان ينفي ذلك بشدة ويقول: نحن حركة قومية عامة وحركة سياسية مدنية, وقد استطاعت حركته أن تكتسب بمرور الوقت أرضية ومصداقية في أوساط المعارضة وصفوف المتمردين, كما اكتسبت وضعية الحركة الأكبر لدي المجتمع الدولي بعد غزوها لأم درمان.
وفي لقاءات سابقة, معه أكد إبراهيم أنه نجا من الموت لأكثر من عشر محاولات بعد أن تعرض لمحاولات اغتيال عبر القصف بالطيران وبالحرب الميدانية, و أنه استطاع أن ينجو بأعجوبة بعد غزوه لأم درمان في ظل تعقب الجيش الحكومي له علي مدي آلاف الأميال حتي وصوله لدارفور سالما, وفي ليبيا التي ذهب إليها مضطرا من تشاد بعد أن خرج من الدوحة إلي القاهرة غاضبا علي ماوصفه بتحيز الوساطة القطرية للحكومة السودانية عام2010, وفي طرابلس تعرض لمحاولة تسميمه علي يد أحد أقاربه الذي قالت حركته أنه كان مدفوعا من الخرطوم, واستطاع قبل بضعة أشهر فقط من الخروج من طرابلس بعملية صعبة نفذتها حركته, بعد أن كان يواجه خطر الموت في ليبيا في ظل ماتردد عن دور لجنود الحركة وعموم الأفارقة في ليبيا بدعم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ونظامه.
المصدر: الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق