الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

كلام واضح الخروج الآمن

من المفارقات العجيبة التي تثبت ازدواجية الاخوان‏,‏ وتؤكد ان الحشود التي يجلبونها تحت دعاوي خادعة‏,‏ للاعتصام في رابعة‏,‏ او النهضه‏,‏ هي مجرد قطعان يتم حشدها لاستخدامها كورقة ضغط في المفاوضات الحالية لإنهاء الازمة‏.
ويستطيع المراقب ان يرصد خطابين في التعاطي الاخواني للازمة‏,‏ الاول حنجوري ينطلق يوميا مئات المرات من علي منصة رابعة‏,‏ ليؤكد علي عدم التراجع عن عودة الرئيس المعزول‏,‏ واعادة العمل بالدستور‏,‏ وعودة مجلس الشوري‏,‏ بينما الخطاب الثاني يطرح بصوت المهزوم‏,‏ وبانكسار المتلبس بجريمة خيانة الوطن‏,‏ في اروقة المفاوضات السرية في رابعة‏,‏ وفي غرف الحبس بطرة‏,‏ وعبر الاتصالات التليفونية علي مدار الساعة مع اطراف اجنبية واجهزة مخابراتية ملتمسا خروجا آمنا للمعزول‏,‏ والقيادات المتورطة في جرائم جنائية وسياسية‏,‏ ولعل ما تم تسريبه من معلومات تداولتها وسائل اعلام عالمية خلال الساعات الماضية حول تفاهمات تمت خلال المفاوضات التي تشارك فيها اطراف عربية وغربية بشأن الخروج الأمن يؤكد ان قادة التنظيم الاخواني الذين يشحنون في الشيوخ و العجائز والرجال ويتمترسون خلف الاطفال يبحثون عن مخرج من عقاب يلاحقهم‏,‏ وقصاص يطاردهم‏.‏
ولعل المفاجأة التي تنتظر المحتشدين في اعتصامي رابعة والنهضة‏,‏ انه عندما يتم التوصل الي اتفاق ما لن يجدوا امامهم اولئك الذين يقفون علي مدار الساعة علي المنصات يتمسحون في الشرعية‏,‏ ويدعون انهم يدافعون عن الشريعة ويزعمون انهم حماة الحرية‏,‏ وتلك ستكون نهاية الاخوان‏,‏ حينئذ سيكتشف هؤلاء الخديعة الكبري وحقيقة هذه الجماعة الفاشية التي لم تكن يوما تعمل من اجل الشرعية او الشريعة‏,‏ وربما تكون نذر هذا السقوط المتوقع لما تبقي من الجماعة قد بدت تلوح في الافق مع اعلان مجموعات من شباب الجماعة انشقاقها عن التنظيم‏,‏ والبدء في اجراءات سحب الثقة من المرشد الحالي وقادة التنظيم في محاولة لإنقاذ ما يمكن انقاذه‏.‏
وفي تقديري ان الجماعة الجديدة التي تولد حاليا علي يد المعتدلين والرافضين لنهج التنظيم الاخواني يمكن ان تكون شريكا في العملية السياسية التي تشهدها مصر حاليا‏,‏ خاصةاذا ما نجحت في اجراء مراجعات باتت ضرورية علي فكرة الجماعة وأدبياتها كجماعة دعوية لا تتورط في العمل السياسي‏.‏



المصدر الاهرام المسائي - 
بقلم:علي محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق