محمود سلطان
وصلتني هذه الرسالة من المهندس عادل محمد إبراهيم، يقول فيها: 1) لا ينكر أحد أن الرئيس مرسى هو الرئيس الشرعى بحسب قواعد الديمقراطية التى ارتضيناها، ولكن فى نفس الوقت لا أعتقد أنه يستحق أن تتظاهر الناس وتموت من أجله ومن أجل عودته، وإلا فإننا نتظاهر من أجل باكينام وآل الحداد الذين كانوا يديرون الأمور من وراء ستار. 2) إن أكبر خطأ ارتكبه مرسى وجماعته هو أنهم تصدروا المشهد ولم يعدوا له عدته، أى أنهم حكموا البلد بدون أن يعرفوا ما هى الخطوة التالية لذلك بعد أن انكشفت أكذوبة مشروع النهضة اتجهوا للبسطاء ليصدروا لهم مشروعًا آخر لن يكلفهم شيئًا وهو المشروع الإسلامى، والحقيقة أنه طوال السنة الماضية خسر الإسلام كثيرًا سواء على مستوى الأفراد أو المجتمع، يكفى تضاعف عدد المدمنين بين الشباب وتضاعف الانحلال الخلقى فى أوساط المجتمع وخلو المساجد من الدعاة وانشغال الجميع بالسياسة. 3) اتضح أن الرئيس "فاضى" من ناحية الثقافة العامة فى التاريخ والإنسانيات، "معندوش" أفكار لبناء الدولة ولم يدرك حجم المسئولية عن دولة خرجت منهارة بعد نظم عسكرية استبدادية، والمشكلة أنه وجماعته تكبروا عن تلقى الأفكار البناءة من خارج دائرة المقربين، فكل تفكيره محصور فى مشكلة الميزانية وكيف نعيد توزيع بنودها مع انتظار الهبات والاستثمارات من الخارج، لم يأخذ قرارًا ثوريًا واحدًا منذ توليه السلطة، كان مرتعشًا وخاف من الاقتراب من ملف الداخلية، مع أنه السبب الرئيسى لثورة يناير وتصالح مع لواءات العادلى وتودد إليهم، وعقد صفقة معهم، وهذا يذكرنى بالمثل الذى يقول "القط ميحبش غير خناقه". 4) إن الإخوان الآن فى ورطة والبلد كله فى نفس الورطة، وإذا لم يحسن قادة الجماعة: المرشد ومن حوله التصرف، فسيدخلون أنفسهم فى محنة جديدة قد تقضى على التنظيم ككل، ورغم إعجابى بصمود الجماهير فى رابعة الذى أظهر قدرات خارجة على التنظيم وتوفير متطلبات الإعاشة لمئات الآلاف فى مكان محدود ربما الجيش نفسه يعجز عن ذلك بنفس الكفاءة، إلا أن ذلك لن يحل مشكلتهم، وبالمناسبة: أين كانت هذه القدرات الخارقة؟ ولِم لَم تساهم فى حل مشكلة القمامة على سبيل المثال؟ 5) الخيارات أمام الإخوان محدودة، ولكنها موجودة إن أحسنوا تقدير الموقف وتخلوا عن الطرح العبيط (مرسى أو الشهادة، فساعتها لن تكون شهادة فى سبيل الله)، لماذا لا يعطون لأنفسهم استراحة محارب يدرسون فيها أخطاءهم بكل تجرد ويبتعدون خمس سنوات مثلاً عن العمل السياسى ويعلنون ذلك مع أخذ كل الضمانات اللازمة لهم لحرية الحركة وعدم التضييق عليهم وحل أمن الدولة الذى تخصص فى مطاردة الإسلاميين، وكم سيثير الإعجاب لو أعلن الكبار فى مكتب الإرشاد الاستقالة وتسليم الراية لجيل أكثر وعيًا واسترجاع المغضوب عليهم الذين خرجوا من التنظيم، وكم أتمنى أن يكون كمال الهلباوى أو على بشر أو الدكتور عودة هو المرشد القادم، فهو سيطمئن الآخرين وسيعيد للإخوان زمن عمر التلمسانى. 6) خطيئة أخرى ارتكبها الإخوان وعجلت بسقوطهم، هى تجاهلهم لدور الإعلام فى الشحن الجماهيرى، فقد سلطت عليهم حملات تشويه ممنهجة فى كل الفضائيات تقريبًا، ولا أدرى إن كان سكوتهم عن الرد عجزًا أم غرورًا، واضح أنه الاثنان معًا، فليس عندهم كوادر إعلامية تشد الناس، حتى قياداتهم فى برامج التوك شو كانت دائمًا فى موقف دفاعى ومرتبكة فى ردودها. 7) لن ينصلح حال الإخوان إلا إذا فهموا معنى كلمة تطبيق الشريعة أو تحقيق المشروع الإسلامى، فهم مثل من وضع يافطة على الدكان وترك رفوف الدكان بدون بضاعة، عليهم أن يفصلوا من هذين الشعارين مبادئ تفصيلية تشمل كل ما يهم حياة الناس وما يمس مستقبل الوطن، نتمنى أن نقرأ لهم ربطًا حقيقيًا بين الشريعة وتحقيق التنمية وبين الشريعة ومنظومة العدالة بين الشريعة والتقدم العلمى، بين الشريعة والحفاظ على البيئة، بين الشريعة وحفظ الأمن.. إلخ إلخ، ولا يكتفون برسائل حسن البنا، بل يرجعون إلى رسائل أستاذ حسن البنا، وهو محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
المصدر المصريون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق