نقلا عن اليومى..يظهر الفنان القدير عبدالعزيز مخيون دائما على الشاشة بشكل يلفت النظر لحجم موهبته الفنية الغزيرة، التى طالما أثبت من خلالها حرفيته فى أداء الأدوار التى تسند إليه، سواء كانت اجتماعية أو ثورية أو إنسانية، حيث يصل بإحساسه الفنى لأقصى درجات التشخيص الدرامى وهذا ما أظهره الفنان ببراعة فى مسلسل «بدون ذكر أسماء» للكاتب الكبير وحيد حامد، إخراج تامر محسن، بتجسيده شخصية «ربيع الحلوانى» الذى أجاد تحويلها من كلمات مكتوبة إلى شخصية تتحرك وتعيش وتشعر ولها أسلوبها الخاص فى الحياة.
وتتجلى سمات مخيون الفنية فى إظهاره شخصية «ربيع الحلوانى» هذا الأب الكادح البسيط المصلوبة بداخله السنين، ويحنو على أفراد أسرته ويدنو منهم فى صورة ترمز للأب المثالى، ويمزج الشدة بالحب فى التعامل معهم، نظرا لتمسكه بالآداب العامة للأسر المحافظة الكادحة التى تجنى قوت يومها بالكاد، بواسطة عربة «البسبوسة» التى يعمل عليها الأب.
وأجاد مخيون الأداء المتقن لمفردات وتفاصيل شخصيته، قيادته لعربة «البسبوسة» التى يعمل عليها، بأسلوب يظهر مدى انتهاك قواه نظرا لعامل السن، ومدى الحسرة التى تنتابه بسبب جحود ابنه «عاطف» - يجسده الفنان أحمد الفيشاوى - وتركه وحيدا مع والدته التى تجسدها بحرفية ناهد رشدى وشقيقته «تغريد» تجسدها الممثلة الموهوبة سهر الصايغ، ولعل المشاهد يكاد أن يدرك الجمل الحوارية من خلال تعبيرات عبدالعزيز مخيون التى تظهر على وجه مخيون قبل أن ينطقها.
واستطاع عبدالعزيز مخيون أن يضع الشخصية فى الإطار الإنسانى الذى رسمه لها مؤلف العمل القدير وحيد حامد، من خلال المشاهد التى تجمعه بأولاده وزوج ابنته «معتمد» يجسده وليد فواز، وإصابته بالذهول وكسرة النفس من الاختلاف المفاجئ الذى طرأ على شخصية ابنته الكبرى «نوارة» تجسدها حورية فرغلى، بعد مجيئها من السعودية بصحبة زوجها «معتمد»، وتبقى نظرات عبدالعزيز مخيون الحائرة بين الخوف على أبنائه أو الاطمئنان عليهم، دليلا على صدق تعبيراته الفنية، التى أجادها فى تجسيده لجميع شخصياته السابقة كشخصية «طه السماحى» بمسلسل «ليالى الحلمية»، وأحمد لطفى السيد فى مسلسل «رجل لهذا الزمان» وعبقرية تجسيده لشخصية موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فى أكثر من عمل فنى بدءا من مسلسل «أم كلثوم» مرورا بمسلسل «السندريلا» وحتى «أبوضحكة جنان» الذى سرد قصة حياة النجم الكوميدى الكبير إسماعيل يس.
المصدر اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق