طالب الكاتب الأمريكى توماس فريدمان الولايات المتحدة الأمريكية، فى مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أن تتخلى عن سياسة الأكاذيب التى تنتهجها تجاه منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن المنطقة فى حاجة شديدة الآن إلى المدارس الحديثة التى تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعليم بدول المنطقة، وكذلك الحقائق الثابتة، موضحاً أن بلاده قد فشلت تماما فى تحقيق أى من الأمرين.
وأشار فريدمان إلى مقال كتبه المؤرخ المعروف ديفيز هانسون، والذى أوضح خلاله أن الولايات المتحدة تبنت سياسات مختلفة مع مختلف دول المنطقة كالعراق وليبيا ومصر وأفغانستان وباكستان، إلا أنه بالرغم من ذلك لم تنجح أى من هذه السياسات فى تحقيق أهدافها، مؤكدا أن الولايات المتحدة قد اعتمدت فى تعاملها مع دول المنطقة إما على تقديم مساعدات عسكرية من ناحية، أو التدخل العقابى لبعض الأنظمة المارقة من ناحية أخرى، سواء من خلال التدخل العسكرى المباشر، أو تقديم الدعم للمتمردين فى هذه الدول.
وانتهى هانسون، فى مقاله، إلى أن تلك السياسات كانت سببا رئيسياً فى انتشار العديد من الظواهر، كالقبلية وتصاعد الإسلاميين والنفط، وهو ما يسبب غالبا مشكلات كبيرة للمصالح الأمريكية بالمنطقة.
وقد اتفق فريدمان مع تلك الوجهة التى تبناها المؤرخ الأمريكى الشهير، مؤكدا أن الشرق الأوسط يعانى حاليا من مزيج من القبلية والطائفية، خاصة بين الطائفة السنية والشيعية فى العديد من بلدان المنطقة، بالإضافة إلى الصعود الواضح للإسلاميين المتشددين، وكذلك النفط، والذى يمثل العامل الرئيسى الذى يغرى الولايات المتحدة للتدخل فى المنطقة، والعمل على دعم حكامها الديكتاتوريين.
وأوضح فريدمان أن دول المنطقة فى حاجة ملحة إلى تطوير المؤسسات التعليمية لديهم، وذلك للتخلص من كافة الأمراض المجتمعية التى تعانيها شعوب من صراعات عرقية وطائفية، مؤكدا أن تلك الأمراض هى التحدى الأساسى الذى يعوق إنشاء مجتمعات تطلعية أو تحقيق سياسات تقوم على فكرة التناوب السلمى للسلطة، أو احترام حقوق المرأة، أو غيرها من المبادئ التى تقوم الدول الحديثة على احترامها.
وأكد فريدمان أن السياسة الأمريكية ينبغى أن تقوم على تقديم العون والمساعدة لدول المنطقة من أجل التغلب على تلك التحديات، مطالبا بالنظر مثلا إلى ما تعانيه مصر من أمية، بالإضافة إلى اليأس الذى دفع الشباب المصرى ليقود ثورة الخامس والعشرين من يناير التى أطاحت بنظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك. ولذلك فقد نصح المفكر الأمريكى إدارة بلاده أن تتحول سياسة الدعم التى تقدمها الولايات المتحدة سنويا لبناء مدارس تقوم على العلم والتكنولوجيا بدلاً من أن تقتصر تلك المعونات على دعم المؤسسة العسكرية فى مصر.
وأبدى الكاتب تعجبا شديداً من قيام بلاده بدفع 1.3 مليار دولار كدعم مالى للمجلس العسكرى الحاكم فى مصر، فى الوقت الذى أبدى فيه القادة العسكريون تعنتا شديداً تجاه منظمات المجتمع المدنى فى مصر، على خلفية المداهمة الحكومية التى مارستها الحكومة المصرية تجاه منظمات المجتمع المدنى فى مصر، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية الأمريكية بشكل غير مسبوق.
سخر الكاتب كذلك من التصريح الذى أدلى به الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والذى أكد خلاله أن الولايات المتحدة سوف تبقى هناك، حتى تقوم بتدريب الجنود الأفغان على فنون القتال، ثم ترحل بعد ذلك، موضحاً أن إدارة أوباما لم تر أية مشكلات فى أفغانستان سوى تدريب جنودها على القتال، رغم أن هؤلاء الأفغان نجحوا من قبل فى هزيمة كل من البريطانيين والسوفيت.
وأضاف الكاتب، إن الإدارة الأمريكية تجاهلت الانتخابات التى قام الرئيس الأفغانى حامد كرزاى بتزويرها ليقود نظاما فاسداً فى بلاده، مضيفا أن الأفغان ليسوا فى حاجة إلى تعلم فنون القتال، وإنما هم لا يرغبون فى القتال من أجل حكومة بلادهم، متسائلا كم عدد الذين سيقاتلون من أجل كرزاى إذا لم تدفع لهم الولايات المتحدة.
وتناول فريدمان كذلك الازدواجية الأمريكية فى التعامل مع العديد من دول المنطقة كالبحرين التى استخدم حكامها الستة العنف المفرط للقضاء على الحركات الشيعية إبان التظاهرات التى اندلعت مؤخراً هناك، وكذلك إسرائيل التى تمارس سياسة الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية بشكل غير شرعى دون أى تحرك من جانب الإدارة الأمريكية.
وأوضح الكاتب أن إخفاء الحقائق الثابتة هو أحد أهم عيوب السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن ذلك يعد سبباً رئيسياً فى الازدواجية التى تتسم بها الولايات المتحدة تجاه كافة القضايا. وأضاف أن الولايات المتحدة لم تواجه البحرين بحقيقة الانتهاكات التى ارتكبها حكامها لأنها تريد الاحتفاظ بقاعدتها البحرية هناك، ولم تواجه الجنرالات المصريين لأنها تخشى انسحاب مصر من اتفاقية كامب ديفيد، ولم تواجه السعوديين لأنها فى حاجة إلى النفط، كما لم تواجه إسرائيل أيضا لأنها تمتلك قاعدة تصويتية تؤثر بشدة على الانتخابات الأمريكية.
أعرب الكاتب الأمريكى فى نهاية مقالة عن أسفه الشديد أن السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط سوف لا تؤتى بأية ثمار، نظرا لأنها تزرع فى تربة من الأكاذيب والقبلية والطائفية والتشدد الدينى. وأكد الكاتب أن المنطقة من الممكن أن تشهد تغييرا بشرط أن يكون هذا التغيير نابعاً من داخل بلدانهم، وليس من خارجها.
المصدر : اليوم السابع
وأشار فريدمان إلى مقال كتبه المؤرخ المعروف ديفيز هانسون، والذى أوضح خلاله أن الولايات المتحدة تبنت سياسات مختلفة مع مختلف دول المنطقة كالعراق وليبيا ومصر وأفغانستان وباكستان، إلا أنه بالرغم من ذلك لم تنجح أى من هذه السياسات فى تحقيق أهدافها، مؤكدا أن الولايات المتحدة قد اعتمدت فى تعاملها مع دول المنطقة إما على تقديم مساعدات عسكرية من ناحية، أو التدخل العقابى لبعض الأنظمة المارقة من ناحية أخرى، سواء من خلال التدخل العسكرى المباشر، أو تقديم الدعم للمتمردين فى هذه الدول.
وانتهى هانسون، فى مقاله، إلى أن تلك السياسات كانت سببا رئيسياً فى انتشار العديد من الظواهر، كالقبلية وتصاعد الإسلاميين والنفط، وهو ما يسبب غالبا مشكلات كبيرة للمصالح الأمريكية بالمنطقة.
وقد اتفق فريدمان مع تلك الوجهة التى تبناها المؤرخ الأمريكى الشهير، مؤكدا أن الشرق الأوسط يعانى حاليا من مزيج من القبلية والطائفية، خاصة بين الطائفة السنية والشيعية فى العديد من بلدان المنطقة، بالإضافة إلى الصعود الواضح للإسلاميين المتشددين، وكذلك النفط، والذى يمثل العامل الرئيسى الذى يغرى الولايات المتحدة للتدخل فى المنطقة، والعمل على دعم حكامها الديكتاتوريين.
وأوضح فريدمان أن دول المنطقة فى حاجة ملحة إلى تطوير المؤسسات التعليمية لديهم، وذلك للتخلص من كافة الأمراض المجتمعية التى تعانيها شعوب من صراعات عرقية وطائفية، مؤكدا أن تلك الأمراض هى التحدى الأساسى الذى يعوق إنشاء مجتمعات تطلعية أو تحقيق سياسات تقوم على فكرة التناوب السلمى للسلطة، أو احترام حقوق المرأة، أو غيرها من المبادئ التى تقوم الدول الحديثة على احترامها.
وأكد فريدمان أن السياسة الأمريكية ينبغى أن تقوم على تقديم العون والمساعدة لدول المنطقة من أجل التغلب على تلك التحديات، مطالبا بالنظر مثلا إلى ما تعانيه مصر من أمية، بالإضافة إلى اليأس الذى دفع الشباب المصرى ليقود ثورة الخامس والعشرين من يناير التى أطاحت بنظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك. ولذلك فقد نصح المفكر الأمريكى إدارة بلاده أن تتحول سياسة الدعم التى تقدمها الولايات المتحدة سنويا لبناء مدارس تقوم على العلم والتكنولوجيا بدلاً من أن تقتصر تلك المعونات على دعم المؤسسة العسكرية فى مصر.
وأبدى الكاتب تعجبا شديداً من قيام بلاده بدفع 1.3 مليار دولار كدعم مالى للمجلس العسكرى الحاكم فى مصر، فى الوقت الذى أبدى فيه القادة العسكريون تعنتا شديداً تجاه منظمات المجتمع المدنى فى مصر، على خلفية المداهمة الحكومية التى مارستها الحكومة المصرية تجاه منظمات المجتمع المدنى فى مصر، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية الأمريكية بشكل غير مسبوق.
سخر الكاتب كذلك من التصريح الذى أدلى به الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والذى أكد خلاله أن الولايات المتحدة سوف تبقى هناك، حتى تقوم بتدريب الجنود الأفغان على فنون القتال، ثم ترحل بعد ذلك، موضحاً أن إدارة أوباما لم تر أية مشكلات فى أفغانستان سوى تدريب جنودها على القتال، رغم أن هؤلاء الأفغان نجحوا من قبل فى هزيمة كل من البريطانيين والسوفيت.
وأضاف الكاتب، إن الإدارة الأمريكية تجاهلت الانتخابات التى قام الرئيس الأفغانى حامد كرزاى بتزويرها ليقود نظاما فاسداً فى بلاده، مضيفا أن الأفغان ليسوا فى حاجة إلى تعلم فنون القتال، وإنما هم لا يرغبون فى القتال من أجل حكومة بلادهم، متسائلا كم عدد الذين سيقاتلون من أجل كرزاى إذا لم تدفع لهم الولايات المتحدة.
وتناول فريدمان كذلك الازدواجية الأمريكية فى التعامل مع العديد من دول المنطقة كالبحرين التى استخدم حكامها الستة العنف المفرط للقضاء على الحركات الشيعية إبان التظاهرات التى اندلعت مؤخراً هناك، وكذلك إسرائيل التى تمارس سياسة الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية بشكل غير شرعى دون أى تحرك من جانب الإدارة الأمريكية.
وأوضح الكاتب أن إخفاء الحقائق الثابتة هو أحد أهم عيوب السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن ذلك يعد سبباً رئيسياً فى الازدواجية التى تتسم بها الولايات المتحدة تجاه كافة القضايا. وأضاف أن الولايات المتحدة لم تواجه البحرين بحقيقة الانتهاكات التى ارتكبها حكامها لأنها تريد الاحتفاظ بقاعدتها البحرية هناك، ولم تواجه الجنرالات المصريين لأنها تخشى انسحاب مصر من اتفاقية كامب ديفيد، ولم تواجه السعوديين لأنها فى حاجة إلى النفط، كما لم تواجه إسرائيل أيضا لأنها تمتلك قاعدة تصويتية تؤثر بشدة على الانتخابات الأمريكية.
أعرب الكاتب الأمريكى فى نهاية مقالة عن أسفه الشديد أن السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط سوف لا تؤتى بأية ثمار، نظرا لأنها تزرع فى تربة من الأكاذيب والقبلية والطائفية والتشدد الدينى. وأكد الكاتب أن المنطقة من الممكن أن تشهد تغييرا بشرط أن يكون هذا التغيير نابعاً من داخل بلدانهم، وليس من خارجها.
المصدر : اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق