طالما عشنا جنبا إلي جنب مع الشر, لكنه لم يكن أبدا صبورا طماعا للمذابح تواقا لأخذ الأبرياء معه إلي طي النسيان..يجب علي الحضارة الغربية أن تتخلص من هذا الشر من جذوره ليختفي.. أو أنها تخاطر بالخسارة علي أيدي الإرهاب العالمي في هذا العصر الذري.., مارجريت ثاتشر]..
فيلم المرأة الحديدية يحكي عن فترة ليست كبيرة في حياة هذه السيدة الأولي والوحيدة في تاريخ بريطانيا التي ترشحت في انتخابات المحافظين لجعلهم أمعان النظر في فكر قيادتهم للحزب دون التوقع أن تفوز.. ولكنها حققت المفاجأة وفازت فقررت أن تكون رئيسة لوزراء بريطانيا, فكانت أول وأقوي رئيسة وزراء لبريطانيا لمدة عشر سنوات ونصف السنة من1979-1990 قبل إجبارها من قبل الحزب نفسه علي الاستقالة.
قصة الفيلم كتبها براين فيليس مع دايمن جونس وكتب لها السيناريو آبي مورجان.
تبدأ الأحداث في الزمن الحاضر بعد سنوات من خروج ثاتشر من الوزارة وحياتها التي تعيشها الآن التي هي غالبا في الماضي.. القصة بها الكثير من الخيال لسيدة تجاوزت سن الخامسة والثمانين( مواليد أكتوبر1925), ولكن الأحداث التاريخية كانت حاضره.. ولكنها ليست علي مستوي شخصية بحجم ثاتشر.. كما أن علاقتها بالملكة, وهي بالتأكيد علاقة ثرية دراميا لم تكن في الأحداث, مما أضعف السيناريو قليلا فهي أول وآخر سيدة تتقلد هذا المنصب.
كما أنها خاضت حرب جزر الفوكلاند ضد الأرجنتين, كما أن الأوضاع الاقتصادية قبل مجيئها علي رأس الوزارة كان بها العديد من المشكلات العاصفة, فقد كان يجب رؤية هذه الشخصية من جميع الزوايا.. وإن كانت الأحداث مرتبة زمنيا من خلال ذاكرة ثاتشر.. فهي أحداث مؤثرة في العالم كله.. حتي إنها شاركت في الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا حتي إن الروس هم من أطلق عليها لقب المرأة الحديدية.
ميريل استريب في شخصية مارجريت ثاتشر ممثلة من خارج الزمن الذي نعيش فيه.. فهي سيدة في الأداء حاصلة علي الأوسكار3 مرات من أصل17ترشحا, وبالطبع حصلت عليه عن تجسيدها لثاتشر.
فمثلا في لقاؤها مع وزير الدفاع الأمريكي, كما أن مشهد حوارها مع ابنتها كارول وهي تتلقي حقيقة حياتها الآن بأنها أرملة وليست رئيسة الوزراء وتغييرها لموضوع المناقشة ثم تركها لابنتها ونظرها للأمام ومحاولة إجبار دموعها علي التوقف لتتذكر مسرحية نورما من المشاهد القوية وكذلك طريقة حركتها كسيدة تجاوزت الثمانين, وفي مواجهتها للحزب سواء في فترة رئاستها للوزراء ومواجهتم بالخيانة في مشهد كبير وهي تتخيل أنهم معها في المنزل وتدور حولهم.
فهي بالفعل سيدة الأداء منذ أول أعمالها السينمائية عام1977من خلال فيلم جوليا مع جين فوندا وفانسيا ردجريف ثم حصولها علي أول ترشح للأوسكار عام1978عن دورها المؤثر في صائد الغزلان لتحصل عليه لأول مرة عن دورها في فيلم كرامر ضد كرامر مع داستن هوفمان, فميريل ستريب هي المرأة الحديدية في التمثيل.
جيم برودبينت في شخصية الزوج دنيس ثاتشر الذي تعيش معه مارجريت خارج الزمن, في الماضي وبعد موته, فهو ممثل يؤدي دور الرجل الذي يقف مع زوجته وخلفها في كل الأحداث التاريخية.. أيضا ممثل حاصل علي الأوسكار عن فيلم ايرس مع كيت ونسلت وجودي دانش فهو دنيس بكل قوته التي دفعت ثاتشر للانتصار في كل معاركها.
أوليفيا كولمان في دور الابنة كارول رغم أنها ممثلة كوميدية تليفزيونية, إلا أنها استطاعت استيعاب الشخصية بتفهم كامل, لتقف أمام ممثلة بحجم ميريل ستريب لتؤدي لنا مباراة في الأداء في المشاهد التي تجمعهم, فهي الابنة التي تعرف كيف تتعامل مع الأم بهدوء وحتي دموعها حينما يجمعهما حوار عن الماضي, فدور كارول لأوليفيا كولمان يعد بداية الانطلاقة الحقيقية لها كممثلة كبيرة.
التصوير اليوت ديفيس فيلم المرأة الحديدية يعتبر حالة فريدة لشخصية كبيرة يحتاج إحساسا بالإضاءة مختلفا, خصوصا أن الزمان فيه متغير, بمعني الذهاب إلي الماضي في الأربعينيات ثم العودة إلي الحاضر, وأيضا الذهاب إلي الحالة التخيلية, أي أننا نتعامل من خلال سنوات فيها الكثير من المشاعر, فالإضاءة تعطي الإحساس بالراحة في مشاهد النهار, مع الإضاءة التي يغلب عليها اللون الأزرق, في حين أننا في الأحداث التي تدور في الأربعينيات زمن الحرب العالمية, يغلب اللون الأحمر.. أيضا الحالة النفسية للشخصية الرئيسية ثاتشر كانت حاضرة في اختيار الإضاءة.
المونتاج جاستين رايت, الذي بدأ مونتيرا للأفلام التسجيلية لكنه أيضا عمل في الأفلام الروائية التي يغلب عليها التوثيق والتسجيل مثل آخر ملوك اسكتلندا, وهنا تعامل مع الإيقاع بحرفية فبرغم مدة الفيلم الذي تدور أحداثه في ساعتين إلا الربع105 دقائق, ويدور عن شخصية واحدة وفيه يتم العودة للماضي ثم الرجوع للحاضر, بل التخيل في أحيان أخري, إلا أننا لم نشعر بالملل, فقد تعامل مع الإيقاع بسلاسة, وهو ما كان في خدمة الدراما.
الموسيقي توماس نيومان, موسيقي كبير الذي له جمل موسيقية شهيرة في أعماله الكثيرة مثل مقابلة مع جو بالاك الوداع شاوشينك رشح للأوسكار(10) مرات.. وهنا في فيلم المرأة الحديدية تعامل مع الآلات الموسيقية حسب الحدث, فشريط الصوت مختلف, فمرة نجد دخول الموسيقي بآلة واحدة بهدوء كما في مشهد الموافقة علي الزواج من دنيس, ثم دخلت الكمان بعد البيانو.
كما أن الجملة التي استخدم فيها البيانو فقط حينما تذكرت ابناءها أطفالا علي الشاطئ كانت مفرحة أكثر رغم أنها آلة وحيدة واستخدامه للآلة نفسها لتعطي إحساسا بالتوتر عند تركها للأطفال في أول ذهاب لها للبرلمان لتصل إلي أعلي دوم عند فتح باب قاعة البرلمان لاستقبالها.
الإخراج فيلليدا للويد يعتبر فيلم المرأة الحديدية ثاني تعامل لها مع الكبيرة ميريل استريب بعد فيلم مامايا, فهي مخرجة رغم أنها ليس لها تاريخ كبير في السينما, إلا أنها استطاعت إبداع فيلم عن مارجريت ثاتشر به العديد من الرؤية الإخراجية مثل الكادرات المائلة في بداية المواجهة بين ثاتشر والرجال وهي شابة في حفلة العشاء التي تعرفت فيها علي زوجها بيدا الميل في الكادر, حينما تم التعامل معها علي أنها سيدة غير مرغوب في وجودها مع الرجال ثم يعدل الكادر بعد إصرارها علي إثبات ذاتها أيضا في بداية دخولها البرلمان ونظرة الرجال لها في الممر المتجه إلي قاعة البرلمان, فيتم اتزانه بمجرد وصولها إلي القاعة شريط الصوت واستخدام الصمت والموسيقي الناعمة ثم الأوبرا بايقاعها العالي مما جعلت الفيلم يسير في طريقة سرد الأحداث بالطريقة التي تبنتها المخرجة, حيث إن الصمت أعطي بعدا لتسجيل الحدث أي الإحساس بأن ما يدور هو الواقع, حيث إن الشخصية الرئيسية واقعية لإعطاء الإحساس بأن ما برره المؤلف هو حقيقي رغم أن معظم الأحداث خيالات ثم مزجها بالأحداث الحقيقية التاريخية.. فيلم المرأة الحديدية تحققت له كل عوامل النجاح, إلا أنه لم يكن علي مستوي القصة الحقيقية لنجاحات مارجريت ثاتشر.
قصة الفيلم كتبها براين فيليس مع دايمن جونس وكتب لها السيناريو آبي مورجان.
تبدأ الأحداث في الزمن الحاضر بعد سنوات من خروج ثاتشر من الوزارة وحياتها التي تعيشها الآن التي هي غالبا في الماضي.. القصة بها الكثير من الخيال لسيدة تجاوزت سن الخامسة والثمانين( مواليد أكتوبر1925), ولكن الأحداث التاريخية كانت حاضره.. ولكنها ليست علي مستوي شخصية بحجم ثاتشر.. كما أن علاقتها بالملكة, وهي بالتأكيد علاقة ثرية دراميا لم تكن في الأحداث, مما أضعف السيناريو قليلا فهي أول وآخر سيدة تتقلد هذا المنصب.
كما أنها خاضت حرب جزر الفوكلاند ضد الأرجنتين, كما أن الأوضاع الاقتصادية قبل مجيئها علي رأس الوزارة كان بها العديد من المشكلات العاصفة, فقد كان يجب رؤية هذه الشخصية من جميع الزوايا.. وإن كانت الأحداث مرتبة زمنيا من خلال ذاكرة ثاتشر.. فهي أحداث مؤثرة في العالم كله.. حتي إنها شاركت في الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا حتي إن الروس هم من أطلق عليها لقب المرأة الحديدية.
ميريل استريب في شخصية مارجريت ثاتشر ممثلة من خارج الزمن الذي نعيش فيه.. فهي سيدة في الأداء حاصلة علي الأوسكار3 مرات من أصل17ترشحا, وبالطبع حصلت عليه عن تجسيدها لثاتشر.
فمثلا في لقاؤها مع وزير الدفاع الأمريكي, كما أن مشهد حوارها مع ابنتها كارول وهي تتلقي حقيقة حياتها الآن بأنها أرملة وليست رئيسة الوزراء وتغييرها لموضوع المناقشة ثم تركها لابنتها ونظرها للأمام ومحاولة إجبار دموعها علي التوقف لتتذكر مسرحية نورما من المشاهد القوية وكذلك طريقة حركتها كسيدة تجاوزت الثمانين, وفي مواجهتها للحزب سواء في فترة رئاستها للوزراء ومواجهتم بالخيانة في مشهد كبير وهي تتخيل أنهم معها في المنزل وتدور حولهم.
فهي بالفعل سيدة الأداء منذ أول أعمالها السينمائية عام1977من خلال فيلم جوليا مع جين فوندا وفانسيا ردجريف ثم حصولها علي أول ترشح للأوسكار عام1978عن دورها المؤثر في صائد الغزلان لتحصل عليه لأول مرة عن دورها في فيلم كرامر ضد كرامر مع داستن هوفمان, فميريل ستريب هي المرأة الحديدية في التمثيل.
جيم برودبينت في شخصية الزوج دنيس ثاتشر الذي تعيش معه مارجريت خارج الزمن, في الماضي وبعد موته, فهو ممثل يؤدي دور الرجل الذي يقف مع زوجته وخلفها في كل الأحداث التاريخية.. أيضا ممثل حاصل علي الأوسكار عن فيلم ايرس مع كيت ونسلت وجودي دانش فهو دنيس بكل قوته التي دفعت ثاتشر للانتصار في كل معاركها.
أوليفيا كولمان في دور الابنة كارول رغم أنها ممثلة كوميدية تليفزيونية, إلا أنها استطاعت استيعاب الشخصية بتفهم كامل, لتقف أمام ممثلة بحجم ميريل ستريب لتؤدي لنا مباراة في الأداء في المشاهد التي تجمعهم, فهي الابنة التي تعرف كيف تتعامل مع الأم بهدوء وحتي دموعها حينما يجمعهما حوار عن الماضي, فدور كارول لأوليفيا كولمان يعد بداية الانطلاقة الحقيقية لها كممثلة كبيرة.
التصوير اليوت ديفيس فيلم المرأة الحديدية يعتبر حالة فريدة لشخصية كبيرة يحتاج إحساسا بالإضاءة مختلفا, خصوصا أن الزمان فيه متغير, بمعني الذهاب إلي الماضي في الأربعينيات ثم العودة إلي الحاضر, وأيضا الذهاب إلي الحالة التخيلية, أي أننا نتعامل من خلال سنوات فيها الكثير من المشاعر, فالإضاءة تعطي الإحساس بالراحة في مشاهد النهار, مع الإضاءة التي يغلب عليها اللون الأزرق, في حين أننا في الأحداث التي تدور في الأربعينيات زمن الحرب العالمية, يغلب اللون الأحمر.. أيضا الحالة النفسية للشخصية الرئيسية ثاتشر كانت حاضرة في اختيار الإضاءة.
المونتاج جاستين رايت, الذي بدأ مونتيرا للأفلام التسجيلية لكنه أيضا عمل في الأفلام الروائية التي يغلب عليها التوثيق والتسجيل مثل آخر ملوك اسكتلندا, وهنا تعامل مع الإيقاع بحرفية فبرغم مدة الفيلم الذي تدور أحداثه في ساعتين إلا الربع105 دقائق, ويدور عن شخصية واحدة وفيه يتم العودة للماضي ثم الرجوع للحاضر, بل التخيل في أحيان أخري, إلا أننا لم نشعر بالملل, فقد تعامل مع الإيقاع بسلاسة, وهو ما كان في خدمة الدراما.
الموسيقي توماس نيومان, موسيقي كبير الذي له جمل موسيقية شهيرة في أعماله الكثيرة مثل مقابلة مع جو بالاك الوداع شاوشينك رشح للأوسكار(10) مرات.. وهنا في فيلم المرأة الحديدية تعامل مع الآلات الموسيقية حسب الحدث, فشريط الصوت مختلف, فمرة نجد دخول الموسيقي بآلة واحدة بهدوء كما في مشهد الموافقة علي الزواج من دنيس, ثم دخلت الكمان بعد البيانو.
كما أن الجملة التي استخدم فيها البيانو فقط حينما تذكرت ابناءها أطفالا علي الشاطئ كانت مفرحة أكثر رغم أنها آلة وحيدة واستخدامه للآلة نفسها لتعطي إحساسا بالتوتر عند تركها للأطفال في أول ذهاب لها للبرلمان لتصل إلي أعلي دوم عند فتح باب قاعة البرلمان لاستقبالها.
الإخراج فيلليدا للويد يعتبر فيلم المرأة الحديدية ثاني تعامل لها مع الكبيرة ميريل استريب بعد فيلم مامايا, فهي مخرجة رغم أنها ليس لها تاريخ كبير في السينما, إلا أنها استطاعت إبداع فيلم عن مارجريت ثاتشر به العديد من الرؤية الإخراجية مثل الكادرات المائلة في بداية المواجهة بين ثاتشر والرجال وهي شابة في حفلة العشاء التي تعرفت فيها علي زوجها بيدا الميل في الكادر, حينما تم التعامل معها علي أنها سيدة غير مرغوب في وجودها مع الرجال ثم يعدل الكادر بعد إصرارها علي إثبات ذاتها أيضا في بداية دخولها البرلمان ونظرة الرجال لها في الممر المتجه إلي قاعة البرلمان, فيتم اتزانه بمجرد وصولها إلي القاعة شريط الصوت واستخدام الصمت والموسيقي الناعمة ثم الأوبرا بايقاعها العالي مما جعلت الفيلم يسير في طريقة سرد الأحداث بالطريقة التي تبنتها المخرجة, حيث إن الصمت أعطي بعدا لتسجيل الحدث أي الإحساس بأن ما يدور هو الواقع, حيث إن الشخصية الرئيسية واقعية لإعطاء الإحساس بأن ما برره المؤلف هو حقيقي رغم أن معظم الأحداث خيالات ثم مزجها بالأحداث الحقيقية التاريخية.. فيلم المرأة الحديدية تحققت له كل عوامل النجاح, إلا أنه لم يكن علي مستوي القصة الحقيقية لنجاحات مارجريت ثاتشر.
المصدر : الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق