يأتي هذا الاستفزاز بعد حالة من الهدوء النسبي حيث منعت الدروع البشرية استفزارات عدد من البلطجية وأطفال الشوارع من محاولة رشق قوات الجيش والشرطة المتمركزين خلف الجدار العازل بشارع الشيخ ريحان وكأن حالها يقول أسأتم للثوار الحقيقيين الذين لا يمكن أن يقوموا بأعمال تخريبية بل كل احتجاجاتهم سلمية سواء في التظاهر أو الاعتصام.
وقد تحول شارع قصر العيني والشيخ ريحان إلي ما يشبه المزار السياحي لزوار الميدان الذين حرصوا علي التقاط الصور التذكارية بجوار الحواجز الاسمنتية التي تم عزل مبني البرلمان بها لمنع المتظاهرين من الوصول إليه, وقد قام المتظاهرون بكتابة شعارات منددة بحكم المجلس العسكري واستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين وكلمات أخري مثل الحرية باللغتين العربية والانجليزية.
وكان شكل الميدان طيلة ليلة أمس الأول حتي صباح أمس طبيعيا بدرجة كبيرة, وكأنه لم تكن هناك أية أحداث عنف بالمنطقة, خاصة ان المتظاهرين قاموا بتنظيف المكان وتجميع قطع الحجارة التي كانت تملأ الميدان لتسهيل حركة المرور به وفي الوقت الذي انتشرت فيه حلقات نقاشية كثيرة بين الثوار وزائري الميدان, وكلا الطرفين يحاول إقناع الطرف الآخر بوجهة نظره, ورغم أن الخلاف مازال مستمرا داخل الميدان حول هذه الأحداث إلا أن الأغلبية تحمل المجلس العسكري مسئولية الدماء التي سالت في ميدان التحرير.
ولكن بعد حرق الخيام.. والاشتباكات التي جرت في الأيام الماضية جعل المعتصمون ينتهجون سياسة جديدة واستراتيجية مختلفة هي المبيت بلا خيام.
يأتي ذلك في الوقت الذي زار فيه الميدان فجر أمس عدد من السياسيين وبينهم عمرو حمزاوي ومصطفي النجار عضوي مجلس الشعب لطمأنة المعتصمين والتضامن معهم في الاعتصام السلمي.
وطالب شقيق أحد الشهداء بعودة المتظاهرين إلي منازلهم قائلا: استشهد أخي في28 يناير ومثلما أشعر بمرارة فراقه إلا انني اومن بأنه يجب ان نعطي الفرصة للقائمين علي نظام الحكم الذين ارتضيناهم بعد سقوط مبارك, وفرحنا بهم وهم يحمون الثورة لدفع عجلة الإنتاج والخروج من الأزمات التي تواجه الدولة والمشاركة في اختيار نواب الشعب بدلا من الانزلاق وراء أهداف اخري وإضاعة الوقت. وقد قابل البعض هذا الكلام بالرفض.
وقال متظاهرون إن الحالة التي يشهدها الميدان وعدم وجود لجان شعبية للتحقق من هوية المشاركين سهلت اندساس بعض العناصر التي تسعي إلي تصدير صورة مشوهة إلي الثوار وتحويل مسار الثورة في اتجاه الفشل.
وطافت مسيرة من العشرات بوسط الميدان مرددين ارحل ارحل يا مشير.. يسقط يسقط حكم العسكر وطافوا في مسيرة تحية لشهداء شارع قصر العيني وشارع محمد محمود مرددين لا إله إلا اله الشهيد حبيب الله.
وقد اقيمت صلاة الجنازة بمسجد عمر مكرم عصر أمس علي الشهيد مصطفي حلمي السيد البالغ22 عاما والمتوفي يوم الجمعة الماضي لاصابته بطلق ناري.
وقالت احدي أقارب الشهيد ان أسرته وجدته مساء أمس الأول بمشرحة زينهم بعد أيام من البحث عنه, وقد انهارت والدته واشقاؤه وعلت الهتافات لـ003 شخص مثل لا إلا إله الله الشهيد حبيب الله, الله أكبر الله أكبر
المصدر: الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق