حذر كرسبن بلانت، عضو مجلس اللوردات البريطانى، من أن كارثة فى مصر قد تم تأجيلها وليس تجنبها، مشيراً إلى أنه لو لم تجد البلاد وسيلة لاستيعاب الإسلام السياسى، ودمجه داخل الديمقراطية، فإن النتيجة المحتملة ينبغى أن تقلق الجميع.
ويقول "بلانت"، فى مقاله المنشور بصحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء، إنه أمضى عدة ساعات فى محادثات مع المصريين من أنصار الرئيس السابق محمد مرسى، المعتصمين بالآلاف فى ميدان رابعة العدوية، ومعارضيه الذين أيدوا الإطاحة به من قبل الجيش.
وفى الخميس الماضى، كانت كل المؤشرات توحى بأن الشرطة والجيش يستعدان لفض الاعتصام بالقوة، واستعدت المستشفيات، وكانت القنوات التليفزيونية تعد المشاهدين لعمل وتفاصيل عملية عن استخدام مفرط للقوة، لكن بصباح الجمعة لم يحدث القمع الدموى المتوقع، على حد قول بلانت.
وأعرب الوزير البريطانى عن اعتقاده بأن ما أدى إلى تراجع الجيش عن ذلك هو الضغوط من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، لكن برغم ذلك تظل كل مكونات الحرب الأهلية الدموية قائمة، وهذه الكارثة تم تأجيلها وليس تجنبها.
ويتابع الكاتب، إنه لو تم قمع الإسلام السياسى بعنف، مع سقوط آلاف من القتلى والجرحى، فإن هذه ربما تكون البداية فقط. وتحدث عما حدث فى الجزائر فى التسعينيات من حرب أهلية أودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص، محذرا بأن الأوضاع فى مصر يمكن أن تكون أسوأ.
وعن موقف الغرب الليبرالى، يقول "بلانت"، إنه ليس أمامه خيارات مريحة، فالحتمية الفورية لتجنب الاحتمال المفزع بحدوث كارثة فى مصر، وهذا يعنى منع الجيش وحلفائه السياسيين من أخذ مصر إلى طريق الكارثة، وطالب بضرورة أن يوضح الغرب أن الفشل فى إيجاد طريقة للسماح للإسلاميين إلى الفضاء الديمقراطى هوببساطة أمر غير مقبول، مشددا على ضرورة عدم قمع الإخوان ومحاكمة قادتهم بتهم ملفقة، على حد قوله.
وختم "بلانت" مقاله قائلا، إن الفشل فى إيجاد طريقة لدمج الإسلام السياسى فى الديمقراطية، مهما كانت أيديولوجيته غير مريحة لليبراليين العلمانيين، سيعنى أننا لا نتقدم لهم بديل سوى إيجاد وسائل أخرى للتعبير.. وسيكون هذا عنيفا إلى حد ما بشكل لا مفر منه. وهذه القوى لديها تعبير فى بريطانيا أيضا، ونحن فى حاجة إلى دعم مكانهم فى الديمقراطية.. وخلص قائلا، إن المصالح الوطنية الغربية قائمة بالتأكيد فى مصر بغض النظر عن احتمال حدوث كارثة إنسانية فيهما وهوما يجب أن يشغل الغرب كله.
المصدر اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق