إذا كانت الحكومة لم تستطع السيطرة علي تهريب المواشي من الحدود
الجنوبية أو علي الأقل محاصرتها لمنع انتشار مرض الحمي القلاعية الذي بدأ في الظهور
ببعض محافظات الصعيد فإنها عجزت أيضا عن منع تسرب مرض غامض ـ حتي
الآن.
كانت وجهتها ميناء السخنة بالسويس لمصلحة شركة العين السخنة لتنمية الثروة الحيوانية وقد بدأ نفوق العجول بها بعد اقلاعها من لاس بالماس وبدأ إلقاؤها في البحر المتوسط قريبا من المياه الاقليمية في المغرب والجزائر وليبيا.
والقانون يحتم رقابة ومتابعة أطباء الحجر البيطري في بورسعيد قبل مرور السفينة في قناة السويس ومهمتهم هي التأكد من سلامة حمولتها ومطابقتها للمواصفات التي وضعتها هيئة الخدمات البيطرية والتأكد من جودة الحالة الصحية للحمولة لتسمح لها إدارة القناة بالمرور, ولكن طبيبي الحجر البيطري في بورسعيد اللذين صعدا إلي السفينة ـ عاطف عيسي وألبير جاد الله ـ لم يكلفا نفسيهما ـ حسب أصول المهنة وتعليماتها ـ بتفقد عنابر وأدوار السفينة للتأكد من سلامة الحمولة وأعطيا القبطان موافقة المرور!! لماذا؟!.... المصيبة الكبري أن الطبيب البيطري مصطفي خضري كان موحودا بالسفينة بحكم كونه الطبيب المرافق للرسالة منذ تحركها من الحجر البيطري لميناء التصدير وبالتأكيد فانه يعلم بما حدث ولابد أنه رأي النفوق والموت المفاجيء لهذه الماشية وإلقاءها في البحر سيما وأن الرقم لا يقل عن1200 رأس تم إلقاؤها في مياه المتوسط قبل دخول السفينة إلي بورسعيد ويتردد أنه كان يعلم وأبلغ الهيئة حسب مصدر عليم بها!!
وهو ما أكد لأعضاء لجنة الفحص في ميناء العين السخنة والتي لوحظ بها نفوق ما يقرب من400 رأس وقد بقيت السفينة رابضة لثلاثة أيام في غاطسي السخنة. ولأن النافق فيها تجاوز الـ20% من حمولتها بسبب غير معلوم ـ حتي الآن ـ ومفاجيء. فقد رفضت اللجنة أفراغ حمولتها مما حدا بصاحبها( أبناء محمود العياط أردني الجنسية فلسطيني الأصل) إلي توجيهها إلي ميناء جيبوتي.
محمود عبدالوهاب طبيب بيطري أول بمديرية الطب البيطري بالسويس. تقدم صباح أمس ببلاغ ضد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية اسامة سليم ويوسف شلبي رئيس الإدارة المركزية للمحاجر والمجازر يتهمهما بالتسبب في تسرب أمراض قاتلة إلي الثروة الحيوانية في مصر والسماح بمرور السفينة في القناة خاصة أن قناة السويس تقع داخل العمق المصري وشاطآها الشرقي والغرب هما قطاع زراعي ريفي نشيط وبه المئات من حظائر الماشية التي تضم آلاف الرؤوس في محافظات القناة الثلاث ولا يزيد عرضه في أقصي أتساع له علي كيلو مترين بل وأحيانا يضيق إلي200 متر. مما يعرض هذه الثروة الحيوانية لخطر انتشار المرض القاتل وتسريبه إلي داخل البلاد.. وهو ما أكده تعرض9 حالات لموت مفاجيء اثنان في قرية عامر شمال مدينة السويس قبل ثلاثة أيام و7 حالات في قرية العمدة أمس الأول مما حدا بالهيئة إلي ارسال لجنة من الطب الوقائي لتشريح هذه الحالات وأخذ عينات منها وتحليلها. وان كان أحد الأطباء البيطريين بالهيئة يشك في حقيقة المرض المسبب للموت المفاجيء ويؤكد صاحب البلاغ نفوق حالات فردية في مناطق أخري مثل أبوترك والأبوطي.. ألقاها أصحابها في المصرف إمام بسبب الجهل أو قلة الوعي.. المصيبة أن الهيئة لم تتحرك قبل اسبوع عندما ثم العثور علي عجل نافق علي شاطيء القناة بالقرب من بورسعيد برغم قيام لجنة من الحجر البيطري ببورسعيد بتحرير محضر بذلك. لكنها لم تهتم بأخذ عينات وتحليل هذا العجل النافق واعلان حالة الطواريء علي شاطيء القناة خصوصا وأن الشريط الزراعي ضيق وملاصق للقناة وينحصر بينها وبين ترعة الاسماعيلية. وهي اجراءات احترازية ضرورية وبديهية.. وأيضا انتظرت الهيئة وقياداتها ثلاثة أيام بين نفوق عجلي أبوعامر برغم تشريحهما بواسطة طبيبين بيطريين من مديرية السويس. ويعزز هذا الشك أن الشركة المصرية الأردنية صاحبة الشحنة احدي الشركات المستوردة لعجول من اثيوبيا وهي اكبر مستورد للجمال في مصر وهنا تكمن الخطورة كما يحددها عدد من الأطباء البيطريين لأن المعروف أن جيبوتي ميناء تصدير لمصر وبه محجر بيطري مصري كبير لكثرة الأعداد التي تخرج منه إلي مصر. وربما ـ وهنا يجب أن نفترض سوء النية لحماية المصريين ـ يعاد تصدير الشحنة إلي مصر بعد تعديل بياناتها والأخطر هو الجمال التي تنتشر في كل ربوع مصر من خلال بيعها في سوق امبابه.
وهو ما ينبهنا إلي ضرورة متابعة هذه الشحنة وتشديد الرقابة علي اللحوم الواردة إلي مصر.
المصدر : ايجى نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق