الأحد، 11 أغسطس 2013

د. عبدالجليل مصطفى: أمريكا وجدت فى ثقافة «طظ فى مصر» ضالتها.. والشعب تخلص من حكم «الرويبضة» فى 30 يونيو

القيادى بجبهة الإنقاذ لـ«الوطن»: السلطة والثروة أفقدتا الجماعة نصف عقلها.. و30 يونيو أفقدتها النصف الآخر
قال الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق العام السابق للجمعية الوطنية للتغيير والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن ملايين المصريين خرجوا فى 30 يونيو للتخلص من حكم الإخوان الذى وصفه بـ«الفاشى والفاشل»، مؤكداً أن القوات المسلحة أدت دورها الوطنى وأطاعت الشعب لتلبية مطالبه.
وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً سياسية وإعلامية دفاعاً عما سماه «الوكيل الإخوانى المعتمد»، مطالباً الحكومة بالعمل على وقف تلك الضغوطات وحماية استقلال القرار الوطنى.
■ ما تعقيبك على أحداث 30 يونيو.. وخارطة الطريق التى أُعلنت إثر المظاهرات الحاشدة للشعب المصرى؟
- 30 يونيو علامة مهمة وفارقة على مسار ثورتنا السلمية التى لن يتوقف قطارها إلا فى آخر الخط عند محطة تحقيق أهداف الثورة المعلنة منذ اندلاعها: الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية. ثورتنا التى قال عنها رئيس وزراء إيطاليا حينئذ: المصريون كعادتهم يصنعون التاريخ.
30 يونيو أداء رفيع لشعب حر ومتحضر أراد التخلص من حكم الرويبضة وجماعتهم الفاشية، وخرجت عشرات الملايين لتصدر حكمها الشرعى بالاستغناء عن عجز هذا الحكم وقلة كفاءته واستبداده وفشله، ومع ذلك استمرت غطرسة الحاكم وبلادته فى إنكار الواقع الماثل والانفصال عن الاستجابة المسئولة لصوت الشعب حتى يدرأ المزيد من الانقسام والتناحر ونشر الفتنة ودفع البلاد إلى شفير الحرب الأهلية، وعندها وللحفاظ على وحدة الوطن لم يبق إلا أن يهبّ الجيش لحماية هذه الوحدة وتأمين البقاء.
الجيش أطاح برأس النظام فى 25 يناير استجابة للشعب ولم يعترض الإخوان.. وكرر دوره فى 30 يونيو فسموه «انقلاباً».. وهذه طبيعة الإخوان فى الخداع والتضليل
وعجز المتنطعون الطامعون عن أن يفهموا دلالة الزخم الشعبى القلق إشفاقاً على مصير الوطن، الذى أمر الجيش -درع الوطن وسيفه- لتحمل مسئوليته التاريخية؛ فأوفى بها. ومع ذلك تحدث الحاقدون عن انقلاب وحكم عسكر، وهم يرون أن جماهير 30 يونيو لم تعدُ أن تكون تصويراً خداعياً أو فوتوشوب، وزعموا أن استجابة الجيش لواجبه المقدس لحماية الوطن وتلبية أمر الشعب، قائده الأعلى، انقلاب عسكرى.
■ ما تقييمك لموقف الجيش وردك على مزاعم الإخوان بأن 30 يونيو انقلاب؟
- أثبتت التجارب التاريخية المريرة والمتكررة حتى اليوم، أن منهج الإخوان فى العمل السياسى قائم على التضليل والخداع والتدليس والخلط والبحث عن المنفعة الميكيافيللية التى تستبيح كل قيمة أو مبدأ وصولاً للاستحواذ على السلطة والثورة، والتمكين الأبدى لاستدامتهما، ومن ثم ليس غريباً أن يدّعوا -بما يخالف ثوابت الأحداث والتاريخ- أنهم من قاموا بالثورة فى يناير 2011، التى ثبت فيها أيضاً أن الجيش ساند الشعب للإطاحة برأس النظام وقتها، ولم نسمع من الجماعة حينئذ ولا بعدها كلمة اعتراض واحدة عن دور الجيش فى ذلك، وهو نفس الدور الذى قام به الجيش فى أعقاب المد الثورى فى 30 يونيو، فيتنطعون ويسمون ما حدث انقلاباً عسكرياً، وهم ليس لهم معايير ولا مقاييس نزيهة دائمة، ولكن فقط لديهم مصالح ذاتية ملحة ودائمة.
■ ما تقييمك لموقف القوى الغربية والولايات المتحدة تجاه الأحداث فى مصر.. وتفسيرك للاهتمام الدولى المتزايد؟
- كل ما يجرى على أرض مصر يؤثر بوضوح على المجتمعات والاستراتيجيات وسياسات الحكومات فى العالمين العربى والإسلامى، وبلدان العالم الثالث، وقوى التحرر فى كل مكان، ولا بأس من ناحية المبدأ من الاهتمام الدولى بمصر ولكن بشرط الحرص المتبادل على احترام الحقوق والمصالح المشروعة للأطراف دون تدخل فى الشأن المصرى أو إضرار بمصالحنا وأمننا.
الحاصل فى مصر الآن هو نجاح موجة 30 يونيو الثورية الهائلة فى نهر ثورتنا السلمية التى بدأت فى 25 يناير 2011، وإتمام عزل الجماعة الفاشية الحاكمة والمعادية للثورة وفتح الطريق أمام السلطة المدنية المؤقتة التى تقود مرحلة التأسيس لاستحقاقات التحول الديمقراطى وخطواته، وهى: حكم القانون، توفير الأمن ولجم الإرهاب، إنقاذ الاقتصاد، ترتيبات وضع الدستور التوافقى، الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وصولاً إلى تحقيق حلم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
كل ذلك يزعج خصومنا فى الداخل والخارج ويدفعهم إلى شن «حرب المؤخرة» لإرباك الثورة وتعطيل إنجازاتها. ليس لأمريكا أصدقاء أو أتباع دائمون، ولكن لها فقط مصالح دائمة، وهى تغير الأصدقاء والأتباع حسب حاجة مصالحها. يظن الأمريكان أن الإخوان هم الحل السحرى للسيطرة على مصر وضمان تبعيتها لهم ثم التوسع بالانتشار إلى غيرها من الدول العربية فى إطار مشروع الخلافة الإخوانية وأستاذية العالم، وثقافة «طظ فى مصر»، وهو مشروع وجدت فيه أمريكا ضالتها للسيطرة على البلاد الإسلامية عبر سيطرة الجماعة المدعومة أمريكياً وأطلنطياً، والتى كانت محظورة، فأصبحت محظوظة بالسلطة والثورة التى أفقدتها نصف عقلها، حتى انقلبت إلى الجماعة المذعورة بعد زلزال 30 / 6 وتوابعه التى أفقدت الجماعة النصف الآخر من عقلها، ودفعت أمريكا أيضاً لفقد صوابها؛ إذ بعد طول عناء وتدبير وتكاليف مليارية تكتشف على مسرح العبث الأمريكى أنها اشترت «الترام» الذى وصل آخر الخط عند محطة 30 / 6، حيث وجد شعبنا العملاق الذى استرد الثورة والوطن يقول لهم: لا عزاء للمغفلين.
توجد ضغوط سياسية وإعلامية «غربية أمريكية» لإرباك الحكومة والجيش وتشويه الثورة دفاعاً عن «الوكيل الإخوانى»
أمريكا الآن محبطة ومرتبكة ومكشوفة ومتضاربة.. انظر إلى ما يقوله وزير خارجيتها «كيرى» (الجيش أنقذ الديمقراطية) وفى مقابله يقول ماكين وجراهام (الجيش أطاح بالديمقراطية).. انظر إليهم لتدرك كل ذلك الفشل، ولكن لا تنسَ أن أمريكا دائبة السعى لمحاولة الإمساك بكل الخيوط والتظاهر بالتواصل مع كل الأطراف لاستمرار اللعب لإدامة قدرتها على تأمين مصالحها.
■ هل ترى أن هناك ضغوطاً غربية على السلطة الانتقالية والقوات المسلحة لصالح الإخوان؟
- من الواضح أن الإخوان أصبحوا الوكيل المعتمد فى مصر للشركة العالمية الأمريكية للإدارة الديمقراطية، ورئيسها السيد «بركة حسين أبوعمامة»، الذى غمره الرضا بتسلم الوكيل المعتمد مقاليد السلطة فى مصر المحروسة، خصوصاً أن الوكيل تمادى فى الطاعة والقيام على أمن إسرائيل بتطويع حماس وتخليها عن فكرة المقاومة لتكون سلطة حكم محلى متفاهم مع دولة الاحتلال، وضمان السلطة الإخوانية فى مصر لحسن سير وسلوك حماس، وخفض عدد الصواريخ المنطلقة من غزة على إسرائيل إلى صفر كبير، إضافة لفتح الباب على مصراعيه لقطعان الإرهابيين المتأسلمين للعبث باستقرار سيناء الذى لا يروق لإسرائيل، ووصولاً لاستهداف الجيش والأمن الوطنى فيها بالقتل يومياً.
أمريكا بالتالى لا تدخر وسعاً للضغط على الإدارة المدنية المصرية المؤقتة والجيش المصرى الذى أطاع شعبه الثائر لكبح جماح الأخونة الإرهابية المستبدة.
هناك ضغوط الإعلام الغربى عامة والأمريكى خاصة، وذيله المسمى قناة «الجزيرة» لتشويه الثورة المصرية والجيش المصرى، خصوصاً بعد زلزال 30 يونيو وتوابعه الذى يصفونه كذباً بالانقلاب العسكرى.
أما الضغوط السياسية لإرباك الحكومة والجيش فلا تتوقف على مدار الساعة بتفرغ غريب من السفيرة آن باترسون إلى الخارجية الأمريكية إلى البيت الأبيض إلى الكونجرس، الذى أرسل إلينا تهديداته وضغوطه لتشويه الثورة وقطع المعونة الملعونة عبر ماكين وجراهام، وهذان العضوان يشاركان فى الكونجرس ضمن لجنة التسليح، وقد وافق كلاهما على وقف تسليم 4 طائرات عسكرية مستحقة للجيش المصرى ضمن اتفاقات المعونة العسكرية، واتخذ الكونجرس قرار الإيقاف فى نفس اليوم المحدد لتسليمها إلى مصر. ولذلك على الحكومة العمل على وقف الضغوط الأمريكية التى لا تتوقف دفاعاً عن الوكيل الإخوانى المعتمد.
■ هل تقبل فكرة «الخروج الآمن للإخوان»؟
- نعم أقبل بالخروج الآمن لكل منتمٍ لهذه الجماعة، لم يخالف قانوناً، ولم يرتكب جرماً، ولم يحرّض على عنف أو تعذيب أو إصابة أو قتل أى إنسان، ولم يتلف ملكية عامة أو خاصة، ولم يخرّب مرفقاً، ولم يحرّض الجيش على التمرد والانقسام وعصيان قياداته، ولم يسعَ لدى دولة أجنبية للإضرار بالدولة المصرية ومصالح شعبها المتدين المتحضر المسالم.
نحن بحاجة إلى حل الأزمة الراهنة بتطبيق القانون العادل على الجميع حكاماً ومحكومين، دون إجراءات استثنائية أمام القضاء المدنى الطبيعى، ولا أظن أن فكرة العدالة المجردة تقبل بخروج آمن لمن يثبت ضلوعه فى هذا السياق، فنحن حريصون على حل الخلاف بالحسنى أو القانون، ولكن ليس بالعنف أو الاستقواء بالأجنبى الذى اختارته الجماعة رغم أنه محفوف بالمكاره، وعلى الجماعة فى هذا الظرف العصيب أن تستعيد عبرة التجارب المشابهة من قبل فى مصر والخارج، وتدرك أن الإرهاب لا يفيد، وأتمنى ألا يكون هناك مجال لقول من قال: ما أكثر العبر، وما أقل الاعتبار.
■ فى رأيك.. ما حل الأزمة الحالية؟ وكيف ترى إنجاز ملف المصالحة الوطنية؟
- بعد ثورة سعت للانتقال بالوطن من نظام قائم على الاستبداد والتبعية إلى نظام ديمقراطى مدنى حديث ينعم بالاستقرار والقبول العام، لا بديل عن تضميد جروح الماضى وكشف الحقيقة بشفافية وتحقيق المحاسبة العدلية، وانتهاءً بالمصالحة المجتمعية الناضجة حينما تأتى فى سياقها، لا قفزاً فى فراغ دون إعداد وتفعيل للخطوات المنطقية المشار إليها فى ظل مبدأ تطبيق القانون العادى على الجميع، حكاماً ومحكومين.
أقبل «الخروج الآمن» للإخوان باستثناء من تورّطوا فى جرائم أو حرّضوا على العنف أو دعوا للانقسام بالجيش أو استقووا بالخارج
والآن لدينا وزارة للعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية يقوم على شئونها شيخ جليل من رموز القضاء المصرى، أتمنى لجهوده النجاح.
■ هل تؤيد فض اعتصام أنصار «مرسى» بالقوة؟
- أدعو الله ألا تصل الأمور فى معالجة الاعتصامات غير السلمية بل المسلحة، إلى خيار فضها بالقوة، اجتناباً لإراقة دماء ولو برىء واحد. وأتمنى على الجميع أن يعلوا العقل على الغضب، وأن يتوقف المحرضون عن صبّ زيتهم على نيران الغضب، وأن يراجع من يضللون المعتصمين، وأكثرهم من الأبرياء، مساعيهم لتأجيج الانشقاق والاحتراب وإيقاظ الفتنة التى هى أشد من القتل. ومن منطلق الحرص على عصمة الدماء والأرواح قد تمسكت الحكومة بالصبر وحاولت التوصل لحل سلمى لا يعطله حتى الآن إلا غلوّ قيادات الجماعة الذى أفشل حتى اللحظة كل المبادرات السلمية فى الداخل والخارج.
■ ما رأيك بشأن استقبال العديد من الوفود الخارجية الفترة الأخيرة، وما اعتبره البعض تدخلاً فى الشئون المصرية؟
- تداعى وفود أجنبية عديدة لزيارة مصر على خلفية الأزمة الراهنة ليس شراً كله، ففيهم المهتمون المتفهمون مثل إخوتنا الأفريقيين ووزير خارجية الإمارات، وهم مرحب بهم بالطبع، لكن آخرين من الغرب الأوروبى والأفريقى تشوب مبادراتهم شبهة تدخل فى شئوننا الداخلية ممالأة للجماعة لأسباب شرحناها فيما سبق، وقد تجلى هذا التدخل فيما أدلى به ماكين وجراهام، اللذين هددا بقطع المعونة، وتبجحا بوصف 30 يونيو بانقلاب عسكرى. ورداً عليهما أصدرنا مع عدد من الشخصيات العامة والسياسيين وهيئات وأحزاب بياناً، يكشف ضلالهما، وطالبنا بالاستغناء عن المعونات المشروطة، ونثق فى أن الشعب المصرى والدولة المصرية والنظام العربى قادرون على توفير بديل وطنى وقومى مستقل. ونناشد الأمين العام الحالى الدكتور نبيل العربى، وسلفه البارز عمرو موسى، العمل على هذا الأمر لمنع التدخل فى شئوننا ولاستقلال قرارنا الوطنى، ولن يضيق الحال بشعب مصر والدولة المصرية وإخوتنا فى عالمنا العربى، وأصدقائنا فى قارات الأرض.
■ ما تقييمك لدور الدكتور محمد البرادعى نائب الرئيس للعلاقات الدولية، خلال الفترة الحالية؟
- الدكتور البرادعى قامة مصرية استثنائية بادرت إلى الارتباط الوثيق بحلم المصريين فى التغيير الديمقراطى السلمى، كان البرادعى رأس الرمح المصوَّب إلى مؤامرة توريث الحكم لابن المخلوع الأول، حتى قامت ثورة يناير 2011 كان البرادعى ملهماً لشبابها، ولما اختطفت الجماعة وأشياعها هذه الثورة وتفرغوا لتمكين الجماعة ومكتب إرشادها عبر تفكيك مؤسسات الدولة المصرية، والاستقواء بالأجنبى لاستدامة سيطرتهم على السلطة للاستبداد والقمع والتنكر للثورة التى أوصلتهم إلى سدة السلطة، صار البرادعى من جديد رأس السهم للتصدى لمؤامرة التمكين حتى اندلعت الثورة مجدداً فى 30 يونيو لتطيح بنظام المخلوع الثانى، لهذا وذاك استحق البرادعى عداء وحقد أيتام نظامى المخلوع الأول والمخلوع الثانى، وإعلامهما المضلل، وميليشياتهما الإلكترونية المتفرغة لتشويه الرجل النبيل بنشر الأكاذيب الرخيصة عن عملاق مصرى شديد البساطة والتواضع.
حرص البرادعى على حقن دماء المعتصمين فى رابعة العدوية والنهضة، والتأنى فى اللجوء إلى القوة وإبقائها حلاً أخيراً، حوّله الحاقدون على البرادعى من الطرفين إلى غرض شخصى للرجل، والذين ادعوا أنه هدد بالاستقالة من منصبه إذا ما تم فض الاعتصام، والثابت أن كل ذلك اختلاق كاذب لا أصل له فى الواقع، لم يقدم الذين افتروه أى دليل عليه، وها هى الأحداث تثبت سلامة رؤية الرجل التى أفسحت المجال للاستماع إلى كل الآراء فى الداخل والخارج، والانتهاء بقناعة عامة عن مسئولية الجماعة عن تعطيل أى حل للخروج من الأزمة.
■ ما تقييمك لحكومة الدكتور الببلاوى.. ودورها بالمرحلة الحالية؟
- د. الببلاوى شخصية وطنية عليمة بملفات الاقتصاد، وأعتقد أن وزارته من بين الوزارات التى تولت الأمر بعد 25 يناير هى الأقرب إلى فكر الثورة واستحقاقات التغيير الديمقراطى بغض النظر عن بعض الملاحظات عليها هنا أو هناك. أظن أن على جماهير الثورة مساندة هذه الحكومة ودعمها ومتابعة أدائها والصبر نوعاً ما عليها وإبداء الرأى فيما تقوم به من منطلق الحرص على المصلحة العليا للوطن، والتجاوز عن الحساسيات الشخصية أو النظرات الحزبية الضيقة.
■ هل من الممكن عودة «مرسى» كما يطالب مناصروه؟
- عودة «مرسى» مستحيلة، ويعلم من يطنطنون بهذا الأمر أنه لن يتحقق، ولكنها إحدى أدوات تضليل الأتباع وتيسير حشدهم للاحتماء بهم، وتزويق فكرة الخروج الآمن لمن تورطوا من قيادات الجماعة فيما يجرمه القانون. ولو فرضنا جدلاً إمكانية عودته للحكم، فما السلطات التى يمكن أن يحكم من خلالها وقد أدان وخاصم سلطات الدولة كلها؟!
■ إحدى المبادرات التى أطلقت من الإخوان دعت لاستفتاء على خارطة الطريق.. ما رأيك؟
- لسنا فى حاجة لإعادة اختراع العجلة، لأن خارطة الطريق المعمول بها، تضمن نفس المطالبات التى نادت بها الجماهير، وبيان حملة تمرد الذى وقّع عليه أكثر من 22 مليون مواطن، والذين أعادوا التأكيد على ذات المطالب بما يفوق الثلاثين ميلوناً يومى 30 يونيو و6 يوليو.
■ ماذا عن موقف جبهة الإنقاذ من الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- هذه الانتخابات تحدٍ كبير لقوى الثورة الحقيقة الملتزمة بالتغيير السلمى المدنى المناقض للفاشية دينية كانت أم عسكرية، وعلى جبهة الإنقاذ أن تثق فى أن من جدّ وجد ومن زرع حصد، وعليها لذلك أن تعمل على ترابط مكوناتها وتوحد العمل الميدانى المشترك فيما بينها لتتحول إلى منظومة عمل متناسق وفعال للتواصل الجاد والتنسيق الدقيق مع عشرات الملايين التى خرجت لنصرة الدولة المدنية ونبذ الفاشية، وفى مقدمة هذه الملايين الحاشدة عمالنا ونقاباتهم، وفلاحونا واتحاداتهم، ونساؤنا وتنظيماتهن، وشباب الثورة الواعى فى حركة تمرد وجبهة الإنقاذ وتنسيقية 30 يونيو، وغيرهم.
■ كيف ترى الانتخابات الرئاسية المقبلة.. وهل ستدفع «الإنقاذ» بمرشح واحد؟


- ستتم الانتخابات الرئاسية القادمة فى جو تنافسى منضبط، وفى ظل دستور توافقى بعيداً عن أجواء إحباطات الماضى القريب، وأتمنى أن تنجز قوى التغيير الديمقراطى السلمى توافقها على مرشح واحد، وأعتقد أن نجاحه فى هذه الحالة سيكون مضموناً.


المصدر الوطن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق