الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

هل يمكن للأطفال المصابين بالتوحد تحقيق إبداعات مختلفة؟


تسال إحدى السيدات.. أرى الكثير من الأطفال المصابين بالتوحد بارعين فى بعض الألعاب أو المهارات الأخرى، وقد يصلوا إلى العالمية.. فهل يمكن أن يتحقق ذلك وكيف؟يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة وعضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا: ينبغى أن نعلم أن بداخل كل منا براعم للإبداع والعبقرية فى كل من مجالات الرسم والموسيقى والفيزياء والرياضيات وأن القدرة على تنمية هذه البراعم وإظهارها ربما يعتمد على إيقاف جزء آخر من المخ وهو الجانب الأيسر المسئول عن النطق، والذى يكبح بدوره الجانب الأيمن المسئول عن الفن والإبداع والموسيقى والرياضيات، ولعل من دلائل العدل الإلهى أن الخالق عز وجل عندما ينتقص من الإنسان جزءا من نعمة وهبها لكل البشر، فإنه يعوضه بجزء آخر ليس موجودا عند كل البشر، ولكن المهم أن ندرك ما هو هذا الجزء الذى يكمن فيه النبوغ والعبقرية ونركز عليه ونبرزه، ولقد توصل العالم "الآن شنيدر" إلى هذا الاستنتاج من خلال بحث نشر أخيرا فى مجلةProceeedings of The Royal "Society" .ويقول مصباح، استشهد دكتور "شنيدر" ببعض الأمثلة لعبقريات مختلفة فى مجالات الرسم والموسيقى والرياضيات فى أشخاص بعضهم ذاتيون أى مصابين بداء التوحد والبعض الآخر أصيب فى حادث أفقده النطق وأثر على مخه وعلى عدد آخر من المتخلفين عقليا نتيجة لسبب أو لآخر ومن ضمن الأمثلة التى ساقها دكتور شنيدر مثال "نادية" وهى طفلة مصابة بداء التوحد وهذه الطفلة لا تستطيع الكلام، إلا أن الخالق عز وجل حباها بموهبة لا تضاهى فى الرسم، حيث تستطيع أن ترسم التفاصيل الكاملة للوحة ليوناردو دافنيشى أو بيكاسو بشكل لا يستطيع معه الخبراء والمتخصصون التفرقة بين الأصل والصورة إلا بصعوبة بالغة، وعندما ترسم حصانا مثلا من الذاكرة فإنها تجيد رسم التعبيرات الحية بالألوان فى الصورة حتى تكاد تظن أنها تنطق، والغريب أنها ممكن أن ترسم من الذاكرة ودون تدريب سابق. والحقيقة، أن نادية كانت تعانى من تخلف فى المخ جعلها لا تستطيع أن تتكلم ولا حتى أن تتعرف على أمها أو أن تفرق بينها وبين الممرضة، التى تعتنى بها مع ذلك، فهى تبدع وتتألق فى رسمها بشكل تلقائى يثير الدهشة.ولعل من أحدث الأبحاث التى يجدر الإشارة إليها ذلك البحث الذى توصل فيه الدكتور بروس ميللر أستاذ الأعصاب بجامعة كاليفورنيا بسان فرانسسكو إلى أن هناك نوعا من ضعف الذاكرة يحفز الطاقات الفنية للإنسان المسن الذى كان لا يظهر أى موهبة أو عبقرية فى الرسم أو الموسيقى من قبل إلا أن هذا النبوغ والعبقرية تبدأ فى الظهور على حساب القدرة اللغوية والمهارات والقدرات الاجتماعية، والشىء الذى خرج به الباحث ومن قبلة عدد من الباحثين أن هناك وسائل مختلفة لإظهار هذا النبوغ والعبقرية دون الفقد الدائم للقدرة اللغوية والعلاقات الاجتماعية.وهكذا نرى أن لكل شىء فى الحياة جانبه السلبى وجانبه الإيجابى، وأن الخالق عز وجل حتى فى أحلك الظروف ومن خلال أنواع الابتلاءات يمد الإنسان المبتلى بمميزات وخصائص تعوضه عما انتقص منه ولكن المهم أن نحاول أن نبحث عن الجزء المضىء من الصورة.





المصدر: اليوم السابع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق