المشهد الأخير فى حياة الراحل جلال عامر لم يكن مشهداً كوميدياً ولا ساخراً كما اعتدنا منه، بل كان حزيناً بقدر حزن مصر على أكثر من 70 شاباً من أجمل وأفضل شبابها خلال مذبحة بورسعيد الشهيرة، فقد كان يسير فى مسيرة تأبين الشهداء فى الإسكندرية باكياً ولا يردد إلا جملة واحدة «المصريين بيقتلوا بعض» لتكون هذه الجملة هى آخر ما قال الأستاذ جلال عامر ليودع بها العالم، ولم يكن غريباً عليه أن يمر بلحظات الشجن تلك والتى ينعى فيها أى شىء جميل مما أحب فى مصر وشعر بعدها بكونه فى خطر، فـ«مصر على كف عفريت» لم يكن مجرد عنوان لكتابه، إنما كان أسلوب تفكير وتخوّفا على مستقبل بلاد خدمها عسكرياً وكاتباً ومواطناً وسياسياً.
لم يكن الراحل جلال عامر يشعر أبداً – ولا يجعلك تشعر - بتقدمه فى السن أو معاناته من مرض ما أو من هَم ما، بل كان يحلم دائماً ويستعد باستمرار للجديد مما يقدمه لجمهوره من كتابات أدبية وصحفية. ومن خلال مسيرته الطويلة نجد أنه لم يكف عن الأمل يوماً فى أعمال أحدث، ووطن أفضل، وهذا ما يؤكده كل من اقترب منه من دوائر صداقاته المختلفة داخل وخارج الوسط الأدبى والفنى.
فقد تحدث عنه الفنان «لطفى لبيب» قائلاً: إن «جلال» ليس مجرد أديب ساخر أو كاتب صحفى، ولكنه على مستوى الوعى يمكن أن نعتبره من أصحاب الرؤى الصائبة على الساحة السياسية بشكل مميز لا يضاهيه ولا يشابهه الكثير. وأنه على المستوى الفنى والأدبى كان حالماً طموحاً يستعد دائماً للجديد ولا يكتفى أبداً بما قدمه خلال مشواره الطويل فى عالم الكتابة.
كما أكد «لبيب» من خلال حديثه عن الراحل جلال عامر وعن صداقتهما وعن أحاديثهما المتبادلة فى الشأن المصرى والعربى ورؤيتهما التى كانت تتفق كثيراً وتختلف أحياناً، وما أكده لبيب هو أن جلال عامر كان رجلا صاحب رؤية وفكرة محترمة جداً ومبنية على وعى قوى وثقافة من العيار الثقيل، وهو الملمح والجانب الذى لم يكن يظهره جلال عامر مباشرةً للجميع، بل كان يفضل أن يظهر ضاحكاً ساخراً يحوّل كل شىء إلى نكتة ذات مغزى وقوة تصل إلى العقل قبل أن تضحك الملامح.
كما أضاف الفنان لطفى لبيب أنه كان يستعد لدخول جلسات التحضير لبرنامج إذاعى من تقديمه وإعداد وكتابة الراحل «جلال عامر»، وهو برنامج سياسى ساخر يناقش أحوال البلاد بشكل لطيف وكوميدى، معتمداً على خصوبة ذهن جلال عامر وأسلوب لطفى لبيب المميز فى الكوميديا. كما أضاف أن البرنامج كان من المفترض أن يكون برنامجاً إذاعياً، ويتم عرضه بصفة يومية وكان مرشحا له أن يتم إذاعته خلال شهر رمضان على إحدى المحطات الإذاعية ولكن الوقت لم يسعفهما ووافته المنية قبل البدء فى التنفيذ، مؤكداً أن الراحل جلال عامر لم يكتفِ يوماً بما قدمه ولم يكف يوماً عن العمل ولا الطموح والسعى لتقديم المزيد.
المصدر اليوم السابع
=============
اقرأ أيضا
:
*
مفتى
الجمهورية: أدعو للاستفادة من تجربة النبى في فتح مكة عندما استعان بالجيش
والشرطة في مهام تبادلية
إجراءات
أمنية غير مسبوقة لتأمين صلاة "مرسي" في "الفاروق".. وخطيب المسجد: أزمتنا أخلاقية
وليست سياسية
ننشر بعض الفيديوهات التى قامت قناة "اليوم السابع" المصورة بتصويرها
بكاميرا القناة فى الشارع المصرى أو برصدها على مواقع التواصل الاجتماعى، أو من
خلال قنوات البث المصورة ،وتنقلها عن وكالات الأنباء العالمية، وعن المواقع
العالمية الشهيرة، أو فى مواقع شبكة الإنترنت العالمية
واشنطن
بوست»: الولايات المتحدة تتعرض لحملة تجسس إلكتروني مصدرها الصينخبراء: قدرات الدولة لوقف «يوتيوب» محدودة.. واختراق الحجب سهل
أبل» تطلق تحديث نظامها التشغيلي لمعالجة مشكلة هاتف «آي فون 4»
مصنع فاينانشيال تايمز: الظروف التجارية تضعف صناعة المنسوجات المصرية
وائل جسار يطرح "أنا بنسحب" بمناسبة عيد الحب
كاظم الساهر يضم قصيدتين لنزار قباني في ألبومه الجديد
أبو تريكة: هدفى تقديم اللاعب المصرى بأفضل صورة
"كيا" فى المركز الأول لمبيعات "المستورد" بالسوق المصرية فى 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق