الاثنين، 12 أغسطس 2013

خبير نفسى يحلل خطة الداخلية لفض اعتصام رابعة خلال اليومين الماضيين..الشرطة تطلق "حرب شائعات" على المعتصمين..وتزايد الضغط يؤدى إلى انهيار المعنويات..والأنباء عن هروب قيادات الإخوان يثير شكوك المعتصمين

على مدار الـ48 ساعة الماضية، حاولت قوات الأمن استخدام نوع من الحروب النفسية على المعتصمين فى رابعة العدوية والنهضة، كخطوة أولى تجاه تنفيذ عملية فض الاعتصام بأقل الخسائر الممكنة، وبدت هذه الحرب النفسية فى شكلها الأول من خلال قطع الكهرباء، وتحديد مواعيد لفض الاعتصام ثم تأجيلها.

حاول "اليوم السابع" أن يستطلع رأى أحد الخبراء النفسيين للوقوف على حقيقة هذه الحرب النفسية، ومدى نجاحها خلال عملية فض الاعتصام.

يقول الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، إن قوات الأمن تحاول استخدام "حرب الشائعات" من أجل فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة من خلال قطع الكهرباء تارة، وتحديد موعد لفض الاعتصام، وتأجيله تارة أخرى، وغيرها من الحيل المختلفة، وذلك من أجل بث الخوف والذعر لدى المعتصمين، الأمر الذى يؤدى إلى شعورهم بحالة دائمة من القلق والتوتر النفسى، وتكرار هذه العملية قد يؤدى إلى الوصول لمرحلة الانهيار، وبالتالى تصبح عملية فض الاعتصام أسهل بكثير، وأقل فى الخسائر.

وأضاف الحديدى أن الحكومة تحاول أيضا من خلال هذه العملية أن تستكشف جزءًا كبيرًا من قدرات وإمكانيات المعتصمين من خلال حالة التوتر والقلق التى تبرز استعداداتهم للتصدى حال فض الاعتصام، وبالتالى تضع خطتها بشكل محكم فى حال البدء فى فض الاعتصام من خلال الضغط النفسى على المعتصمين، والذى يبرز كثيرا من طاقاتهم وإمكانياتهم.

وأشار الحديدى إلى أن الحالة المعنوية المتوترة التى تنتج عن هذه الحروب النفسية تؤثر بشكل كبير على سير الخطة الأمنية التى تتبعها قوات الأمن لفض الاعتصام، ففى حال تراجع الحالة النفسية لدى المعتصمين، والشعور بالتوتر والقلق، تكون فرصة فض الاعتصام ناجحة للغاية، أما إذا ارتفعت الحالة المعنوية والنفسية للمعتصمين يصعب من طريقة فض الاعتصام، وهى العملية التى تتطلب استكشاف الحالة النفسية للمعتصمين فى كل الأوقات، لاختيار الموعد الأنسب لفض الاعتصام.

وأكد أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة أن الحرب النفسية تساعد أيضا فى عودة المعتصمين لبيوتهم، دون أن تحتاج فى كثير من الأوقات للدخول وفض الاعتصام بالقوة، فمثلا الأخبار التى يتم تناولها مؤخرا عن هروب كثير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى خارج مقر الاعتصام، تثير كثيرا من الشكوك لدى المعتصمين، بل وتجعلهم يراجعون موقفهم من الاعتصام من جديد، وبفكر آخر، مما يساعد فى سهولة عملية فض الاعتصام وعودة الكثيرين منهم قبل البدء فعليا فى تنفيذ العملية.

ولفت الحديدى إلى أن تكرار تضارب موعد فض الاعتصام وتأجيل الموعد وتحديده مرة أخرى أكثر من مرة يساعد فى بث حالة من الاحباط لدى المعتصمين، وجعلهم فى حالة ترقب مستمر، انتظارا لدخول قوات الأمن، وبدئها فى فض الاعتصام، مما يساعد أيضا فى عملية الفض.

كما وجه الحديدى عدة نصائح للتعامل نفسيا مع المعتصمين فى رابعة العدوية والنهضة، مؤكدا ضرورة تغيير لغة الخطاب الذى يتم التعامل به مع المعتصمين، على أن يتم التعامل بخطاب آخر من نفس الفكر والأيديولوجية التى ينتمون إليها، فمثلا جزء كبير من المعتصمين يتواجد داخل رابعة والنهضة ليس لدعم مرسى فى شخصه، وإنما ايمانا منهم بفكرة الجهاد ورفع راية الإسلام، لذلك يفضل أن يتم مخاطبتهم من خلال عالم دين وسطى يطرح الرأى الإسلامى بشكل مبسط وسهل بطريقة يصل بها إلى قلوبهم، ويفهمهم النواحى الإيجابية والسلبية للاستمرار فى هذا الاعتصام من وجهة نظر الإسلام.

وتابع الحديدى أن الحوار والمبادرات المطروحة من الجانب الآخر لا تلقى ثقة أو قبولا لدى الجماعة، لسبب بسيط، هو فقدان الثقة فى جميع من حولهم بعد أحداث 30 يونيه، ومحاولة قياداتهم التأثير على فكرهم، لذا فإن المبادرات والمفاوضات معهم يجب أن تنطلق إما من رجل محايد أو شخص يثقون فيه، أو شخصا منهم، وفى هذه الحالة قد تجد المبادرات صدى أكبر فى قلوب المعتصمين برابعة والنهضة.

وأشار الحديدى إلى أن رجل الدين بمفهومه الصحيح قد يكون حلا أمثل لمخاطبة المعتصمين فى رابعة والنهضة، ومحاولة إثنائهم عن الاستمرار فى الاعتصام.



المصدر اليوم السابع



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق