ه وما تقدم عليه من قرارات وكأنه وحى (لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه)، إذ إن عبقرية الديمقراطية وسحرها التاريخى ليس فى اختيار الناس للأغلبية فحسب، ولكن فى مساحات التأثير الممنوحة للأحزاب التى تحتل مقاعد الأقلية فى ساحة السياسة.
الأقلية هى ميزان تصويب الأخطاء، وهى حائط الصد ضد غرور الأغلبية الذى قد يحولها إلى الديكتاتورية والجنون بشهوات السلطة، وحجر الأساس فى الفكر الديمقراطى هو فى وجود المعارضة السياسية التى تلعب دور الأسلاك الشائكة ضد الاستبداد بالرأى، وحقل الألغام فى مواجهة السلطة المطلقة، لأن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، سواء كانت هذه السلطة عسكرية أو اشتراكية أو دينية أو رأسمالية أو تحت أى شعار شعبوى آخر.
أخاف هنا من هؤلاء الذين يتصورون أن الأغلبية تسبغ عليهم قداسة تؤهلهم للسلطة المطلقة، وأخاف أيضا من موجات الإرهاب الفكرى ضد الأقلية السياسية لإبعادها عن طرح الرأى الآخر وتقويم صناع القرار السياسى والتشريعى، التجارب السابقة فى استخدام غرور الأغلبية قاد الاتحاد السوفيتى إلى ديكتاتورية دامية ثم إلى انهيار شامل، وقاد الإيطاليين إلى فاشية غليظة، كسرت شوكة الدولة وقاد الألمان إلى هزيمة ساحقة فى الحرب العالمية الثانية بعد أن انهارت الأمة الألمانية من الداخل، وقاد اليابانيين إلى الركوع أمام العدو على متن بارجة حربية للجيش المنتصر.
الديمقراطية لا تعنى الأغلبية وحدها، هذا وهم يقود الأمم إلى التخلف والانقسام والدم والانهيار والركوع، السحر هنا فى قيمة الأقلية، وفى براعتها لحماية البلاد من السلطة المطلقة، والسحر أيضا أن مواقع الأغلبية والأقلية تتبدل بتغير الأزمان والظروف السياسية والوطنية.
فمن هم أغلبية اليوم سيكونون أقلية غدا، ولذلك فإن حمت الأغلبية دور الأقلية فى الدستور والبرلمان فإنها تحمى نفسها ورجالها غدا.
اللهم لا تجعل أغلبيتنا اليوم من هذه الفئة التى تنطبق عليها الآية (فأغشيناهم فهم لا يبصرون).
آمين.
المصدر : اليوم السابع
الأقلية هى ميزان تصويب الأخطاء، وهى حائط الصد ضد غرور الأغلبية الذى قد يحولها إلى الديكتاتورية والجنون بشهوات السلطة، وحجر الأساس فى الفكر الديمقراطى هو فى وجود المعارضة السياسية التى تلعب دور الأسلاك الشائكة ضد الاستبداد بالرأى، وحقل الألغام فى مواجهة السلطة المطلقة، لأن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، سواء كانت هذه السلطة عسكرية أو اشتراكية أو دينية أو رأسمالية أو تحت أى شعار شعبوى آخر.
أخاف هنا من هؤلاء الذين يتصورون أن الأغلبية تسبغ عليهم قداسة تؤهلهم للسلطة المطلقة، وأخاف أيضا من موجات الإرهاب الفكرى ضد الأقلية السياسية لإبعادها عن طرح الرأى الآخر وتقويم صناع القرار السياسى والتشريعى، التجارب السابقة فى استخدام غرور الأغلبية قاد الاتحاد السوفيتى إلى ديكتاتورية دامية ثم إلى انهيار شامل، وقاد الإيطاليين إلى فاشية غليظة، كسرت شوكة الدولة وقاد الألمان إلى هزيمة ساحقة فى الحرب العالمية الثانية بعد أن انهارت الأمة الألمانية من الداخل، وقاد اليابانيين إلى الركوع أمام العدو على متن بارجة حربية للجيش المنتصر.
الديمقراطية لا تعنى الأغلبية وحدها، هذا وهم يقود الأمم إلى التخلف والانقسام والدم والانهيار والركوع، السحر هنا فى قيمة الأقلية، وفى براعتها لحماية البلاد من السلطة المطلقة، والسحر أيضا أن مواقع الأغلبية والأقلية تتبدل بتغير الأزمان والظروف السياسية والوطنية.
فمن هم أغلبية اليوم سيكونون أقلية غدا، ولذلك فإن حمت الأغلبية دور الأقلية فى الدستور والبرلمان فإنها تحمى نفسها ورجالها غدا.
اللهم لا تجعل أغلبيتنا اليوم من هذه الفئة التى تنطبق عليها الآية (فأغشيناهم فهم لا يبصرون).
آمين.
المصدر : اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق