الأحد، 11 أغسطس 2013

تهانى العيد..بين الهواتف الذكية والرسائل التقليدية

فيديوهات وصور متحركة ورسائل صوتية وغيرها من أشكال متطورة للتهنئة الالكترونية بالعيد ،أصبحت متاحة على برامج الدردشة المجانية عبر الموبايلات الذكية ومواقع التواصل الاجتماعى بالانترنت ، ما اثار التساؤل عن تأثيرها ليس فقط على التليفونات والزيارات وانما أيضا على الرسائل النصية القصيرة التى صارت " أولد فاشون ".
ولعل ما يجذب مستخدمى الموبايل والانترنت الى هذه التهانى أنها أوفر وأسرع وأكثر اثارة وجاذبية مقارنة بالرسالة النصية التقليدية أو بالمكالمة الهاتفية خاصة ان بعضها تنقل نبض الشارع بالصوت والصورة من خلال رسالة حية بنكهة ثورية .. فعلى سبيل المثال انتشرت رسائل تهانى عبارة عن فيديوهات لاحتفالات بالعيد من الميادين منها لقطة لشباب يطلقون ألعابا نارية ترسم صورة متحركة لعلم مصر بالتحرير واخرى لسيدات يشكلن كعك منقوش عليه " مرسى رئيسى " من قلب رابعة العدوية وثالثة لبالون يطلق عبارة " عيد سعيد من غير بديع " أو "عيد سعيد ومرسى بعيد ".
موقع أخبار مصر استطلع رأى عينة من المولعين بهذه التهانى الالكترونية و الخبراء لمعرفة ما لها وماعليها .. فقالت منال حسين طالبة بتجارة القاهرة إنْ العيد فرصة للتواصل مع الأصدقاء والأقارب و تبادل أغرب وأجمل التهانى الالكترونية لأن معظم وقت الشباب أمام شاشات الموبايل والانترنت حتى خارج البيت .

تواصل وتفاعل ديجيتال

وأضافت منال أن برامج " الواتس آب / الفايبر / بى بى ام ، سكايب ،.. " على الموبايل لها سحر خاص لأنها تتيح تواصل قوى وفعال بالكلمة والصوت والصورة والتعليقات الساخنة ولا تكلف سوى شحن كارت الموبايل حتى لا ينقطع الاتصال بالانترنت بخلاف الرسالة الصامتة التى تتكلف مالاً يقل عن 25 قرشا وكثيراً ما تضل الطريق نتيجة الضغط الكثيف على شبكة الاتصالات ليلة العيد .
وألمحت الى أن برامج الدردشة متوفرة على الفيسبوك وتويتر لكنها على الموبايل أسهل وأسرع ولاتحتاج وصلة انترنت ، ولكن الجميل ان هناك تكاملا بين التهانى بمعنى انه يمكن نقل فيديوهات تهنئة وصلت عبر الفيسبوك الى الموبايل والعكس لتبادل التعليقات عليها .
وتختلف معها ايمان عمران موظفة باحدى الوزارات حيث اكدت أنها مازالت متمسكة بالاتصال التليفونى الدافىء للتهنئة بالعيد لأن الرسالة الديجيتال تفتقد الود والاحساس المتبادل واذا كانت الظروف لاتسمح بالسفر الى الأقارب فى الأقاليم ، فلا يوجد ما يمنع من الاتصال التليفونى لأن سماع الصوت يعيد حرارة العاطفة بخلاف التحاور عن بعد فى عالم افتراضى .
وأضافت أن عادة الدردشة الالكترونية و ادمان " الواتس اب والفايبر " منتشرة اكثر بين الشباب بخلاف الجيل الذى تربى على عادات مختلفة مثل الزيارات و تبادل الهدايا و"صوانى الكعك " والاتصالات التليفونية التى تطمئن كل طرف على أحوال الأخر لافتة الى أن الانبهار بالتهانى التفاعلية قد يستدرج المستخدم لاستعمال كثيف ما يجعله مكلفا وليس اقتصاديا .
اما وفاء بيومى طبيبة ، فتقول انا شخصيا استخدم كل صور التهنئة المتاحة لى سواء بالتليفون الأرضى أو عبر الانترنت أو رسائل وبرامج الموبايل لكن اختيار اسلوب التهنئة يتوقف على مدى قوة وقرب العلاقة الانسانية .
واوضحت أنها لابد ان تزور أسرتها وتقضى مع والدها ووالدتها وقت لطيف بعد انشغال معظم شهور السنة لكن لا مانع من ارسال رسالة واحدة لمجموعة كبيرة من الزملاء عبررسالة الموبايل أو الفايبرلأن العدد كبير واللقاءات معهم متكررة .
وتابعت وفاء ، قائلة "أما الأصدقاء ، فلابد من التهنئة الحارة بمكالمة فيديو مثلا أو حديث على الموبايل أو الفايبر وان اضطرنى ضيق الوقت أو عطل بالموبايل الى ارسال رسالة ، فلابد ان تكون خاصة وحميمية وليست نسخة من رسالة نمطية لكل الأرقام المسجلة " .

أعطال .. مفاجئة

بينما يؤكد كريم عبد اللطيف ثانوية عامة أن رسائل " ال س إم اس " لم تعد تجذبه لأن معظم الهدايا والنكات يتم تحميلها من الانترنت وأكثرها فيديوهات وبالتالى حتى لو الرسالة النصية الموجزة أرخص الا أنها لم تعد مناسبة ولا مثيرة خاصة فى المناسبات السارة أو الأحداث الساخنة التى نتبادل فيها عبر الفيسبوك هدايا الكترونية من نقود وقصور وسيارات و طائرات وننقلها عبر الانترنت الى الموبايل .
واستدرك كريم قائلا "رغم تركيزى على جروبات "الواتس اب والفايبر" لكن أحيانا البرنامج يقف خاصة في أولى أيام العيد، بسبب ضغطً كبير على شبكات الهاتف المحمول ينجم عنه أعطال في شبكات الشركات وساعتها أعود مضطرا الى الرسائل أو "الميل الالكترونى " .
وأضاف أن هناك أرقاما غير مسجلة على جروب "الواتس اب والفايبر" من معارف قدامى ما يجعله يشعر بسعادة غامرة عندما يفاجأ بشخص عزيز يتذكره بالعيد ولو برسالة كلمتين ويرد عليه بمثلها لأنها الأنسب لجهازه لأنه غيرمشترك بالبرامج مثلا .
وقال محمد عبدالله (مدرس) إن رسائل المحمول مازالت أسهل الطرق وأقلها تكلفة في تهنئة الأهل والأصدقاء والمعارف بالعيد، حيث يتراوح سعر الرسالة بين 20 و30 قرشاً، بل إن شركات المحمول تطرح عروضاً ترويجية قد تتضمن آلاف الرسائل المجانية خلال أيام العيد بتخفيض أو 500 رسالة مجانا وبالتالي يسهل تهنئة أكبر عدد ممكن في وقت واحد دون تكاليف مادية كبيرة، كما أنها لا تستهلك أي وقت.
وأضاف أنه يمكن تبادل الرسائل أو دردشة البرامج فى أى مكان به شبكة وتنمية ملكات الابداع والدعابة ، فمن رسائل التهنئة الثورية الطريفة الواردة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي، "تويتر"،: "أحلى ما في العيد العيدية.. والأحلى أنها تكون منك هدية.. وإلا "هنجيبلك ننظم لك مليونية.. كل سنة وعيدك سعيد".
وتوقع " م ، ع " مسئول بخدمات إحدى شركات المحمول أن تتراجع حجم الرسائل النصية للتهاني والمكالمات الصوتية عبر المحمول هذا العام فى عيد الفطر بنسبة قد تصل 15% عن العام الماضي، مبررا ذلك بأسباب عديدة من أبرزها انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتي جذبت كثيرا من مستخدمي المحمول, وجعلتهم يفضلون التهاني عليها، بالإضافة لانتشار الهواتف الذكية وما عليها من برامج دردشة مجاني مثل "واتس آب، فايبر، بي بي إم"، فضلا عن انخفاض سعر دقيقة المحمول والتي وصلت إلى 12 قرشا للدقيقة في بعض الأوقات.
لكنه أكد في الوقت نفسه أن هناك شريحة كبيرة من مستخدمي الهاتف المحمول يستمتعون أكثر بالتهاني من خلال الرسائل النصية, والتي تعد أسهل وأسرع الوسائل في توصيل المطلوب ، موضحا أن حجم الإقبال على الرسائل النصية في مناسبة الأعياد يكون مضاعفا مرتين عن الأيام العادية.
وأشارالى أن عدد عملاء المحمول فى مصر وصل 94.57 مليون مشترك حتى مايو 2013 حسب بيانات وزارة الاتصالات منوها أن التقديرات غير الرسمية تشيرالى أن تكلفة التهنئة بالعيد عبر رسائل "sms" تصل نحو 250 مليون جنيه تقريباً ..فغالباً ما يرسل الشخص ما بين 15 و3 رسالة تهنئة خلال أيام العيد بما يعني أن إجمالي عدد الرسائل يقدر بمليار رسالة، ويتراوح سعر الرسالة بين 25 و30 قرشاً ليبلغ إجمالي قيمة رسائل العيد ما بين 250 و300 مليون جنيه . بينما ارتفع عدد مستخدمى الانترنت خلال ابريل الماضى ليصل 33.44 مليون مستخدم للانترنت فى مصر .

التهانى الالكترونية..بلا روح

وعلى صعيد الخبراء ، قالت د.نجوى عبد الله سعد أستاذ علم الاجتماع بآداب حلوان لموقع أخبار مصر إن التهنئة بالعيد من خلال الرسائل لا تقتصر على شريحة واحدة في المجتمع، فالأغنياء والفقراء أصبحوا يتبادلون التهاني بالعيد عبر رسائل المحمول لأنها طريقة سهلة وغير مكلفة.
وأوضحت أنَّ هناك فارقا بين استثمار هذه التكنولوجيا الحديثة فى تبادل البيانات والآراء والأنباء والتسويق وبين الهدف الأسمى من تهنئة العيد و هو صلة الأرحام والاطمئنان والود والمحبة، فلا يصح ان تكون الرسائل الالكترونية عائقًا أمام التزاور في العيد لعدم إغفال الجانب المعنوي الذي يترك أثرا كبيرا في النفس، وهو تبادل مشاعر الحب والفرح والدعاء للآخرين وحث الأبناء على ضرورة التزاور في العيد، وتبادل هدايا رمزية .
وأكدت أستاذ الاجتماع أنه يجب الحفاظ على منظومة العادات والتقاليد دون المساس بالثوابت والعادات التراثية الأصيلة خاصة أن الدراسات أثبتت ارتفاع نسبة الاصابة بالاكتئاب والأمراض بسبب الأحداث السياسية و الظروف المادية للشباب وهروبهم الى عالم اخر خيالى عبر الانترنت والموبايل .
وفسرت د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، انتشار ظاهرة التهانى عن بعد بعدة عوامل ، من بينها ضغوط الحياة وماراثون البحث عن موارد الرزق حتى في أيام الأعياد؛ وضيق الوقت وعدم الاستقرار ، ما يجعل رسائل المحمول بديلا للتواصل الإنساني المباشربما له من عيوب ومزايا .
ودعت د. سامية خضر الى الاستمتاع بمزايا التواصل الالكترونى سواء فى التفاعل مع الأحداث أو المناسبات والاستفادة من الايجابيات وتلافى السلبيات دون انعزال عن الواقع مع مراعاة التوازن بمعنى أنه بجانب " الضغط على الأزرار الالكترونية باسترخاء و متعة " واستقبال التنبيهات الالكترونية السارة من جروب كبير فى وقت واحد يمكن أيضا الاتصال التليفونى بشخص بعيد أو لديه ظرف لاشعاره بالود ومعرفة أخباره .
وانتقدت د.خضر تزايد الإنفاق على رسائل المحمول لأنه مظهر من المظاهر السلبية في المجتمع المصري،حيث يستنزف مصروف النشء فى التسلية والوجاهة الاجتماعية أكثر من اكتساب الثقافة و المهارات علاوة على ضرورة تمحيص الأخبار والبيانات والفيديوهات الالكترونية قبل تداولها تجنبا لتشويه الوعى الناجم عن التلاعب بالتكنولوجيا الحديثة .





المصدر ايجى نيوز


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق