الجمعة، 9 أغسطس 2013

ساينس مونيتور: الافتقار للخبرة وعدم احتواء المعارضة وراء فشل حكم الإخوان.. ومستقبل الإسلام السياسى فى المنطقة أصبح غامضا.. "عنانى": الجماعة بدلا من محاولة إصلاح مؤسسات الدولة الفاسدة حاولت "ركوبها"

فى الوقت الذى يزعم فيه الإسلاميون الذين وصلوا إلى السلطة فى مصر وتونس فى أعقاب ثورات 2011، أن إخفاقهم يرجع إلى حجم التحديات التى واجهوها، والتى كانت أكبر من أن يتم معالجتها على وجه السرعة، وما يعد صحيحا فى جانب منهم نظرا للأزمات الاقتصادية الطاحنة وصراعهم مع الدولة العميقة، يعتقد العديد من النقاد الذين التقت بهم صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أنهم مسئولون عن ذلك الفشل نظرا للأخطاء التى اقترفوها، والتى كان من أبرزها افتقار الجماعة للخبرة والشفافية نظرا لعملهم السرى لفترات طويلة، بالإضافة إلى رغبتهم المتسرعة فى تمكين أعضاءهم وعدم قدرتهم على احتواء سواء المعارضة، أو ما يسمى بالدولة العميقة.
فى البداية أكدت الصحيفة أن الأحزاب الإسلامية وصلت إلى السلطة فى لحظة تغير اجتماعى واقتصادى وسياسى، كما لم يكن لديها أية خبرة فى الحوكمة خاصة فى ظل ذلك القدر من الاضطرابات، وبالرغم من التحديات التى واجهتها تلك الأحزاب، يعتقد العديد من النقاد أن حزب الحرية والعدالة فى مصر وحزب النهضة فى تونس اقترفا أخطاء إستراتيجية أضعفت قبضتهم وأدت إلى سقوطهم. 
وفى هذه اللحظة فيما تحاول جماعة الإخوان المسلمين إعادة الرئيس محمد مرسى إلى السلطة، فإن الطريقة التى ستتعامل بها مصر مع تلك المحاولات ستكون لها تداعيات ليست فقط على الديمقراطية الوليدة فى مصر، ولكن أيضا على الخارج خاصة بالنسبة لتونس وحزب النهضة الذى يواجه أيضا حركة معارضة جديدة؛ فيقول خليل عنانى، الباحث المختص بالحركات الإسلامية فى جامعة دورهام والذى قضى الصيف فى مصر: "إن سقوط جماعة الإخوان يمكن أن يمثل نقطة تحول للإسلام السياسى فى المنطقة؛ فمستقبله غامض وسوف يعتمد على شىء واحد، استعداد النظام الجديد فى مصر تضمينهم وبناء ديمقراطية حقيقية فى مصر. فإذا لم يحدث ذلك ستكون العواقب وخيمة سواء بالنسبة لمصر، أو المنطقة أو العالم بأسره".
وأضافت الصحيفة أن خروج الجماهير ضد مرسى كان يرجع فى جانب منه إلى اعتقادهم بأن جماعة الإخوان كانت تحاول الهيمنة على السلطة، بالإضافة إلى أنها لم تف بوعودها بالحد من تمثيلها البرلمانى ومشاركتها فى السباق الرئاسى".
وبالرغم من أن حزب النهضة فى تونس حاول الالتزام بمقاربة أكثر شمولية إذ أنه يترأس تحالف يتكون من حزبين علمانيين يهيمنون على الجمعية التأسيسية التى تضع الدستور الجديد، وبالرغم من استعداده الدائم إلى التوصل إلى تسويات سياسية، وإحجامه عن ذكر الشريعة فى الدستور الجديد، فإن شعبيته كانت تتراجع نظرا للأزمة الاقتصادية والمخاوف الأمنية.
وتحاول الأحزاب العلمانية فى تونس السير على خطى مصر، وبالرغم من أن هذا النزاع مازال سلميا فإنه يمكنه عرقلة التحول الديمقراطى فى تونس.
ولكن المحللون يرون أن هناك عددا من العوامل ساهم فى الوصول إلى تلك النتيجة حيث كانت هناك تحديات حقيقية، إذ إن اقتصاد كلا البلدين كان يعانى من أزمة طاحنة خاصة بعد هروب المستثمرين الأجانب وكذلك السائحين من كلا البلدين.
كما سادت حالة من الاستقطاب السياسى العنيف ولكن كلا الحزبين اقترف أخطاء كان يمكن تجنبها، فنظرا لعدم الخبرة والتردد، لم يتمكن زعماء تونس الجدد من إجراء الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، وذلك وفقا لما قاله جاكوب كولستر، مدير شمال أفريقيا ببنك التنمية الأفريقى، فقد فشلوا فى إعادة صياغة قانون الاستثمار الذى كان قد سنه زين العابدين بن على، كما قدمت الحكومة العديد من الإجراءات السريعة مثل زيادة الأجور وتعهدت بوعود تنموية مستحيلة.
ومن جهة أخرى، فقد لجأ حزب النهضة وحزب الحرية والعدالة إلى وضع أعضائه فى كافة المناصب رغم افتقارهم للخبرات الضرورية للحكم، والتى ترجع فى جانب منها إلى وجودهم فى السجن لفترات طويلة، كما كانت جماعة الإخوان المسلمين التى اعتادت العمل كتنظيم سرى تفتقر إلى الشفافية التى تعد أمرا أساسيا بالنسبة للحزب الحاكم، فيقول أحمد حسنى، من الجماعة الإسلامية: "إنهم لم يتمكنوا من التغلب على أيديولوجيا إبقاء كافة الأشياء سرا والعمل تحت الأرض، فقد كان ذلك حاجزا كبيرا بينهم وبين الناس".
ويقر الدكتور عنانى بأن جماعة الإخوان كانت تفتقر إلى المهارات اللازمة للتعامل مع الوضع المعقد فى البلاد، ولكنه أكد أنها كانت تشهد أيضا مقاومة قوية من الدولة العميقة ومؤسساتها، ومن جهة أخرى يرجع الدكتور شاهين إخفاق الجماعة فى جانب منه إلى فشل مرسى فى الهيمنة على الثورة المضادة، مشيرا إلى أنه إذا كان قد قام بالحد من حركة الفلول فى وسائل الإعلام، كان ليستمر فى الحكم.
ومن جهة أخرى، أضاف عنانى أن الجماعة بدلا من محاولة إصلاح مؤسسات الدولة الفاسدة حاولت ركوبها، فكانت كمن يركب فهدا ولا يستطيع التحكم به حتى تمكن الفهد من الإمساك به وأكله حيا، فيما يعتقد نادر بكار، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، أن الإخوان أضاعوا فرصة احتواء من ساندوا مرسى فى مقابل الفريق أحمد شفيق. 



المصدر اليوم السابع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق