السبت، 31 مارس 2012

حافظ أبو سعدة : اتهموني في عام 1986 بمحاولة قلب نظام الحكم .. وشعراوي جمعة أرسل لي " عشوة كباب " !

يس الإخوان وحدهم الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب والاضطهاد في عهد مبارك , وليسوا وحدهم ضحايا أمن الدولة والتعذيب , بل هناك المئات ممن سجنوا من اليساريين والحقوقيين , لكن الفارق بينهم وبين الإخوان أنهم لم يطلبوا سلطة سواء في انتخابات أو غيرها مكافأة علي اعتقالهم , ولم يستثمروا سنوات السجن في الترويج لأنفسهم بعد الثورة باعتبارهم ضحايا النظام البائد , بل واصلوا رسالتهم في صمت من أجل مواجهة الفقر والظلم, وخلال السطور التالية سنحاول رصد تجربة أحد المناضلين والذين يمثلون نموذجاً للتيار اليساري , حيث نتطرق لتجربة حافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الانسان والذي يروي تفاصيل سجنه لأول مرة قائلا: كانت في سنة 1986 في أثناء مظاهرات طلبة كلية الحقوق احتجاجا علي خطف القوات الامريكية للطائرة المصرية التي كانت تحمل نشطاء فلسطينيين كانوا علي متن سفينة وتعرضو
ويكمل أبو سعدة ذكرياته عن سنوات السجن قائلا : بعدها بشهر واحد قبض علي بتهمة الانتماء لتنظيم سياسي ناصري ومحاولة قلب نظام الحكم وحيازة أسلحة وكان ذلك في اطار مطالبتنا بتغيير اللائحة الطلابية والتي تتيح العمل السياسي داخل الجامعة , وكنا نطالب بتطبيق لائحة 79 وليس لائحة 76 , قبض علي انا و 16 من زملائي في اثناء مظاهراتنا داخل الجامعة التي خرجنا فيها لتحقيق هذا المطلب ولكن أحداث فلسطين جاءت لتشعل المظاهرات وانضم الينا الآلاف , وألقوني في السجن لمدة 4 اشهر وفي هذه المرة كدت أموت من التعذيب واتذكر انني أصبت بجروح قطعية في وجهي وكسور في ضلوع الصدر وخشوا علي أن اموت فاضطروا الي نقلي الي مستشفي الشرطة وعالجوني هناك علي اعتبار اني ضابط شرطة , وذلك حتي لا ينفضح امرهم , وبعد أيام أعادوني للسجن مرة اخري لكنهم منعوا عني الزيارة , وأتذكر ان شعراوي جمعة الذي كان وزيرا للداخلية في عهد جمال عبد الناصر ابلغ عائلتي بأنني مازالت حيا وأرسل لي ' عشوة كباب ' ! كما تعرضت للاعتقال في سنة 1989 حينما اتهموني انا ومحمد زارع الناشط الحقوقي والمهندس جمال منير والفنان خالد يوسف بتفجير أحد الفنادق , وكانت التهمة الموجهة الينا هي زعزعة الامن والاستقرار , وكانت هذه التهمة الملفقة كفيلة بأن أمن الدولة يستطيع أن يحيلنا لمحكمة امن الدولة العليا طورائ بدلا من القضاء العادي , وكان ضباط امن الدولة يعرفون انه بمرور الوقت سينكشف الامر ولن تكون هناك قضية , ولكن ذلك سيستغرق وقتا فاستغلوه في تعذيبنا , واتذكر انني ورطت خالد يوسف معي في تلك الاحداث تحديدا لأنني كنت مختبئا عنده قبل القبض علي بأيام فاخذوه معي , كما اعتقلت بعد ذلك عندما طالبت بتحقيق موسع بناء علي تقرير اصدرته بصفتي رئيسا للمنظمة المصرية لحقوق الانسان حول التعذيب الذي تعرض له عدد كبير من الاقباط في أحداث الكشح وذلك سنة 1998 , وطالبت بمحاكمة كل من تورط في تعذيب هؤلاء الاقباط لاجبارهم علي اعترافات كاذبة , غير انني اعتقلت وتم تعذيبي ببشاعة في السجن إلا انهم اضطروا للافراج عني في اليوم الثامن بعد ان اكتشفوا انني مدعو من الرئيس الفرنسي شيراك ضمن 10 شخصيات علي مستوي العالم للتحدث عن حقوق الانسان في دول العالم الثالث , وقد افرجوا عني ليلة السفر الساعة 9 مساء وانهوا بأنفسهم اجراءات وتذاكر السفر وخرجت من سجن طرة إلي فرنسا مباشرة .
ويضيف أبو سعدة قائلا : الحرب ضدنا لم تكن بالسجن والاعتقال فقط .. فدائما كانوا يشوهون سمعتنا بقصة التمويل الاجنبي والاجندات الخارجية , وأنا اخشي وصول الاخوان للحكم واعتقد أنهم سيكونون ابشع من مبارك في اعتقالهم وسجنهم , وانا شخصيا أتعجب لما فعلوه معي فانا من دافعت عنهم , فلقد ترافعت مرارا عن خيرت الشاطر وعصام العريان والاخوان الذين اعتقلوا في عهد مبارك , وكذلك عدد كبير من قيادات الجماعة الاسلامية , ولكنهم حاربوني في انتخابات مجلس الشعب الاخيرة وهو ما لم أكن أتوقعه منهم .





المصدر : اليوم السابع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق