قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية اليوم، إن النشطاء بدأوا يلجأون إلى وسائل خطرة فى معالجتهم لظاهرة التحرش التى ظهرت منذ ثورة يناير وتفاقمت مؤخرا فى ظل غياب الأمن وسيادة القانون محذرة من أن هذه الوسائل الجديدة قد تجلب مزيدا من العنف.
وأضافت الصحيفة أن مصر كانت تشهد حالات تحرش فردية وجماعية بالمرأة منذ اندلاع ثورة يناير ولكن هذه الحالات قد تفاقمت مؤخرا فى ظل غياب الأمن وسيادة القانون وعدم تواجد قوات الشرطة.
ونشرت الصحيفة مقطع فيديو مرفق بالمقال يظهر فيه مجموعة من النشطاء وهم يمسكون بشابين يزعمان أنهما كانا يتحرشان بامرأتين، ويرسمان على قمصانهما بواسطة زجاجة رشاشة عبارة "أنا متحرش"، بغرض إحراج الشابين وتحذير الضحايا وردع أى نوايا تحرش مستقبلية، وهى الطريقة الجديدة التى لجأ إليها النشطاء واعتبرتها الصحيفة مقاربة خطرة لمعالجة القضية؛ إذ وصفتها بأنها طريقة تنتمى للعصور الوسطى.
وأضافت الصحيفة أن هذه الطريقة الجديدة جاءت إثر فشل الوسائل التقليدية من فرض النظام العام الذى يزداد تراجعا مؤخرا. ولكنها حذرت من أن فكرة القصاص سوف تساهم فى عرقلة ما تبقى من النظام العام. كما أنها تحمل خطر التطور إلى العنف، حيث لا يوجد ما يمنع هؤلاء المتحرشين من الاشتباك مع النشطاء. كما أن الفاصل بين رش القمصان بكتابات محرجة وبين ضرب هؤلاء الشباب هو خط دقيق للغاية. كما أن الخط الفاصل بين وصم الشبان المتحرشين بالعار وبين وصم المنتمين للتيار السياسى الخاطئ بالعار هو أيضا خط دقيق للغاية.
وأشارت الصحيفة أن هذه الإجراءات تعد مفهومة فى ظل غياب النظام العام فى مصر ولكن سيادة القانون لا تتعلق فقط بالنظام العام ولكنها تعنى وجود منظومة من القواعد والطرائق المتفق عليها للمحاسبة التى تنطبق بالتساوى على الجميع، وأكدت الصحيفة أن فكرة القصاص لن تعالج مشكلة الانهيار التى تسود مصر منذ سقوط مبارك حيث إنها على غرار ظاهرة التحرش التى تحاول علاجها فى مجرد عرض للأزمة.
المصدر اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق