ما يحدث الآن في اعتصامي رابعة والنهضة تخطي كل الخطوط الحمراء والزرقاء علي نحو يهدد كيان الدولة وأمنها القومي ويستلزم فضهما بقوة القانون, خاصة أن استمرار هاتين البؤرتين الإرهابيتين في قلب العاصمة يقوض أركان الدولة.وينال من هيبتها ويجعلها في نظر الملايين الذين خرجوا استجابة لدعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي لتفويض الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب دولة رخوة وهشة لا يمكنها إعمال القانون في جماعة فاشية مسلحة تتاجر بالدين ودماء الأبرياء والأطفال والنساء.والجميع يعلم أن استمرار الاعتصام الهدف منه الخروج الآمن لقيادات الجماعة والمعزول وبالطبع لن يحدث هذا من وجهة نظرهم إلا بزيادة أمده وبالاستعانة بأسيادهم في أمريكا والعواصم الأوروبية للضغط علي الرئيس والحكومة الانتقالية ليتكرر من جديد سيناريو أربكان في تركيا وليظهر بعد سنوات مرسي آخر في ثوب جديد أسمه أردوغان يقيل جنرالات الجيش ويكمم الأفواه ويفض الاعتصامات بالقوة.ولعل حلم قيادات الإخوان ينحصر في الخروج الآمن بدون محاكمات ولو حدث هذا سنقع في هوة سحيقة, وسيستغل الإخوان مرة أخري ثالوث الفقر والجهل والطاعة العمياء ويقنعون قطعان البسطاء بأنهم كانوا ضحايا وأبرياء وسيصورون للعامة أن طوفان30 يونيو الذي أغرقهم لم يكن ثورة شعبية ولكنه انقلاب عسكري هدفه محاربة الإسلام ومنع تطبيق الشريعة.والحل من وجهة نظري فض اعتصامي رابعة والنهضة بقوة القانون لأن استمرار هذا الوضع أصبح كارثة بكل المقاييس وبات يحرم مواطنين آخرين من حقهم في الحياة دون خوف أو رعب ويكفي ما عاناه سكان منطقتي رابعة والنهضة علي مدار أكثر من شهر, علما بأن التاريخ لن يغفر لعصابات الظلام السياسي جرمها في حق مصر ولا في حق سكان رابعة والنهضة ولا في حق جامعة القاهرة التي كانت معقل المظاهرات ضد الاحتلال وللأسف الشديد هي الآن تحت احتلال عصابة لا تعرف دينا ولا وطنا ولا تحترم حرمة العلم.وأري أن تدخل الغرب أو السماح لأي قوي خارجية بلعب أي دور في المشهد المصري لن يكون في صالح أمن واستقرار البلاد, فالمعروف عن هذه الدول أنه لا يهمها سوي مصالحها وأنها تتلون كالحرباء وتأكل علي كل الموائد وتكيل بمكيالين تسمح بفض الاعتصامات بقوة القانون في بلدانها وتحاول بكل السبل حرمان مصر من حقها القانوني.
المصدر الاهرام المسائي -
بقلم:سلامة حربي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق