الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

كلام مباح مؤامرة أردوغان



اتضحت الآن الصورة‏,‏ وتكشفت أسباب الموقف المتشنج لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إزاء ثورة‏30‏ يونيو وإصراره علي وصفها بكل إبهارها بالانقلاب.
مع تجاهله للتفويض الشعبي الذي منحه عشرات ملايين المصريين الرافضين لحكم جماعة الإخوان المسلمين للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وتفويضه بمواجهة الإرهاب والعنف المحتملين يوم‏26‏ يوليو‏.‏
أطاح أردوغان بجنرالات المؤسسة العسكرية التركية وعلي رأسهم إلكر باشبوغ رئيس الأركان عندما أحال‏275‏ من كبار الضباط إلي المحاكمة بتهمة التخطيط للإطاحة بالحكومة إلي جانب عدد آخر من الصحفيين والمحامين والأكاديميين والسياسيين فيما يعرف بقضية أرغينيكون‏.‏
أردوغان كان قلقا طوال الوقت من جنرالات الجيش ذوي الخلفية العلمانية خشية تدبيرهم لانقلاب علي حكومته ذات التوجه الإسلامي المحافظ‏,‏ واضعا في اعتباره تاريخ المؤسسة العسكرية التركية في الانقلابات‏,‏ متجاهلا اختلاف السياق‏,‏ والفروق الكبيرة بين المؤسسة العسكرية المصرية ونظيرتها التركية‏.‏
ثورة‏30‏ يونيو التي أبهرت العالم ووضعت أسسا جديدة للديمقراطية‏,‏ تعتمد علي سحب الثقة من الرئيس من خلال المليونيات وليس عبرصناديق الاقتراع‏,‏ وتفويض وزير الدفاع للعبور بالبلاد إلي بر الأمان لتجنيب البلاد حربا أهلية مخيفة أزعجت أردوغان إلي الدرجة التي استعجل فيها المبادرة بتقليم أظافر مؤسسته العسكرية خشية انتقال العدوي للجيش التركي لإزاحة حكومته من السلطة‏.‏
أردوغان عندما تبني موقفا متشنجا من الثورة المصرية لم يكن يعبر عن قناعات حقيقية بعدم شرعية الثورة‏,‏ بقدر خوفه علي منصبه وعلي إنجازات حزب العدالة والتنمية من أن تتعرض لمصير مشابه لما تعرض له حلفاؤه من الأهل والعشيرة في مصر فسارع بالقضاء علي أي خطر محتمل من جانب الجيش حتي يضمن البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة تحت زعم المؤامرة المزعومة‏.‏ ولعل نفي باشبوغ للاتهامات المنسوبة إليه من التآمر مع شبكة سرية من وطنيين مغالين في الوطنية وعلمانيين بالتعاون مع الأمن ووصفه لها بـ الدراما الهزلية‏,‏ وتأكيده أنه لو كانت لديه الرغبة في إسقاط الحكومة لكان لجأ إلي سبل أخري بدلا من اللجوء إلي استخدام مواقع الانترنت‏,‏ تؤكد تهافت الاتهامات التي وجهت للجنرالات‏,‏ وأن المؤامرة المزعومة لزعزعة استقرار الحكومة ما هي إلا ذريعة للتصدي لموجة الانتقادات التي تواجهها حكومة أردوغان‏.‏ ومن هنا يتعين علي أردوغان التوقف فورا عن دس أنفه في الشأن الداخلي المصري ويحتفظ برأيه لنفسه‏,‏ وأن يهتم بمؤامرته علي النخبة العسكرية التركية التي تعد انقلابا مدنيا علي الجيش التركي‏.‏



المصدر الاهرام المسائي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق